«الأيام» زارتها وتلمست هموم أبنائها.. مديرية المضاربة بلحج مدارس آيلة للسقوط وإفتقار للخدمات الصحية

> استطلاع/محيي الدين الشوتري

> تعد مديرية المضاربة ورأس العارة من أكبر مديريات محافظة لحج مساحة، وقد انفصلت عن مديرية طور الباحة خلال العام 99م، وتم إعلانها مديرية منفصلة، ومر كزها الشط، ومنذ ذلك التاريخ لم يتغير من واقعها شيئا فما تزال معاناة أهلها قائمة في شتى المجالات الخدمية، وليس هناك ما يدل على تواجد الدولة فيها.
«الأيام» زارت المناطق الجبلية في مديرية المضاربة وتلمست هموم ومعاناة أبنائها وخلصت بالآتي.
يعود دخول التعليم في منطقة تربة أبو الأسرار إلى بداية الخمسينات من القرن الماضي وجاء ذلك من خلال قدوم علماء ومشائخ منطقة زبيد إلى المنطقة لتدريس أبنائها بالإضافة إلى ذهاب بعض أبناء المنطقة إلى زبيد لدراسة الفقه والعلوم الشرعية.
 مدارس آيلة للسقوط
مدارس آيلة للسقوط

حيث بدأ التعليم على القراءة والكتابة والتعليم مادة الحساب والعلوم الشرعية وذلك في الكتاتيب، وشهد العام 1956م دخول أول تعليم نظامي حديث إلى المنطقة بعد زيارة السلطان علي عبدالكريم العبدلي سلطان لحج، وبدأت العملية التعليمية فيها بمعلم واحد فقط من خارج المنطقة حتى نهاية عام 1958م، حيث تخرج في هذا العام عدد من المعلمين من أبناء المنطقة بعد إنهاء المرحلة الإعدادية في حوطة لحج وحينها لم يكن هناك مبنى حكومياً بل استغلت دواوين مسجد ولي الله السروري للدراسة فتخرج العديد من التلاميذ بعد إنهاء المرحلة الابتدائية في ذلك الوقت ومنهم من واصل التعليم حتى احتل مراكز مرموقة في الدولة، وشهدت المنطقة بناء أولى مدرسة حديثة في عام 1956-1966م مكونة من أربعة صفوف دراسية، ومكتب واحد وما يزال الصرح التعليمي قائماً في استقبال التلاميذ من مختلف مناطق المديرية على الرغم من عدم وجود الصيانة الضرورية للمبنى نظراً لقدم المبنى الذي عفى عليه الزمن.
اليوم من يزور هذا المبنى الذي يوجد بجواره مبان تعليمية حديثة يستعيد ذكرى ذلك الزمن الجميل الذي رضع الكثير من ثدي هذه المدرسة العريقة التي أضحت اليوم واقعاً مزرياً للمرتادين من الطلاب والمعلمين، حيث تكاد مبانيها آيلة للسقوط لتأكل مبناها وعدم وجود الترميم من قبل الجهات المعنية في ما خلا من السنوات التي لم تكلف يوماً بعمل شيئا لهذا المعلم العظيم.
**الواقع الصحي**
الواقع الصحي لمناطق مديرية المضاربة ورأس العارة هو الآخر لا يقل صعوبة وليس أحسن حالاً عن بقية الخدمات الضرورية لأي إنسان في هذه الحياة حيث يوجد بالمنطقة مستوصف (الحيمة) الذي يقدم خدمات محدود وبدائية وبسيطة لانعدام مقومات الخدمة الصحية في ذات المنطقة، كان قد أسس المستوصف القديم في منتصف الثمانينات ولم ترَ النور الصحة في مناطق المضاربة الجبلية إلا في العقد الأخير حيث تم بناء مستوصف جديد بجوار المستوصف القديم لكنه لا يقل معاناة عن جاره المركز القديم وتعود أهالي المضاربة ورأس العاره على تكبد نقل مرضاهم إلى مشافي عدن أو تعز نظراً لانعدام المقومات الصحية في مشافي كبرى مديريات لحج.
**البذرة الطيبة**

مشروع مياه التربة الأهلي يعد من المشاريع الناجحة على مستوى مناطق الصبيحة في وقت تعاني فيها أغلب مناطقها من مشكلة المياه، المشروع الذي بدأ تشغيله في عام 1986م ويعتمد على بئر اسطوانية عمقها 50متر، هذا المشروع والذي تم تمويل من قبل الحكومة في الثمانينات يعتمد في ميزانيته على الاشتراك الشهري من قبل المستفيدين، وتستفيد منه حاليا آلاف المواطنين من مناطق التربة، والمدي، والحصبين، والمعرض، والسريعي، والقبيصة، واللوص، والمعينة وتواصل تشغيل المشروع من قبل الأهالي المستفيدين حتى أصبح تشغيله غير اقتصادي مما جعل لجنة المشروع والمستفيدين يقومون بالبحث عن جهة تقوم بتمويل وتأهيل المشروع حتى تم إيجاد الوحدة التنفيذية لمشاريع مياه الريف محافظة لحج، وهي الجهة التي قبلت بتنفيذ هذا المشروع وتأهيله على إثر ذلك تم تأسيس جمعية المستفيدين من مشروع مياه التربة في نوفمبر2005م، والتي انتخبت هيئة إدارية لها لتقوم بعد ذلك بالمتابعة مع الوحدة التنفيذية والجهات الأخرى في استكمال الإجراءات من اجل قيام المشروع، وبحسب القائمين على المشروع فإن الهيئة الإدارية بعد انتخابها قامت في مباشرة عملها في المتابعة واستقبلت فرع المسح والدراسات وهيأت لهذه اللجان كل ما تطلبه كما قامت بتشكيل لجان فرعية في كل منطقة وقرية في تجميع المساهمة المطلوبة ليتم إنزال المناقصة حسب إجراءات الجهات المانحة وبدء تنفيذ المشروع وتأهيله في عام 2006م، وفي عام 2007م تم تسليم المشروع من قبل الجمعية، وقد حل هذا المشروع للمواطنين الكثير من العقبات والصعاب كانت التي تواجههم في السابق خصوصا في جانب المضخة والمحرك والمشروع، موضحين بأن المشروع حالياً يسير بشكل طبيعي وأن الهيئة الإدارية تقوم بتقسيم العمل وحل المشاكل بصورة دورية بالإضافة إلى عقد اجتماعات دورية أو السنوية وكذا الانتخابية بصورة اعتيادية ومنظمة، وتشير الهيئة الإدارية بأن نقص كمية المياه وبصورة كبيرة خصوصا في فصل الصيف ناتج لقدم البئر التي يعود تأسيسها إلى عام 82م من القرن الماضي وبعمق لا يزيد عن50 متر فقط، وهو ما يعد من المشكلات العويصة التي يعاني منها المشروع.
**نداء استغاثة**
وجه الأهالي عبر «الأيام» نداء استغاثة إلى كل أهل الخير وأصحاب القرار بضرورة الاستجابة لطلبهم في حفر بئر اسطوانية تستطيع أن تلبي احتياجات المستفيدين المتزايدة يوماً بعد يوم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى