المتقاعدون العسكريون في الحجرية بتعز..إقصاء متعمد ومطالب تقابل بالرفض والتجاهل

> استطلاع/محمد العزعزي

> عانت محافظة تعز خلال الثلاثة العقود الماضية كثيراً وفي مختلف المجالات ألوان من الإقصاء والتهميش المتعمدين.
ومن أبرز الشرائح التي تعرضت للظلم في هذه المحافظة المتقاعدين العسكريين في مديريات الحجرية والذين بدأ إخراجهم من معادلة الجيش الوطني منذ أواخر سبعينات القرن الماضي في الفترة التي تولى فيها الرئيس السابق سدة الحكم.
وتشير التقديرات بأن 700 فرداً تمت تحويلهم إلى التقاعد من الجيش إلى جانب الآلاف من الجنود وضباط تم تسريحهم منذ نهاية السبعينات في مديريات الحجرية فقط.
«الأيام» تلمست هموم هذه الشريحة المظلومة من قبل الجهات المعنية في الدولة بطريقة متعمدة وخلصت بالمعاناة الآتية.
كثير هم المتقاعدون والمسرحون من أعمالهم قصراً بطرق غير قانونية.
العميد حسين أحمد
العميد حسين أحمد

متقاعدون عطلت طاقاتهم عمداً وهم في أوجه العطاء والخدمة، وقبل أن يبلغوا أحد الأجلين. العميد حسين أحمد بن أحمد عون الحناني واحد من هؤلاء الضباط الذين جار عليهم قانون التسريح القصري من العمل العسكري، يقول العميد الحناني وهو مهندس طيران نوع ( سوخوي) “لقد تعرضت للظلم ومصادرة حقوقي المالية المستحقة أسوة بالعسكريين الجدد”، مضيفاً “أنا برتبة عميد وراتبي الحالي خمسون ألف ريال، وهو مبلغ لا يتساوى مع رتبي أو الخدمة التي في الجيش، ولهذا أطالب بتحسين مرتبي ووضعي المعيشي بالإضافة إلى الاستحقاق في السكن والتغذية والرعاية الصحية لي ولأسرتي”، مختتماً حديثه بالقول: “أشعر بالقدرة على العمل وتدريب الشباب في مجال هندسة الطيران إذا طُلب مني ذلك، كما أشعر بأنني تعرضت للظلم مرتين الأولى بهضم مرتبي من قبل وزارة الدفاع والذي لا يساوي شيئاً مع رتبتي ومستحقاتي، والأخرى بتعريضي للتقاعد القسري بعد حرب صيف عام 1994م”
**نطالب بإنصافنا**
طه سعيد
طه سعيد

العسكري طه سعيد بجاش تحدث لـ«الأيام» عن معاناته بالقول: “هناك مطالب موحدة للعسكريين المتقاعدين بجميع فئاتهم (ضباط وضباط صف وجنود) ممثلة بتسوية المعاشات والتي لا تتساوى مع رتبهم ومعاشاتهم المستحقة”، مضيفاً “ مرتبي27210 ريالا والذي لا يكفي لتوفير أبسط مقومات الحياة لأسرتي المكونة من 12فرداً في ظل ارتفاع أسعار المواد التموينية والغذائية”، متمنياً “من الدولة أن تقوم بواجبها في الاهتمام بالمتقاعدين والمسرحين ظلماً وتنصفهم في حقوقهم، بالإضافة إلى تمكينهم من الحصول على التأمين الصحي، وكذا حل جميع مشكلاتهم، مع ضرورة تكريم أبطال وشهداء الحروب بجميع فئاتهم وأسرهم تكريماً لائقاً”.
**اتباع سياسة خاطئة**
علي أحمد
علي أحمد

المتقاعد علي أحمد علوان علي طالب من جهته معرفة الأشخاص المسؤولين عن رسم السياسات في الدولة والتي نتج عنها إقصاء وتهميش الكثير من الضباط العسكريين وغيرهم في الوطن”، مضيفا “لقد تخلت الحكومة عن مسؤوليتها تجاه هؤلاء المتقاعدين العسكريين و لم تحسن أوضاعهم وتركتهم نسيا منسيا” وأخيراً زادت الأوضاع في البلاد تعقيداً أيضاً”، متسائلاً “إلى أين يتجه اليمن هذه الأيام؟ وماذا بقي بعد كل هذه الممارسات التي أفسدت المجتمع وعبثت بكيان الدولة، ومن يحدد سياسة اليمن ويحافظ على أمنها؟ لماذا يحارب الأكفاء والمخلصين للوطن ويفضل عليهم المنافقون وغير الأكفاء؟”، مضيفاً “إن المؤامرة على البلد كبيرة جداً والتي يجري التخطيط لها من قبل جهات محلية وأجنبية، ويتم تنفيذها بإياد داخلية تحت ذرائع مختلفة، الأمر الذي جعل اليمن يعاني من مؤامرة تتمثل بتفكيك بنية الدولة من خلال نهب المعسكرات، ونشر الفوضى وتفكيك منظومة التعليم وتراجعه المستمر مع زيادة في رسوم الدراسة بالجامعات واتساع جيوب الفقر والبطالة بين طبقات الشعب دون توفير فرص عمل للعاطلين وارتفاع الأسعار والتلاعب بالغذاء والدواء دون ضوابط وانتشار الرشوة والمخدرات بين طبقات الشعب دون معالجة فعلية لها من قبل الجهات الرسمية بينما الفاسدون ولصوص المال العام يسرحون في البلاد دون حساب أوعقاب”
**وطني أذلني**
عبده عبدالله
عبده عبدالله

المتقاعد عبده عبدالله ناصر سعد قال: “ المتقاعدون العسكريون أصحاب تجربة نضالية وخبرة طويلة في المجال العسكري ويمكن الاستفادة منهم وعدم الاستسلام والركون للواقع المؤلم، ومن الضروري أيضاً الاستفادة من خبرة هؤلاء باستيعاب هذه الطاقات لخدمة الوطن والمواطن”، مضيفاً “على الدول الاهتمام بهؤلاء الكوكبة التي أفنت زهرة شبابها في خدمة هذا الوطن وشعبه كونها شريحة ذات تجربة ويمكن الاستفادة منها والتعاقد معها كل في المجال الذي متخصص فيه”.
وأضاف: “تراودنا بعض الأحيان الأفكار المحبطة والمقصرة للأجل في الوضع المربك، وكأن الواحد منا ينتظر ساعة الرحيل التي قد تباغته في أي لحظة ولم يحصل على كافة حقوقه في الحياة، ومع هذا نحن متمسكون بالعروة الوثقى ومتطرفون في الانتماء لهذا الوطن الجريح، أما إذا استمر الظلم علينا فسنضطر إلى رفع شعار “وطني أذلني” فلا تستخفوا بنا”.
**العسكر هم الضحية**

يقول لـ«الأيام» الجندي (خ،أ) عن المشكلات والمعاناة التي تواجه العسكريين والتي زادت في الأونة الأخيرة: “لقد زادت معاناة الجنود في المرحلة الأخيرة لاسيما في محافظة صعدة بعد اتفاق السلم والشراكة الذي عقد بين الحكومة والحوثيين (أنصار الله)، والتي أضحى جرائها يقتل الجندي، ولا يدري لماذا قتل؟ وما هو الذنب الذي اقترفه؟ ومن قاتله أهي القاعدة أم الحوثيين؟”، مضيفاً “في صعدة حيث عملي تم إدماج 860 حوثيا في أمن صعدة في الأمن العام، والنجدة، والأمن المركزي، ويتواجدون في أقسام الشرطة والمرور والأحوال المدنية والجوازات بالزي العسكري الرسمي، وقد صُرف لهم أطقم أمنية يتجولون بها في شوارع صعدة وشعاراتهم على بنادقهم، كما يتواجدون في إدارة البحث الجنائي ويتحصلون على ميزات وخدمات لم يتحصل عليها موظفو البحث، بل أضحوا يقومون بعمليات تنصت ومراقبة للتلفونات ورفع مذكرات خاصة بها وبأصحابها إلى النيابة تحرر بموجبها مذكرات لشركات الاتصالات لمعرفة اسم صاحب المكالمة وغيرها من هذه التجاوزات، كالتواجد في الإشارة وغرفة عمليات الأمن وذلك بغرض مراقبة الاتصالات ومن يتصل، وماهي المذكرات التي تبعث أو تستلم، كما لهم تواجد في المرور وتصرف لهم يومياً بدلات مرور يرتكبون من خلالها عدد من التجاوزات لعدم معرفتهم بأبسط القواعد المرورية، بل إن العمليات صارت مشتركة في كل مرافق الدولة، بالإضافة إلى فرض نقاط التفتيش تفرض بقوة السلاح من قبل مسلحي الحوثي ويقومون بدوريات الأطقم العسكرية بالزي التقليدي”.
**نسعى لتأمين مستقبل أولادنا**

أما المتقاعد محمد أحمد عبده فقال: “إن همه الأول هو الوطن والذي بات يتعرض لمحاولة من قبل والبعض”، مضيفاً “الوطن بعيد المنال على أطماع أولئك، عصي عليهم، بل وأقوى مما يتوقعون، ولهذا هدفنا وغايتنا هي حماية المستقبل لأطفالنا، بإغلاق الأبواب أمام الفكر التدميري وتجفيف منابع فتنة المليشيات المسلحة، وكذا معالجة بؤر الانفلات الأمني، وردع الخارجين على القانون، بعدم التهاون مع الباحثين عن منافع من سقوط الوطن”.
وتابع قائلاً: “هذا الوطن له جذور في أعماق الناس، غرسها الأوائل المؤسسون في ظل التطورات الأخيرة التي أصبحت السياسة العليا للدولة تقوم على نظرية الانفلات وعدم مراعاة حقوق الإنسان، غض الطرف عن المتسلقين”.
**الخاتمة**
يكافح المتقاعدون من أجل البقاء على قيد الحياة بأقل مرتب يحصلون عليه، وهم من خدم الوطن في أصعب وأحلك الظروف وكل يوم يقاومون هجمات الوسواس الخناس فلا يسمحون باختراقه لكي يتسلل إلى نفوسهم وأن يسيطر على صدورهم والمؤسف أن القيادة العليا في الجيش والأمن قبلت الذل والمهانة من جحافل القبيلة وقطاع الطرق ورضخت ورضيت بظلمهم وسيرتهم كما تشاء .. لقد بحّت الأصوات دون أن تلقى آذانا صاغية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى