قناع توت عنخ آمون وإطلاق أبناء مبارك ومظاهرات ولوم الجميع.. حصيلة أسبوع في مصر

> بعد ساعات من اعتراف وزير الآثار المصري السبت الماضي بوقوع خطأ في ترميم القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون قال محمد سامح عمرو سفير مصر في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إنه تلقى اتصالات من مؤسسات دولية معنية بالشأن الأثري ومنها المجلس الدولي للمتاحف الذي أبدى استعداده للإسهام في ترميم القناع.
وكان وزير الآثار ممدوح الدماطي قال السبت في مؤتمر صحفي بالمتحف المصري إن قناع الملك الذهبي “آمن” رغم وقوع خطأ في ترميمه باستخدام مادة الإيبوكسي في لصق ذقن القناع، مضيفا أنه سيعاد ترميمه مرة أخرى.
وعقد المؤتمر الصحفي بحضور كريستيان إيكمان الخبير الألماني في الترميم وقال الدماطي إنه اتصل به الجمعة لمعاينة القناع وكتابة تقرير عن حالته وطمأنه الخبير بأن “القناع آمن”.
وقال سامح عمرو رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو في بيان الأحد إن هناك “اهتماما دوليا” بحالة القناع وإن “هناك متابعة مستمرة من جانب المجلس الدولي للمتاحف... هذا القلق له ما يبرره.. هذا القناع يعتبر واحدا من أهم إن لم يكن أهم القطع الأثرية على الإطلاق في العالم”.
وأضاف أن “خطوط الاتصال مفتوحة بشكل مستمر مع المسؤولين عن المجلس الدولي للمتاحف (الذي) سوف يوفر قائمة بجميع الخبراء على مستوى العالم (من) المتخصصين في مثل هذا النوع من الترميم” حرصا على سلامة القناع.
قال وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي إن قناع الملك الذهبي توت عنخ أمون “آمن” رغم الخطأ في الترميم، مشيرا إلى أنه سيعاد ترميمه مرة أخرى. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد مساء السبت للرد على أخبار تناقلتها وسائل الإعلام عن تعرض القناع للخطر خلال ترميمه.
ونشرت وسائل إعلام مصرية في الآونة الأخيرة صورا لقناع توت بلونيه الأزرق والذهبي تكشف تأثير استخدام مادة الإيبوكسي اللاصقة في لصق ذقن القناع.
لكن الدماطي قال في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالمتحف المصري المطل على ميدان التحرير بالقاهرة “لا يوجد خطر على القناع أو اللحية” موضحا أن وسائل الإعلام تداولت صورا فيها بعض “التلاعب” بتلوين مادة الإيبوكسي.
وتدافع العشرات من مصوري وسائل الإعلام لتصوير قناع توت عنخ آمون في غرفة تقع في نهاية جناحه الخاص بالمتحف المصري.
وقال الدماطي إن هناك خطأ في الترميم “وستتم محاسبة المسؤول وإحالته إلى التحقيق” ويتمثل هذا الخطأ في “استخدام مادة الإيبوكسي القوية (استخداما) أكثر من اللازم” موضحا أن هناك أكثر من “مدرسة” في الترميم الذي سيخضع له القناع مرة أخرى.
وردا على سؤال لرويترز عن الوقت الذي سيستغرقه الترميم قال الدماطي “لا يوجد مدى زمني. سيعلن (عن الانتهاء من الترميم) في موعده”.
وعقد المؤتمر بحضور خبير ألماني في الترميم قال الدماطي إنه اتصل به الجمعة لمعاينة القناع وكتابة تقرير عن حالته وطمأنه الخبير أن “القناع آمن”.
وتوت الذي حكم في نهاية الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة (حوالي 1567 - 1320 قبل الميلاد) نجت مقبرته من اللصوص. وباستثناء محاولتين قام بهما لصوص المقابر في عهد “آي” و“حور محب” لسرقة ذهب المقبرة لم يتمكن أحد من دخول مقبرة توت.
واكتشفت المقبرة في نوفمبر 1922 غربي الأقصر الواقعة على بعد نحو 700 كيلومتر جنوبي القاهرة والتي كانت عاصمة ما يطلق عليه المؤرخون وعلماء المصريات عصر الإمبراطورية المصرية (نحو 1567 - 1085 قبل الميلاد).
ويوم الاثنين الماضي قال مسؤولون في مصلحة السجون المصرية إن علاء وجمال ابني الرئيس الأسبق حسني مبارك أخلي سبيلهما في خطوة يمكن أن تزيد التوترات غداة الذكرى العنيفة للانتفاضة التي أطاحت بوالدهما من الحكم عام 2011.
وكانت محكمة مصرية أصدرت حكما الأسبوع الماضي بإخلاء سبيلهما على ذمة اعادة محاكمتها في قضية اتهما فيها مع والدهما بتحويل أموال من اعتمادات القصور الرئاسية لبناء وصيانة قصور ومكاتب مملوكة لهم.
وقال مسؤولون أمنيون إن ابني مبارك وهما من مجموعة رجال الأعمال الذين ظهروا في عهده وقامت بينهم صلات سياسية ومالية وثيقة أخلي سبيلهما في الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي وكان في انتظارهما المحامي الموكل عنهما وعدد من الحراس الشخصيين. وأضافوا أنهما توجها إلى منزلهما في حي مصر الجديدة في شمال شرق القاهرة.
وقال مسؤولون أمنيون وطبيون إن علاء وجمال زارا والدهما الذي لا يزال محتجزا في مستشفى عسكري في جنوب القاهرة. وتقول مصادر قضائية إن باستطاعة مبارك ترك المستشفى قريبا انتظارا لاعادة محاكمته في قضية فساد. وكان مبارك قائدا للقوات الجوية واختاره الرئيس الراحل أنور السادات نائبا له عام 1975.
وحقق الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي الذي جاء من الجيش أيضا درجة من الاستقرار بعد نحو أربع سنوات من الاضطراب السياسي والاقتصادي أعقبت خلع مبارك.
لكن علامات استياء ومن بينها مظاهرات احتجاج نظمت وسط القاهرة سبقت الذكرى الرابعة للانتفاضة التي وافقت الأحد. ويوم السبت قتلت العضو القيادي في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي شيماء الصباغ خلال مظاهرة في وسط القاهرة.
وألقى مقال في الصفحة الأولى من صحيفة (الأهرام) التي تملكها الدولة باللوم عن مقتلها على الاستخدام المفرط للقوة.
وقال في انتقاد نادر من صحيفة حكومية للسيسي “حق شيماء في رقابنا جميعا وفي مقدمتنا الرئيس المنتخب والمنوط به حماية أرواح أبناء هذا الوطن من إساءة استخدام السلطات”.
وأضاف “استشهاد شيماء الصادم هو إدانة جديدة لقانون التظاهر المتخم بالعوار وإدانة لمنطق القوة الغاشمة لإرهاب المسالمين الذين لا علاقة لهم بالعنف”.
ويشير المقال الذي كتبه رئيس مجلس إدارة الصحيفة أحمد السيد النجار إلى قانون أصدرته مصر في 2013 يقيد بشدة الحق في التظاهر.
وقالت سارة ليا ويتسون مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا “في حين يلمع صورته الدولية كانت قواته الأمنية تستخدم العنف كالمعتاد ضد المصريين المشاركين في المظاهرات السلمية”... “بعد أربع سنوات من الثورة المصرية لا تزال الشرطة تقتل المتظاهرين بانتظام”.
وزير الداخلية يلوم الإخوان عن العنف
وقتل 25 شخصا على الأقل في مظاهرات مناوئة للحكومة وأعمال عنف أخرى الأحد في الذكرى الرابعة للانتفاضة التي بعثت الآمال في حريات أكبر ومحاسبة للمسؤولين في مصر الحليف الوثيق للولايات المتحدة وصاحبة النفوذ في العالم العربي.
ويقول شهود عيان إن قوات الأمن استخدمت طلقات المسدسات والبنادق ضد محتجين. ودعا البعض إلى انتفاضة جديدة.
وقال المسؤولون الأمنيون إن 19 شخصا قتلوا في حي المطرية في شمال شرق القاهرة وهو معقل لجماعة الإخوان المسلمين التي أطاح بها السيسي من السلطة عندما كان قائدا للجيش عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكم الرئيس السابق المنتمي إليها محمد مرسي.
وقال وزير الداخلية محمد إبراهيم في مؤتمر صحفي الاثنين إن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أطلقوا النار على حشود في المطرية خلال الاحتجاج وقتلوا أناسا بينهم شرطيان.
وأضاف أن قوات الأمن ألقت القبض على 516 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة والمدن الأخرى التي نظمت فيها احتجاجات. وأضاف أن مصر ملتزمة بمحاربة “الإرهاب”.
وفي نوفمبر قالت محكمة جنايات القاهرة بعد إعادة محاكمة لمبارك بتهم تتصل بقتل المتظاهرين خلال الانتفاضة إنه لا وجه لإقامة الدعوى عليه بمثل هذه التهم.
وألقي القبض على مبارك وابنيه في ابريل 2011 بعد نحو شهرين من الانتفاضة التي استمرت 18 يوما.
ويرى مصريون كثيرون أن حكم مبارك الذي استمر 30 عاما ضاعف ثروات الصفوة ومنها ابناه على حساب ملايين الفقراء.
ويقول محللون سياسيون إن ما اعتبر خططا من مبارك لتوريث الحكم لابنه جمال أثارت نفور الجيش وإن ذلك جعل القادة العسكريين يغمضون عيونهم بشكل كبير عن الاحتجاجات التي ساعدت في إنهاء حكم القبضة الحديدية الذي انتهجه 30 عاما.
ويتهم منتقدون السيسي بإعادة الحكم الاستبدادي لكن الحكومة تنفي ذلك.
وبدا أكثر من عشرة مصريين اتصلت بهم رويترز متوترين لدرجة منعتهم من التعليق على الافراج عن نجلي مبارك. وأبدى البعض الآخر لا مبالاة.
وقال رجل طلب عدم نشر اسمه “بأمانة.. نحن لم نعد نهتم بتلك الأمور. افرجوا عنهم أو لا تفرجوا عنهم.. لا يهم.. الأوضاع سيئة”. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى