الوضع في اليمن بعد استقالة هادي والحكومة.. مراقبون: استقالة هادي والحكومة نهاية لعملية التسوية السياسية

> صنعاء«الأيام»

> أصبح اليمن بعد استقالة عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية وخالد محفوظ بحاح، رئيس الوزراء في عهدة جماعة الحوثيين “أنصار الله” التي سيطرت بالقوة وبشكل كامل على مؤسسات الدولة ودار الرئاسة، وتفرض منذ ثلاثة أيام حصارا على هادي وبحاح في مقري إقامتهما بصنعاء.
أجمع محللون على أن “استقالة هادي تعني نهاية العملية السياسية والنظام الانتقالي وعملية التسوية السياسية، بكل ما تعنيه من انتقال سلمي وسلس إلى مرحلة الدولة اليمنية الاتحادية”.
**أسباب استقالة هادي**
مدرعة تابعة للجيش اليمني يستخدمها مسلحو الحوثي خارج دار الرئاسة بصنعاء
مدرعة تابعة للجيش اليمني يستخدمها مسلحو الحوثي خارج دار الرئاسة بصنعاء

أفاد مصدر مطلع أن “سبب استقالة الرئيس هادي والحكومة هو تلقي الرئيس تهديدات من جماعة “أنصار الله” الحوثيين ومطالبات بإصدار قرارات جمهورية في التاسعة من مساء يوم الأربعاء الماضي تتضمن تعيينات لنائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والنواب والشورى والنائب العام ونواب الوزراء في جميع الوزارات ورؤساء المؤسسات المدنية والعسكرية”.
و في حديثه لموقع “الاشتراكي نت” أوضح المصدر بأن “الحوثيين كانوا قد وضعوا تعقيدات أمام أي اتفاق لحلحلة الأزمة الراهنة، حيث طالبوا بتعديل الدستور وتعديل الهيئة الوطنية لمراقبة تنفيذ مخرجات الحوار، كما طالبوا بتعيين 17 عضوا في هذه الهيئة لكي يتمكنوا من امتلاك الثلث المعطل، إلى جانب مطالبتهم بتعيين نائب للرئيس ونواب وزراء ورؤساء أو نواب بجميع الهيئات الحكومية”.
وطبقا للمصدر فإن مهدي المشاط ممثل الحوثيين شدد في الاجتماع الذي عقده الرئيس مع مستشاريه وممثلين عن الحوثيين يوم الثلاثاء الماضي على أن هذه المطالب يجب أن تنفذ فورا، فرد مستشار الرئيس سلطان العتواني هذا فرض للمطالب بالقوة، وخاطب المشاط بالقول: “باقي أن تستكملوا الانقلاب وتصدروا البيان رقم واحد”.
فرد عليه المشاط: “البيان رقم واحد في جيبي ومن الأفضل أن تروّح بيتكم”.
فرد عليه العتواني: “تعال أعتقلني، أنا أرفض كل هذا”، وأعلن انسحابه من الاجتماع، فتدخل الحاضرون وأثنوا العتواني عن الانسحاب.
وبحسب المصدر فإن “مستشار الرئيس عبدالله أحمد غانم تدخل في تلك اللحظات وقال: “واضح أن هذا فرض للمطالب بالقوة”.
فرد المشاط: “نعم بالقوة، نحن ماسكون كل شيء فماذا عندكم، أنتم المكونات السياسية سبب المشاكل”.
وعندما تم التوصل إلى صيغة أولية للاتفاق خاطب يحيى منصور أبو أصبع الرئيس بالقول: “أمام هذه الأوضاع لم يبقَ أمامكم سوى خيارين، أما أن تنفذ المطالب أو تستقيل”، فتدخل مهدي المشاط مرة أخرى وقال: “ينفذ المطالب ولكن لا يستقيل”.
مسلحو الحوثيين بالزي العسكري فوق طقم قرب دار الرئاسة بصنعاء الخميس
مسلحو الحوثيين بالزي العسكري فوق طقم قرب دار الرئاسة بصنعاء الخميس

الرئيس قال: “سأتحمل وأدوس على كرامتي واستمر ساعدوني على تنفيذ المطالب”.
ثم خرج المجتمعون، وقد اتفقوا على صيغة أولية للمطالب التي تقدم بها الحوثيون مع المطالب التي طرحها الرئيس هادي، وفي اليوم الثاني واصل الاجتماع انعقاده في منزل الإرياني، وتم إصدار البيان الذي أعلن عنه مساء الأربعاء.
** الدستور اليمني وعملية نقل السلطة**
الدستور اليمني
الدستور اليمني

أثارت استقالة الرئيس هادي تساؤلات لدى العديد من المراقبين وعامة الناس، وخاصة حول ما ينص عليه الدستور اليمني بشأن نقل السلطة بعد استقالة الرئيس.
وذكر بعض القانونيين أن الدستور اليمني يقضي بتولي نائب الرئيس منصب الرئاسة، وفي حالة عدم وجود نائب للرئيس - وهو الأمر القائم في اليمن قبيل استقالة هادي - يتولى المنصب رئيس مجلس النواب.
يشار إلى أن يحيى الراعي، رئيس مجلس النواب الحالي والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح دعا البرلمان اليمني إلى اجتماع طارئ يعقد غدا الأحد لمناقشة التطورات في البلاد بعد استقالة الرئيس هادي والحكومة.
مسلح حوثي في نقطة تفتيش بصنعاء يوم الخميس
مسلح حوثي في نقطة تفتيش بصنعاء يوم الخميس

ويدور جدل في الأوساط السياسية والقانونية حول النص الدستوري وتطابقه مع الوضعية الحالية للبرلمان المنتهية صلاحيته، حيث قالت نادية السقاف، وزيرة الإعلام في الحكومة المستقيلة في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): “إن مجلس النواب اليمني لا يتمتع بالشرعية لأن شرعيته مستمدة من شرعية المبادرة الخليجية التي مددت له، وباستقالة الرئيس هادي لم تعد المبادرة فاعلة، وبالتالي ينحل مجلس النواب”.
وفي قراءته للسيناريوهات المتوقعة أشار الدكتور عبد الخالق السمدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء في تصريحات لـ “قناة الجزيرة” إلى أن “الوضع معقدا جدا”، مبينا أن “الدستور يمنح رئيس البرلمان تولي مهام الرئيس في حال استقالته أو وفاته نظرا لعدم وجود نائب يقوم بدوره”، معتبرا أن “تكليف رئيس البرلمان - المنتمي إلى حزب صالح - سيعيد نظام الرئيس السابق إلى الحكم مجددا”.
البرلمان يعقد جلسة طارئة غدا الأحد لبحث أمر نقل السلطة بعد استقالة هادي
البرلمان يعقد جلسة طارئة غدا الأحد لبحث أمر نقل السلطة بعد استقالة هادي

وأشار إلى أن “الإشكالية تكمن في انهيار الجيش وإلا كان يفترض أن يقوم بدوره بهذه الحالة ويمسك زمام الأمور بالبلاد”، وقال السمدة: “إن السيناريوهات المحتملة تتمثل في لجوء القوى السياسية للضغط على الرئيس للتراجع عن استقالته، وفي حال إصرارها عليها فإن مجلس النواب يفترض أن يتولى الأمر”.
من جانبه توقع رئيس مؤسسة جهاز الرصد الديمقراطي عبد الوهاب الشرفي أن تمضي الأمور في اليمن بعد استقالة هادي وبحاح باتجاه مفاوضات سياسية ستفضي إلى عدولهما عن استقالتهما.
وفي حديث للجزيرة قال الشرفي إنه “إذا لم يعدل هادي ورئيس الحكومة عن استقالتهما فذلك يعني مضي البلد إلى الأسوأ وهو انعزال الجنوب عن الشمال، ودخوله في مشاكل وتصاعد المشاكل في الشمال والنتيجة تشظي البلد”.
وعن كيفية تصرف الحوثيين تجاه استقالة الرئيس قال: “سيجد الحوثيون أنفسهم مضطرين لتقديم التنازل لأنه لا يمكنهم بدون هادي أن يسيّروا أي شيء في البلد”.
آلية عسكرية سيطر عليها مقاتلو الحوثي خارج قصر الرئاسة يوم الخميس
آلية عسكرية سيطر عليها مقاتلو الحوثي خارج قصر الرئاسة يوم الخميس

وفيما يتعلق بتوجه الحوثيين وصالح إلى تعيين مجلس رئاسي أو عسكري لإدارة البلاد قال الشرفي: “إن ذلك قد يكون ممكنا إلى حد ما في المحافظات الشمالية، لكن لن يمكنهم ذلك في المحافظات الجنوبية، ولن تكون هناك شرعية لأي مجلس رئاسي أو عسكري قد يتم اللجوء إليه لملء الفراغ الذي تخلفه استقالة الرئيس هادي”.
إلى ذلك قال الدكتور أحمد عتيق، عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني: “إن الحوثيين غير قادرين على إدارة الدولة لأنهم كانوا يتمنون عدم استقالة الرئيس هادي بهدف تمرير مشاريعهم الخاصة بالاستيلاء على الدولة، أما مقدرتهم الذاتية فهي منعدمة خاصة أنهم لا يحملون برنامجا سياسيا لإدارة الدولة بشكل قانوني وحديث يضمن العدالة لكافة المواطنين”.
وأشار عتيق إلى أن “الأمور ستتجه إلى مسار مأساوي، خاصة إذا ما تخلت دول الخليج والمجتمع الدولي عن اليمن”، وقال: “المطلوب أن يشعر الإقليم والعالم بخطورة الموقف في اليمن، وعليهم اتخاذ قرارات حاسمة في دعم شرعية الدولة أمام المسلحين الحوثيين”.
** ردود الأفعال بعد استقالة هادي**
الاشتراكي: أضفت الاستقالتين أبعادا أكثر تعقيدا وخطورة على المشهد السياسي
الاشتراكي: أضفت الاستقالتين أبعادا أكثر تعقيدا وخطورة على المشهد السياسي

تباينت ردود الفعل في أوساط الشارع اليمني إزاء استقالة الرئيس هادي بين مرحب ومتفاجئ وصامت، وبينما رحب الحوثيون والقوى السياسية الجنوبية باستقالته، التزمت قوى سياسية شمالية الصمت، وطالبت أخرى الرئيس المستقيل بالتريث، ومن تلك المواقف مايلي:
- الاشتراكي يناشد هادي وبحاح التريث.
- ناشد الحزب الاشتراكي اليمني الرئيس هادي ورئيس الحكومة التريث في تقديم استقالتهم.
وفي بيان له أصدره أمس الأول الخميس قال الاشتراكي: “إن هذه الاستقالة تأتي في وقت صعب وتعصف بالبلد أزمة سياسية في غاية الخطورة، وقد أضفت هاتان الاستقالتان على المشهد السياسي أبعادا جديدة أكثر تعقيدا وخطورة”.
وناشد الاشتراكي في بيانه كافة الأطراف السياسية وعلى وجه الخصوص حركة أنصار الله أن يعطوا جل اهتمامهم لما يمكن أن يصيب البلد من كارثة جراء هذا الاحتداد في تصاعد الأزمة.
وأكد البيان أن “إنقاذ اليمن هي مهمة كل اليمنيين وإن لم يفعلوا ذلك فلن يكون لهم غدا وطن يحققون فيه أحلامهم ويحفظون فيه دماءهم ويبنون على ترابه مستقبل أبنائهم”.
**صمت المؤتمر الشعبي العام**
المؤتمر الشعبي العام
المؤتمر الشعبي العام

التزم حزب المؤتمر الشعبي العام - الذي يرأسه علي عبد الله صالح - الصمت ولم يصدر عنه أي بيان يحدد فيه موقفه من استقالة هادي.
**ترحيب حوثي**
حوثيون بالزي العسكري فوق مدرعة خارج منزل الرئيس هادي بعد أن استولوا عليها في الاشتباكات الأخيرة
حوثيون بالزي العسكري فوق مدرعة خارج منزل الرئيس هادي بعد أن استولوا عليها في الاشتباكات الأخيرة

لم تعلن جماعة الحوثيين موقفا رسميا من استقالة هادي، غير أنها حثت الجيش على الالتزام بمسؤولياته ودعت المقاتلين الحوثيين للتأهب، فيما رحب بعض المسؤولين الحوثيين بالاستقالة.
في هذا السياق رحب محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي باستقالة الرئيس هادي، وقال لقناة “الجزيرة نت”: “إن رؤيتهم للمرحلة القادمة قائمة على مشاركة القوى السياسية في قرار السلطة”، معبرا عن “رفضه أي إجراءات يقوم بها البرلمان من طرف واحد دون التوافق مع جماعة أنصار الله”.
**الموقف في الجنوب**
العميد ناصر النوبة
العميد ناصر النوبة

وفي الجنوب أعلن العميد ناصر النوبة، القيادي في الحراك الجنوبي عن استقلال الجنوب وتشكيل إقليمين هما عدن وحضرموت وفق مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والدستور الجديد، مطالبا - في اتصال مع قناة الجزيرة - الجنوبيين من مدنيين وعسكريين بالالتحاق بالمحافظات الجنوبية.
وفي سياق متصل اعتبر أحمد جغمان الصبيحي المسؤول الإعلامي في مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية استقالة هادي أنها “خطوة في الطريق الصحيح لصالح فض الشراكة مع الشمال”.
شعب الجنوب
شعب الجنوب

وأشار الصبيحي إلى أن “هناك رؤى بدأت بالتبلور من قبيل إعلان مجلس انتقالي في الجنوب”، معبرا عن “توقعاته باتخاذ خطوات ميدانية مثل إعادة إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية مع انتظار تأييد موقف خليجي لأي تحركات لهم”.
**اللجنة الأمنية بعدن**
عناصر من اللجان الشعبية في عدن
عناصر من اللجان الشعبية في عدن

دعت اللجنة الأمنية بمدينة عدن كافة الوحدات العسكرية والأمنية في محافظات أبين وعدن ولحج والضالع إلى التزام مواقعها العسكرية.
ووجهت اللجنة بعدم استقبال أي توجيهات من أي جهات حكومية في صنعاء، والالتزام بالتوجيهات الصادرة من السلطات المحلية بهذه المحافظات ومن قيادة المنطقة العسكرية الرابعة.
كما دعت المواطنين في الجنوب للتعاون مع عناصر اللجان الشعبية في حماية جميع المرافق والمؤسسات الحكومية في هذه المحافظات، ولم يتضمن البيان دعوة للاستقلال.
**قيادة إقليم سبأ**
الأقاليم الجنوبية
الأقاليم الجنوبية

من جهتها أعلنت قيادة إقليم سبأ انضمام الإقليم إلى إقليمي عدن وحضرموت، ودعت إقليم الجند إلى سرعة الانضمام، كما أعلنت أنها ستتقدم بمبادرة إنقاذ لليمن ووحدته أرضا وإنسانا في الساعات المقبلة.
وتعليقا على هذه الدعوة اعتبر محمد سالم الشريف، محافظ الجوف السابق ورئيس اللجنة الأمنية في مأرب الدعوة إلى الالتحاق بإقليمي عدن وحضرموت “بداية محاصرة للحوثي في زاوية ضيقة باعتباره محتلا، كما أن تكتل الأقاليم الجنوبية سيمثل قوة ضاغطة عليه”.
قبيلي من مأرب ممسك بسلاحه استعدادا للدفاع عن المحافظة من هجوم حوثي محتمل
قبيلي من مأرب ممسك بسلاحه استعدادا للدفاع عن المحافظة من هجوم حوثي محتمل
رجال قبائل في مأرب للدفاع عن محافظتهم
رجال قبائل في مأرب للدفاع عن محافظتهم

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى