دراكولا بلاتر !

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* والآن .. وبعد أن ذهبت "السكرة"، وجاءت "الفكرة" محملة على "جمل" ألا يا مرحبًا بِش .. أسأل الأمير "علي بن الحسين" والسؤال لغير الله مذلة ! .. (ما الذي دفعت للتصدي للمسيو "جوزيف سيب بلاتر" وإعلانك منازلته ومقارعته في "حلبة" الانتخابات على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم ؟! .. دعك من نشوة "السكرة " وقل لنا بالله عليك .. هل أعددت للداهية "بلاتر" ما استطعت من نفوذ وعلاقات وتأثير .. لا من قوة التصريحات ورباط الخيل ؟!).
* سؤال آخر يطير في رأسي بنفس سرعة طيران "علي محسن الأحمر" إلى السعودية .. هل قرأت العبرة من التجربة "القطرية" لصاحبها "محمد بن همام" الذي حفر قبره بيديه بحكم أنه تجرأ على منازلة الثعلب العجوز "بلاتر" ؟!
* وإذا كنت يا سمو الأمير قد قرأت التجربة "البن همامية" واستوعبت درسها .. فما الذي حملك على مبارزة "بلاتر" وأنت خير من يعلم أن "النزال" لا يحتاج إلى حماسة "الأعشى" ولا إلى زهد "أبي العتاهية" .. بقدر ما يحتاج إلى "كياسة" وإلى "خبث" يبدأ من بيته أولاً قبل بيوت "العجم" الذين يموتون في "أورشليم" !.
* بصراحة يا سمو الأمير .. لا أدري كيف تورطت في الترشيح .. في وقت تقف قارتك ضدك ليلاً ونهارًا .. ولا أدري كيف تواصل الرهان الخاسر .. وكبار القوم من "العربان" يقولون لك بالفم المليان: نحن مع حبيب القلب "بلاتر" فقولوا لعين الشمس ما تحماشي !.
* تتقافز أمام وجهي الكثير من علامات "الربشة" المحملة بأمطار "الدهشة " .. كيف لرجل حكيم يوزن خطواته بأوقيات الزئبق أن ينجر لنزال "خاسر" ؟، وكيف لقيادي كبير بحجم "علي بن الحسين" ينساق وراء عاطفته، ويتناسى تحذيرات "قلبه" ؟!.
* هل يريد أن يحرق "مراكبه" كما فعل "محمد بن همام" الذي لم يفطن لعواقب تحدي "بلاتر" .. فكان أشبه بقط سيامي قاده فضوله للاصطدام بحافلة سويسرية تطير بأقصى سرعة ؟!.
* لا أتصور أن الأمير "علي بن الحسين" بعقليته الفذة لا يعي حقيقة أن كرسي "الفيفا" لن يخرج عن القارة العجوز .. وأظنه يعرف تمامًا أن لعاب "ميشيل بلاتيني" يسيل تجاه منصب رئاسة "الفيفا" .. فهلا سأل الأمير نفسه .. لماذا لم يتجرأ "بلاتيني" ويقف ندًا قويًا في الانتخابات القادمة ويترشح ضد "بلاتر" ؟!.
* أعتقد أن الأمير "علي بن الحسين" يدرك تمامًا أن خيوط اللعبة الانتخابية في جيب "بلاتر" .. وأنه من الصعب اقتناص المنصب من الثعلب الذي علمته الصحافة "التلون" .. فما هي كروت "علي بن الحسين" الرابحة التي لا يمتلكها إمبراطور فرنسا "بلاتيني" !؟.
* لقد شعر "بلاتيني" أن معركته مع "بلاتر" خاسرة .. وأن أي تهور لمواصلة الضغط على أعصاب "بلاتر" لن يكون مجديًا تجاه رجل يضع أكثر من مائتي عضو اتحادي في العالم في "جيبه" والبركة في مشروع "جول" الذي جعل من "بلاتر" روبن هود كرة القدم .. فهو نصير المظلومين .. والعدو اللدود للعنصرية .. والصديق الذي تجده الاتحادات القارية وقت الضيق !.
* وأي نعم يا سمو الأمير "علي بن الحسين" لقد ضاق صدرنا ذرعًا من "بلاتر" وأفعاله "الدراكوليه" .. ولم يعد هناك صدرًا أكثر اتساعًا من صدر "هيفاء وهبي" لنصب فوقه جام غضبنا .. لكن المنطق يقول: أبعد عن شر "مسيلمة الكذاب" وغني له .. إذا لم يكن من باب الهروب من "جمراته" الخبيثة التي قتلت "محمد بن همام" .. فعلى الأقل من باب "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة" !.
* أعصروا ذاكرتكم قليلاً .. وانظروا ماذا حل بمن تحدوا "بلاتر" ووقفوا ضده في الانتخابات السابقة في ولاياته الأربع العجاف .. الأفريقي "عيسى حياتو" باع "المحطة" وأيقن أن الخضوع لبلاتر من ذهب .. والصومالي "فرح أدو" يطوف شوارع "مقديشو" والبطالة تقذفه من بحر إلى آخر .. ولم يعد أمامه إلا أن يتحول إلى "قرصان" شأنه شأن القرصان "حزنان" في فيلم "أمير البحار"، ولن يجد أمامه إلا "محمد هنيدي" يصرخ في وجهه: ضحكني يا قصير ! .. أما "جاك وارنر" فقد انهارت إمبراطوريته في "الكونكاكاف" وتحول من اليد التي يضرب بها "بلاتر" خصومه إلى متهم يطارده "الإنتربول" في كل مكان .. وخذوا الحكمة من "محمد بن همام" الذي تطاول بنيانه بفضل صداقته للثعلب "بلاتر" وما أن دب الخلاف بينهما حتى تحول "القطري" إلى أثر بعد عين !.
كل هذه المشاهد الوحشية المرعبة تفوق أفلام قناة "توب موفيس" .. فهل يقدم "علي بن الحسين" نفسه قربانًا للانتخابات القادمة وينضم إلى ضحايا لعنة "بلاتر" ؟! .. أم يتذكر "الأمير" أن العقل زينة، وينسحب ليحافظ على مكانته .. لاسيما وأن "بلاتر" يخاطب "السحابة" الانتخابية على طريقة "هارون الرشيد: أمطري حيث شئت فإن خراجك عائد إلي !!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى