إذاعة شبوة.. جهود جبارة تصطدم بشحة الإمكانات وتجاهل وزارة الإعلام

> استطلاع/ صالح مساوى

> في 17 مارس 2010م تم تدشين إذاعة شبوة المحلية، مبتدئة بثها الإذاعي بمحطة صغيرة بقوة 100 واط بمدة بث لا تتجاوز أربع ساعات ونصف، وفي عام 2011م وصل بثها إلى تسع ساعات وفي نهاية العام ذاته وصلت مدة البث لإذاعي إلى 24 ساعة.
وتبدأ الإذاعة برامجها الاعتيادية من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثامنة مساء ومن الثامنة مساء حتى الساعة التاسعة صباحاً فترة القرآن الكريم وبهذا أصبحت إذاعة شبوة أول إذاعة في الجمهورية تبث على مدار 24 ساعة.
ولمعرفة المزيد عن أحوال إذاعة شبوة والظروف والصعوبات التي تواجهها قامت «الأيام» بزيارة الإذاعة والتعرف على همومها عن قرب بالالتقاء بالمسؤلين والعاملين فيها وكانت الحصلية الآتية.
تواجه هذه الإذاعة رغم ما تقدمه من خدمات إعلامية جليلة على مدى أربعة وعشرين ساعة عدد المشكلات والمعوقات أبرزها شحة المخصصات والإمكانات.
مدير عام الإذاعة والتلفزيون بالمحافظة محسن عمر القرنعة تحدث لـ «الأيام» عن البداية الأولى لإنشاء هذه الإذاعة وبعض المشكلات التي تعانيها بالقول: “لقد بدأت التهيئة والخطوات التأسيسية لإذاعة شبوة منذ 2004م حين بدأنا في متابعة الأخوة في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون وأثمرت هذه الجهود بإصدار الأخ وزير الإعلام في حينه قرار وزاري بإنشاء إذاعة شبوة في عام 2005م”، مضيفاً “في البداية حصلنا على 15 درجة وظيفية وبحكم أنه لا يوجد خريجو إعلام من محافظة شبوة وبحكم أن المفاضلة تمت في صنعاء عشرة من الخمسة عشر حصلوا على نقل إلى إذاعات أخرى خارج المحافظة وبقيت لنا خمس درجات وظيفية ومع تدهور الوضع الأمني في شبوة انتقل ثلاثة من أبناء عدن وبقوا لنا ثلاثة فقط”.
محسن عمر
محسن عمر

وأضاف القرنعة: “في السنوات الأخيرة تخرج عدد من أبناء شبوة في مجال الإعلام لكن لم تعط لنا درجات وظيفية وما زالت الإذاعة محرومة من الاستفادة منهم رغم قرار وزير الإعلام بتعويضنا عن تلك الدرجات التي ذهبت إلى جهات أخرى وهي محسوبة على شبوة، كما أن الموازنة المخصصة للإذاعة ضعيفة جدا فهناك 25 موظف من متعاقدين ومساهمين فضلاً عن تكاليف المياه والحوافز ومتطلبات الصيانة والتشغيل والديزل والزيوت التابعة للمولد الكهربائي كل هذه تدخل ضمن الموازنة المخصصة للإذاعة وهي لا تفي حتى بنصف هذه التكاليف، يضاف إلى ذلك الأجهزة الفنية في الإذاعة محمودة جداً والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون لم تصرف لنا سواء ثلاثة أجهزة فقط كما الإذاعة إلى الآن لا تمتلك وسيلة مواصلات خاصة بها”.
**النظرة الدونية للإعلاميات**

بدورها تحدثت المذيعة منال محمود هزاع لـ«الأيام» عن أهم الصعوبات التي تواجهها في الإذاعة بالقول: “ إن أهم ما اواجهه في عملي في هذه الإذاعة وخاصة في النزولات الميدانية هي النظرة الدونية من قبل أفراد المجتمع، بل ويرفضون التحدث معي في كثير من الأحيان لكوني فتاة وينظرون إليّ بنظرة استنكار وما إلى ذلك، ولهذا نتمنى أن تتغير هذه النظرة فليس كل فتاة تنزل إلى الميدان أو تعمل في مجال الإذاعة سيئة وما إلى ذلك من التوصيفات السلبية، وأتمنى أيضاً من الجميع أن يغيروا هذه النظرة ويساعدوننا في العمل ويشجعوننا مادام أن هناك ضوابط وعمل في حدود الاحترام والأدب”.
**بث إذاعي ضعيف**
محضار المعلم
محضار المعلم

المذيع محضار المعلم من جهته تحدث عن دور هذه الإذاعة وبعض مما يعاني منها الكادر الإعلامي فيها بالقول: “تعد إذاعة شبوة المنبر الإعلامي الوحيد للمحافظة، وفيها طاقم إعلامي مميز، أيضاً للإذاعة برامجها المتنوعة لاسيما البرامج التي تضمنتها الخارطة البرامجية لهذا العام، وتتنوع هذه البرامج ما بين البرامج الثقافية، والصحية، والتوعوية، والسياسية”، مضيفاً “ إن الإذاعة تسير نحو الوسطية والاعتدال سواء مذهبياً أو سياسياً ولا تميل إلى أي طرف على حساب طرف آخر”.
وتابع المعلم بالقول: “نحن كمذيعين لا نتقاضى إلا 25 ألف ريال فقط، بل إلى الآن لم نتحصل على التعاقد من وزارة الإعلام، فضلاً عن الصعوبات الأخرى التي تواجهنا خلال عملنا في هذه الإذاعة على مدى أربعة وعشرين ساعة لاسيما النزول الميداني المتعلق باللقاء بالحهات المسؤولة في المحافظة والتي عادة لا تتجاوب معنا إلا فيما ندر في البرنامج الصباحي المفتوح، وهنا أيضاً لا ننسى بأن نوجه شكرنا لبعض مديري العموم وخاصة مديري المالية، المياه والصرف الصحي وغيرهم من مديري العموم الذين يتجاوبون معنا بهذا الخصوص لتوضيح بعض الاستفسارات والأسئلة المقدمة من قبل المستمعين”.
مختتماً حديثه: “من أبرز المشكلات والمعوقات التي نواجهها هي مشكلة البث الإذاعي والذي يغطي مدينة عتق وضواحيها فقط، الأمر الذي يعيق من وصول رسالتنا الإعلامية إلى مختلف مناطق المحافظة”.
**عدم اهتمام الجهات المسؤولة**

بدوه قال محمد علي العولقي القائم بأعمال الصيانة والتشغيل في الإذاعة: “نواجه في إذاعة شبوة صعوبات كثيرة جداً ومن هذه المشكلات التي تعاني منها الإذاعة والخاصة بالجانب الفني والتي تسببت في خلق صعوبة كبيرة في سير العمل فيها والناتج عن قلة الأجهزة في الإذاعة كأجهزة الكمبيوتر وغيرها حيث لا يتوفر في هذه المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون سوى ثلاثة أجهزة كمبيوتر فقط”.
وأضاف: “ الإذاعة بحاجة إلى استوديو ثاني وللأسف الشديد لم نلق تجاوب من المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، في الوقت الذي تعاني فيه الإذاعة من شحة مواردها، نتيجة لعدم تلقينها الدعم المالي من المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، والسلطة المحلية بالمحافظة”.
وتابع العولقي: “نحن الآن بصدد توسيع البث الإذاعي ليغطي جميع محافظة شبوة وأجزاء من المحافظات المجاورة ولكن لم نتلق الدعم من أحد، غير أن الأستاذ محسن عمر القرنعة في سبيل حل هذه المشكلة قام بالتواصل مع منظمة يمن عطاء بغرض تمويلنا بتركيب واستحداث برج البث حتى يغطي المحافظة بالكامل، أيضاً في هذا المجال نحن محتاجون أيضاً لأجهزة تقنية متعلقة بالبث الإذاعي إف إم وقد حصلنا على دعم بسيط من المجلس المحلي ووعدتنا منظمة يمن عطاء بتوفير أثاث للإذاعة متكامل واستوديو ثاني ونتمنى أن تأتي وعودهم هذه بالثمار المرجوة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى