تنفيذ حكم الاعدام شنقا بحق الريشاوي والكربولي ردا على اعدام طياره.. العاهل الاردني يتوعد تنظيم الدولة الاسلامية «برد قاس» بعد اعدام الطيار

> عمان «الأيام» أ .ف.ب

> توعد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني أمس الأربعاء تنظيم الدولة الاسلامية خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين في الجيش “برد قاس”، مؤكدا ان دم الطيار الاردني “لن يذهب هدرا”.
ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني وتلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، عن الملك عبدالله قوله ان “دم الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة، رحمه الله، لن يذهب هدراً، وان رد الأردن وجيشه العربي المصطفوي على ما تعرض له ابنه الغالي من عمل إجرامي وجبان سيكون قاسياً، لأن هذا التنظيم الإرهابي لا يحاربنا فقط، بل يحارب الإسلام الحنيف وقيمه السمحة”.
واكد وزير الدولة الأردني لشؤون الاعلام محمد المومني لوكالة فرانس برس أمس الأربعاء ان الاردن مصمم على الاستمرار في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية “أكثر من أي وقت مضى”.
وقال المومني، وهو ايضا المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية ان “الاردن مصمم اليوم اكثر من أي وقت مضى على محاربة الارهاب والتنظيمات المتطرفة”.
واضاف “سوف يستمر الاردن بجهوده المكثفة بمحاربة التنظيم الارهابي (داعش)”.
واوضح المومني “نحن اليوم أمضى في مواجهة الإرهاب والعنف ولن نتراجع امام مشاهد القتل التي تدل على وحشية وبشاعة مرتكبيها”، داعيا العالم لأن “يتوحد في مواجهة هذه الآفة التي تهدد الامن والسلام العالميين”.
واكد ان “الجيش العربي (الاردني) البطل لن يسمح للارهابيين الجبناء بالاقتراب من حدودنا والإساءة الى ديننا والنيل من عزيمتنا”.
واعلن تنظيم الدولة الاسلامية في شريط فيديو تناقلته مواقع جهادية على شبكة الانترنت أمس الأول الثلاثاء انه أحرق حيا الطيار الاردني معاذ الكساسبة الذي أسره في 24 ديسمبر بعد سقوط طائرته خلال غارة كان ينفذها في محافظة الرقة شمال سوريا.
وتضمن الشريط صورا للرجل الذي قدم على انه الطيار وقد ارتدى لباسا برتقاليا ووضع في قفص اندلعت فيه النيران، حتى استحال الرجل مع النار كتلة لهب واحدة.
وفور عرض الشريط، اعلن الاردن ان الطيار معاذ الكساسبة “استشهد” منذ الشهر الماضي كما توعد الناطق باسم الجيش الاردني بالانتقام من قتلته مؤكدا ان “دمه لن يذهب هدرا”.
وأعلنت السلطات الاردنية انها اعدمت شنقا فجر الاربعاء الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي طالب تنظيم الدولة الاسلامية باطلاق سراحها، والعراقي زياد الكربولي المنتمي للقاعدة، وذلك غداة اعلان التنظيم اعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا.
ساجدة الريشاوي التي أعدمت صباح أمس
ساجدة الريشاوي التي أعدمت صباح أمس

وقالت وزارة الداخلية الاردنية في بيان انه “تم (فجر أمس الاربعاء) تنفيذ حكم الاعدام شنقا بحق المجرمة ساجدة مبارك عطروز الريشاوي.. كما تم تنفيذ حكم الاعدام شنقا حتى الموت بحق المجرم زياد خلف رجا الكربولي”.
واوضح البيان ان “تنفيذ حكم الاعدام بالمجرمين تم بحضور المعنيين كافة وفقا لأحكام القانون”، مؤكدة ان “هذه الاحكام قد استوفت جميع الاجراءات المنصوص عليها في القانون”.
وافاد مصدر امني اردني رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس “تم بعد الساعة الرابعة من فجر الاربعاء (02,00 تغ) اعدام كل من ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي”.
واضاف انه “تم تنفيذ حكم الاعدام بحضور اللجنة المعنية، ومفتي سجن سواقة (جنوب عمان) ولم يطلب من أي من الريشاوي او الكربولي ان كان لديهما أي وصايا”.
واوضح المصدر انه “تم نقل الجثتين الى المركز الوطني للطب الشرعي بهدف تسليمهما الى الجهات المعنية لاكرامهما بالدفن، وحسب الاصول”.
من جانبه، قال مصدر من اللجنة التي اشرفت على عملية الاعدام، لوكالة فرانس برس انه “تم اولا اعدام الكربولي الذي ترك مبلغا وقدره 1500 دينار (حوالى الفي دولار) لعائلته، وقال «انا لا اجزع من الموت، هذا مكتوب”. واعدم الكربولي عند الساعة 04.25 (02.25 تغ)”.
وتابع ان “الريشاوي التي كانت تسأل قبل اعدامها «أنتو كيف بدكم تعدموني؟» تم اعدامها عند الساعة 04.50 (02.50 تغ)”، مشيرا الى انه “تم الانتهاء من عمليتي الاعدام عند تمام الساعة 05.07 (03.07 تغ).
والريشاوي هي انتحارية عراقية شاركت في تفجير ثلاثة فنادق في عمان عام 2005، وكان تنظيم الدولة الاسلامية طالب باطلاق سراحها مقابل افراجه عن الصحافي الياباني كينجي غوتو الذي عاد وأعدمه.
الا ان الاردن الذي حكم على الريشاوي بالاعدام في 21 سبتمبر 2006 من دون ان ينفذ هذا الحكم، كان يصر على ان اطلاق سراح الريشاوي يكون مقابل اطلاق سراح الكساسبة الذي اعدمه التنظيم حرقا كما ظهر في شريط بث الثلاثاء.
اما الكربولي المتهم بالانتماء لتنظيم القاعدة فقد اعتقلته القوات الاردنية في مايو 2006 وقضت محكمة امن الدولة في الخامس من مارس 2007 باعدامه.
واعترف الكربولي في شريط بثه التلفزيون الاردني في مايو 2006 انه قتل سائقا اردنيا في العراق واستهدف مصالح اردنية.
مظاهرة بعمان مطالبة بالرد الرادع على تنظيم الدولة الإسلامية عقب إعدام الطيار
مظاهرة بعمان مطالبة بالرد الرادع على تنظيم الدولة الإسلامية عقب إعدام الطيار

وكان تنظيم الدولة الاسلامية اعلن في شريط فيديو تناقلته مواقع جهادية على الانترنت الثلاثاء انه أحرق حيا الطيار الاردني معاذ الكساسبة الذي يحتجزه منذ 24 ديسمبر.
وتضمن الشريط الذي نشر على منتديات الجهاديين على شبكة الانترنت مشاهد مروعة للرجل الذي ألبس لباسا برتقاليا وقدِّم على انه الطيار، وهو محتجز في قفص كبير اسود، قبل ان يقوم رجل ملثم بلباس عسكري قدِّم على انه “امير احد القواطع التي قصفها التحالف الصليبي”، بغمس مشعل في مادة سائلة هي وقود على الارجح، واضرم النار فيها.
وسرت النار بسرعة نحو القفص حيث شبت في ملابس الرجل في ثوان، فتخبط ثم سقط على ركبتيه، قبل ان يهوي وسط كتلة من اللهيب.
وتوعد الجيش الاردني بالانتقام من قتلة الطيار معاذ الكساسبة وأكد ان “دمه لن يذهب هدرا”، فيما اعلنت الحكومة الاردنية الثلاثاء ان رد الاردنيين على تنظيم الدولة الاسلامية سيكون “حازما ومزلزلا وقويا”.
وقرر عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني قطع زيارته للولايات المتحدة التي توجه اليها الاثنين، مؤكدا ان الكساسبة “قضى دفاعا عن عقيدته ووطنه وامته” ودعا الاردنيين الى “الوقوف صفا واحدا”.
واحتشد نحو ثلاثة الاف شخص في مطار الملكة علياء الدولي، على بعد 30 كلم جنوب عمان لاستقبال الملك عبدالله الذي اجتمع فور وصوله مع كبار المسؤولين وقادة الاجهزة الامنية في القيادة العامة للقوات المسلحة، بحسب بيان مقتضب نشرته القيادة على موقعها على الانترنت.
واكدت الحكومة في بيان أمس الاربعاء ان “هذه الجريمة النكراء تؤكد بشكل واضح دقة موقف الاردن بدخوله هذه الحرب ضد الارهاب والتنظيمات الارهابية باعتبارها حربنا وحرب العرب والمسلمين بالمقام الاول قبل ان تكون حرب الغرب او اي جهة اخرى”.
واضافت ان “الجريمة المدانة بأشد العبارات وحدت الاردنيين في شتى مواقعهم واتجاهاتهم بالوقوف صفا واحدا خلف قيادتهم الهاشمية الفذة وجيشهم العربي المصطفوي وجميع اجهزته للتصدي بكل حزم لهذه الشرذمة القاتلة”.
وتظاهر مئات الاردنيين مساء الثلاثاء في دوار الداخلية وسط عمان للتنديد بعملية الاعدام الوحشية وهم يرددون “بالروح بالدم نفديك يا اردن”.
كما تظاهر المئات امام ديوان ابناء محافظة الكرك (116 كلم جنوب عمان) التي يتحدر منها الطيار وهم يرددون “لا الله الا الله والشهيد حبيب الله”.
ونشرت صحيفة “الرأي” الحكومية افتتاحية الاربعاء تحت عنوان “الحساب مفتوح معكم... أيها القتلة” قالت فيها انه “ليس بعد اليوم هدنة او تسامح او تساهل... اخترتم ايها القتلة ان تكونوا في الدرك الاسفل انسانيا واخلاقيا ودينيا”.
واضافت الصحيفة “عليكم الان ان تدفعوا الثمن وسيكون ثمنا باهظا ولن تنفعكم كل تبريراتكم وهلوساتكم واوهامكم”.
وسارع الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الى ادانة هذا الفعل، معتبرين اياه عملا “همجيا” و«فعلة دنيئة” ودليلا على “وحشية” التنظيم الجهادي.
كما استنكره شيخ الازهر احمد الطيب ووصفه بانه “عمل ارهابي خسيس”، والملك سلمان بن عبد العزيز الذي قال انه “جريمة بشعة” مخالفة للاسلام والاعراف الانسانية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى