منطقة لهية بشبوة..انتشار للأمراض المعدية وغياب لخدمات الصحة والتعليم

> استطلاع / جمال شنيتر

> تعد منطقة لهية بمديرية حبان بمحافظة شبوة ، واحدة من مناطق ذات العمارة الطينية الأصيلة في بلادنا والتي تضيف اليها رونقاً رائعاً، غير أن المنطقة تعاني الحرمان من مشاريع البنية التحتية رغم تعدد قراها وازدياد الكثافة السكانية، مع وجود بعض المشاريع البسيطة والمتواضعة فيها.
كما أن الوضع الصحي في لهية ينذر بالخطر، فمرض حمى الضنك بدأ ينتشر فيها خلال الأسابيع القليلة الماضية، في وقت تعاني فيه من انتشار المستنقعات الآسنة في أنحائها بعد فشل مشروع الصرف الصحي وخروجه عن الجاهزية.
«الأيام» زارت عزلة لهية واستطلعت همومها ومشاكلها ومعاناتها، وسجلت معانات أهاليها.
عند وصولنا إلى لهية أبلغنا كثير من المواطنين عن انتشار مرض حمى الضنك في منطقتهم ومناطق أخرى في مديرية حبان، مطالبين الدولة بالاهتمام بالجانب الصحي في منطقتهم، والقيام بحملة رش للمستنقعات.

وأمام شكاوي المواطنين توجهنا إلى المركز الصحي للاطلاع على الوضع الصحي في المنطقة. مدير المركز الصحي الأخ سالم التومة تحدث لـ«الأيام» عن الوضع الصحي في هذه المنطقة وكذا وضع المركز الصحي نفسه بالقول: “المركز الصحي افتتح في شهر سبتمبر 2001م، وعدد القوة الوظيفية 26 عاملا، بينهم طبيب ومساعد طبيب وثلاثة ممرضين وقابلتان، ويقدم المركز خدمات التطعيم، وتنظيم الأسرة، والتوليد، ومعاينة الحالات المرضية”.
مضيفاً إما عن المعوقات فلدينا الكثير منها والتي نعاني منها في هذا المركز الصحي أبرزها عدم وجود كادر طبي حيث نفتقر إلى وجود طبيبة نساء في المركز، وكذلك نحتاج إلى وجود طبيب ثابت، حيث إننا الآن لدينا طبيب يداوم يومين فقط في الأسبوع، وكذلك نفتقر إلى وجود فني أشعة رغم وجود جهاز الأشعة، كما نطالب بتوفير جهاز موجات فوق الصوتية”.
وحول انتشار مرض حمى الضنك قال الأخ التومة : “بالفعل هناك حالات لانتشار الضنك، وتم أخذ عينات من المرضى، ونحن نأمل من الجهات المختصة بتنظيم حملة رش للمنطقة”.
**انتشار مرض الجرب**

هشام بامسلم مسؤول التحصين في المركز الصحي بدوره تحدث لـ«الأيام» عن خطر صحي آخر تتعرض له المنطقة، وهو مرض يتعلق بالحيوان والذي انتشر في الأيام الأخيرة حيث يصيب الأغنام ويدعى ( الجرب ) ويؤدي إلى وفاتها.
يقول بامسلم: “أحد المواطنين خسر نصف ثروته من الأغنام، بعد إصابتها بالجرب، وهناك بلاغات من المواطنين بانتشار هذا المرض في الأغنام، ونحن قد قمنا بدورنا بالتواصل مع أحد المختصين في المحافظة، ونتمنى من الجهات المختصة بالمحافظة الاهتمام بالموضوع قبل أن يستفحل”.
**مستنقعات آسنة**
الشيخ محمد
الشيخ محمد

الشيخ محمد بن ديان بامرحول من أعيان ومشائخ لهية تحدث لـ«الأيام» ببعض مما تعاني هذه المنطقة وأهلها بالقول: “لهية منطقة كبيرة وذات كثافة سكانية وتحتاج إلى مشاريع التنمية المختلفة سواء في المياه أو الصرف الصحي أو الصحة أو التعليم أو غيره، ولهذا نحن ندعو عبركم السلطة المحلية والمجلس المحلي في المحافظة والمديرية الاهتمام بمنطقتنا أسوة بالمناطق الأخرى وإعطائها نصيبها من مشاريع التنمية”، مضيفاً “للأسف هناك مشكلة كبيرة تواجه المنطقة وهي انتشار مستنقعات الصرف الصحي في شوارع لهية، وذلك لأن مشروع الصرف الصحي لم يعد صالحا وانتهى عمره الافتراضي، والأمر الخطير أن مجاري الصرف الصحي تسيل وتتجه نحو المقبرة المشرفة على الوادي، وهذا أمر غير مقبول، ولهذا ندعو السلطة المحلية إلى الاسراع في اعتماد مشروع صرف صحي لإنقاذ السكان من الامراض والروائح الكريهة، وكذا احترام كرمة الموتى”.
**خطر السيول**

أما الشخصية الاجتماعية الأخ مختار بامرحول فقد تطرق إلى مسالة هامة وخطيرة وهي تهديدات السيول والفيضانات على المنطقة يقول بامرحول: “هناك خطورة كبيرة تتعرض لها لهية من خطر الفيضانات والسيول، حيث إن المنطقة تشرف على واديي لهية وحبان، وقد بدأت هذه السيول في جرف اطراف المنطقة، حتى أن المقبرة أصبحت مشرفة تماماً على الوادي، وبالتالي في حال تدفق سيول كبيرة أو فيضانات فإن البيوت القريبة من الوادي ستكون في خطر داهم، ولهذا يطالب أهل القرية بسرعة اعتماد دفاعات كافية للمنطقة وبأسرع وقت، وكذلك المقبرة بحاجة إلى تسوير كامل”.
**مدرسة تفتقر للمعلمين والمعلمات**

في منطقة لهية توجد مدرسة واحدة فقط، وهي مدرسة مشتركة للتعليم الأساسي والثانوي، وللبنين والبنات معا، وعلى فترتين صباحية ومسائية.
واجهت المدرسة خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الجاري بعض الاشكالات التي أدت إلى اغلاقها عدة أيام، تدخلت حينها إدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية بتغيير إدارة المدرسة وبعض المعلمين، وتم تكليف الأستاذ عبدالسلام محمد الخدد بالقيام بأعمال مدير المدرسة.
وعن وضع المدرسة يقول الخدد: “مدرسة لهية يقصدها طلاب منطقة لهية وعدد من القرى المجاورة، لكن تعاني المدرسة نقص المعلمين والمعلمات، وبسبب ذلك قام مكتب التربية بإغلاق بعض صفوف المرحلة الثانوية”، مضيفاً “في مرحلة التعليم الثانوي لا تتوفر في المدرسة حالياً سوى الصف الأول الثانوي، بعد أن كان يدرس فيها جميع المستويات الثانوية، أيضاً لدينا اشكالية في تعليم البنات ففي الماضي كنّ يدرسن حتى الصف السابع أما الآن فقد تلقص فقد تعليمهن إلى الصف الخامس فقط”.
**شباب إيجابي**

من المظاهر الإيجابية في منطقة لهية وجود شباب لديهم من الوعي والنضوج بخدمة مجتمعهم المحلي، حيث تتجلى هذه فيما تشهده المنطقة من انشطة وفعاليات شبابية وثقافية متعددة بين الحين والآخر، وبهذا الصدد يقول صلاح سالم من شباب المنطقة الفاعلين: “هناك أنشطة متعددة يقوم بها شباب لهية منها أنشطة ثقافية كالأمسيات الليلية، وكرنفالات احتفالية في الأعياد الدينية والوطنية، والمنطقة لها تاريخ زاخر بالعمل التعاوني والنشاط الثقافي والرياضي، غير أن المشكلة تكمن في حرمان أبناء المنطقة من اعتماد نادي رياضي أسوة بالمناطق الأخرى، رغم أن ملف النادي موجود لدى الحكومة منذ سنوات ولم يتم اعتماده، ونجدها فرصة عبر «الأيام» لمناشدة وزارة الشباب والرياضة باعتماد نادي رياضي ثقافي لأبناء منطقة لهية ومنح الاعتراف الرسمي له”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى