> الراحل الكبير محمد مرشد ناجي، لاعب كرة القدم والنائب البرلماني والتربوي وسكرتير السلطنة والمؤلف والكاتب والفنان والشخصية الاجتماعية الكبيرة ورجل النكتة والوفي من مواليد الشيخ عثمان في 6 نوفمبر 1929 وتلقى دروسة القرآنية على يد الفقي أحمد الجبلي في كتَّابه (معلامته) في حارة القحم (حارة سكنه).
حصل على دراسته الابتدائية في الشيخ عثمان ولم يحالفه الحظ في الالتحاق بالمدرسة المتوسطة (مدرسة الإقامة وأصبحت لاحقا مدرسة السيلة وبعد ذلك المتحف الحربي بكريتر)، فالتحق بمدرسة إرسالية كيث فولكز بالشيخ عثمان وبعد إغلاقها التحق بمدرسة القديس يوسف (البادري) بكريتر والتحق بعد ذلك بكتَّاب صالح حسن تركي لدراسة اللغة الأنجليزية وعلى يد هذا الأستاذ صالح حسن تركي (خال والدة الفنان اسكندر ثابت وسعيد ثابت والد الفنان نجيب سعيد ثابت) تلقى الأمير أحمد فضل القمندان دراسة اللغة الانجليزية.
لمع نجم المرشد في الفن وتجلت موهبته في استعداده الفطري في طفولته عندما كان يردد الأغاني التي كانت حنجرة والده تصدح بها وذات الإيقاع الحجري واستفاد من أخيه أحمد الذي كان عازفاً على آلة السمسمية وكانت هواية الغناء ترافق المرشد منذ دراسته الابتدائية.
مشوار المرشد مع الوظيفة كان مغنياً فبدأ بمستشفى الجيش ثم هاجر إلى الظهران بالسعودية وبعد أشهر حمل معه مرض السل إلى عدن وتم ترقيده في المستشفى ثم عمل في جيش محمية عدن وسرعان ما انتقل إلى أبين للعمل سكرتيراً للسلطان حسين بن عبدالله الفضلي. الحاكم العادل ثم عمل في إدارة مدرسة النهضة العربية ومدرساً فيها وأعطاه الأستاذان عثمان عبد محمد وعلي محمد عبدالله مما عندهما من خبرة طويلة في مجال التدريس ثم عمل بعد ذلك في شركة الزيت البريطانية ثم تفرغ بعد ذلك في الثقافة مساعداً لوزير الثقافة ومشواره الكفاحي سيجده المهتم مفصلاً في كتاب سيرته (صفحات من الذكريات) في حوالي (180) صفحة. أما مشواره الفني لا يقل كفاحية وعصامية عن مشوارة مع الدراسة والوظيفة والمرض فقد نبغ في مجال الفن ويتجلى ذلك من أول أغنية لحنها وأداها وهي قصيدة (وقفة) لمحمد سعيد جرادة ثم (شبابك ندي ريان) لجرادة أيضاً ثم (البدرية) لأحمد فضل القمندان و (لاوين أنا لاوين) لعبدالله هادي سبيت و(سألتني عن هوايا) لسبيت أيضاً و(نظرة) لسبيت أيضاً و (أهلاً بمن داس العزول) لعلي بن علي صبرة والقائمة طويلة جداً.
غنى مرشد كثيراً للأغنية الوطنية وربطته علاقات حميمية بمحمد سعيد مسواط والسيد محمد الجفري وعبدالله هادي سبيت وكانت (الرابطة) أول حزب يوظف الفن لصالح القضية الجنوبية ولمع اسمه مع زملائه الفنانين أحمد بن أحمد قاسم ومحمد محسن عطروش ومحمد سعد عبدالله وغيرهم.
خدم المرشد الوطن والقضية الوطنية والقومية والأغنية الدينية والمنولوج الفكاهي الهادف من خلال الفنان فؤاد الشريف ودفع ضريبة ذلك كما خدم الوطن من خلال التمثيل النيابي سواء في مجلس الشعب الأعلى في الجنوب أو مجلس النواب في دولة الوحدة.
عانى المرشد من المرض والمتاعب حتى وفاتة عصر الخميس 7 فبراير 2013 في عدن.
لاجدال أن المرشد وغيره من الذين أفنوا حياتهم في سبيل قضية مقدسة اسمها (الوطن) الذي يحدد قدسيته (الانتماء) الذي أصبح حلقة مفقودة في العقود الأربعة الماضية وأصبح لسان حال المرشد ومن معه من الشرفاء هي قصيدة الراحل الكبير الشيخ أحمد محمد نعمان في صورة رسالة وجهها إلى سيف بن ذي يزن عام 1983 ومطلعها.
يا سيف لا بعدك سيف ولا قلم
وشامخ القوم ضاعوا وارتقى الخدم
وضاعت الأرض والتاريخ مال بنا
يا سيف نحو حياة كلها ألم
وثورة الأمس ماتت بعد مولدها
ومثلها مات من ضحوا ومن رسموا
حكامنا اليوم طغيان كسالفهم
تبا لهم ضعف ما جاروا وما ظلموا
بالمترفين تسير اليوم دولتنا
ويمضي الشيخ النعمان في رسالته الشعرية:
الأرض يا سيف من أوجاعنا اشتعلت
لا سامح الله من للزور قد بصموا
وحالنا صار بين الناس مسخرة
لا يشتهي عرب ولا عجم
ويختتم الشيخ النعمان رسالته:
وهكذا الأرض لو هدت لشوامخها
لا يستقيم لها عهد ولا قسم
--
ومن يحط على القرآن أيديهم
بنفس تلك الأيادي يهدم الحرم
لم يعرفوا قط لا دينا ولا وطنا
الذين في شرعهم يا سيف ما اقتسموا
وخير أوطانهم يا سيف أرصدة
بها مناصبهم تقوى وتحترم
ونحن من هام في الدنيا بلا وطن
عار به دولة الطغيان تختتم
-
رحم الله الشيخ النعمان..
رحم الله محمد مرشد ناجي
رحم الله عبدالعزيز السقاف
رحم الله هشام باشراحيل وكل الذين ماتوا كمدا أو غدراً..