الطريق الاسفلتي بين منطقتي العند وكرش.. حفريات وتشققات تتسبب في تزايد الحواث وتكشف فساد الجهات المنفذة

> استطلاع/ عنتر الصبيحي

> زادت في الأشهر الأخيرة من السنة الماضية نسبة الحوادث المرورية على الخط العام والواقع بين مثلث العند وكرش الصبيحة نتيجة لسوء الخط الأسفلتي المليء بالحفر والتي تكشف مدى تلاعب الشركات المقاولة التابعة لوزارة الأشغال العامة وتجردها من الأمانة في المشاريع التي تتولى تنفيذها، والاكتفاء بعملية الترقيع الإسعافية والتي تنفق في سبيلها أموال طائلة بعيداً عن إيجاد الحلول الجذرية لها بإزالة الخط وإعادة سفلتته من جديد، الأمر الذي يكشف مدى التلاعب بالأموال الخاصة بمشاريع الدولة للمصالحة الخاصة نتيجة لغياب الرقابة والمحاسبة على تلك المشاريع.
وتعد منطقة الدكم من أكثر المناطق التي تعاني من سوء الخط الإسفلتي والذي أضحى خط مليئاً بالحفر وكثيراً منه ترابياً بعد أن أزيل عنه الأسفلت وهو ما جعله من أكثر الأمكنة حصداً للحوادث المرورية لاسيما للسائقين غير العارفين بطيعة الخط السيئة.
المرور فاروق
المرور فاروق
رجل المرور فاروق أحمد هزاع بمرور مديرية القبيطة أوضح لـ«الأيام» جانب من الوضعية السيئة لهذا الخط بالقول: “لقد كُلفنا مع مجموعة من المهندسين بالنزول إلى هذه المنطقة لدراسة الطريق العام التي تحولت إلى طريق فرعي جراء الحفريات الكبيرة، وقد قدمنا للمهندسين شرحنا مفصلاً عن المخاطر المحدقة بالطريق وماتسببه من حوادث مرورية حصدت العديد من الأرواح”، مضيفاً “هناك أماكن أخرى توجد فيها حفريات ونحن بدورنا قمنا بحصرها أبرزها في الدكم رون محصوص، رون الكسارة، والحويمي بكرش، وركب ثرة بالشريجة، حوادث راح ضحيتها خلال الأشهر القليلة الماضية الكثير توزعت ما بين 9 حوادث تصادم، و9 حوادث إنقلاب، وحالة دهس واحدة، نتج عنها 13 حالة وفاة، و37 مصاباً، في حين تقدر القيمة المادية بـ 12 مليون ريال يمني.

عدد من مالكي وسائل النقل والمواصلات طالبوا عبر «الأيام» مكتب وزارة الأشغال العام بالمحافظة بسرعة النزول إلى هذه المناطق التي والتي تعاني من سوء الطرقات والخطوط الأسفلتية المليئة بالحفر والتي تتسبب بوقوع حوادث مرورية بشكل يومي، ومستغربين في الوقت نفسه إلى تقاعس الجهات المعنية في المحافظة تجاه توجيهات المحافظ والقاضي باعادة سفلتت الخط في هذه المناطق.
**الفساد وأعمال سمسرة**
علاء أمين
علاء أمين

السائق علاء أمين جازم أعاد رداءة وضعف الطرقات الأسفلتية إلى غياب الأمانة من الجهات المنفذة وعدم وجود رقابة عليها من الجهات ذات العلاقة، وهو مايؤدي إلى سوء تنفيذ المشاريع والتي عادة تكون بعيدة عن المواصفات المطلوبة، مضيفاً “إن من شجع على التلاعب بهذا المشاريع لمصلحة الخاصة هو الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة وأعمال السمسرة، والضحية هو المواطن مالك السيارة أو المنتقل أو المار بهذه المناطق، والذين يسقطون بشكل يومي ما بين وفات ومصاب وكثير منهم يتعرض للإعاقة الدائمة، ولهذا نقول للجهات التخصصة إن المسؤلية تشريف لا تكليف ونصب ونهب وعبث بأموال هذا الشعب ومصالحة”.
**عدم الالتزام بالمقاييس المناسبة**
محمد حسن جوبح
محمد حسن جوبح

السائق محمد حسن جوبح من أبناء كرش قال لـ «الأيام» “إن السبب الرئيس في سوء الخط الأسفلتي والممتد من منطقة العند إلى كرش عائد إلى عدم التزام هذه المشاريع والخاصة بتعبيد الطرق بالمقاييس المطلوبة، الأمر الذي ينتج عنه تشقق هذه الطرق وانتشار الحفر فيها والمسببه لوقوع الحوادث المرورية بشكل مستمر”، موضحاً “أن المستفيد الوحيد من هذه المشاريع هي الجهات المنفذة والتي تجد عادة في هذه المشاريع فرصة سانحة لكسب الأموال وبطريقة غير شرعية، غير آبهة لفشل المشروع لعلمها اليقيني بدعم العقاب أو المحاسبة من قبل الجهات المشرفة أو المسؤلة عن تلك المشاريع”.
**متاجرة بالمشاريع العامة**

من يمر بهذه الطريق والرابط بين محافظتي عدن وتعز لن يجد فيه سوى الحفريات والمطبات الموزعة على طول الخط والتي تعكس مدى الفساد الكبير والاتجار بالمشاريع العامة من قبل أولئك المنفذين لهذا المشاريع الخاصة بسفلتة الطرقات في هذه المناطق، هذا ما بدأ به المواطن خالد أحمد حميدة حديثه لـ«الأيام» حول مشكلة الطريق الأسفلتي والرابط بين كرش والعند، مضيفاً “هذه الطريق إن صح التعبير أصبحت عنوان لكثرة عدد الحفريات والتي تكشف مدى الضعف وعدم التزام منفذي تلك المشاريع للمواصفات المطلوبة، بقدر التزامهم وتفكيرهم بكيفية ربح الأموال بأكبر قدر ممكن، ولهذا نطالب الجهات المعنية في المديرية والمحافظة بالقيام بواجبها باعادة تعبيد هذه الطريق المهمة واختيار المقاولين من أصحاب الكفاءة والأمانة حتى يضمن تنفيذ المشاريع بطريقة صحيحة، لتجنين المواطنين والمسافرين من مآسي الحوادث المرورية والتي باتت تحصد أرواح المواطنين بشكل يومي”.
أما السائق علي ناصر المجيدي فقال: “ الخطوط الاسفلتية في هذه المناطق أكبر دليل إثبات على فساد الجهات المنفذة وغياب الجهات الرقابية عليها”.
**عاطلون بلا عمل**
إن المار بمنطقة الدكم والواقعة بين منطقتي العند وكرش سيشاهد أمامه بضعة من الشباب العاطلين عن العمل يقومون بردم الحفر المتواجدة في الخط العام بالتراب لتقليل من مخاطرها على المارة للحصول على مبالغ رمزية تجود بها أيدي بعض أصحاب وسائل النقل والمواصلات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى