فيما يواصل الحوثيون احتجاز بن مبارك ..الزياني: الاختطاف يتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإسلامية.. بنعمر: الحادثة تقوض العملية السياسية وتزيد الوضع تعقيدا

> صنعاء «الأيام»

> ** تواصل اللجان الشعبية المسلحة التابعة لجماعة الحوثيين “أنصار الله”، ولليوم الثاني على التوالي احتجاز الدكتور احمد عوض بن مبارك، مدير مكتب رئيس الجمهورية، بعد أن اختطفته تلك اللجان أمس لتدخل البلاد في أزمة جديدة.
وتشهد العلاقة بين الرئيس هادي وجماعة أنصار الله التي تسيطر عسكريا وامنيا على صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية تشهد أزمة برزت بشكل جلي بعد توزيع مسودة الدستور الجديد التي اعتبرته الجماعة بأنه “يخدم أجندات خارجية تريد تقسيم البلاد إلى كانتونات متقاتلة”.
ولم تتوفر أية مؤشرات بقرب إنهاء هذه الواقعة التي نددت بها جميع القوى والمكونات السياسية والأوساط الاجتماعية والشعبية التي رأت أن هذا العمل يتعارض مع مسيرة العمل السياسي السلمي باليمن ومصلحة الوطن العليا، مؤكدة بأن القضايا الخلافية ينبغي معالجتها بالحوار، مطالبة جماعة الحوثيين بالإفراج الفوري عن بن مبارك ودون قيد أو شرط .
وإزاء واقعة اختطاف بن مبارك التي تدخل يومها الثاني، أفاد مصدر إعلامي حكومي بأن مجلس الدفاع الوطني عقد أمس بصنعاء، اجتماعا استثنائيا استعرض خلاله الرئيس هادي، مستجدات الأوضاع الأمنية بكل صورها والتطورات الراهنة على مختلف مستوياتها.
وبحسب وكالة أنباء “سبأ” الرسمية، أكد الرئيس هادي خلال الاجتماع على ضرورة اضطلاع الجيش والأمن بمسئولية حفظ الأمن في صنعاء والحرص الكامل على عدم الانجرار الى عودة الاقتتال والمتاريس بداخلها أو في غيرها من المحافظات وذلك من اجل الحفاظ على السكينة واستتباب الأمن من الاختراقات التي تتكرر هنا وهناك.
وشدد هادي على أهمية حسن الأداء والالتزام الكامل بالعمل وفقا لأسس وقوانين الأمن وبما يرسخ الأمن والسكينة العامة، مطالبا القادة بالتنسيق المشترك بما يحقق الأهداف المرجوة وإزالة الاحتقانات وحماية المصالح العامة وبث الاطمئنان لدى المواطن.
**على السياق نفسه واصل اللقاء الوطني الموسع للشخصيات السياسية واعضاء مجلسي النواب والشورى والحكومة من ابناء المحافظات الجنوبية أمس ولليوم الثاني على التوالي اجتماعاته بصنعاء للوقوف امام حادثة اختطاف بن مبارك.
وتميز اجتماع أمس بحضور شخصيات سياسية واجتماعية وقبلية تمثل عددا من المناطق والمحافظات اليمنية ومنها خولان، البيضاء، الحديدة، مأرب، تعز وحجة الذين أكدوا وقوفهم إلى جانب إخوانهم في المحافظات الجنوبية ومساندتهم لكل الخطوات التصعيدية التي يقومون بها.
وعبر الحاضرون عن استنكارهم وإدانتهم لعملية الاختطاف الإجرامية التي تعرض لها الدكتور بن مبارك، مطالبين الدولة وأجهزتها المختصة بأن تقوم بدور حاسم بهذه القضية وكل القضايا المتعلقة بأرواح المواطنين، وبسط نفوذها على كافة أراضيها.
كما طالب المشاركون في اللقاء الوطني الموسع جماعة أنصار الله باحترام مبدأ الشراكة التي يتحدثون عنه والإفراج الفوري عن الدكتور أحمد عوض بن مبارك، محملين الجماعة تداعيات ذلك.
وأكد المشاركون في اللقاء بأنهم سيبقون في حالة انعقاد دائم، مثمنين استجابة أبناء شبوة والمهرة للخطوات التصعيدية التي دعا إليها اللقاء الوطني الموسع في بيانه يوم أمس وكل التحركات التصعيدية الجارية في بقية المحافظات الجنوبية.
**الى ذلك أفادت مصادر محلية بمحافظة شبوة بأن جميع الشركات النفطية العاملة بالمحافظة أوقفت عملياتها تنفيذا لقرار التصعيد الذي دعا إليه أبناء شبوة والمحافظات الجنوبية احتجاجا على إقدام مسلحين يتبعون جماعة الحوثيين على اختطاف مدير مكتب رئاسة الجمهورية احمد عوض بن مبارك.
ونقلت قنوات فضائية عربية عن مسئول رفيع بمحافظة شبوة مسقط رأس بن مبارك ان الشركات النفطية في المحافظة اوقفت “طوعيا” عملها في بجميع أنحاء المحافظة، مشيرا الى أن هناك اجراءات تصعيدية أخرى في طريقها للتنفيذ في حال تعنت جماعة الحوثيين وإصرارهم على عدم إطلاق سراح بن مبارك.
من جهة أخرى واستجابة لدعوة اللقاء الوطني الموسع لأبناء المحافظات الجنوبية الذي انعقد السبت بصنعاء شهدت محافظة شبوة امس عصيانا مدنيا شمل جميع المرافق والمؤسسات الحكومية التي أغلقت أبوابها من الصباح الباكر حتى فترة الظهيرة.
وقد واصلت العديد من المكونات والشخصيات السياسية على المستويين المحلي والخارجي ولليوم الثاني على التوالي إصدار بيانات التنديد بحادثة الاختطاف التي تعرض لها الدكتور احمد عوض بن مبارك مدير مكتب رئاسة الجمهورية، ونوردها في ما يلي:
**دان الدكتور عبداللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بشدة اختطاف مدير مكتب رئيس الجمهورية ـ الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، مشيرا الى ان الدكتور أحمد له دور وطني محمود ومخلص في العملية السياسية السلمية باليمن.
وأوضح الزياني أن هذا العمل يتنافى مع جميع القيم والمبادئ الأخلاقية والإسلامية ويتعارض مع المصلحة الوطنية العليا لليمن، داعيا جميع القوى السياسية اليمنية إلى الالتزام بنبذ العنف والعمل على تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة الوطنية.
وشدد الدكتور الزياني في الوقت ذاته على ضرورة مواصلة العملية السياسية بما يؤدي إلى إقرار الدستور الجديد وإجراء انتخابات حرة نزيهة تحقق للشعب اليمني تطلعاته وآماله، داعيا المجتمع الدولي الى دعم العملية السياسية في اليمن، والنظر في تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالوضع في اليمن وتحمل مسئولياته تجاه أي فئة أو جماعة يمنية تعرقل مسيرة العميلة السياسية باليمن.
**من جانبه دان السيد جمال بنعمر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص الى اليمن، عملية اختطاف الدكتور أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب رئيس الجمهورية من قبل جماعة انصار الله.
وفي تصريح نشره مكتبه بصنعاء أعرب بنعمر عن قلقه حيال اللجوء إلى مثل هذه الأساليب التي تقوض العملية السياسية وتزيد الوضع تعقيدا وتهدد بتصاعد وتيرة العنف، مطالبا جماعة أنصار الله بإطلاق سراح بن مبارك على الفور.
وأكد بنعمر أن الخلافات السياسية لا تحل إلا من خلال الحوار والعمل السياسي، داعيا جماعة أنصار الله والأطراف السياسية كافة الى أن تحافظ على الطابع السلمي للعملية الانتقالية صونا لاستقرار اليمن وسلامته.
**أما جامعة الدول العربية فقد دانت بشدة عملية الاختطاف التي تعرض لها مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور احمد عوض بن مبارك، معتبرة هذه الحادثة بادرة خطيرة تستهدف استقرار اليمن ووحدته الوطنية وتعمل على تقويض العملية السياسية وتدفع بالبلاد نحو مزيد من التدهور.
وفي بيان له صدر أمس طالب نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، بإطلاق الدكتور بن مبارك فورا، مؤكدا على ضرورة ان تلتزم المكونات السياسية كافة بنبذ العنف والاحتكام الى الحوار والوسائل السلمية لحل الخلافات السياسية، مشددا على أهمية العمل على تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة التي تشكل جميعها الأساس الحقيقي لأمن واستقرار البلاد.
ودعا نبيل العربي القوى السياسية باليمن الى الوقوف بجانب الجهود المخلصة والوطنية التي يبذلها الرئيس هادي ومساعيه الجادة لإنجاز ما تبقى من مراحل العملية السياسية، وصولا الى إقرار الدستور الجديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحقق للشعب اليمني تطلعاته وآماله.
**وعبر التجمع اليمني للإصلاح عن استنكاره الشديد وقلقه العميق من حادثة اختطاف الدكتور بن مبارك، داعيا جماعة الحوثي الى سرعة إطلاقه دون قيد او شرط.
وفي بيان لها أصدرته أمس أكدت الأمانة العامة لتجمع الإصلاح، بهذا السياق، ان هذه الممارسات تتنافى كلياً مع النهج السلمي الذي أجمع عليه اليمنيون، وتنادي به بكل مكوناتهم السياسية المختلفة.
وطالب البيان كل المكونات السياسية وفي المقدمة رئيس الجمهورية بتحمل المسؤولية ووضع جدول زمني لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وبنود اتفاق السلم والشراكة، منعاً لانزلاق الأوضاع إلى متاهات الفوضى.
وأوضح البيان بأن الوضع لم يعد يحتمل التسويف، ولا يساعد على الخروج من حالة التأزم التي تمر بها البلاد، بل يزداد تعقيدا ما لم يستشعر الجميع مسؤوليتهم الوطنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى