رجـــــــــــــال في ذاكـــــــــــرة التـــاريـــــــــــخ 1 - شيخ زين العيدروس.. خدمات الطيران التي خدم بها الناس 2 - التربوي علي حورة.. خدمات التعليم التي قدمها في الوادي والبوادي

> نجيب محمد يابلي

> 1 - شيخ زين العيدروس
**الولادة والنشأة
يعود نسب السادة آل العيدروس إلى السيد أحمد بن عيسى المهاجر الذي ينتهي نسبه إلى زين العابدين بن علي بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب، وقد أشار السير هيكين بوتم أحد ولاة عدن البريطانيين في كتابه المرجعي (عدن) (ADEN) إلى أن السادة آل العيدروس مناصب جامع العيدروس الكبير CUSTODIANS OF THE GREAT AIDAAROOS MOSQUE (ص192).
توفي منصب عدن السيد زين بن حسن العيدروس بعدن في 5 مايو 1960 وأولاده السادة: حسين ومحمد ومصطفى (المنصب الحالي) وشيخ (المترجم له في هذه الحلقة)، وعبدالقادر وعبدالله وعيدروس (راجع حلقة رجال الذاكرة العدد 5079) 29 أبريل 2007م.
شيخ زين العيدروس من مواليد كريتر (عدن) في 21 ديسمبر 1947م وتلقى مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في عدن.
**شيخ والطيران وآل باهارون**
تربط شيخ العيدروس علاقة قرابة وعمل بالسادة الأفاضل آل باهارون الذين عرفت مؤسستهم بـ(شركة الإخوان التجارية) (BTC) وتنوعت مناشطهم التجارية، منها: الساعات والسيارات وخدمات الطيران، كان آخرها شركة الإخوان التجارية (BASCO) وارتبط فقيدنا شيخ طيلة حياته العملية بخدمات الطيران واستقل في الأعوام الأخيرة في عمله من خلال مكتب خاص بالسفريات الجوية.
**شيخ صاحب قاعدة اجتماعية واسعة**
تميز فقيدنا شيخ العيدروس بقاعدته الاجتماعية العريضة، فاحتك بالناس من خلال مكاتب شركات الطيران ومن خلال جامع العيدروس الذي جمع بين عصرين (الوسيط والحديث) ومن خلال منتدى العيدروس العريق والذي يعتبر معلما من معالم عدن المتميز بطرازه المعماري حيث السقوف والبوابات من خشب الساج، ومن خلال زيارة ولي الله الصالح الإمام أبوبكر العيدروس.
**شيخ وإخوته يحبون الناس**
عرفت السادة آل العيدروس، وفي مقدمتهم منصب عدن الحبيب مصطفى زين العيدروس وحسين وشيخ وعيدروس، ولم أتعرف على شقيقهم محمد زين العيدروس الصحفي والكاتب الكبير الذي كان مقيما في الكويت على رأس إحدى الصحف الكويتية البارزة، وتجسدت مكانته من خلال مؤشر الراتب الذي كان واحدا من أرفع الرواتب في الكويت، إذا زرت منتدى العيدروس ستلاحظ أن الأشقاء السادة آل العيدروس يولون اهتماما ورعاية بكل مريديهم ويساعدونهم على حل أية مشكلة تعترضهم.
**شيخ يكسر شمولية الصحف المتداولة**
كانت السلطة في الجنوب هي التي تحدد الصحف والمجلات المستوردة ولم نكن نقرأ أو نتداول الصحف والمجلات المصرية واللبنانية أو قل الصحف أو المجلات الليبرالية، فجعل شيخ من منتداه جاذبا للأصدقاء والمحبين، وكنا ننعم كثيرا بقراءة الصحف والمجلات المصرية واللبنانية التي كانت توزع على الركاب في خطوط الطيران القادمة إلى عدن وأصبحنا لا نقرأ صحفا أو مجلات من لون واحد.
**شيخ الساعد الأيمن لشقيقه منصب عدن**
الحبيب المنصب مصطفى العيدروس تتوزع التزاماته بين الداخل والخارج، ولذلك غلبت على حياته السفريات، وكنا دائما ما نباشر رواد منتدى العيدروس بالسؤال عن الحبيب مصطفى، وكانت الإجابة: موجود أو مسافر.
كان فقيدنا شيخ العيدروس الساعد الأيمن لشقيقه مصطفى، حيث كان ينوبه في التزاماته أو الرد على أي استفسار يخص شقيقه الغائب، ويتسلم كل ما يرد لأخيه لحين وصوله أو يحسم في الأمر إن اقتضى ذلك.
**شيخ صاحب الغذاء المعرفي**
تردد على فقيدنا محتاجون بين حين وآخر أو مرضى فيقضي حوائجهم وكان مع شقيقه مصطفى يعملان على القيام بأعمال البر، وأذكر أن العديد من المرضى غادروا إلى السعودية لتلقي العلاج وإجراء العمليات في المملكة العربية السعودية على نفقة رجال البر والإحسان بواسطة السادة آل العيدروس، وبالمختصر المفيد أغذق السادة آل العيدروس عامة والسيدان مصطفى وشيخ على المحتاجين والأحباب بكرمهم، ولا بد من الإشارة إلى هذا الجانب لأن المعروف لا ينكره إلا قليل الأصل.
**شيخ عيدروس في رحاب الخالدين**
غادر فقيدنا شيخ عيدروس عدن عدة مرات لتلقي العلاج أو الخضوع لعمليات جراحية وخاصة في القلب، وكم تمنينا له مع كل رحلة علاجية الشفاء ومنها رحلته الأخيرة إلى جدة بالمملكه العربية السعودية وسلمنا بمشيئة الله عندما نعى الناعي وفاة شيخ زين عيدروس يوم الأربعاء 13 مارس 2013م.
الفقيد شيخ زين العيدروس متزوج ولديه ولدان: محمد وحسن، ونسأله تعالى أن يكونا خير خلف لخير سلف، وأتمنى على أحد أفراد هذه الأسرة الكريمة بأن يقوم بتغطية جزئية طيبة في هذا الرجل الطيب، الذي كان يتحفنا بين حين وآخر بكتاب قيم من الكتب القديمة، إما مذكرات حاكم أو مسؤول بريطاني أو أحد الرحالة الغربيين أو العرب أو ما شابهها من الكتب إما بالعربية أو الإنجليزية ويقوم بتصويرها من نسختين أو ثلاث ويتصل بي أنت فين؟ أقول له: أنا في المكتب. فيرد: لحظات وباجي لك، لأن عندي مفاجأة لك. وإذا بالمفأجأة تكون هدية قيمة جدا. وهذا ما افتقدته بعد رحيل شيخ زين العيدروس.
2 - التربوي علي حورة
**الولادة والنشأة
ورد في الكتاب المرجعي (دراسة مستفيضة عن كندة ودورها في الجزيرة العربية)، من إعداد عبدالله بن مرعي بن محفوظ الكندي (ص416):
آل باحشوان: سكنهم: من سكان مدينة بور ووادي مدر وحوالي حضرموت، وسكنهم في الأصل في ريدة الدوم، وإنما تفرقوا في المدن والحواضر وهم من بني تجيب بطن من شبيب بن السكون من كندة، وقيل إنهم كانوا من ولد شراحيل بن مرة الصحابي الكندي رضي الله عنه المتوفى سنة 99 هـ، وقد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
نسبهم: يرجع نسبهم إلى أبي حشوان، اسمه نعيم بن صفوان بن حشوان بن نصر بن خميس بن محمد بن جعفر بن عبدالله بن حشوان.. إلى آخر النسب: بن سلمة بن مالك بن معاوية بن تجيب بن سعد بن أشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس الأكبر بن كندة.
**الأستاذ القدير علي حورة ولقاء مع علوي بن سميط في “الأيام”**
أجرى الزميل علوي بن سميط لقاء مع الأستاذ القدير علي محفوظ باحشوان المعروف بمناطق حضرموت بلقبه الشهير (علي حورة) نشرته “الأيام” في 26 مايو 2008م، ومن ضمن الإفادات الواردة في اللقاء المذكور أن الأستاذ علي حورة من مواليد المكلا عام 1930 وأنه تلقى دراسته الابتدائية وجزءاً من الوسطى في المكلا ثم التحق بعد ذلك بمعهد بخت الرضا العريق في السودان، والذي تخرج فيه عدد كبير من تربويي عدن ومحمياتها الغربية والشرقية.
بدأ الأستاذ علي حورة دراسته في معهد بخت الرضا في يناير 1943م وأنهاها في ديسمبر 1948م، وعاد بعد ذلك إلى المكلا حاضرة السلطنة الحضرمية القعيطية، العطرة الذكر، وباشر عمله بمدرسة المعلمين بغيل باوزير اعتبارا من 1 يناير 1949، وأدى رسالته ذات الشقين: التعليم وطرق التدريس، وواصل رسالته التربوية التعليمية حتى عام 1951 وتخرجت على يديه أول دفعة مكونة من عشرة أفراد من خيرة المدرسين الذين تقلدوا مهام تربوية وعلمية ومنهم الأستاذان سالم عبداللاه الحبشي وبن جوهر.
**الأستاذ حورة في ذاكرة الأستاذ مديحج**
ورد في كتاب (المدرسة الأم .. المدرسة الوسطى بغيل باوزير) للتربوي الكبير محمد سعيد مديحج (الصفحات 229 حتى 231) أسماء الخريجين من المدرسة الوسطى المبتعثين إلى الخارج وعددهم (167) مبتعثا منهم: محمد عبد القادر بافقيه، محمد سعيد مديحج، أحمد عمر بن سلمان، عوض سالم عيسى بامطرف، عمر عوض بامطرف، سعيد عبد الخير النوبان، فرج سعيد بن غانم، عباس حسين العيدروس، سالم الأشولي، خالد محمد عبدالعزيز، حيدر أبوبكر العطاس، عبود أحمد باصرة، سالم عمر بكير، عبدالرحمن عبدالقادر بافضل، علي محفوظ حورة.
**التربوي علي حورة مفتشا لمدارس الداخل**
وفي سياق لقاء الزميل بن سميط بالتربوي علي حورة، جاء أنه عين في يوليو 1957م مفتشا لمدارس الداخل في ثلاثة ألوية بالسلطنة القعيطية: لواء شبام، ولواء دوعن، ولواء حورة.. واتخذ من عاصمة لواء شبام المدينة المعروفة تاريخيا (مدينة ناطحات السحاب) المركز الرئيسي للمكتب، وكان مكتبه في البداية في مكتب الشيخ الفاضل والتربوي الجليل السيد عبدالله بن مصطفى بن سميط، مدير مدرسة شبام الحكومية، وأنشئ بعد ذلك مبنى مستقل للمكتب والسكن ولا يزال معروفا حتى اليوم باسمه، وعين التربوي الفاضل صالح عثمان بربيعة ـ رحمه الله - مساعدا له.
**علماء وتربويون من ذوي الفضل في مدارس الداخل**
يفيد الرجل الكبير علي حورة بأن المنطقة آنذاك انتفعت بوجود علماء وتربويين أجلاء في تدريس فلذات الأكباد مادة الدين بفروعها الأربعة: الفقة والقرآن والسيرة والتهذيب في المدارس الحكومية وهم: السيد عبدالله بن مصطفى بن سميط في شبام، والشيخ أحمد بافضل بالقطن، والشيخ أبو بكر عثمان العمودي في صبيخ دوعن، والشيخ محمد أحمد باوزير برباط باعشن.
**التربوي علي حورة وتعليم البنت**
يفيد الرجل الكبير علي حورة في سياق لقائه المذكور بأنهم افتتحوا مدرسة للبنات في شبام، وكانت البداية في منزل بسحيل شبام يملكه آل باسويدان وفي القطن كانت هناك مدرسة أهلية للبنات وأصبحت حكومية ملتزمة بالنهج الحديث، وهكذا توسع تعليم البنات وتقدمت بذلك السلطنة الحضرمية القعيطية على جيرانها سواء المملكه المتوكلية اليمنية أو السلطنات المجاورة لها.
**التربوي حورة أحد الرجال الذين حفروا الصخر بأظفارهم**
الرجل الكبير علي حورة كان أحد الرجال الذين حفروا الصخر بأظفارهم لأنهم كانوا يحملون في جنباتهم الروح والإرادة الوطنيتين، فقد أفاد بأنهم كانوا يقومون بزيارة المدارس في أنحاء متفرقة من اللواء لتفتيش المدارس فنيا وإداريا، وكانت المدارس بعيدة عن خط السيارات وكانت الحكومة تمنح (علاوة حمار وعلاوة جمل) وكانت العلاوة الأخيرة للنواب أي نواب الألوية (الحكام) وكانوا يقومون بالزيارة ثلاث مرات سنويا، كما كانوا يقيمون دورات تأهيلية سنويا للمدرسين تقدم خلالها المعارف في علوم التعليم وتتضمن الدورات طرق التدريس وأساليب التربية وعلم النفس، وكان عامل الحب الممزوج بالتضحية سواء من جانب المسؤولين التربويين أو الأساتذة أنفسهم الذين كانوا يتنقلون من قرية إلى أخرى، وتميزت تلك الفترة بجودة التعليم على عكس واقع التعليم في هذه الأيام.
**حورة في دورة وسيئون وحديث ذو شجون**
بعد تولي الرجل الكبير الإدارة والتفتيش على مدارس الداخل خلال الفترة 1957 - 1966 غادر أرض الوطن إلى بيروت لمدة عام في المركز الإقليمي لليونيسكو، وكان حورة مرشحا من السلطنة القعيطية وزميله أحمد عيدروس فدعق من السلطنة الكثيرية، العطرتي الذكر، وعاد من هناك مع نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، وجرت تغييرات إدارية للمناطق، فتحمل مسؤولية مكتب التربية والتعليم في سيئون (المديرية الشمالية)، وافتتحت خلال فترة توليه مسؤولية المكتب العديد من مدارس البنات والأولاد.
**الطود حورة لا ينتظر شكرا من أحد**
هذا الرجل الكبير الذي أفنى حياته أو قل عقودا من شبابه وكهولته في خدمة التفتيش وقطع السهول والوديان والقفار ظن زميلنا علوي بن سميط أنه حظي بالأوسمة والشهادات التقديرية إلا أنه صعق برده: “عملت لوجه الله مخلصا لوطني وبني وطني”، ولذا فقد أهاب بل وعتب الزميل علوي بن سميط على وزير التربية والتعليم على إغفال اسم هذا العلم من التكريم.
**تنويه**
ورد في سياق تناولنا لسيرة الدكتور محمد جعفر قاسم في الحلقة السابقة عن تعاقداته مع منظمات دولية، كان منها أنه قدم استشارات لهيئة التمويل الدولية (IFC) التابعة لصندوق النقد الدولي في نشاطها القانوني لإقراض القطاع الخاص اليمني.
كما أنه يحتسب للدكتور قاسم أنه رعى عددا من الأندية الرياضية في عدن، وخاصة نادي الأحرار الرياضي.
**نجيب محمد يابلي**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى