> د. علي سالمين

الأصوات الشابة: محاولة البدء نحو الاستقلالية
يمكن أن تكون هذه المرحلة عند مغني لحج الشباب (إذا سمح لنا باقتراح النصيحة) مرحلة تأسيسية لحرفتهم الغنائية.. بداية ليستقلوا فنياً في الأغنية اللحجية فما يزال الشباب ملكهم.. الحياة أمامهم طويلة وجميلة والفرص - لا شك - مفتوحة كثيرة ومتنوعة، يمكنهم استغلال النجاح (الذي تحقق لهم أو حققوه بتلك المنهجية، منهجية الاشتهار والانتشار بالاعتماد على تراث فيصل) للبدء بالاستقلالية لبناء لونهم الخاص المستقل في الأغنية اللحجية.. لم يعودوا في حاجة للبحث عن شهرة، الجماهير تعرفهم، ليسوا في حاجة لتعلم عزف العود والغناء أو الوقوف على مسرح أمام جمهور، إنهم قادرون على عزف العود بجودة وإتقان، وعلى الغناء لديهم أصوات جميلة تسحر الأذن وترضي الذوق.. ليسوا في حاجة للبدء من الصفر في العود والغناء، ما يحتاجونه - حقاً - البادرة.. الخطوة الأولى نحو الابتعاد عن تراث غيرهم، الذي اعتمدوا عليه طويلاً.. الخطوة الأولى في اتجاه الاستقلالية الفنية.. لا يخشون من المحاولة أن تبعدهم عما بدأوا عن تراث غيرهم أو أن يؤثر في استمرارهم جماهيرياً أو يتراجع الطلب عليهم جماهيرياً.. الجماهير عرفتهم وقد تذوقت أصواتهم.. اهتمام الناس سيتضاعف بتوجههم الجديد المستقل، وكذا جمهورهم.. ابتعادهم عن تراث فيصل في اتجاه مشروع تراثهم الجديد الجيد المستقل سيسهم في استمرار حضور الأغنية اللحجية، وفي إضافة الجديد والمزيد في التراث الغنائي اللحجي، وفي الأصوات الغنائية اللحجية الغنائية.
قد يقول مغني منهم أو أكثر برفض أو احتجاج على ما جاء به حديث المقام أعلى: “نحن لم نغني تراث فيصل علوي، ولا نردد تراث فيصل علوي هذا ادعاء وغير حقيقي، نحن إنما غنينا أو نغني من تراث القمندان، التراث الذي بدأ به ومنه فيصل علوي وبقي يتغناها طويلاً، ما تغنينا بها ليس ملك فيصل علوي إنها أغاني القمندان، وما خلّفه القمندان ملك وطني لكل لحج و لحجي!”.
حجة مثيرة، قد تثير أكثر من جدال، أرجو أن أكون مخطئاً، وهم على صواب.. فأنا واحد من جمهور الأغنية اللحجية الغيورين بحب، وأرجو أن يحسبوني كذلك.. ولكن حتى الآن لا نرى في الساحة غير فيصل علوي ما يزال غناه و صوته وعوده، ما يزال فيصل علوي هو السائد.
الخاتمة
برحيله يترك فيصل علوي فراغا فنياً لحجيا يحتاج من يشغله.. تحدياً فنياً مصيرياً، إنه برحيله يفتح المجال أمام المغنين الشباب ليبادروا .. ليخوضوا.. ليؤسسوا المرحلة الثالثة، لقد توفرت فرصة للتنافس للاستقلال، للتميز، للإمتاع.
سنظل نحب فيصل جميعنا لاشك، ولا شك سنردّد معهم أغاني فيصل بأصواتهم إذا غنوها، وسنصفق لهم، ولكننا سنصفق لهم أكثر وأكثر إذا سمعنا أغانيهم المستقلة بألحان مستقلة، نحن معجبون بهم أصوات وعزف عود وحسن أداء وغناء، ولكن سنعشقهم بنتاجهم اللحجي المستقل.
* (أ. م. د) - كلية التربية / عدن - جامعة عدن
**د. علي سالمين**