أبناء إقليم الجند.. نسعى لفك ارتباط إقليمنا من صنعاء

> عدن «الأيام» محمد العزعزي

> لم يعد أسلوب القمع والتنكيل والترهيب والحكم القبلي والعسكري يجدي نفعاً في المرحلة الحالية، التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في مستوى وعي الشعوب والمجتمعات في ظل الثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجي.
أبناء إقليم الجند يثورون اليوم كغيرهم من أبناء الوطن ضد الظلم والحكم القبلي العسكري، وينشدون الحكم المدني والمتمثل بفك الإرتباط عن صنعاء والانضمام إلى الجنوب بهدف نيل الحرية والعيش الكريم.
«الأيام» استطلعت بعض الآراء حول الحلم الذي ينشده أبناء إقليم الجند فإلى الحصيلة.

يعاني إقليم الجند حالياً من عدد من المشكلات والأزمات التنموية، ومن المتوقع أن يظلّ بعضها قائماً على المدى المتوسط والبعيد، وفي مقدمتها أزمة المياه التي لا تصل إلى المنازل عبر الشبكة المحلية إلا مرة واحدة كل 40 يوماً، بسبب الفساد والإدارة السيئة هذا ما أوضحه توفيق يوسف ردمان لـ“الأيام” عن بعض ما يعانيه أبناء إقليم الجند”، مضيفاً “يعاني هذا الإقليم أيضاً من مشكلة الكهرباء، وتدهور وإهمال ميناء المخاء المنفذ البحري الوحيد للإقليم على العالم الخارجي، ولهذا ما نتمناه من أول حكومة للإقليم هو العمل على تطوير هذا الميناء وتحويله إلى منطقة حرة”.
**الجند إقليم متميز**
أما عارف أحمد عبدالوهاب الحاج فقال: “يجب إعداد خطة متكاملة لخلق سوق منافسة لجذب رؤوس الأموال والكفاءات البشرية المهاجرة، للاستثمار في مجالات الصناعة والتجارة، والتعليم الجامعي بمستوى عال، كي يجذب الطلاب من الأقاليم الأخرى بالإضافة إلى مستشفيات متخصصة تستقطب المرضى الذين يسافرون إلى الخارج للعلاج والاهتمام بالسياحة الترفيهية”.

من جهته يرى طارق جميل الريمي: “إن إقليم الجند يمثل الثروة العلمية والثقافية والصناعية لليمن من خلال ما يملكه من طاقات بشريه وكوادر علمية مؤهلة وتراث ثقافي غزير ورأس مال وطني مستثمر داخل هذا الإقليم، وكذا وجود مقومات السياحة، وميناء المخاء عطفا على إدارة هذا الإقليم من قبل كوادر تضع نصب أعينها مصلحة الإقليم خاصة واليمن عامة، الأمر الذي من شأنه أن يجعله إقليماً متميزاً ونموذجا للإقليم الراقي اقتصاديا وثقافيا وسياسيا, وسياحياً.. إضافة إلى وجود ضمانات دستورية تحمي مستقبل إقليم الجند وبقية الأقاليم”.
**صراع الديكة**
من جانبه قال عبدالله محمد مقبل: “الصراع الدائر حالياً في اليمن يشبه صراع الديكة بين ثلاث قوى رئيسية تقود المشهد السياسي العبثي ممثلة بالجماعات الإخوانية، والحوثيون، والنظام السابق، فيما يتم التعامل مع الرئيس (المستقيل) هادي كضيف شرف من قبل تحالف المركز الذي شعر بسقوط مصالحه معتبرين الرئيس الشرعي جنوبي ويتم التعامل معه بغلظة وما يحدث على تخوم مأرب هي عملية نقل للمعركة من صنعاء إلى الإقليم النفطي وهي جزء من حالة الصراع التاريخي في الشمال من أجل السيطرة على الثروة والسلطة وتبقى تعز وعدن مؤجلة لوقت آخر وعلينا الحذر من السيناريو القادم”.

**تعز عنوان الثورة **
عبده سلام عوض أكد بدوره في حديثه لـ “الأيام”: “إن إب وتعز عازمتان على استعادة الثورة المغدور بها وتصحيح مسارها، وذلك لكون هذا الإقليم هو عنوان الثورات اليمنية، والأكثر كثافة سكانية، وتأثيراً في السياسة والاقتصاد، والفكر والثقافة، وأبناؤه حملة مشروع الدولة المدنية الحديثة التي من شأنها أن تحفظ للمواطن كرامته وأمنه وحريته وتقدمه”، موضحاً “بأن هذا لن تحقيق إلا من خلال التخلص على مخلفات الماضي القبيح”.
وأضاف: “لقد استبشرنا خيراً بقرار مؤتمر الحوار الوطني في توزيع اليمن إلى ستة أقاليم، اثنان منها في الجنوب وأربعة في الشمال وهو قرار سياسي يرسم مستقبل اليمن و25 مليون مواطن، ويتكوّن إقليم الجند من محافظتي تعز وإب، ولذلك يعد أصغر مساحة وأكثرها سكانا تصل إلى أكثر من النصف”.
أما عبده أحمد الأديمي فقال: “تعز ترسم تاريخ اليمن والمنطقة العربية بالكامل ومنها مصر لتأثيرها على التجارة خاصة في مضيق باب المندب المنفذ الحيوي لقناة السويس وبدأت علاقة القاهرة بالأحداث اليمنية في عام 1955، بتولي الزعيم جمال عبدالناصر مقاليد السلطة في البلاد، وقام قائد جيش اليمن المقدم أحمد بن يحيى الثلايا بمحاصرة قصر الإمام أحمد حميد الدين في تعز، والذي فشل نتيجة لتداعي القبائل الزيدية وشنها هجوماً على مخطط الضباط واعتقال أحمد الثلايا والحكم عليه بالإعدام، وفي هذه المرحلة النضالية كان للزعيم جمال عبد الناصر دور كبير”.
من اليمين توفيق يوسف، خاطر الاسودي ، طارق جميل، عبدالله محمد، عبده أحمد الاديمي، شرف الخولاني
من اليمين توفيق يوسف، خاطر الاسودي ، طارق جميل، عبدالله محمد، عبده أحمد الاديمي، شرف الخولاني

**الفدرالية من أجل المصالحة السياسية**
نجوى محمد عثمان وهي معلمة تاريخ قالت لـ “الأيام” : “استطاعت ثورة 1962م إسقاط النظام الإمامي الكهنوتي المستبد بمساعدة مصر فانتصرت الثورة، وكسرت حاجز العزلة المفروضة على الشعب اليمني لانعدام الكهرباء، والبنية التحتية للبلاد وانتصر الجمهوريين على الملكيين بفك حصار صنعاء عام 1967م، وفي عام 1994م شن الشمال حرب على الجنوب خلفت أكثر من عشرة ألف شهيد حيث شعر الجنوبيون بالخيانة لاحتواء دولتهم ونهب ثروتهم تحت مسمى الوحدة أو الموت وفي عام 2004م نشب نزاع مسلح في صعدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين كانت عبارة عن تدريب لهذه الجماعة في ست حروب عبثية بين الجانبين، تحمل اليمنيون أوزارها وتكلفتها، وفي عام 2011م فجرت تعز الثورة الشبابية وسقط النظام “العسقبلي” وفي 20/1/2015م قامت جماعة ما يعرف بأنصار الله بالانقلاب على الرئيس عبد ربه منصور هادي واحتلال القصر الجمهوري وبهذا فالتاريخ اليمني دموي خلال قرن من الزمن فماذا ينتظر أهل الجند؟ عليهم فك الارتباط عن المركز القاتل والالتحام مع الجنوب بحكم فدرالي رشيد يحفظ الحقوق ويحترم إنسانية الإنسان فالفيدرالية هي مصالحة سياسية”.
أما الشاب خاطر الأسودي فابدأ رأيه عن إقليم وأبرز ما يميزه بالقول: “يعتبر إقليم الجند رائد التحديث والنضال سلمياً في سبيل بناء الدولة المدنية، ومنها انطلقت الشرارات الأولى لكل الثورات اليمنية الحديثة وينتمي إليها معظم رواد الفنون والآداب والسياسة وناشطي المجتمع المدني ويعزى إلى وجهاء إب وتعز عقد أول مؤتمر عام 1918م بهدف الحكم الذاتي للإقليم لكنهم لم يستطيعوا تحقيق هذا الهدف واستطاع الإمام يحيى حميد الدين القضاء على الحركات الثورية وأطلق العنان لعساكره ليعيثوا في المنطقة فساداً، ويثقلوا كواهل المواطنين بالإتاوات والغرامات ومازال نفس النظام يستخدم هذا الأسلوب إلى اليوم”.
**الجند إقليم ثقافة**
بدوره تحدث لـ «الأيام” عبدالله محمد مقبل: “إن ما يميز إقليم الجند أنه ينتج الفنون والآداب باعتبارها منظومة قيم واتجاهات وسلوك وممارسات فالسكان يميلون لقيم المدنية، واحترام القانون، والتعددية السياسية، والتنوع الثقافي، وينفتحون على كل الثقافات خلافاً للسكان في الأقاليم الشمالية الذين يتبنون ثقافة ريعية، ويعتمدون على خزينة الدولة كمصدر للعيش في الجيش والأمن فأهل الجند يحترمون العمل باعتباره قيمة إنسانية أساسية، ويقبلون عليه في كل القطاعات، ويحترمون حق المرأة في العمل في مختلف المجالات، وحقها في المشاركة السياسية والاجتماعية والثقافية وهم ميالون لحل الخلافات بأساليب حضارية وسوف تنعكس قيم الثقافة المدنية إيجاباً على التنمية البشرية مستقبلا”.
من جهته قال عبدالقادر محمد المقطري: “تعز شبه خالية من السلاح، ومن التنظيمات والجماعات الإرهابية المسلحة فهذا الإقليم يمتاز بطابع مدني وضعف البنى القبلية فيه، وارتفاع معدلات الهجرة والالتحاق بالتعليم، وانتشرت مؤخراً حالة من الفوضى التي نشرها النظام السابق عام 2011 وهي محدودة الأثر، وسوف تتلاشى تدريجياً لذلك هذا الإقليم له حالة استثنائية”.
**خاتمة**
ستستمر حالة التصعيد لثورة الشباب الجديدة في إقليم الجند وصولا لفك الارتباط عن المركز المقدس بنظام فيدرالي، تتوفر به الشروط القانونية ودستور يحترم من الجميع تحدد فيه السلطات من غير مَنٍ ولا أذى من المركز وصولا إلى القدرة على اتخاذ القرار ومحكمة دستورية تفصل في النزاعات والتخلص من استئثار المركز بالقرار والموارد وتنظيم العلاقات القانونية وهذه هي مطالب أبناء الجند للخروج بتسوية سياسية تاريخية ..فهل نحن فاعلون؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى