فيما يطوي اليمن الأسبوع الأول من الفراغ والإقامة الجبرية للرئيس والحكومة.. المكونات السياسية أمام خيارين إما رئيس مؤقت أو مجلس رئاسي

> صنعاء «الأيام» خاص

> انقضى أمس الأسبوع الأول من حالة الفراغ التي تسود المشهد السياسي في اليمن الذي شهدت خلاله صنعاء الأربعاء الماضي أحداثا متسارعة بدأت بواقعة اختطاف أحمد عمر بن مبارك، مدير مكتب رئيس الجمهورية، تلتها اشتباكات بين قوات الحماية الرئاسية ومسلحين حوثيين في عدة مواقع بصنعاء بينها محيط منزل الرئيس هادي، وانتهت بسيطرة الحوثيين على قصر الرئاسة ومواقع سيادية أخرى وتوجت الخميس باستقالة رئيس الجمهورية ورئيس وأعضاء الحكومة الذين أصبح جميعهم تحت الإقامة الجبرية.
**رئيس مؤقت أو مجلس رئاسي؟
ومع تسارع تلك الأحداث في صنعاء وبعض المحافظات تداعت القوى والمكونات السياسية ومعها المبعوث الأممي جمال بنعمر إلى اجتماع لتدارس الأوضاع والوصول إلى الحلول التي من شأنها إخراج اليمن من أزمته الراهنة.
وبهذا الصدد أفاد مصدر سياسي بأن “اجتماع بنعمر مع القوى السياسية أمس الأول انتهى دون التوصل لأي اتفاق لحل الأزمة”، مشيرا إلى أن “المجتمعين اتفقوا على مواصلة النقاش لبلورة المخرج المناسب من بين المقترحات المقدمة من قبل الأطراف السياسية”.
ووفق المصدر ذاته فإن “أبرز المقترحات المقدمة تقضي لتشكيل مجلس رئاسي، وهو الطرح الذي تتبناه جماعة الحوثي وأطراف أخرى ، بينما يشترط المؤتمر الشعبي العام - الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح- عرض استقالة هادي على مجلس النواب ليقرر قبولها أورفضها، وإذا وافق عليها يتولى يحيى الراعي، رئيس البرلمان، وهو قيادي في المؤتمر، مهام الرئيس مؤقتا”.

إلى ذلك أشار برلماني يمني إلى أن “هناك خيارات عدة لحل الأزمة الراهنة في البلاد يتم تدارسها بين القوى السياسية وجماعة الحوثيين”، مبينا أنه “من بين تلك الخيارات تشكيل مجلس رئاسي يقوده الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي ويضم مختلف القوى السياسية”.
وفي تصريح لجريدة “السياسة” الكويتية قال عضو البرلمان الدكتور محمد القباطي: “هناك خيار من بين خيارات عدة يجري تدارسها من قبل القوى السياسية لإخراج اليمن من أزمته الراهنة” ، مبينا أن “هذا الخيار يتمثل في قيام مجلس رئاسي برئاسة الرئيس هادي، ويضم مختلف القوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة”.
وأشار الدكتور القباطي إلى أن “هذا الخيار مطروح بقوة على طاولة المفاوضات وسيتم حسمه خلال الساعات المقبلة في اجتماع مع المبعوث الدولي”، وقال: “إن القوى السياسية شددت على ضرورة اتخاذ إجراءات لمعالجة الوضع الأمني القائم، وخاصة المطالبة بفك حصار الحوثيين عن دار الرئاسة ومنازل الرئيس هادي ورئيس الحكومة وأعضائها، وإيقاف الإجراءات القمعية ضد المتظاهرين الشباب المعبرين سلميا عن إرادتهم كحق مكفول لهم قانونا ودستوريا”.
**بنعمر: دعوة الحوثي مبادرة فردية**
بنعمر
بنعمر

في السياق عبر جمال بنعمر عن تفاؤله بجدية المشاورات مع المكونات السياسية التي اجتمع بها، مشيرا إلى أن “هناك تقدم في الرؤى المطروحة للخروج من الأزمة، وقال: “إنه مستمر في بذل الجهود لمساعدة اليمنيين على إرجاع العملية السياسية إلى مسارها الصحيح من خلال الاجتماع مع كافة الأطراف السياسية المعنية”.
وفيما يتعلق بالدعوة الموجهة من عبدالملك الحوثي إلى ممثلي الشعب لحضور اجتماع موسع غدا الجمعة بصنعاء قال بنعمر: “دعوة الحوثي لجمع اليمنيين يوم الجمعة مبادرة فردية لم يتمَّ ترتيبها مع الأمم المتحدة”.
وكان زعيم جماعة الحوثيين قد دعا في خطاب متلفز أمس الأول الثلاثاء ممثلي الشعب اليمني إلى اجتماع موسع الجمعة في صنعاء لبحث مستقبل البلاد وسبل تأمين ما وصفه بالانتقال السلمي للسلطة على أسس الشراكة.
**أوضاع اليمن في الجامعة العربية**
الجامعة العربية
الجامعة العربية

في هذه الأثناء أفاد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية بأنه “أجرى سلسلة اتصالات ومشاورات مع عدد من الدول العربية لبحث إمكانية عقد اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية بأقرب وقت، لمناقشة تطورات الأوضاع الخطيرة في اليمن”.
وفي تصريح له أمس أوضح نبيل العربي بأن “الأمانة العامة للجامعة تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في اليمن”، مشيرا إلى أنه “أجرى أمس اتصالا هاتفيا مع عبدالله محمد الصايدي، وزير خارجية اليمن لبحث ما تشهده البلاد من مستجدات خطيرة ، والجهود المبذولة بهذا الشأن من قبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، وما يمكن لجامعة الدول العربية أن تقدمه لمساعدة اليمنيين على الخروج من نفق الأزمة الراهنة”.
وفي معرض إجابته عن سؤال بشأن طلب اليمن تأجيل انعقاد هذا الاجتماع أوضح نبيل العربي أن “دولة اليمن طلبت التريث قبل عقد الاجتماع، لكن المشاورات ما زالت جارية”، مؤكدا “دعم جامعة الدول العربية للجهود التي يبذلها الرئيس هادي، من أجل استعادة الأمن والاستقرار، وتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق الشراكة والسلم، وما نصت عليه المبادرة الخليجية باعتبارها تشكل الأساس اللازم لإنجاز الحل السياسي السلمي للأزمة اليمنية”.
**واشنطن تتباحث مع الحوثيين**

وفي وقت تتصاعد فيه الاضطرابات الأمنية بعد استقالة الرئيس هادي والحكومة الأسبوع الماضي تحت ضغط القوة من قبل جماعة الحوثيين تناقلت العديد من وسائل الإعلام تصريح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية حول محادثات تجريها واشنطن مع جماعة الحوثيين.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن مسؤولين أميركيين يجرون محادثات مع جماعة الحوثي في اليمن، لكنها نفت تبادل معلومات معها بشأن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.
وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي: “إنه نظرا للفوضى السياسية التي تشهدها اليمن، فمن الصواب القول إن مسؤولين حكوميين أميركيين على اتصال مع جميع الأطراف في اليمن”، بخصوص ما وصفه بالوضع السياسي المعقد وغير المستقر.

وأضاف: “كما أنه من الصحيح القول أيضا إن الحوثيين كمشاركين في الأحداث سيكون لهم بالتأكيد مبرر للتحدث مع الشركاء الدوليين ومع الأسرة الدولية عن نواياهم وما سيسفر عنه الوضع”.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان الأميركيون والحوثيون يتبادلون معلومات استخبارية حول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أجاب كيربي قائلا: “لا توجد آلية لتبادل المعلومات مع الحوثيين، وأن ذلك يستلزم اتفاقا رسميا مع الجماعة، وهو ما لم يتم حتى الآن”.
**الحديدة وصنعاء.. جرحى ومعتقلون**
أصيب متظاهرون أمس في الحديدة في اطلاق نار عليهم من قبل مسلحين تابعين لجماعة انصار الله فيما تم اعتقال عدد من المتظاهرين.
واكدت مصادر ان ابناء مديرية الزهرة بالحديدة قاموا بقطع طريق مفرق المعرص المؤدي الى مديرية اللحية، الواقعة على مسافة 110 كم الى شمال مدينة الحديدة على الساحل الشرقي للبحر الاحمر والميناء البحري، وهي الطريق الرئيسي بين المملكة العربية السعودية واليمن، وبانهم يطالبون برحيل جماعة الحوثي المسلحة من منطقة المعرص التابعة لمديرية الزهرة.
وفي صنعاء افاد شهود عيان ان المسلحين الحوثيين اطلقوا مساء الاربعاء الرصاص الحي لتفريق تظاهرة خرجت ضدهم وسط صنعاء كما استخدموا السلاح الأبيض والهراوات لضرب المتظاهرين.. وقال وليد العماري عضو لجنة التنظيم في التظاهرة الشبابية المناهضة للحوثيين لوكالة فرانس برس «جاء انتشار مسلحي الحوثي بعد الدعوات التي أطلقها ناشطون مساء أمس للخروج بمظاهرات ضد الانقلاب في شارع الستين وقامت الجماعة بنشر مسلحيها بلباس مدني وعسكري على طول شارع الستين وفي المداخل المؤدية إليه وذلك لمنع توافد المتظاهرين إلى المكان ولدى تجمع المتظاهرين قاموا بالاعتداء عليهم وتفريقهم بالقوة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى