زعماء عرب يتوافدون على السعودية

> الرياض «الأيام» أ.ف.ب

> ودعت السعودية أمس الجمعة الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي توفي فجرا فيما وعد خليفته الملك سلمان بن عبد العزيز بمواصلة السير على نهج أسلافه.
واورد بيان ملكي ايضا ان الامير مقرن، وهو الاخ غير الشقيق للملك الراحل، بات وليا للعهد.
وسارع الملك سلمان بعيد مبايعته الى اعلان وزير الداخلية الامير محمد بن نايف وليا لولي العهد، حاسما بذلك مسألة انتقال الحكم في اسرة آل سعود الى الجيل الثاني، فمحمد بن نايف سيكون من حيث المبدأ اول ملك من ذلك الجيل.
وتوافد العشرات من المسؤولين العرب والاجانب الى العاصمة السعودية للمشاركة في جنازة الملك عبدالله الذي شيع جثمانه من جامع الامام تركي بن عبدالله حيث اقيمت صلاة الجنازة، الى مقبرة العود التي سبق ان دفن فيها عدد كبير من ملوك وامراء آل سعود، وذلك في مراسم شديدة البساطة.
ووري الملك عبدالله الثرى في لحد من دون شاهد بحسب التقليد السائد في المملكة، وذلك بحسب الصور التي بثها التلفزين السعودي.
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان

وحضر الموكب الجنائزي خصوصا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الى جانب زعماء دول الخليج، لاسيما اميري الكويت وقطر وملك البحرين وحاكم الشارقة ممثلا دولة الامارات وممثل سلطان عمان.
ويقدم السعوديون اعتبارا من مساء اليوم الجمعة البيعة للملك وولي العهد وولي العهد في قصر الحكم في الرياض.
واكد العاهل السعودي الجديد في اول كلمة له بعد اعتلائه سدة الحكم ان المملكة بقيادته ستستمر بالسير على نفس النهج الذي سار عليه اسلافه.
وقال الملك سلمان في كلمته التي عزى فيها الشعب السعودي بوفاة الملك عبد الله “سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تاسيسها على يد الملك عبد العزيز رحمه الله وعلى ايدي ابنائه من بعده رحمهم الله”.
واعتبر الملك سلمان ان الحكم في السعودية “امانة عظمى” شاء الله ان يحملها سائلا الله ان “يمدني بعونه وتوفيقه”.
ووعد الملك سلمان بان تستمر بلاده التي تحتضن الحرمين الشريفين، اقدس المقدسات الاسلامية، بالعمل على وحدة العرب والمسلمين.
وقال “ان الامة العربية والاسلامية احوج ما تكون الى وحدتها وتضامنها وسنواصل في هذه البلاد ... مسيرتنا بالاخذ بكل ما من شانه (ضمان) وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا امتنا”.
واعلن الديوان الملكي مبايعة وزير الداخلية الامير محمد بن نايف وليا لولي العهد فيما بات الامير مقرن ايضا رسميا نائبا لرئيس مجلس الوزراء، وهو منصب يشغله الملك نفسه.
كما اعلن الديوان الملكي تعيين الامير محمد بن سلمان نجل الملك وزيرا للدفاع خلفا لوالده ورئيسا للديوان الملكي.
واصدر الملك سلمان عددا من الاوامر الملكية التي تضمنت خصوصا اعفاء السكرتير الخاص للعاهل السعودي الراحل خالد التويجري من مناصبه، بما في ذلك منصب رئيس الحرس الملكي ومدير الديوان الملكي.
واحتفظ جميع اعضاء مجلس الوزراء الآخرين بمناصبهم.
والامير محمد بن نايف هو الرجل القوي في مجال مكافحة الارهاب ويحظى نظرا لجهوده هذه بتقدير دولي لا سيما من قبل الولايات المتحدة.
واشرف محمد بن نايف على جهود المملكة الناجحة نسبيا في الحرب على تنظيم القاعدة داخل المملكة.
وشهدت المملكة بين 2003 و2006 موجة من الهجمات الدامية التي نسبت الى تنظيم القاعدة، الا ان هذه الموجة انحسرت لدرجة كبيرة وبات تنظيم القاعدة يتحصن في اليمن المجاور مبقيا عينه على المملكة خصوصا.
والملك الجديد سلمان شغل مناصب رفيعة طوال العقود الماضية، لاسيما منصب امير منطقة الرياض ووزير الدفاع.
نقل الملك الراحل الذي يعتقد انه يناهز التسعين عاما الى المستشفى في وقت سابق هذا الشهر لتلقي العلاج من التهاب رئوي.
وذكر بيان النعي الرسمي ان الملك عبدالله “وافته المنية في تمام الساعة الواحدة من صباح أمس الأول الجمعة” (23,00 ت غ الخميس).
وبحسب البيان الملكي، فان ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز “تلقى البيعة ملكا على البلاد وفق النظام الاساسي للحكم. وبعد اتمام البيعة (...) دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد”.
واشار البيان الى ان “البيعة من المواطنين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولسمو ولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز ستبدأ بقصر الحكم في الرياض بعد صلاة العشاء”.
ودعا الملك سلمان المواطنين ايضا الى مبايعة الامير محمد بن نايف وليا لولي العهد.
وفي مارس 2014، عين الملك الراحل عبدالله اخاه غير الشقيق الامير مقرن وليا لولي العهد في خطوة غير مسبوقة تهدف الى تأمين انتقال سلس للحكم.

والملك عبدالله الذي ولد في الرياض ، هو الابن الثالث عشر للملك عبد العزيز، مؤسس المملكة، من اصل 45 ابنا.
وفي ظل حكم الملك عبدالله الذي اعتلى سدة الحكم في 2005، مارست السعودية دورا متعاظما على الساحة العربية، وعززت تحالفها مع الولايات المتحدة.
وانضمت السعودية مؤخرا الى الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.
وسارع الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الاشادة بالعاهل السعودي الراحل واصفا اياه بانه صديق امين وقائد “صادق” اتخذ قرارات شجاعة في عملية السلام بالشرق الاوسط.
وقال اوباما في بيان “كان دائما قائدا صادقا يتمتع بالشجاعة في قناعاته” متحدثا عن “صداقة حقيقية وودية”.
واضاف “عمل بلدانا معا في مواجهة العديد من التحديات وثمنت دائما وجهات نظر الملك عبدالله وقدرت صداقتنا الحقيقية والودية”.
واشاد اوباما ايضا ب”القرارات الشجاعة” التي اتخذها الملك عبدالله في اطار مبادرة السلام العربية من اجل حل النزاع العربي الاسرائيلي.
والعاهل السعودي الراحل هو الذي اطلق المبادرة العربية للسلام التي عرضت الدول العربية بموجبها سلاما شاملا مع اسرائيل مقابل انسحاب الدولة العبرية من الاراضي المحتلة منذ 1967 وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية فضلا عن التوصل الى حل تفاوضي لقضية اللاجئين.
وتمكن الملك عبدالله من تعزيز صورته كقائد قريب من الناس، كما اعلن عن تقديمات مالية واجتماعية ضخمة لشعبه مع اندلاع احتجاجات الربيع العربي التي تجنبتها المملكة بدرجة كبيرة.
وابدى الملك الراحل قلقا كبيرا ازاء صعود التيارات الاسلامية، وقد دعم بقوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للاخوان المسلمين.
ومن المتوقع ان يتابع الملك سلمان الى حد كبير السياسات التي ترسخت خلال عهد الملك عبدالله، في المجالين السياسي والنفطي، وكذلك في مجال ادخال اصلاحات سياسية واجتماعية غير جذرية الى المملكة المحافظة جدا.
وادخل الملك عبدالله المراة الى مجلس الشورى وحد نسبيا من سطوة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي بمثابة شرطة دينية.
وتعزز الوضع المالي والاقتصادي للمملكة في عهد الملك عبدالله، وباتت السعودية العضو العربي الوحيد في مجموعة الدول العشرين التي تضم اكبر اقتصادات في العالم.
الا ان المملكة ما زالت تتعرض لانتقادات في مجال حقوق الانسان لاسيما بسبب سجن معارضين، كما لكونها البلد الوحيد في العالم الذي لا يسمح للنساء بقيادة السيارات.
اما الملك سلمان، فلطالما اعتبر حكما بين اخوته في الاسرة الحاكمة، ويحسب له تحويل الرياض الى مدينة عصرية مزدهرة خلال فترة توليه أميرا عليها.
وطرحت خلال السنوات الاخيرة مخاوف بشان صحة سلمان، الا انه مارس مهاما كبيرة منذ ان اضطر الملك عبدالله الى الابتعاد عن الاضواء مؤخرا بسبب وضعه الصحي.
وولي العهد الجديد مقرن، هو رئيس سابق للمخابرات السعودية وكان مقربا جدا من الملك عبدالله.
والامير مقرن هو الاصغر بين ابناء الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة، وسيكون الملك الاخير مما يعرف بـ”الجيل الاول”.
**توالي التعازي بوفاة ملك السعودية ودول عربية تعلن الحداد**

توالت التعازي بوفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، حيث أعلنت عدد من الدول العربية الحداد وتنكيس الأعلام، وقطع ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مشاركتهما في مؤتمر دافوس في سويسرا للمشاركة في مراسم التشييع، ونعاه الرئيسان الأميركي والفرنسي وأمين عام الأمم المتحدة.
وأعرب الديوان الملكي الأردني في بيان عن “تأثر وحزن الملك عبدالله الثاني والأسرة الأردنية بهذا المصاب الجلل”، وأعلن الحداد في البلاط الملكي الهاشمي لمدة أربعين يوما اعتبارا من أمس الجمعة.
وأضاف أن الملك قطع زيارته إلى مدينة دافوس السويسرية حيث يشارك في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي ليتوجه إلى السعودية للمشاركة في تشييع جثمان الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وفي المنامة، أعرب بيان صادر عن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عن أن “الأمتين العربية والإسلامية فقدتا قامة كبيرة وقيادة تاريخية لم تتوان عن خدمة قضايا أمتها حتى آخر لحظة من حياتها”، وأعلن عن الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام في المملكة لمدة أربعين يوما.
بدوره نعى رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “زعيما من أبرز أبناء الأمتين العربية والإسلامية أعطى الكثير لشعبه وأمته ودافع عن قضايا العروبة والإسلام بصدق وإخلاص”، وأعلن الحداد في البلاد ثلاثة أيام اعتبارا من أمس الجمعة.
من جهته، نعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الملك السعودي، وأضاف في بيان أن “السعودية والأمة العربية فقدت زعيماً من أبرز أبنائها، طالما أعطى الكثير لشعبه وأمته”، وأكدت مصادر رئاسية أن السيسي سيقطع زيارته إلى سويسرا للمشاركة في جنازة الملك عبد الله.
كما نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الملك الراحل وأعلن الحداد في الأراضي الفلسطينية لمدة ثلاثة أيام، ونعاه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي متقدما “للأسرة المالكة والشعب السعودي بخالص العزاء”.
ونقلت وكالة الأناضول أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتوجه إلى الرياض لحضور جنازة الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأشارت إلى أن أردوغان سيغادر إثيوبيا -التي كانت محطته الأفريقية الأولى- صباح اليوم متوجها إلى الرياض، ثم يعاود جولته مساء اليوم متوجها إلى جيبوتي.
كما نعى الأزهر الشريف الملك الراحل وقال بيان صادر عن شيخه أحمد الطيب إنه “لا يمكن لأحد أن ينسى مواقف خادم الحرمين الشريفين حيال قضايا الأمتين العربية والإسلامية، التي تصب كلها في إيجاد مجتمع عربي إسلامي متضامن يسوده الحب والتعاون والسماحة”.
من جهتها أعربت جماعة الإخوان المسلمين في مصر -بتغريدة لها على تويتر- عن بالغ تعازيها للعائلة المالكة الحاكمة بالسعودية في وفاة الملك عبد الله.
دوليا وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الملك السعودي الراحل بالصديق الأمين والقائد الصادق، مضيفا أنه عمل مع الملك عبد الله في مواجهة العديد من التحديات، وأنه خلال سنوات حكمه بقيت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة حليفين سياسيين واقتصاديين، ووصف قرارات الملك عبد الله في إطار مبادرة السلام العربية بالشجاعة.
من جهته، أشاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند “بذكرى رجل دولة ميز العمل الذي قام به تاريخ بلاده بشكل كبير”.
ووصف رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر الملك عبد الله بأنه كان “مدافعا شرسا عن السلام في الشرق الأوسط”، وبأنه كان حريصا على تنمية بلده والاقتصاد العالمي.
كما نعى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الملك السعودي مشيدا بإسهاماته الكبيرة في تنمية المملكة وجهوده في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية وتعزيز الحوار بين الأديان في العالم.
وكان التلفزيون السعودي أعلن في بيان صدر عن الديوان الملكي وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود فجر أمس الجمعة. كما أعلن مبايعة ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز ملكا للبلاد، والأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد.
**الملك سلمان يتمسك بوحدة الصف وخدمة الشعب**
وأكد الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز اليوم الجمعة في أول كلمة له بعد توليه الحكم أنه سيظل متمسكا بالنهج الذي سارت عليه الدولة السعودية منذ تأسيسها.
وقال في الكلمة التي نقلها التلفزيون الرسمي إنه سيظل متمسكا “بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله وعلى أيدي أبنائه من بعده رحمهم الله ولن نحيد عنه أبدا”.
كما نعى الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، قائلا “إنه أمضى حياته مبتغيا طاعة ربه، وإعلاء دينه، ثم خدمة وطنه وشعبه، والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية”.
وتعهد أيضا في كلمته بخدمة بلاده وحمايتها من أي أذى، كما دعا إلى التضامن الدول العربية والإسلامي،ة قائلا “إن أمتنا العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها”، مؤكدا أن بلاده ستحرص على “كل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا.
**استمرارية في الدبلوماسية السعودية**
وستتابع المملكة العربية السعودية بعد انتقال الحكم الى الملك سلمان سياساتها الاقليمية نفسها لاسيما لجهة الحزم ازاء تيارات الاسلام المتطرف والانفتاح على جيرانها في المنطقة التي تشهد تغيرات.
وفي اول كلمة وجهها بعد اعتلائه سدة الحكم اكد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود انه سيستمر بالسير على النهج الذي سار عليه الملك المؤسس عبدالعزيز وابناؤه الملوك الخمسة من بعده.
وقال الخبير الاميركي المتخصص في الشؤون الخليجي فريديريك فيري “لا اتوقع تغيرات كبيرة”.
واضاف فيري لوكالة فرانس برس ان آل سعود “يتشاركون النظرة ذاتها للعالم والاختلافات بينهم قد تكون بسيطة حول مسائل استراتيجية وتكتيكية”.
وتوقع الخبير خصوصا استمرار التعاون بين السعودية والولايات المتحدة في مجال مكافحة الارهاب وتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على اراض واسعة في العراق لاوسوريا.
وقال فيري ان “المسار العام للعلاقات الاميركية السعودية خصوصا في موضوع الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية يفترض ان يبقى صلبا الى حد كبير”.
ورأى فيري ان ولي العهد الامير مقرن “قد يطلق برنامجا للاصلاحات لكن يجب الانتظار حتى يصبح ملكا لتقييم تجربته”.
من جانبه، قال المحلل الكويتي عايد المناع ان “السعودية هي حليف للغرب وهي في نفس الوقت بلد ذات توجه اسلامي.. ليس من المتوقع ان تتغير سياستها الخارجية في المضمون ولو ان الاسلوب يمكن ان يختلف بين قائد وآخر”.
واضاف المناع انه في الاجمال تقيم المملكة “علاقات براغماتية مع الغرب” حتى ولو ان العلاقات بين الرياض وواشنطن تمر باضطرابات منذ ان بدات الاخيرة خطوات انفتاح على ايران.
وتنظر السعودية بعين الريبة الى تقارب الغرب مع ايران، غريمتها الشيعية الكبيرة في المنطقة، وهي ستبقى بحسب المناع “حازمة ازاء جارتها المتهمة بالتدخل بشؤون العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن”.
**زعماء عرب يتوافدون على السعودية**

توافد زعماء عرب على السعودية أمس الجمعة (23 يناير ) لتشييع جثمان العاهل السعودي الملك عبد الله الذي توفي في وقت مبكر من صباح اليوم.
وكان من أوائل الزعماء الذين وصولوا إلى مطار الرياض الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح حاكم الكويت وابراهيم محلب رئيس الوزراء المصري والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر.
وحكم الملك عبد الله السعودية كملك منذ عام 2005 لكنه كان الحاكم الفعلي للبلاد خلال عشر سنوات قبل هذا بعد أن أصيب سلفه الملك فهد بجلطة.
وكان عدد آخر من الزعماء العرب يحضرون المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا لكنهم غادروا مبكرا لحضور الجنازة في وقت لاحق اليوم الجمعة بينهم العاهل الأردني الملك عبد الله.
**انتقال للحكم في السعودية في ظل خيارات نفطية صعبة**
تأتي وفاة الملك عبد الله في فترة حساسة جدا بالنسبة للقطاع النفطي السعودي اذ تحاول المملكة جاهدة ان تحافظ على دورها القيادي في صناعة تتغير بسرعة.
ومنذ مطلع الالفية، استثمرت السعودية عشرات مليارات الدولارات لكي تصبح الدولة الوحيدة التي تملك فائضا في القدرة الانتاجية يقدر بثلاثة ملايين برميل.
وقامت المملكة في الفترة نفسها برفع قدرتها في مجال التكرير الى حوالى خمسة ملايين برميل يوميا وبتطوير قطاع الغاز الطبيعي.
ورفعت السعودية انتاجها اليوم من ثمانية ملايين برميل يوميا في 2011 الى 9,6 مليون برميل لتغطية النقص من دول منتجة اخرى في منظمة الدولة المصدرة للنفط (اوبك) تشهد اضطرابات لاسيما ايران والعراق وليبيا ونيجيريا.
ولا يبدو ان السعودية مستعدة للتخلي عن هذا الانتاج الاضافي.
وسمح الانتاج والاسعار المرتفعة للسعودية بتكوين تحوطات مالية ضخمة تقدر ب750 مليار دولار، الا ان المملكة تبقى معتمدة بشكل كبير على عائدات الخام التي تمثل 90 بالمئة من عائداتها العامة.
وتملك السعودية ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم يقدر ب266 مليار برميل، كما انها صاحبة خامس اكبر احتياطي من الغاز يقدر بتسعة الاف مليار متر مكعب.
ولكن بعد عقد ممتاز من العائدات المرتفعة، تجد السعودية نفسها حاليا في معركة من اجل الحفاظ على حصتها من السوق وموقعها القيادي في سوق الطاقة في مواجهة المنتجين من خارج اوبك والمنتجين غير التقليديين لاسيما منتجي النفط الصخري في اميركا الشمالية.
كما تواجه السعودية تحديات من داخل اوبك نفسها.
وقررت اوبك تحت تاثير السعودية وباقي دول الخليج في تشرين الثاني/نوفمبر الابقاء على مستويات الانتاج من دون تغيير بالرغم من تراجع الاسعار، ما دفع السوق باتجاه مزيد من الانخفاضات الحادة غير المسبوقة منذ الازمة المالية العالمية في 2008.
وخسرت اسعار الخام اكثر من نصف قيمتها منذ يونيو.
وللمرة الاولى منذ اربعة عقود، رفضت الرياض التي تضخ عشر الامدادات النفطية العالمية يوميا، ان تلعب دورها التقليدي كمهدئ للسوق، مشددة على ان قرارها اقتصادي بحت وليس سياسيا.
ودافع وزير النفط السعودي علي النعيمي الذي يشغل منصبه البالغ الاهمية منذ عشرين سنة، عن سياسة المملكة ووعد بعدم تخفيض الانتاج حتى ولو بلغت سعر برميل النفط مستوى 20 دولارا.
وقال النعيمي في مقابلة مع نشرة ميس الاقتصادية في ديسمبر “اذا خفضت الانتاج، ماذا سيحصل بحصتي في السوق؟ السعر سيرتفع وسيستولي الروس والبرازيليون ومنتجو النفط الصخري الاميركي على حصتي”.
ولا يتوقع الخبراء حصول اي تغيير في سياسة السعودية في هذا المجال. وقال كبير المحللين في معهد كارنيغي فريديريك ويري لوكالة فرانس برس “اتوقع الاستمرارية” في السياسة النفطية للمملكة.
واضاف “ان السياسة النفطية السعودية تضعها مجموعة من التكنوقراط ولا ارى ان الملك الجديد سيغير ذلك”.
من جانبه، صرح جان فرنسوا سيزنيك الذي يدرس في جامعة جورجتاون والخبير في مجال النفط الخليجي، انه يتوقع ان تحارب الرياض بشراسة من اجل الحفاظ على تفوقها. وقال “ان السعودية ستنافس بقوة من اجل حماية موقعها القيادي في اسواق النفط”.
ولكن مستقبل سوق الطاقة يسوده الكثير من الغموض لا سيما بسبب السياسة السعودية واساسيات السوق المتغيرة بشكل جذري، فضلا عن قرار منظمة اوبك.
وقال النعيمي في مقابلته مع نشرة ميس “قد يتطلب الامر سنة او سنتين او ثلاث. لا نعرف ماذا سيحصل في المستقبل. الا ان ما هو مؤكد هو ان المنتجين بكفاءة عالية سيحكمون السوق في المستقبل”.
وبين 2005 والعام الماضي، خفضت الولايات المتحدة وارداتها النفطية من 12,5 مليون برميل من الخام يوميا الى حوالى خمسة ملايين برميل، وذلك بشكل اساسي بسبب ارتفاع انتاج النفط الصخري محليا.
وخفضت الولايات المتحدة وارداتها من الشرق الاوسط وافريقيا واميركا الجنوبية ورفعت وارداتها من كندا.
وقال سيزنيك “لا شك ان المؤسسة النفطية السعودية تشعر الى حد ما بانها مهددة من ان الولايات المتحدة تنتج اكثر من ثمانية ملايين برميل في هذه المرحلة وهي تحد من وارداتها الصافية”.
واعتبر المحلل النفطي بسام فتوح في مؤتمر عقد في ابوظبي الشهر الماضي ان الانتاج الاميركي “اوجد تغيرات في مسارات التجارة النفطية”.
وبحسب فتوح، فان المنتجين في الشرق الاوسط وافريقيا واميركا الجنوبية يتطلعون جميعهم الى الاسواق الآسيوية بعد ان خسروا معظم سوقهم في الولايات المتحدة.
ولكن مع الطلب الضعيف في الصين، وهي حاليا اكبر مستورد للنفط في العالم، باتت المنافسة حادة بالنسبة للسعودية التي يذهب ثلثا صادراتها الى آسيا.
كما تبدو المملكة مهددة جراء ملايين البراميل التي يفترض ان تضاف الى السوق من منتجين داخل اوبك، لاسيما من ليبيا والعراق وايران.
وقال الخبير السعودي عبد الله الكويز ان الرياض سعت بقوة الى تنويع اقتصادها ولكن القطاع العام ما زال هو الاهم. واضاف ان “الرياض ما زال يتعين عليها ان تفعل الكثير من اجل ترشيد الانفاق خصوصا الرواتب التي تشكل نصف الانفاق”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى