سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في رحاب الخالدين الفنانة فاتن حمامة .. رمز الفن المصري الأصيل والالتزام بآدابه وأخلاقه

> «الأيام» متابعات

> رحلت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة مساء السبت الماضي عن عمر (83 عاما)، إثر وعكة صحية، وتم نقل جثمانها إلى مدافن أسرتها في المنطقة نفسها.
ونعت الجامعة العربية رحيل “رمز من رموز الفن المصري والعربي الرفيع على مدار عصوره”.. وحضر التشييع جمع غفير من محبي الفنانة وعدد من الفنانين أبرزهم الممثلان المصريان محمود ياسين وحسين فهمي والممثلة المصرية إلهام شاهين.
ومن السياسيين، كان أبرز المشاركين الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، الذي قال في بيان: “كانت فاتن حمامة سفيرة فوق العادة لمصر وتراثها وقيمها وللمرأة المصرية، وكانت دائما تعبر عن أجمل ما فينا، وكانت تنشر الحب والجمال حيثما ذهبت”.
كما أصدر رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب بيانا أكد فيه أنه بغياب فاتن حمامة “فقد الفن الراقي أحد أعمدته الأساسية”.
وفي بيان نعاها فيه، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي: “إن فاتن حمامة سوف تظل رمزا من رموز الفن المصري والعربي الرفيع على مدار عصوره، وقيمة عظيمة ساهمت في تشكيل والارتقاء بالوعي العربي”.
وتابع: “إن اسمها سوف يقترن بتاريخ مصر الرائد في النهوض بالفنون بالوطن العربي”.
ونعت رئاسة الجمهورية المصرية مساء السبت الماضي الفنانة الراحلة “رمز الفن المصري الأصيل والالتزام بآدابه وأخلاقه”.
**فاتن حمامة .. في سطور**
ولدت فاتن أحمد حمامة في 27 مايو 1931 في السنبلاوين إحدى مدن الدقهلية في مصر، وذلك حسب سجلها المدني، ولكنها وحسب تصريحاتها تقول إنها ولدت في حي عابدين في القاهرة، وكان والدها موظفا في وزارة التعليم.
بدأت ولعها بعالم السينما في سن مبكرة عندما كانت في السادسة من عمرها عندما أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض في مدينتها، وكانت الممثلة آسيا داغر تلعب دور البطولة في الفيلم المعروض، وعندما بدأ جميع من في الصالة بالتصفيق لآسيا داغر واستنادًا إلى فاتن حمامة فإنها قالت لوالدها إنها تشعر بأن الجميع يصفقون لها ومنذ ذلك اليوم بدأ ولعها بعالم السينما.
وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم “يوم سعيد” (1940)، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثيل أمام محمد عبدالوهاب في فيلم “رصاصة في القلب” (1944)، ومع فيلمها الثالث “دنيا” (1946) استطاعت إنشاء موضع قدم لها في السينما المصرية وانتقلت العائلة إلى القاهرة تشجيعًا منها للفنانة الناشئة، ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل عام 1946.
**فاتن حمامة.. ويوسف وهبي**
لاحظ يوسف وهبي موهبة الفنانة الناشئة وطلب منها تمثيل دور ابنته في فيلم “ملاك الرحمة” (1946)، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة في حياتها وهي الميلودراما وكان عمرها آنذاك 15 سنة فقط، وبدأ اهتمام النقاد والمخرجين بها.. واشتركت مرة أخرى في التمثيل إلى جانب يوسف وهبي في فيلم “كرسي الاعتراف” (1949)، وفي نفس السنة قامت بدور البطولة في الفيلمين “اليتيمتين” و “ست البيت” (1949).
كما قامت بدور البطولة في فيلم “لك يوم يا ظالم” (1952)، واشترك هذا الفيلم في مهرجان (كان) السينمائي، وكذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج يوسف شاهين “بابا أمين” (1950) ثم في فيلم “صراع في الوادي” (1954) الذي كان منافسا رئيسيا في مهرجان (كان) السينمائي.
كذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج كمال الشيخ “المنزل رقم 13” الذي يعتبر من أوائل أفلام اللغز أو الغموض، وفي عام 1963 حصلت على جائزة أحسن ممثلة في الفيلم السياسي “لا وقت للحب” (1963).
**الزواج**

في عام 1947 تزوجت من المخرج عزالدين ذوالفقار أثناء تصوير فيلم أبو زيد الهلالي (1947)، وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائية قامت بإنتاج فيلم “موعد مع الحياة” (1954)، وكان هذا الفيلم سبب إطلاق النقاد لقب سيدة الشاشة العربية عليها.. وظلّت منذ ذلك اليوم وإلى آخر أعمالها “وجه القمر” (2000م) صاحبة أعلى أجر على صعيد الفنانات.
انتهت العلاقة مع ذو الفقار بالطلاق عام 1954 وتزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف.
**مشاهد سينمائية ولكنها حقيقة**
ترجع قصة لقائها بـ “ميشيل شلهوب” - اسم الشريف آنذاك - إلى اعتراضها على مشاركة شكري سرحان البطولة معها في فيلم “صراع في الوادي” الذي أخرجه “يوسف شاهين” الذي قام بعرض الدور على صديقه وزميل دراسته بكلية فيكتوريا بالإسكندرية، الفنان عمر الشريف، فوافقت على الممثل الشاب، وأثناء تصوير هذا الفيلم حدث الطلاق بينها وزوجها عز الدين ذو الفقار، يأتي هذا بسبب الغيرة الشديدة عليها.
ولأن الفنانة فاتن كانت مشهورة برفضها أي مشهد أو لقطة فيها قبلة اندهش الجميع على موافقتها بأداء اللقطة تحتوي على قبلة بين البطلين في فيلم “صراع في الوادي” مع عمر الشريف، وبعد الفيلم أشهر الأخير إسلامه وتزوج منها الشريف في 1955 بعد طلاقها من ذو الفقار في 1954 واستمر زواجهما إلى عام 1974.
**(الشريف) أسلم لله وسلم لها**
كانت كلمة “يهودي” عند المصريين خلال عام 1955، مرفوضة بكل حروفها ومعانيها، وفي تلك الأثناء انطلقت شائعات قوية أن فاتن حمامة سترتبط بالفنان عمر الشريف، والمعروف عنه آنذاك كونه “يهودي الديانة”، مع أنه في الحقيقة “مسيحي الديانة”، لكن أطلقت تلك الشائعة لتضخيم القضية لاستعداء الرأي العام ضده وضد نجمة مصر الأولى إن لزم الأمر، والهدف هو أن تتدخل السلطات المصرية وتطرد الشريف قبل إتمام زواجهما، وذلك بعدما رفضوا هذا الحب وعارضوه بشدة، فكيف تتزوج من رجل في غير ديانتها؟.
وعلى إثره أعلن “ميشيل شلهوب” “الشريف” اعتناقه الإسلام واحتفظ باسم عمر الشريف طوال حياته، وتعاطف الجمهور بشدة مع قصة الحبيبين، وتزوج عمر وفاتن عام 1955.
واشتركا في عدة أعمال سينمائية معا ليس كزوجين وإنما كصديقين أيضًا جمعت بينهما خلالها أفلام مثل “نهر الحب”، و “سيدة القصر”، و “صراع في الميناء”، و “صراع في الوادي”، و “لا أنام”، وكانت نتيجة هذه الزيجة أن أنجبت ابنها طارق.
**بداية نهاية قصة الحب التي هزت السينما المصرية**
في أوائل الستينيات قابل عمر الشريف المخرج العالمي دايفيد لين، الذي اختاره لبطولة فيلم “لورانس العرب” الذي يعد أول خطوات الشريف إلى العالمية، ولم يكن من السهل على الإطلاق إقناع زوجته الفنانة فاتن حمامة وأم ابنه الوحيد “طارق” بأن يتركها ويرحل إلى هوليوود بحثًا عن العالمية، وبقدر ما كان عشق عمر الشريف لزوجته بقدر ما كانت الصعوبة في محاولة إقناعها وقبولها الابتعاد عنه لسنوات طويلة وربما للأبد.
استطاع إقناعها بأسلوبه المعسول، وبالفعل اقتحم السينما العالمية بفيلميه “لورانس العرب” و “لا تنبذ دابة ضعيفة”، واستمر على مراسلتها باستمرار حتى يطمئنها، وخاصة من الفتيات الشقراوات اللاتي ينجذبن إلى أي “عصفور من الشرق”.
أدرك عمر مدى قلق زوجته وحينما وقّع عقد الفيلمين بعث إلى فاتن يطمئنها بأن تصوير الفيلم الأول سيكون لمدة عام ونصف في الصحراء، والفيلم الآخر سيؤدي به دور “قسيس”، مما اضطره إلى اتباع تعليمات المخرج والمكوث بدير فرنسي في الريف، حيث كان يعيش أجواء الرهبة والخشوع لأكثر من 3 أسابيع انقطع خلالها عن مباهج الدنيا.
تحدثت الفنانة فاتن حمامة عن علاقتها بزوجها الفنان عمر الشريف في حديث للتليفزيون المصري عام 1963 أوضحت فيه أن بعد المسافات لم تشكل مشكلة كبيرة بينهما، فهي سافرت إليه خلال تصوير فيلم “لورانس العرب”، وشاهدت عائلات كثيرة في نفس وضعها تشكو من عدم وجود الأزواج في المنزل بسبب التصوير، فهي مشكلة صنعة، ولا تستطيع أن تطالبه بالتخلي عن عمله، وهو أيضًا لن يطلب منها ذلك.. وأضافت أنها تستغل كل وقت فراغ لها لتسافر لتمضي بعض الوقت مع زوجها.
مرت السنوات وانتظرت فاتن عودة زوجها، ولكنه تمسك بالبقاء وراء حلمه المهني الذي رآه يتحقق في هوليود، وهي حاولت أيضًا أن تحقّق الشهرة، فمثلت فيلما بعنوان “رمال من ذهب” مع نجم فرنسي إلا أنه لم يكتب له النجاح، ويُقال إنها كانت على وشك اعتزال السينما بعد ذلك لإنقاذ زوجها إلا أن القدر شاء عكس ذلك، ووسط تمسك كل فرد بالبقاء في بلد معين استقرا على الطلاق في بداية السبعينيات، تحديدا عام 1974.
ولكن كان لـ “الشريف” رأي آخر، حيث قال في تصريحات صحفية عام 2011 إنه طلقها في عام 2005، قائلا في تصريحات لجريدة “الوفد”: “لم أطلق فاتن حمامة إلا منذ 6 سنوات فقط، حيث أكد أن فاتن لم ترد السفر معه ولا تحب العمل في أمريكا، فقلت لها “يا حبيبتي بصي إحنا مش هنتطلق ولا حاجة، أنا هسافر، ولو في يوم من الأيام حبيتي حد أو عايزة تتجوزي تاني كلميني في التليفون هبعتلك الورقة على طول، وكل الفترة دي وهي زوجتي ولم أطلقها إلا بعدين، وعمرنا أحنا الاثنين تخطى السبعين عامًا، حينما تعرفت هي على زوجها الحالي وأرادت الزواج منه”.
وطلبت من عمر ألا يتحدث عنها في وسائل الإعلام، وإن كان الشعور الدائم لدى جمهورها أن الألم الذي سببه لها الشريف مازال قائمًا، خاصة بعدما قالت بعض الأخبار التي لم يؤكدها أحد أو ينفيها حول أن السبب في الطلاق هو رفض عمر العودة إلى مصر، والاهتمام بعمله على حساب زوجته وبيته.
**مغادرتها مصر**
استنادا إلى مقابلة صحفية لها مع خالد فؤاد فإنها غادرت مصر من عام 1966 إلى 1971 احتجاجًا على ضغوط سياسية تعرضت لها، حيث كانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن، وكان السبب الرئيسي وعلى لسانها “ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلماً للسجن في منتصف الليل، وأشياء عديدة فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية”.
وقد تعرضت إلى مضايقات من المخابرات المصرية، حيث طلبوا منها التعاون معهم، ولكنها امتنعت عن التعاون بناءً على نصيحة من صديقها حلمي حليم الذي كان ضيفهم الدائم في السجون، ولكن امتناعها عن التعاون أدى بالسلطات إلى منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد تخطيط طويل.
أثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبدالناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين إقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبد الناصر بأنها “ثروة قومية”.
وكان عبد الناصر قد منحها وسامًا فخريًا في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاة عبد الناصر.. وعند عودتها بدأت بتجسيد شخصيات نسائية ذات طابع نقدي وتحمل رموزًا ديمقراطية كما حدث في فيلم إمبراطورية ميم (1972)، وحصلت عند عرض ذلك الفيلم في مهرجان موسكو على جائزة تقديرية من اتحاد النساء السوفيتي وكان فيلمها التالي “أريد حلا” (1975) نقدًا لاذعًا لقوانين الزواج والطلاق في مصر.
وبعد الفيلم قامت الحكومة المصرية بإلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن، وبالتالي سمحت بالخلع.
**الجوائز التقديرية**
- أحسن ممثلة لسنوات عديدة.
- شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة‏ عام 1999.
- جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين عام 2000.
- وسام الأرز من لبنان (1953 و 2001).
- وسام الكفاءة الفكرية من المغرب.
- الجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001.
- ميدالية الشرف من قبل جمال عبدالناصر.
- ميدالية الشرف من قبل محمد أنور السادات.
- ميدالية الاستحقاق من ملك المغرب الحسن الثاني بن محمد.
- ميدالية الشرف من قبل إميل لحود.
- وسام المرأة العربية من قبل رفيق الحريري.
- عضوة في لجنة التحكيم في مهرجانات موسكو وكان والقاهرة والمغرب والبندقية وطهران والإسكندرية وجاكرتا.
- شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت‏.
لها ما يقارب من 94 فيلما، بدأت أولها بفيلم “يوم سعيد” عام 1940، وآخرها “أرض الأحلام”.. وقد عملت مع معظم رواد الإخراج في مصر.
مسلسلاتها:
“ضمير أبلة حكمت”، أنتج عام 1991، لعبت فيه دور “حكمت”،
“وجه القمر”، أنتج عام 2000، لعبت فيه دور “ابتسام البستاني”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى