في خطوة نحو تطوير طرق الري.. مزارعو حضرموت يلجؤون لاستخدام ألواح الطاقة الشمسية لسقي مزارعهم بدلا عن المشتقات النفطية

> استطلاع/ جمعان الدويل

> تعد مشكلة مادة الوقود (الديزل) السبب الرئيس في معاناة المزارعين والحرمان من محاصيلهم الزراعية في كثير من مواسم الجني والزراعة، وذلك للمشكلات التي باتت سائدة في المجتمع من اختفاء مادة الديزل من الأسواق في أزمات تستمر لفترات كبيرة يضيق بها المزارعون ذرعاً نتيجة لاستغلالها من قبل تجار الأسواق السوداء وبيعها بمبالغ جنونية وبدرجة عالية من الاحتكار.
هذه المشكلة التي عانى منها مزارعو حضرموت كثيراً باتت اليوم مشكلة سهلة الحل وغير معقدة لوجود البديل لها والمتمثل في ألواح الطاقة الشمسية المتحركة كوسيلة ناجعة للتخلص من أزمة مادة الديزل لتوليد الطاقة لري المحاصيل الزراعية بشكل أفضل وبأقل تكاليف.
ألواح الطاقة الشمسية
ألواح الطاقة الشمسية

«الأيام» زارت منطقة السويري حيث بدأ المزارعون باستخدام ألواح الطاقة الشمسية في المجال الزراعي وكان لها لقاء مع المزارع منصور عمر بامفرش والذي بدوره تحدث عن الميزات والإسهامات غير العادية في المجال الزراعي وتخفيف أعباء المزارع المتعلقة بقيمة الديزل وأزمته التي تشهدها البلاد في الفترة والأخرى والاتجار بها في الأسواق السوداء بالقول: “نتيجة للمعاناة كنت أواجهها في مزرعتي والمتعلقة بسقيها والتي كانت تكلفني مبالغ باهظة نتيجة لأزمة الديزل والتعامل به في السوق السوداء لجأت إلى استخدام ألواح الطاقة الشمسية لري وسقي مزرعتي والمقدرة مساحتها بأربعين فدانا بكل يسر بعيداً عن أعطاب المكائن ومشكلات الديزل”، مضيفاً “عدد الألواح 108 لوحا، ولكل لوح يصدر طاقة كهربائية 265 كيلو واط أي بإجمالي 29 ألف كيلوا واط وقدرة البم الغاطس22 كيلو واط، وتعمل من الصباح منذ الساعة 6,30 إلى حوالي الخامسة عصراً في هذه الأيام في فصل الشتاء، وفي شهر أغسطس الفترة التي ركبت فيها هذه الألواح كانت تعمل حتى الخامسة والنصف عصراً وبشكل متواصل” ويوضح المزارع بامفرش بأن لهذه الألواح ميزات عن غيرها فمنها المتحركة يدوياً واكترونياً لتتبع الشمس منذ شروقها إلى غروبها إضافة إلى إمكانية تشغيل البم الغاطس في حالة الضرورة القصوى عبر تيار كهربائي أو ما طور وفقاً للفولتية المطلوبة”، موضحاً بأنه منذ نهاية شهر أغسطس من العام الجاري والذي بدأت فيه استخدام هذه التقنية حتى الآن لم يعانِ من أي مشكلة”. وأوضح مامفرش بأن هناك فرق شاسع بعد المزارعة باستخدام الديزل والطاقة الشمسية التي أصبحت موفرة بشكل كبير”، مشيراً بأن تكلفة خسائر الخاصة بنفقة الديزل سابقاً خلال الأسبوع الواحد 150 ألف ريال قيمة ثلاثة براميل ديزل وبما يعادل 600 ألف ريال للشهر الواحد إذا كانت مادة الديزل متوفرة وفي حال انعدامها فتظل مزارعنا بدون سقي وهو ما يتسبب بأضرار كبيرة على مزارعنا.

وأصبحت هذه التقنية التي لها فوائد عدة على المزارع وميزات عدة ويقول المزارعون بأن الشركة التي قامت بإدخال هذه التقنية إلى المنطقة سبق لها أن قامت بدراسة طبيعة المنطقة الجغرافية وذلك لتلاءم مع طبيعة وطقس ومناخ وادي حضرموت.
**التقنية الجديدة ستسهم في زيادة الإنتاج**
المهندس عمر سالم
المهندس عمر سالم

المدير العام لمكتب وزارة الزراعة والري بوادي وصحراء حضرموت المهندس عمر سالم بامحيمود تحدث لـ«الأيام» عن أهمية هذه الألواح ومدى إسهامها بالرقي في المجال الزراعي بالقول: “ إن إدخال التقنيات الحديثة في الجانب الزراعي ستسهم بالتأكيد في تطوير قطاع الزراعة بالوادي من خلال استغلال الطاقة الشمسية وتسخيرها لخدمة الزراعة في تطوير وتحسين المنتوجات الزراعية، وسيخفف أيضاً من معاناة المزارعين خصوصاً المتعلقة بالمحروقات والاختناقات المتكررة التي تحصل بين الحين والآخر وما يترتب عليها من شقاء وتعب للأخوة المزارعين الأمر الذي يتسبب في العادة إلى عدم الاطمئنان على محاصيلهم الزراعية حسب خططهم الزراعية والموسمية”.

وأكد بامحيمود: “ بأن مكتب الزراعة بالوادي مع السلطة المحلية بالوادي يتابعان منذ فترة مع وزارة الزراعة للخروج ببعض الحلول لتوفير البدائل وخاصة استغلال الطاقة الشمسية”، ويضيف” اليوم ومع وجود التسهيلات للمزارعين من خلال القروض الميسرة لبنك التسليف الزراعي وعبر صندوق التشجيع الزراعي السمكي تسهم هذه التقنية في تزايد الإنتاجية في المحاصيل مقارنة بتقليص الكلفة للمزارع وزيادة دخله الاقتصادي في حالة استخدامه لتلك التقنية الحديثة والمتمثلة في المضخة عبر الطاقة الشمسية، كما ستسهم هذه التقنية في تخفيف من معاناة المزارعين والمتعلقة بمشكلة البحث عن المحروقات والأزمات الحاصلة فيه والتي شكلت عائقا رئيسيا في تدني نسبة الإنتاج وقلة المردود المالي من تلك المحاصيل لزيادة كلفتها عليه”.
**هناك منحة لتشجيع المزارعين**
المهندس عمر
المهندس عمر

المدير العام للشركة أسواق وادي حضرموت المركزية المهندس عمر محمد الحبشي المتخصص في الطاقة الشمسية من جهته تحدث لـ«الأيام» عن أهمية إدخال هذه التقنية الحديثة في مجال الزراعة ومدى تقبل المزارعين لها بالقول: “إن شركة أسواق وادي حضرموت كانت من أولى الشركات التي حاولت إدخال المضخات الشمسية إلى وادي حضرموت عن طريق منحة البنك الدولي لليمن ضمن مشروع الطاقة المتجددة لليمن وبمساهمة البنك بنسبة 25 % وذلك بمساعدة مستشار البنك الأستاذ سالم بن قاضي إلا أن هذا المشروع تعذر ولم يخرج إلى النور. والحمد لله اليوم هناك منحة من الدولة للمزارعين عبر صندوق التشجيع الزراعي السمكي تتراوح من 5 - 20 % ضمن قروض بيضاء عبر بنك التسليف الزراعي حيث قام البنك بتأهيل مجموعة من الشركات الخاصة في استيراد المضخات الشمسية للمزارعين وشركتنا شركة أسواق وادي حضرموت من ضمن هذه الشركات”، داعياً في الوقت نفسه المزارعين لاستغلال الفرصة والتقدم إلى البنك للاستفادة من هذه التسهيلات لما فيه مصلحتهم ومصالح مزارعهم”.
**استطلاع/ جمعان الدويل**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى