خريجو عدن:التوظيف حق شرعي تحول إلى حلم صعب المنال

> استطلاع/نوارة قمندان

> خريجون بشهادات جامعية وعليا، أصبحوا في وقتنا الحاضر فاقدي الأمل، بعد أن صارت شهاداتهم الجامعية كأوراق كرتونية لا قيمة لها في مجتمع ليس صوت يعلو فيه على صوت السمسرة والمحسوبية والنفاق وما بين هذا وذاك ضاع شباب جامعيون وضاعت جهودهم وآمالهم.. مجتمع ضاع فيه الحق في ركام الفساد والمفسدين وما أكثرهم.
«الأيام» تلمست هموم هذه الشريحة المغلوبة على أمرها وخلصت بالمعاناة الآتية.
ظلت المحسوبية تحكم وتتحكم في مواطنين سلبت حقوقهم، وبنيت أحلامهم على ركام هذا الوطن وعليه يسيرون إلى تحقيقها, ليأخذوا الدرجات العليا ويصطدموا بوقعهم المرير, ليكون الخيار الوحيد لهذا الشعب هو الهجرة للبحث عن لقمة العيش وتوفير أساسيات الحياة, هكذا أصبح حال شبابنا اليوم، فالسفر أول أمنياتهم والبقاء في الوطن آخر أحلامهم, ومن هنا انطلقت «الأيام» لتسلط الضوء على هذه المعاناة.
مشكلة البطالة والمستقبل المجهول هو سيد الموقف في حياة الخريجين الجامعيين.
مستقبل لايرون فيه بصيص أمل يبشر بخير وانفراج، بل يزاد قتامة وظلم يوماً بعد يوم.
علي صالح
علي صالح

علي صالح عوض عباد خريج إدارة أعمال عام2006/2007 يقول لـ «الأيام» رغم تقييد اسمي في الخدمة المدنية بشكل مستمر ولم أتحصل على الوظيفة حتى اللحظة في الوقت الذي توظف فيه جميع زملائي ولا أعرف السبب في ذلك، لقد يئست من التوظيف وأصابني الإحباط، وحالياً أعمل في محل خاص أعول من خلاله أسرتي منتظراً الوظيفة التي أضحت حلماً صعب المنال».
أما الخريج مروان عارف محمد لغة عربية 2007 / 2008م فقال عن معاناته وحرمانه : «معاناتي كمعاناة أي مواطن في هذا الوطن الذي لا يبشر مستقبله بأي بخير، علينا مسؤوليات كبيرة ونعول أسرة وليس لنا من أمل، والأعمال في القطاع الخاص ليست دائماً لقد ضاقت علينا الأمور والأوضاع تزداد كل يوم سوءاً».
مروان عارف
مروان عارف

**فقدنا الأمل**
لقد أضحت الوظيفة حلماً في وقتنا الحاضر ومن يتحصل عليها فقد حاز الخير الكثير وابتسمت له الدنيا، هذه الابتسامة والحلم كادت أن تتحقق للخريج صلاح راحب محمد حسن خريج عام 2005/2006 تخصص إدارة أعمال عندما نزل اسمه ضمن الموظفين الجدد غير أن هذه الفرحة لم تتم وسرعان ما تحول الحلم إلى سراب يقول حسن: «أنا ممن تم توظفهم و أسقطت أسماؤهم من التوظيف، وفي حينها وعدتنا الدولة بتوظيف جديد غير أن هذا الوعد الذي قطعته الدولة لم توفِ به، إننا وصلنا إلى مرحلة من الإحباط واليأس».
**الفساد والمحسوبية**
ناصر يحيى
ناصر يحيى

ناصر ناصر يحيى خريج عام 2006/2007 دبلوم صحي يقول: «أنا مقيد في الخدمة المدنية منذ تخرجي وسبق وأن تقدمت للوظيفة الحكومية في محافظة الضالع وممن شملهم القرار في التوظيف في 2011م وهم كل الخريجين من العام 2006م، ولكن الفساد والمحسوبية في إدارة الخدمة بالمحافظة حرمت من هذه الوظيفة، ونفاجأ بعدها بصدور قرار توقيف التوظيف لمده أربع سنوات وهو ما يعني مزيداً من المعاناة لنا والأسرنا التي نعولها، وليس هناك من أمل».
**الحياة صعبة**
حافظ علي
حافظ علي

من جهته قال لـ «الأيام» حافظ علي حسن خريج وهو خريج عام 2007-2008 هندسة مركبات «رغم تقييد اسمي في الخدمة المدنية بشكل مستمر إلا أنه ليس هناك من بصيص أمل للحصول على الوظيفة الحكومية، لأن الوساطة تلعب دوراً كبيراً في التوظيف»، مضيفاً « حالياً أعمل في قطاع خاص كغيري من الشباب والخريجين المكافحين في هذه الحياة الصعبة والظروف المعيشية القاسية، وأوضاع البلاد لاتبشر بخير، وفي حال استمرت على هذه الأوضاع فستنهار».
ريماس أيمن خريجة إدارة أعمال عام 2000-2001م فقالت عن معاناتها التي تبلغ من العمر خمسة عشر سنة: «كنت أقيد اسمي كل سنة وما زلت أقيد إلى الآن ولم أحظ بالتوظيف، وعندما نزلت الوظائف الأخيرة، والذي تم فيه توظيف كثير من الخريجين، وفي مقدمتهم الخريجين القديمين لم يدرج اسمي معهم وما زلت منتظرة هذا الحلم، أتمنى أن يكون التوظيف بعيداً عن المحسوبية لينال كل شخص حقه».
**توظيف بالسمسرة**

لقد كنت كثير الحلم والتفاؤل بالمستقبل المشرق، وكانت أمنياتي لا حدود لها، كنت منتظرة بفارغ الصبر للوصول إلى المرحلة الجامعية ودارس التخصص الذي طالما حلمت به وهو الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون، وهو ماتحقق وكانت هذا الأمل يزاد معي كل يوم أقترب فيه من التخرج ولكن سرعان ماتحول هذا الحلم إلى سراب واصطدمت بالواقع المرير، هذا ما بدأت به سلوى محمد علي» مضيفة «لقد أنفق أهلي على دراستي كل غالي ونفيس، وكان الأمل يحذوهم في مستقبل مشرق لي لا سيما وأنا كنت من الطلاب المتفوقين في الدراسة، غير أن هذه النظرة والتفاؤل تبدد مجرد تخرجي وبدأت بالبحث في سوق العمل عن وظيفة، لم أجد من عمل وهذا ليس لضعف إمكاناتي وقدراتي الإعلامية ولكن للواقع المرير الذي تملؤه المحسوبية والسمسرة وتحول كثير من المرافق الإعلامية الحكومية إلى مؤسسات وملكيات خاصة يتوارثها الأبناء عن الآباء، إنه واقع مرير ولا يبشر بخير».
كثير من الخريجين بلغوا أحد الأجلين أو كليهما ولم ينعموا بما كانوا يؤملوه في التوظيف الحكومي، عشرون عاماً مر على بعضهم وآخرون عقد ونصف العقد من الزمن ولم يحالفهم الحظ بعد.
حقوق أضحت في هذا الوطن أحلام وأمنيات صعبة المنال تقول أمنية علي صالح لـ «الأيام» «على المتخرج أن يضع أمامه خمسة عشر أو عشرين عاما أو أكثر ليتحصل على وظيفة حتى لا ينصدم بالواقع المرير ويصاب بحالة من الإحباط يصل بعض الأحيان إلى الانتحار، أنا خريجة عام 1999م دبلوم لغة عربية وكل دفعتي التي تخرجت معي توظفوا جميعهم، إلا أنا وقد أتوقف التوظيف بعد التوظيف الأخير الذي شمل الخريجين القديمين ولكن مع الأسف، توظفوا خريجين بعدنا بسنوات طويلة ونحن مازلنا منتظرين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى