تعز.. انتفاضة شعبية.. عشرات الآلاف يحتشدون رفضا للانقلاب

> تعز«الأيام» فهد العميري

> تضاعفت الحشود الشعبية المناوئة للانقلاب في محافظة تعز يوم أمس وسط هتافات شعبية تطالب السلطات المحلية بإعلان إقليم الجند ونقل العاصمة إلى مدينة عدن.
وشارك عشرات الآلاف في تظاهرة شعبية رفضا لما وصفوه بانقلاب قوى الثورة المضادة على العملية السياسية ومخرجات الحوار الوطني.
وانطلقت التظاهرة من أمام مكتب التربية والتعليم بشارع جمال عبدالناصر، وصولا إلى أمام مبنى المحافظة، ثم واصل حشد من المسيرة التوجه إلى المركز الثقافي حيث كان من المقرر انعقاد اجتماع للسلطة المحلية وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية لتدارس الوضع والخروج بموقف موحد.
وردد المشاركون في التظاهرة هتافات منددة بالانقلاب منها “جمهورية والعاصمة عدن” و“يا شلة الانقلاب أنتم أنتم الإرهاب” و“مطلبنا مطلب واحد: إعلان إقليم الجند” و“لن نتراجع لن نخاف حتى تحقيق الأهداف” و“يا أبناء عدن الأحرار: سوف نواصل المشوار” و“أبناء مأرب الأبطال: نحن معكم .. شدوا الحال” .
ورفع المحتجون لافتات مناوئة لجماعة أنصار الله “الحوثيين” وأخرى معبرة عن رفض الانقلاب وسطو المليشيات المسلحة على السلطة وإلى جانب لافتات تطالب السلطة المحلية بعدم تلقي التوجيهات والقرارات من السلطة الانقلابية، كما قام متظاهرون غاضبون بتمزيق شعارات الحوثيين في منطقة المستشفى العسكري.
وصدر بيان عن التظاهرة عبر عن الرفض القاطع للانقلاب، ولأي سلطات غير شرعية تحاول فرض نفسها بالقوة، ورفض كل الإجراءات الانقلابية التي تمت منذ 21 سبتمبر تحت تهديد قوة السلاح.
وناشد البيان الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة العدول عن استقالتهم، وعدم الرضوخ لأي ابتزاز من أية جماعة مسلحة.. مؤكدين مساندتهم التامة لهم في كل إجراءاتهم وفق كل الاتفاقات الموقعة من مختلف القوى السياسية والاجتماعية، وإعادة النظر في اختيار عاصمة آمنة لإدارة شؤون الدولة.
وطالب البيان بالإفراج عن كل المعتقلين واستعادة السلاح الذي نهبته جماعة الحوثي من المعسكرات ومخازن السلاح، كما طالبوا القوى السياسية والاجتماعية بالالتحام بالشارع ورفض العملية الانقلابية وأن تحقق مصالح المواطنين الذين تمثلهم.
أبناء تعز يخرجون احتجاجا على أحداث دار الرئاسة بصنعاء
أبناء تعز يخرجون احتجاجا على أحداث دار الرئاسة بصنعاء

وأعلن البيان الالتزام بمخرجات الحوار الوطني وإعادة صياغة الشراكة بما يستوعب كل القوى الاجتماعية والسياسية ورفض الجماعات المسلحة والاستقواء بالسلاح.
وقال البيان: إن اللحظة الفارقة التي تمر بها بلادنا تستدعي الوقوف الجاد والمسؤول لرفض العمل الإنقلابي الذي نفذته وتنفذه جماعة الحوثي المسلحة وعصابة النظام السابق ومحاولاتهم للاستيلاء على مصالح المواطنين وسلطاتهم وحقوقهم الدستورية.
ودعا البيان جماهير الشعب اليمني للاستمرار في الاحتشاد والتظاهر ورفض الانقلاب المسلح والأفعال الإجرامية التي تقترفها هذه الجماعة بحق اليمن ومستقبله وسلمه الأهلي والاجتماعي ورفض كل أشكال العنف وحالة الاستقواء بالسلاح، مؤكدا على سلطة الشعب وحقه في الحفاظ على الدولة والنظام الجمهوري ورفض الأمر الواقع المقوض لكل ثوابت الشعب ومكتسباته الثورية والاستمرار في النضال السلمي للحفاظ على مكتسبات ثورة 11 فبراير وتحقيق كامل أهدافها.
وطالب البيان السلطة المحلية واللجنة الأمنية في محافظة تعز برفع درجة اليقظة والاهتمام بالجانب الأمني وحماية أرواح الناس وممتلكاتهم والتحلي بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه المحافظة وسلمها الأهلي في هذه اللحظة العصيبة التي يمر بها الوطن، وأن تستند في قرارتها لمسؤوليتها الوطنية وخيار أبناء المحافظة وعدم تقبل أية قرارات من أية سلطة غير شرعية.
من تظاهرة تعز أمس
من تظاهرة تعز أمس

على نفس السياق دعا شباب وشابات الثورة في محافظة تعز أعضاء مجلس النواب في أقاليم الجند وسبأ وتهامة لمقاطعة الجلسات في صنعاء والالتحام بزملائهم في المحافظات الجنوبية في الجلسة التي ستنعقد في عدن.
وعقدت المكونات السياسية لقاء لمناقشة تداعيات الوضع في المركز الثقافي تخلف عن المشاركة فيه ممثل جماعة الحوثيين (أنصارالله).
وأوضح أمين سر التنظيم الناصري بتعز عبدالله علي جسار أن المكونات السياسية اتفقت على توحيد جهودها من أجل تجنيب المحافظة أية منزلقات في ظل ما تشهده البلاد من حالة مصادرة للدولة، داعيا أبناء محافظة تعز إلى الخروج بمسيرات مليونية في المحافظة ومساندة جهود السلطة المحلية الرامية لحفظ الأمن والاستقرار.
وشدد على ضرورة رفع يقظة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن الحوثيين مستاؤون من الحشود الجماهيرية التي تخرج بشكل يومي في المحافظة.
مواطن يرفع صحيفة «الأيام» (طبعة تعز) في المظاهرة أمس
مواطن يرفع صحيفة «الأيام» (طبعة تعز) في المظاهرة أمس

ومن جهته قال المهندس أحمد محمد علي عثمان رئيس التكتل المجتمعي لحماية السلم “إن انقلاب جماعة الحوثي على العملية السياسية عملية مرفوضة وهم يمارسون الخطف والاحتجاز القهري والقتل باسم المسيرة القرآنية”، مؤكدا وقوفهم مع مخرجات الحوار الوطني ومع مسودة الدستور، وأن القرار الأخير متروك للشعب اليمني عند الاستفتاء على الدستور.
وقال عيبان السامعي عضو مؤتمر الحوار ومسؤول دائرة الشباب بالحزب الاشتراكي بتعز: “في تصوري أن ما حصل في صنعاء هو مسار انقلابي على ثورة 11 فبراير ووثيقة الحوار الوطني وقطع الطريق أمام إنجاز الاستحقاقات الانتقالية التي نصت عليها المبادرة الخليجية، وأعتقد أن ما مكن قوى الثورة المضادة من الانقضاض على العملية السياسية وتحقيق انتصارات على السلطة الانتقالية هو بفعل تمكن الدولة العميقة وعدم وجود مشروع وطني جامع”.
وأضاف: “نحن بخروجنا نستكمل مسار ثورة 11 فبراير وهذا الخروج الجماهيري الرافض للإجراءات الانقلابية التي تمت في العاصمة صنعاء هو من أجل استعادة الشعب لثورته ومساره الوطني”.. محذرا من ردة الفعل الانفعالية التي لا تخدم سوى قوى الثورة المضادة، “ولا سبيل لتحقيق مطالب الشعب اليمني إلا بخطاب وطني جامع يرفض المناطقية والطائفية، ويؤكد على البعد الاجتماعي للأزمة الوطنية الشاملة”.

واختتم حديثه بالقول: “سنستمر في التظاهرات والمسيرات وهناك رغبة شعبية في تعز بعدم الانكفاء والتراجع حتى إزاحة قوى الثورة المضادة المكونة من التحالف الحوثي مع صالح، لأن هذه المسألة بالنسبة لنا نفهمها من أبعاد وطنية، حيث تحيق بالبلد أخطار كثيرة ونفهمها من زاوية أخلاقية كون شهداء ثورة 11 فبراير الذين ناهزوا الألفين خرجوا من أجل تحقيق دولة مدنية اتحادية حديثة، وبالتالي فإن الحل الذي لا بد من النظر إليه هو أن الشعب هو من يقرر مصيره بإعادة توزيع الثروة والسلطة بشكل عادل كحل شامل للأزمة الوطنية”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى