عشرات الآلاف يتظاهرون في تعز وأنصار الله ينظمون احتفالية بالمركز الثقافي

> تعز«الأيام» فهد العميري

> تواصلت الاحتجاجات الشعبية أمس في محافظة تعز رفضا للإعلان الدستوري في ظل غضب شعبي عارم، وتداعت الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمكونات الثورية لاتخاذ موقف موحد للتعاطي مع كافة المستجدات والحفاظ على خصوصية المحافظة.
وخرج عشرات الآلاف في مسيرة جماهيرية رفضا لما وصفوه بـ“إعلان الانقلاب” ولمطالبة السلطة المحلية باتخاذ موقف صارم وواضح من السلطات التي وصفوها بـ“الانقلابية”.
وانطلقت المسيرة من شارع جمال عبدالناصر مرورا بالعديد من شوارع المحافظة وصولا إلى ديوان عام المحافظة.
ورفع المشاركون في المسيرة لافتات معبرة عن رفضهم للإعلان الدستوري والانقلاب على العملية السياسية، وفرض الأمر الواقع بقوة المليشيات، وطالبوا بتنفيذ مخرجات الحوار، واستكمال إجراءات الاستفتاء على الدستور، وإنهاء سيطرة المليشيات على صنعاء والمحافظات.
كما رددوا هتافات منددة بالإعلان الدستوري والانقلاب منها: “حوثي بدبابة ورشاش برعاية علي عفاش، ثورة ثورة من جديد، لا حوثية بعد اليوم”.
ونظم المشاركون في التظاهرة وقفة احتجاجية أمام مؤسسة (الجمهورية) للصحافة والطباعة والنشر نددوا خلالها بالخطاب الإعلامي للصحيفة الذي وصفوه بالانقلابي.
وهتف المشاركون في الوقفة الاحتجاجية ضد قيادة المؤسسة بسبب نشرها الإعلان الدستوري، مطالبين السلطة المحلية بتعيين هيئة تحرير لإدارة الصحيفة، كما قام محتجون غاضبون بإحراق عدد من نسخ صحيفة (الجمهورية).
وعلى صعيد متصل أقامت جماعة أنصار الله يوم أمس فعاليات احتفالية تحت شعار “الإعلان الدستوري إرادة شعب تنصر ودولة تؤسس” في قاعة المركز الثقافي بالمحافظة.

ووفقا لوكالة أنباء “سبأ” فإن المسؤول السياسي لجماعة أنصار الله سليم مغلس رحب بالحضور مباركا الإعلان الدستوري الذي قال: “إنه جسد انتصار الإرادة الشعبية والثورة النضالية ضد الحكم الاستبدادي”.
ووفقا للوكالة الحكومية فإن الكلمات التي ألقيت في الحفل دعت كافة الأطراف السياسية في البلد إلى بناء شراكة مجتمعية فاعلة، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة من خلال دعم استحقاقات المرحلة الانتقالية.
وكان بيان صادر عن شباب وشابات تعز أمس قد قال إن “البلاد اليوم تمر بمرحلة صعبة جراء ما أقدمت عليه جماعة الحوثي بإصدار ما سمي (الإعلان الدستوري)، والذي يعد انقلاباً على الشرعية الدستورية والتوافقية وعلى مخرجات الحوار الوطني الشامل”.

وأكد البيان “الرفض التام لما سمي بـ(الإعلان الدستوري) وكل الأعمال الانقلابية التي قامت بها مليشيات الحوثي، وما أتى بعدها من قرارات، ومن مؤتمرات، والتي لا تمثل إلا قوى الظلام والرجعية”، معبرين عن “الرفض القاطع لكل المحاولات العبثية التي تحاك صباحاً ومساءً بحق الوطن”.
وأوضح البيان أن “كل ما حدث يعد انقلابا على ثورة 11 فبراير، وانقلابا على شرعية الدولة ومدنيتها وسلطاتها”.
وحذر البيان من “الاستمرار في هذا المنحى الأرعن، وفي مثل هذه الظروف لتعقيد الوضع والانحدار بالدولة إلى المجهول”، مؤكدا على “الوقوف صفا واحدا أمام هذه الجماعة المسلحة”.
وأضاف البيان: “وإننا كقوة ثورية نعلن استمرارنا في العمل الثوري ورفض العمالة للخارج، والعمل وفق كل الخيارات المفتوحة أمامهم لاستعادة هيبة الدولة، وعلى هذه الجماعة أن تعلم أن العجلة لن تعود إلى الخلف، وإلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر، وإلى حكم الإمامة، كما أن عليهم إلغاء كافة القرارات غير الشرعية”.
وطالب البيان السلطتين المحليتين في تعز وإب بـ“إعلان الاستقلال التام لإقليم الجند، وعدم تلقي أي توجيهات أو أوامر من السلطة الانقلابية”، موضحا بإن “الإعلان عن الخطوات التصعيدية خلال الساعات القليلة القادمة، ولن نقف مكتوفي الأيدي، وستشهد الأيام القادمة الكثير إن لم يتم التراجع عما يحدث”.

ودعا البيان جميع القوى السياسية والحزبية والسلطة المحلية والقوى المدنية وجميع شباب ثورة 11 فبراير في تعز وإقليم الجند وكافة محافظات الجمهوريه لـ“الوقوف صفا واحدا أمام ما يحدث”.
من جهته عقد أمس في مقر الحزب الاشتراكي اليمني بتعز اجتماع ضم كلا من أحزاب اللقاء المشترك ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات اجتماعية بغرض تنسيق الجهود لمواجهة التحديات القائمة.
وفي تصريح لـ«الأيام» قال أمين اللجنة السياسية بفرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أمين شرف: “إن الاجتماع ناقش تشكيل منسقية عامة في محافظة تعز من كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية والتكتلات الثورية والنقابات العامة ومؤسسات المجتمع المدني لتوحيد موقف أبناء المحافظة للتعاطي مع كافة المستجدات والحفاظ على خصوصية المحافظة بما يحفظ مدنيتها وسلمها الأهلي”.
وأضاف قائلا: “تم تشكيل لجنة لإقرار المكونات التي تشكل قوام هذه المنسقية”.
وقال بيان صادر عن أحزاب اللقاء المشترك، محافظة تعز ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية بمحافظة تعز: “في وقت يشهد فيه الوطن تداعيات خطرة وانقسامات عميقة تهدد وحدته ونسيجه الاجتماعي بالتشظي أقدمت جماعة أنصار الله على خطوة خطيرة أحادية بقيامها بما يسمى الإعلان الدستوري، والذي مثل انقلابا كاملا على الشرعية الدستورية والوفاق الوطني، ما جعل أحزاب اللقاء المشترك والفعاليات والمنظمات المدنية والشخصيات الاجتماعية تتداعى للاجتماع، وتحديد موقف واضح مما جرى”.

وأوضح البيان “تأكيد أحزاب المشترك ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية بتعز ما تم التوافق عليه مسبقا مع السلطة المحلية بتعز لتجنيب المحافظة ويلات الصراعات والانقسام والمحافظة على مظاهر وروح الدولة والشرعية في المحافظة، وعدم القبول بأي قرارات تأتي من المركز في ظروف غير شرعية قامت على الخروج على الإجماع الوطني والحوار وفرض القوة”.
كما أكد البيان على: “تجديد دعمنا الكامل للسلطة المحلية ومطالبتها بالاستمرار في موقفها الوطني استجابة لأبناء المحافظة والمصلحة الوطنية وقيم الجمهورية وحماية المشروع الوطني”.
وعبر البيان عن: “التنديد والرفض لما حصل في صنعاء باعتباره انقلابا مكتمل الأركان على العملية السياسية والبلد وتصرفا أحاديا”، داعيا الجميع إلى “تحكيم العقل والمنطق، والعودة إلى طاولة الحوار، والتقيد بمخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، وإلغاء كل التصرفات الخارجة عن ذلك”.
ودعا البيان أبناء محافظة تعز إلى “ممارسة حقهم الثوري في التصعيد السلمي لما فيه الحفاظ على وحدة المحافظة والمساهمة في استعادة الشرعية على مستوى الوطن، وتغليب منطق الدولة بالطرق والوسائل الحضارية، وبما يجنب المحافظة والإقليم ويلات الصراعات والتعصبات المختلفة مذهبية كانت أو طائفية أو مناطقية”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى