قرية الثعلب بتبن لحج.. معاناة تكشف مدى إهمال الدولة والجهات المعنية

> تقرير/ نوارة قمندان

> تكحلت عيوننا بواقعنا السياسي فشغلنا تفكيرنا بأشياء ليست لها أهمية، ولم نلتفت لمعاناة مواطنين دفنوا وهم أحياء في أماكنهم، ففي الأطرف الشمالية لمحافظة عدن تقع محافظة لحج الواقعة على دلتا وادي تبن، حيث يصب وادي تبن في الوادي الصغير الواقع بقرية الثعلب مديرية تُبن بمحافظة لحج، ويبلغ عدد سكانها 2638 نسمة، حسب الإحصاء الذي أجري عام 2004م.
قرية عند دخولك إليها تشعرك بمدى معاناة أبنائها وإهمال السلطة وتجاهلها المتعمد تجاهها، منطقة تحاصرها السيول القادمة من المناطق الشمالية المرتفعة، فعند نزول الأمطار الغزيرة من تلك المناطق المرتفعة كمحافظتي إب، وتعز وغيرها تتسبب بخلق مزيد من المشكلات والمعاناة لقاطني هذه المنطقة، لاسيما في موسم تساقط الأمطار، والتي تتسبب في محاصرة المنطقة وقطع أوصالها مع المناطق الأخرى ويظلون محاصرين ومحبوسين في منازلهم لأيام، فيما يحرم الآخرون من منازهم لعدم تمكنهم من الوصول إليها نتيجة لمغادرتهم لها لسبب أو لآخر، وهو ما يجبر الكثير منهم إلى اللجوء إلى الأقارب، ومن لم يجد من يلجأ إليه يظل في العراء هو وأسرته، فراشهم الرمل وغطاؤهم الأشجار المليئة بالثعابين والحاشرات، ويستمرون على هذا الحال حتى يخلو مجرى السيول، والأمر كذلك في حال تعرض أحد المواطنين لحالة مرضية، مما يزيد من معاناة المريض، حيث تصل قي بعض الأحيان إلى الوفاة.
**موسم الأمطار**
الجسر الأرضي الذي تم بنائه
الجسر الأرضي الذي تم بنائه

يعد شهرا سبتمبر وأكتوبر أكثر الأشهر التي تتساقط فيها الأمطار وتكون فيها المنطقة عرضة لتدفق السيول، والتي تحدث أضراراً كبيرة في كل موسم في الأرواح والممتلكات.
وفي كل عام تزداد هذه المشكلة توسعاً وترتفع أضرارها في ظل غياب تام للجهات المتخصصة في المديرية والمحافظة في إنشاء قنوات مياه لتوزيع السيول أو إنشاء جسور في هذه المناطق لحفظ مياه الأمطار والحماية المواطنين من أضرارها الكارثية.
شيخ القرية حامد عبدالله تحدث لـ «الأيام» عن معاناة هذه القرية والواقعة في مديرية تُبن وما يلحق بها من أضرار وكوارث في موسم تساقط الأمطار وعلى الأهالي وممتلكاتهم بالقول: “إن المعاناة والمشكلات في قرية الثعلب كثيرة جداً أبرزها تهديد السيول لها ولأبنائها، لاسيما في مواسم تساقط الأمطار التي تحصد عادة كثيرا من الأرواح، وتشرد المواطنين عن مساكنهم وتقطع أوصالها عن المناطق الأخرى، ونتجية لما تواجهم من مشاكل مستمرة قمنا برفع شكوى إلى الجهات المعنية كالمجلس المحلي، ومكتب الزراعة، ومكتب المحافظة، وبعد إصرار منا على تنفيذ متطلباتنا تم تنفيذ بناء جسر أرض غير قابل للحماية، وذلك لغرض إسكاتنا وإسكات المواطنين”، مضيفاً “لقد أعيدت دراسة لهذا الجسر بقيمة خمسين مليون ريال، إلا أن هذا المشروع الخاص بالحماية، والذي كلف هذا المبلغ تعرض للجرف والزوال في أول سيول تشهدها المنطقة برغم أنها لم تكن سيولا قوية، الأمر الذي كشف مدى التلاعب والسمسرة وعدم الإتقان في العمل والمتاجرة فيه، بل ويكشف مدى استخفاف هؤلاء المسؤلين بخدمات الناس اللازمة”.
ويضيف: “هناك خسائر بشرية سقطت خلال هذه الفترة والفترة الماضية وصلت إلى ثلاثة أشخاص، بالإضافة إلى الأضرار الأخرى التي لحقت بقرية الثعلب والقرى المجارى لها، وكان للأراضي الزراعية النصيب الأكبر من الخراب والأضرار في موسم تساقط الأمطار”، موضحا بأن “لولا وسائل الاتصالات التي باتت توفر الكثير من الخدمات لتعرض المزيد من الأهالي إلى الوفاة غرقاً”، مؤكداً في الوقت ذاته بأن “الإهمال الذي تعرضت له هذه القرية يثبت بأن قرية الثعلب والقرى المجاورة مصنفة لدى الدولة من القرى المهمشة”، موضحاً بأن “هناك الكثير والكثير من القرى التي تعاني من هذا الاهمال وسط صمت وتجاهل مطبقين تجاه رعاياها”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى