آلاف المحتجين في تعز وإب يحيون صلاة الجمعة وتظاهرات مناوئة للحوثيين..شباب تعز: الانقلاب ينذر بتمزيق النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية

> تعز / إب «الأيام» فهد العميري /عبدالعزيز الويز - تصوير/ محمد الحسني

> تواصلت الاحتجاجات الشعبية المناهضة للانقلاب يوم أمس في محافظتي تعز وإب، وتقاطرت جموع المحتجين لأداء صلاة الجمعة في عواصم المحافظتين، وعبروا عن رفضهم لسيطرة المليشيات، وقمع المحتجين.
وأدى الآلاف من المحتجين صلاة الجمعة في ساحة الحرية وشارع جمال عبدالناصر، وذكر خطيب الجمعة في شارع جمال عبدالناصر، عبدالباقي البهرمي أن “الإسلام دين الأخلاق، والدعوة إلى العلم والعمل، وكانت أول آية أنزلت للناس “اقرأ باسم ربك الذي خلق”.
وقال: “آن الأوان لنعيد للقلم مكانته لينتصر على البندقية، وأن نرسخ ثقافة السلم والتسامح والنضال السلمي للمطالبة بالحقوق، ولا نواجه الإساءة بالإساءة، والقتل بالقتل، والخطف بالخطف، والانتقام بالانتقام، فالأمم تنتصر بالأخلاق والمحبة”، معتبرا أن “خطف الدولة وتعطيل أجهزتها ومحاولة فرض الرأي بالقوة هي ثقافة جديدة على اليمنيين”.
مشاركون في مسيرة احتجاجية بتعز
مشاركون في مسيرة احتجاجية بتعز

وأكد على أن “أعمال القمع والخطف ثقافة مرفوضة من قبل الشعب، ورفضها، وثار الناس ويثورون عليها، وأن مخرجات الحوار الوطني التي أجمعت عليها كافة المكونات السياسية هي الحل، وأن أي انتصارات وهمية تقوم على سفك دماء المسلمين وترويعهم هي هزائم سيسجلها التاريخ”. وقال الخطيب البهرمي: “نرفض الانقلاب، نرفض قمع الحريات الصحفية والإعلامية، نرفض الشعارات المناطقية والطائفية والمذهبية، ونطالب بعودة الدولة”، مؤكدا أن “ثقافة الأحزمة الناسفة والتفجيرات تهزم القيم والأخلاق وتفرغ القلوب من الإنسانية وتثير الذعر في قلوب البسطاء”.
وحث الخطيب على أن “يكون النضال من أجل مطالب البسطاء والفقراء والكادحين لأن أي ثورة لا تجعل البسطاء على رأس أولوياتها لا تنتصر”، كما طالب بـ“إطلاق سراح المختطفين والمعتقلين والتوقف عن ثقافة الترهيب، وفرض الرأي بالقوة، والعودة إلى مخرجات الحوار، وأن يكون الجيش هو من يحمي الناس”.

وانطلقت مسيرتان من ساحة الحرية وشارع جمال عبدالناصر، حيث اجتمعتا واتجهتا إلى أمام مبنى المحافظة.
ورفع المتظاهرون لافتات اعتبروا من خلالها قمع الحريات الإعلامية والصحفية وحرية التعبير والتظاهر السلمي جريمة لا تسقط بالتقادم، مطالبين بالفيدرالية، كونها الخيار الأنسب، رافضين أن يحكموا من قبل عاصمة الانقلاب والمليشيات.
وقال بيان صادر عن شباب وشابات تعز: “تمر بلادنا بأوضاع بالغة السوء والتعقيد جراء انقلاب مليشيات الحوثي المسلحة على العملية السياسية التوافقية وثورة 11 فبراير، واجتياح صنعاء والعديد من المحافظات، والسطو المسلح على مؤسسات الدولة، ونهب المعسكرات وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس هادي، وأعضاء في الحكومة، والاعتداء الوحشي على المشاركين في المسيرات، واعتقال العديد منهم وقمع الحريات الإعلامية والصحفية وحرية الرأي والتظاهر السلمي، مما ينذر بتمزيق النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية، وينشر الخوف والذعر في أوساط المواطنين، ويقلق الأمن والسكينة العامة، ويخلق واقعا جديدا لصراع لن ينتصر فيه أحد”.
وأكد البيان على “الرفض التام لانقلاب مليشيات الحوثي على العملية السياسية التوافقية، ورفض أي حوار تحت تهديد السلاح، ولا يفضي إلى عودة الأمور إلى ما قبل 21 سبتمبر”، مطالبا بـ“إنهاء سيطرة المليشيات على صنعاء والمحافظات وجميع مؤسسات الدولة، وإعادة الأسلحة المنهوبة”.
طفل يحمل لافتة في ساحة الحرية بتعز
طفل يحمل لافتة في ساحة الحرية بتعز

وعبر البيان عن إدانة ورفض ما تقوم به مليشيات الحوثي من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وقمع الحريات الإعلامية والصحفية وحرية التعبير والتظاهر السلمي، مؤكدين التمسك بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واستكمال إجراءات الاستفتاء على الدستور، كونها تمثل الحد الأدنى من تطلعات وأهداف ثورة 11 فبراير.
وطالب البيان السلطتين المحلية في محافظتي تعز وإب بـ “سرعة اتخاذ خطوات عملية تضمن تجنيب إقليم الجند الفوضى أو العجز عن مواجهة الاستحقاقات المالية للإقليم ورفض تلقي أي أوامر أو قرارات من السلطات المغتصبة في صنعاء، رافضا الخطاب المذهبي والطائفي والمناطقي”.
ودعا البيان جماهير الشعب اليمني وأبناء محافظة تعز إلى “رص الصفوف والاستمرار في الخروج بتظاهرات حاشدة لإسقاط الانقلاب وبناء الدولة المدنية المؤسسة على الحرية والعدالة والكرامة والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان وحرياته وحيادية الجيش واستقلال القضاء”.
وفي محافظة إب تواصلت أمس الجمعة الاحتجاجات الشعبية السلمية الرافضة لما أسمته “الانقلاب المليشياوي الحوثي” على ما تبقى من رمزية ومؤسسات الدولة، والمطالبة بالحفاظ على أمن البلد والنسيج المجتمعي وعدم الانجرار إلى دعوات التمزق والاقتتال الأهلي تحت أي مسمى.
وأحيت جموع المحتجين من أبناء إب، غالبيتهم من النخب، على امتداد الشارع الواقع فيه مقر السلطة المحلية بالمحافظة شعائر صلاة الجمعة وسط غليان من مشاعر التنديد والسخط لما آل إليه حال البلد من الانفلات العام، والممزوجة بالقلق والخوف من الانهيار التام والانزلاق إلى هاوية سحيقة.
محتجون عقب صلاة الجمعة في إب
محتجون عقب صلاة الجمعة في إب

ودعا خطيب الجمعة الشاب المستقل الدكتور أحمد علي عبداللطيف الطاهري الحضور إلى التماسك وترشيد الخطاب، وتوحيد الرؤى بما يوحد المواقف، والاستفادة مما حدث في السنوات الأربع، ومحاولة عدم تكرار الأخطاء السابقة، على حد قوله.
كما دعا الخطيب الطاهري السلطة المحلية والقوى السياسية وكل الفرقاء بالمحافظة إلى ما قال عنه “قاعدة سواء تهتم بحال المواطن أولا وأخيرا، وبما يحافظ على سلمية ومزايا المحافظة المعروفة عنها”، وألا يكون الاختلاف السياسي مدعاة للقطيعة والفجور في الخصومة بين أبناء المحافظة، و“المواجهة صفا واحدا” لما وصفه بـ“الاحتلال” من قبل من أسماها “قوى الشاصات الغاشمة الواهمة”.
وكان الدكتور الطاهري قد أشاد في خطبته بجهود المشاركين في التظاهرة الاحتجاجية قائلاً: “إنكم تدافعون عن قضية عظيمة، تدافعون عن حاضر ومستقبل هذا البلد، وتدفعون الفساد والبغي بعرقكم ووقوفكم في حر الشمس، وتتصدون بشجاعة لكل أشكال العبث”.

وأضاف: “إن الحياة لا تقوم إلا على العدل، ومن العدل ألا نقبل بهذا المصير، ومن العدل ألا تقهر الشعوب، وألا تصادر حرياتها، وحقها في تقرير مصيرها”.
وردد المشاركون عقب الانتهاء من شعائر صلاة الجمعة شعارات عبرت عن حب اليمن: “بالروح بالدم نفديك يا يمن”، ونددت بالانقلاب والعنف والتواجد المليشياوي في المحافظة، وجرائم الإرهاب التي شهدتها المحافظة في الآونة الأخيرة “مطلبنا نحن الشباب، رفض الانقلاب والإرهاب”، “خرجنا إلى الساحات نرفض المليشيات”.
ويسيطر مسلحو جماعة الحوثي على إب منذ اجتياحهم المحافظة منتصف أكتوبر من العام الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى