تجاوز عمر تخرج بعضهم الـ20 عاما..خريجون جامعيون بشمايتي تعز: بلغنا أحد الأجلين ولم ننعم بالوظيفة الحكومية

> استطلاع/ محمد العزعزي

> أملوا كثيرا في مستقبل مشرق بعد التخرج ونيل الشهادة الجامعية والتي من شأنها أن تمكنهم من وظيفة حكومية تضمن لهم والأفراد أسرهم العيش الكريم، غير أن تلك الأماني والأمنيات أضحت سراباً وتحطمت على صخرة البطالة التي أضحت لا صوت يعلو عليها في البلاد.
خريجون وحملة شهادات جامعية أجبرتهم الظروف القاسية إلى اللجوء إلى الأعمال في مهن وحرف بعيدة كل البعد عن تخصصاتهم لتوفير لقمة العيش لمن يعولون.
ظاهرة باتت تؤرق الآلاف من الخريجين الجامعيين بعد أن أصبحت أرصفة البطالة هي قبلتهم الوحيدة.
«الأيام» تلمست هموم هذه الشريحة المجتمعية الهامة في مديرية الشمايتين في محافظة تعز وخلصت بالمعاناة الآتية.
كثيرون هم الخريجون الذي اكتووا بنيران الحرمان من الوظائف الحكومية، نتيجة للفساد المستشري، والسمسرة بالوظائف والمتاجرة بها في وضح النهار دون خوف من عقاب أو محاسبة من الجهات ذات العلاقة.
أمين أحمد نعمان واحد من بين الآلاف إن لم يكونوا عشرات الآلاف ممن يعانون من الحرمان من الوظيفة الحكومية يقول نعمان لـ«الأيام» تخرجت من جامعة تعز تخصص لغة عربية عام 2007م، ولم أتحصل على وظيفة حتى الساعة، وهو ما اضطرني إلى العمل في بيع الصحف والمجلات لإعالة أسرتي وأطفالي كغيري من عامة الشباب”، مضيفاً “لقد أجبر الكثير من الخريجين حملة الشهادات الجامعية إلى العمل بمهن بعيدة عن تخصصاتهم كبيع الشاي، والصحف، وأعمال البناء والتشييد، أو العمل على الدراجات النارية.. والخ، وهنا أجدها فرصة عبر «الأيام» لأطلق صرخة استغاثة ومناشدة إلى الجهات المعنية بالنظر بعين المسؤولية تجاه الخريجين ومعالجة قضيتهم وانتشالهم من عالم البطالة المرير”.
**عمل بعيد عن التخصص**

شادي محمد علي العزعزي مهندس الحاسوب قال: “تخرجت من كلية علوم الحاسبات وتقنية المعلومات ولعدم تمكني من العمل في مجال تخصص في أيّن من القطاعين العام والخاص لجأت للعمل في مطعم شعبي حتى يفرجها الله”، مضيفاً “يعاني الخريجون والخريجات البطالة لسنوات طويلة، ولعدم حصولهم على وظائف حكومية كل منهم امتهن له مهنة للعمل فيها كبيع القات، والشاي، والقهوة، والخضار وغيرها وذلك بعد أن تأكد لهم بأن شهاداتهم الجامعية لم تعد ذات جدوى في هذا الزمن الرديء، ولهذا نتمنى من المسؤولين وصناع القرار أن ينظروا بعين المسؤولية إلى هذه المشكلة التي تعتبر اليوم ظاهرة عامة تشمل الغالبية العظمى من حملة الشهادات الجامعية”.
**عمري 50 ومازلت بلا وظيفة**
كثير من الخريجين بلغوا أحد الأجلين، ومازالوا محرومين من الوظيفة التي أضحت بالنسبة لهم حلماً بعيد المنال في وقتنا الحاضر.
الخريج عبدالكريم قاسم نعمان الأصبحي ( خمسون عاما) ومازال يؤمل نفسه في الحصول على وظيفة حكومية يبدو أنها ضلت طريقها يقول الأصبحي: “أنا من مواليد عام 1965م، وخريج من جامعة صنعاء سنة 2003م تخصص في التربية إسلامية وأجدد القيد في الخدمة المدنية كل عام بهدف الحصول على درجة وظيفية وهو ما لم يحصل”، مضيفاً “ إن مشكلة الخريجين تتفاقم سنة تلو الأخرى، وعدد الخريجين بازدياد هائل، والبطالة في تصاعد، وصناع القرار والمسؤولين والمعنيين غير مبالين لما يعاني بما يعانيه هؤلاء الخريجين الذين باتوا عاطلين عن العمل لا حول لهم ولا قوة”.
عميد الخريجين عصام علي صالح سعد، عشرون عاما مرت منذ تخرجه وما زال محروماً من الوظيفة، يقول سعد: “ تخرجت عام 1995م، وحتى اللحظة لم أنعم بما كنت أتمنى، عشرون عاما وأنا في انتظار الوظيفة الحكومية، وما أتمناه هو أن تقوم الحكومة بالاهتمام بالشباب والاستفادة من طاقاتهم المعطلة”.
أما الخريج صدام عبدالسلام سفيان الأصبحي فقال: “ لقد لجأت إلى مهنة قيادة دراجة نارية لأوفر قيمة لقمة العيش لأسرتي المكونة من عشرة أفراد، وذلك بعد أن تأكد لي بأن الشهادة الجامعية أصبحت في وقتنا الحاضر عديمة الجدوى”، مضيفاً “لقد سبقني إلى امتهان هذه المهنة الكثير من الخريجين بعضاً منهم حصدت أرواحهم الحوادث المرورية”.
**120خريجة لم يتوظفن منذ 95م**

من جهتها قالت الأخت سميرة سيف عبدالرزاق لـ«الأيام» : “تخرجت من الجامعة في صنعاء عام 2010م تخصص علوم القرآن ولم أجد فرصة عمل في مجال تخصصي التربوي وكل ما نسمعه اليوم هو عبارة عن كلام لا يسمن ولا يغني من جوع”، مضيفةً “إن بطالة الخريجات من الجامعات اليمنية أصبحت تشكل ظاهرة كبيرة في المجتمع، وفي الوقت نفسه ما تزال بعض القوى الداخلية قاصرة عن استيعاب الواقع، والدوافع والمسببات ولم تظهر بوادر إيجابية بعد للاهتمام بالشباب على رغم من كل ما ينطوي عليه هذا الوضع من سلبيات في تجميد الاستحقاقات العالقة وفي مقدمها أزمة الفراغ لدى الشباب”.
سماح عبدالحميد أحمد حسن قالت لـ«الأيام» عن معاناتها من الحرمان الوظيفي : “حصلت على الشهادة الجامعية تخصص تاريخ قبل عشر سنوات وكل عام أجدد القيد بوزارة الخدمة المدنية دون جدوى، لقد بتنا نعاني من البطالة ونشعر بأن الوضع لا يُنبئ بخير على الوطن لاسيما في الجانب الإقتصادي والاجتماعي والفكري”.
اعتدال محمد عبدالهادي تحدثت لـ«الأيام» بمرارة عن معاناتها وزميلاتها بالقول: “لقد تخرجت أنا ومائة وعشرين من الزميلات عام 1995م من المعهد العالي بالتربة ومازلن إلى الآن عالقات بوزارة الخدمة المدنية والتأمينات يجددن القيد سنوياً دون جدوى”، متسائلة “هل ستصلنا الوظائف في سن التقاعد بأحد الأجلين ؟! أم أن الإجراءات مجرد ضحك على طالبات التوظيف والله المستعان”.
**البحث عن العمل في الخارج**
من جهته قال الخريج هاني محمد علي المطري: “تخرجت من جامعة تعز كلية علوم الحاسبات ولم أجد فرصة عمل مناسبة في مجال تحصصي ولجأت للعمل في محل بيع اكسسوارات”.
أما المهندس نادر أحمد عبده القعيشي فقال: “ تخرجت من جامعة صنعاء عام 2010م تخصص هندسة مدنية ولم أجد فرصة عمل في اليمن فهاجرت إلى السعودية للعمل في مجال تخصصي ويفكر الشباب بالهجرة للحصول على فرص تليق بهم في دول الجوار حيث تحترم العقل وتوفر فرص عمل راقية للشباب ويحظون بمساعدة أفضل في دول ومجتمعات تهتم بالكفاءات”.
**محرومون من التوظيف**
مكرم علي سيف الهويش لم يكن أحسن حالاً من غيره فكل الخريجين في الهم سواء يقول الهويش : “ تخرجت من الجامعة قبل سبع سنوات تخصص اقتصاد من كلية العلوم الإدارية ولم أجد فرصة في التوظيف كغيري من آلاف الشباب المحرومين منها، ومؤخراً أتت الظروف والمستجدات السياسية كالفراغ الرئاسي ونهب شرعيتها واستمرار المليشيات المسلحة بفرض سيطرتها والتوسع على الأرض لتزيد من معاناة الشباب بل وتزيد الأمور تعقيداً”.
الشاب صدام عارف سعيد سيف وهو خريج جامعي أيضاً قال: “ منذ ربع قرن لم تقدم وزارة الخدمة المدنية والإصلاح الإداري أي حل لحاملي الشهادات الجامعية والذين أوصدت كل الأبواب أمامهم، وهو ما أدى إلى تعطيل طاقاتهم بدل من الاستفادة منها”.
**خاتمة**
منذ أعوام كانت شكوى الرأي العام تتمحور حول تعرّض من هم في سن العمل “بطالة المتعلمين” من خريجي وخريجات المرحلة الثانوية والمعاهد المهنية إلا أن أمر البطالة اليوم نال أرباب الدرجات العلمية الجامعية ممن حصلوا على الشهادات من جامعات داخل وخارج الجمهورية اليمنية في تخصصات مطلوبة وبعضها نادرا ليعيشوا حالة من “الفراغ” لخريجين مؤهلين كان من الواجب رفد سوق العمل لكنهم لا يجدون أعمالاً تناسب مؤهلاتهم فيلجؤون إلى أعمال لا تناسب تخصصاتهم إن وجدت وما زال العديد يعاني البطالة وانعدام العمل .. فمن يوفر لهم فرصة تحقق لهم الحلم؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى