عبدالملك الحوثي : نأمل أن يتحقق للجنوبيين كل ما يريدونه تحت سقف العدل والشراكة نصفا بنصف

> عدن «الأيام» استماع

>
زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي
زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي

ألقى زعيم جماعة أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي كلمة متلفزة أمس تناول فيها مستجدات الأزمة السياسية في صنعاء وماشهدته الساعات من استئناف للحوار بين أطراف العملية السياسية، مؤكدا على أهمية شراكة كافة القوى في المرحلة القادمة.
وتطرق زعيم أنصار الله إلى أوضاع المناطق الوسطى ومحافظات الجنوب.
وفيما يلي نص الكلمة:
“هذا البلد بلد مُهم، بلد كبير، بلد غني بخيراته وثرواته المنهوبة، التي لا يستفيد منها الشعب، وبلد له موقعه الجغرافي المهم جدا، وبالتالي لمصلحة كل القوى في الداخل والخارج أن يستقر هذا البلد، فأية محاولات لإثارة الفوضى أو للإضرار بهذا البلد، سيكون لها انعكاساتها على مصالح تلك القوى، فلا تفكروا أنه بإمكان الآخرين أن يضغطوا على هذا الشعب، أو أن يستهدفوا هذا الشعب باقتصاده، ثم لا تتضرر مصالحهم هم، من يضر بمصلحة هذا البلد، يمكن أيضاً أن تكون مصالحه متضررة في هذا البلد، ومن يتعاطى إيجابياً مع هذا البلد، ويحترم إرادة هذا الشعب، بالتأكيد سيحترم هذا الشعب مصالحه المشروعة، وبالتاكيد سيتعاطى معه الشعب إيجابيا، تحت سقف المصالح المشروعة والمشتركة، والمتبادلة.
لمصلحة الإخوة الأشقاء في دول الخليج أن يكون وضع هذا البلد مستقرا وآمنا ومتماسكا، هذا له انعكاسات لصالحهم على المستوى الأمني بالدرجة الأولى، وعلى المستوى الاقتصادي كذلك، إلى جانب المستوى الاستراتيجي بكل ما تعنيه الكلمة، فأنا أقول للكل ـ في الداخل والخارج ـ المصلحة الحقيقية للجميع هو في استقرار هذا البلد، وليس لمصلحة أي طرف لا في الداخل ولا في الخارج أن يلعب لعبة الاستهداف أو الإضرار بهذا الشعب، في أي سياق ولا مبرر طالما وهذا الشعب شعب متفهم وشعب إيجابي ومنصف في علاقاته، شعب يحمل إرادة الخير في العالم أجمع، فلا مبرر أبداً للتعاطي السلبي مع هذا الشعب، ولكن في مقابل ذلك الضجيج وتلك البلبلة لايقلق شعبنا أبدا، فلديه مقومات وعناصر قوة، ويمتلك هذه العناصر، التي تحتاج لوعي وإرادة ومسؤولية وتحرك جاد.
لأن الشعب الذي ينام ويغفو وتدور على رأسه المؤامرات، يمكن فعلاً أن يتضرر، لكن الشعب الذي هو متيقظ ومنتبه ومتحرك وعنده إحساس بالمسؤولية وعنده وعي، فهو قوي، قوي بالله سبحانه وتعالى، قوي بعدالة قضيته، قوي بإنصافه وبأخلاقه وقيمه، قوي لأنه في الموقف المنصف والعادل والسليم والصحيح، وبالتالي فأنا أنصح الجميع، القوى المنزعجة بكلها، أن لا تتعاطى تجاه هذا الشعب سلباً، لأن مصالحها أيضاً ممكن أن تكون عرضة للخطر إذا تعرض هذا الشعب للخطر، إذا تعرض اقتصاده للخطر، إذا تعرض أمنه للخطر فهو يعرف ما يفعل وما يمكن أن يعمل.
وأطمئن شعبنا اليمني العزيز أنه مادام واثقا بالله ومعتمدا عليه سبحانه وتعالى ومنصفا وعادلا وإيجابيا، وفي نفس الوقت عملي وعنده إحساس بالمسؤولية ويتحرك في المواقف اللازمة ولا يغفو ولا يتجاهل ما يحصل فهو منتصر وإرادته منتصرة، وسيحقق أهدافه المشروعة في الوصول إلى تحقيق حياة كريمة وعزيزة، والتخلص من البؤس ومعاناة الفقر والحرمان.
إننا نؤكد أن القوى الأخرى التي قد تبدي انزعاجا تجاه الإرادة الشعبية، لربما هواجسها ليست في طبيعة أنها ستخسر مصالح مشروعة في هذا البلد، بل في أكثر من ذلك، يعني أن البعض كان يريد لهذا البلد أن يبقى دائما بلدا بائساً، مستعبداً، مقهوراً، مذلولاً، محطماً، منهاراً، ضعيفاً، عاجزاً، يائسا، وبالتالي لا يريد لهذا البلد أن يتقدم خطوة نحو الأمام، هذا في حالات سوء النية.. وفي حالات حسن النية إذا افترضناها، نقول من مصلحة الجميع أن لايكون هذا البلد عبئاً على أي طرف، على أي جهة، على أي دولة، من مصلحة الجميع أن يكون هذا البلد بلدا متماسكا وقوياً، بلد لديه المقومات المفعلة، في ما يبني استقراره واقتصاده، وفيما أيضاً يؤهله للقيام بدور إيجابي نحو الجميع.
هذا البلد من مصلحة الجميع أن لا يبقى عبئاً بالكامل على الآخرين، الآخرون الذين يفترض بهم إذا كانوا ينطلقون من منطلق حسن النية أن يدعموا اتجاهه الإيجابي، أن يتعاطوا إيجاباً مع إرادته وتوجهاته لبناء نفسه.. من المعلوم لدى القوى المنزعجة في الخارج بالتحديد عن المرحلة الماضية أن الحكومة كانت غارقة في الفساد، وأنها فشلت على كل المستويات، وأن انزعاج الشعب اليمني وتألمه وثورته وتحركه الكبير هو نتيجة معاناة، إحساس بالمعاناة الحقيقية، ليس مجرد تحرك، وفق دوافع محدودة وبسيطة أو تضليلية أو ما شاكل ذلك، تحرك ناتج عن إحساس بالمعاناة، هم يعون ويفهمون ذلك، وكل تقديراتهم كانت تتحدث عن الفساد الهائل، الفساد على المستوى المالي والإداري الذي أوصل هذا البلد إلى ما وصل إليه.
لذلك أنا أقول اليوم من يراهن على إثارة الفوضى أو الاستهداف لهذا الشعب باقتصاده أو أمنه مخطئ، ومصالحه بالتالي ستكون متضررة، أما من يتعاطى إيجاباً أو في الحد الأدنى بالحياد فبالتأكيد هذا شعب يقدر الآخرين، يقدر مواقف الآخرين حين تكون إيجابية، شعب أصيل، ينتمي إلى قيم إلى مبادئ، يعيش حالة القيم والمبادئ في إحساسه ووجدانه، يقدر الجميل ويعرف المعروف، وبالتالي من يتعاطى إيجابا تجاه البلد، سيكون البلد إيجابياً تجاهه، ومن يتعاطى سلبياً سيكون البلد سلبيا معه، في المستوى الداخلي وفي المستوى الخارجي.
وأنا أقول اليوم للإخوة في حزب الإصلاح إنهم جربوا أن يتحركوا بشكل سلبي في مراحل متعددة، يعني لو كان التحرك السلبي والتوجه السلبي سيتحقق على ضوئه نتائج لمصلحتهم فقط وليس لمصلحة البلد كله كان ممكن أن نقول لديهم شيء من المنطقية، لحساباتهم وليس في الواقع، لكن لديهم تجربة، هم أثاروا مشاكل في السابق في عمران وحروب وفتن، ودفعوا هناك بالوضع إلى حالة مأساوية، في نهاية المطاف لم يربحوا بل خسروا، وجربوا في حجة وفي مناطق كثيرة أثاروا فيها حروبا، أثاروا فتنا، أثاروا أزمات، أثاروا فوضى، في نهاية المطاف لم تكن الأمور لصالحهم، وهذا وارد الآن حين يتحركون ببغي بدون ضرورة وبدون فائدة، لكن بسبب عقد ذاتية لديهم، فممكن أن ينعكس تحركهم عليهم في الأخير، حتى الشعب سيمقتهم حينما يتحركون بهدف الإضرار بمصالح البلد أو إثارة الفوضى فيه أو التخريب للمصالح العامة، هذا سينعكس سلباً عليهم حتى في سمعتهم ومكانتهم لدى هذا الشعب.
وبالتالي طالما أن مواقفهم السلبية ليست مضمونة النتائج وإنما تعبر عن حالة من العقد والانفعالات غير المبررة إنما لضيقهم بالآخرين فهذه مشكلة عليهم، ويمكن أن يراجعوا حتى في أدبياتهم الثقافية.. أنا أقترح عليهم أن يعدلوها، وأن ينتزعوا منها كل ما له صفة بالتكفير، كل ما يجذر النزعة الإلغائية والإقصائية، كل ما يفتح مشكلة لديهم مع بقية الشعب اليمني، تحت عناوينهم التكفيرية والإقصائية، ممكن أن يغيروا مواقفهم هذه، ممكن أن يشرحوا داخل الحزب لبعض عناصرهم أنه ليس هناك ضرورة لإثارة الفوضى والمشاكل والفتن، ولا لاستهداف المصالح العامة، إنه لا ضرورة لذلك لأن الشراكة متاحة والعمل السياسي لما فيه مصلحة هذا البلد متاحة، ومستقبل هذا الحزب جزء من مستقبل هذا البلد، وبالتالي ليس هناك ضرورة لإثارة مشاكل وفتن وأزمات، وما شابه ذلك.
وفي نهاية المطاف، من يتخذ القرار الغلط والخطأ والظالم والغشوم والباغي وغير المتعقل ولا المتفهم ولا المنصف هو بالتالي سيصل إلى نتيجة وخيمة وعاقبة سيئة، ومن يقدر الأمور بمقاديرها السليمة المنصفة الصحيحة الحكيمة سيصل إلى النتائج الإيجابية، أما هذا الشعب فهو قوي ومنتصر باعتماده على الله ثم بتضافر كل الشرفاء والأحرار من كل أطيافه وفئاته، وكل ذلك الضجيج سيذهب سدى، وليس هناك نتيجة إيجابية له، لكن من يريد أن يراجع مواقفه بين الربح والخسارة، بين المصلحة الحقيقية له ولشعبه، وبين العقد الذاتية النفسية التي هي نتيجة لعملية تعبوية خاطئة، فسيدرك أن خياره الأفضل هو مع شعبه، خياره أن يكون شريكاً لكل أبناء شعبه في هذا البلد، وبناء مستقبله وخدمة هذا الشعب العزيز والأبي.
ولذلك ليس من مصلحة أي طرف أن يتصور أنه سيضع له برنامجا تخريبيا لإثارة مشاكل وفتن وأزمات، ويجلس لاعبا ومرتاحا.. لا، الشعب سيتصدى لكل المحاولات التي تستهدفه سواء في أمنه واستقراره أو في ثرواته السيادية، أو في اقتصاده أو في مصالحه الحيوية.. ثقوا أنه شعب قوي باعتزازه بربه وبكل ما يمتلك من مخزون أدبي وثقافي وفكري وأخلاقي وقيمي وإنساني وحضاري.. هذا هو شعبنا اليمني العظيم العزيز، وبالتالي يفترض بالكل أن يأخذ بعين الاعتبار المصلحة الحقيقية للبلد، كل التيارات، كل القوى السياسية، مصلحة الجميع في هذا البلد هي في التفاهيم والتعاون والتآخي في أن نجعل مصلحة هذا البلد فوق كل الاعتبارات.
إضافة إلى أن شعبنا اليمني معني في مقابل ما هناك من مؤامرات وبلبلة وضجيج ومكائد يصنعها الآخرون بأن يتحرك بجد وأن لا يهدأ ولا يغفو ولا يفتر، واليوم نحن معنييون أن نتحرك بجد وأن ننشط على كل المستويات: على المستوى الاقتصادي لتستمر القطاعات المعنية في هذا الجانب، على المستوى الحكومي، على مستوى القطاع الخاص، وعلى مستوى رجال الأعمال الذين يتحملون مسؤولية كبيرة في هذه المرحلة أن يكونوا بمستوى المسؤولية وأن يكونوا كما يعلق عليهم الشعب آمالاً كبيرة في مستوى المسؤولية.
الذي يتطلبه الوضع في هذا البلد هو استمرار النشاط الاقتصادي في قطاعيه الحكومي والخاص ورجال الأعمال، لأنه في الأساس الشعب كادح على نفسه لحد الآن ما يقدم له من جانب الحكومة حتى في الماضي شيء بسيط ومحدود، لكن إذا حاول الآخرون أن يدخلوا بألاعيب تؤثر على الاقتصاد سيتصدى لهم الشعب وستقف ضدهم الثورة وسيقف ضدهم الشعب ومعه الجيش والأمن ومعه كل مؤسساته، لأنه لا سكوت ولا تفريط بمصالح هذا الشعب وبأمنه واستقراره.
وفيما يتعلق بالبعثات الدبلوماسية في العاصمة صنعاء هناك من يحاول ضمن هذه اللعبة أن يثير المخاوف لدى البعثات الدبلوماسية بغية إخافتها لدرجة الهروب من هذا البلد، مع أنها جربت وأدركت أنها تعيش وضعا أمنيا مستقرا، يعني ليس هناك داع لهذه المخاوف ولا لذلك القلق الذي يحاول البعض أن ينميه أكثر فأكثر، لأن الوضع الأمني مستقر بشكل كبير، فالجيش والأمن واللجنة الأمنية يقومون بجهد كبير جداً للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلد، واللجنة الأمنية الموقرة تؤدي واجبها على نحو مشرف أيضا، الحالة القائمة في طبيعتها بالعاصمة صنعاء هي قدر من الاستقرار الإيجابي، وإن شاء الله سيكون نحو الأفضل بفضل هذه الجهود المشتركة بين الجيش واللجنة الأمنية واللجان الشعبية والمواطنين والجميع، هذا التضافر والتعاون له ثماره ونتائجه الإيجابية مع أن حجم الاستهداف كبير.
أنا أقول إن كانت هناك أية مخاوف ذات طابع أمني فلا مبرر لها فليطمئنوا، وإن كانت الأمور في سياق لعب سياسية أو أوراق ضغط أو ما شاكل ذلك فلم تجدي نفعا ولم تؤثر على الإرادة الشعبية، الإرادة الشعبية انطلقت من واقع معاناة كبيرة وحقيقية ووعي، لم تكن مجرد حالة عابرة، ويمكن للآخرين أن يذهبوا بشيء من الضغوط، المسألة أن هناك شعبا عانى الأمرين معاناة كبيرة جدا جدا على كل المستوى، وكان وضعه على كل المستويات يتجه نحو الأسوأ وبالتالي قام بثورة، وسيتمر في هذه الثورة، وسيظل في هذه الثورة حتى تتحقق له الأهداف المشروعة، وهي أهداف مشروعة وليست استهدافية للآخرين بقدر ماهي أهداف مشروعة يرمي من خلالها إلى تحقيق حياة كريمة وعزيزة، هذا كل ما يريده شعبنا اليمني المسلم العزيز.
هنا وفي هذا السياق ما قد يحاول البعض إثارته هنا أو هناك في طبيعة المشاكل القائمة في البلد، وفي مقدمتها القضية الجنوبية، القضية الجنوبية هي جرح في هذا الوطن بكل ما تعنيه الكلمة ومعاناة كبيرة جدا ومأساة وظلم، هذا أمر لا شك فيه، نحن نأمل في هذه المرحلة الانتقالية - إن شاء الله - بجهود هذا الشعب بما سيتحقق من نتائج إيجابية بجهود الجميع في هذا الشعب الأحرار والشرفاء والمخلصين والوطنيين الصادقين أن يعاد الاعتبار للإخوة في الجنوب، وأن يعاد الاعتبار للشراكة الوطنية معهم، وأن يتحقق لهم كل ما يريدونه تحت سقف العدل، هذا لا شك فيه، ولا إشكال فيه، نأمل أيضا أن يكون لهم مشاركة كبيرة ورئيسية في مؤسسات الدولة في المرحلة الانتقالية نصفًا بنصف وإعادة الاعتبار للشراكة الوطنية، هذا ما نأمل أن يكون هناك في المرحلة الانتقالية بالتعاون معهم، والوقوف إلى جانبهم، كذلك معالجات فعلية وحقيقية لقضيتنا وفق رؤى معهم، رؤى مشتركة ونتائج مشتركة يتوصل إليها الجميع، هذا ما نأمله هناك.
أما ما يتعلق بالوضع في تعز نحن في الثورة طالما أكدنا، وأكد الإخوة الثوار في تعز أن هناك عددا كبيرا وفئات واسعة في هذه المحافظة العزيزة والحرة، هناك الكثير ممن تحركوا في الثورة الشعبية ولا يزالون ضمن هذه الثورة الشعبية، البعض من القوى تحاول أن تلعب اللعبة المناطقية، أنا أقول لإخواننا وأحبائنا أهل تعز العز هم أسمى وأكرم وأشرف وأعز من أن يكونوا مجرد مناطقيين، وأن يكونوا أسرى للغة المناطقية الضيقة، أهل تعز باليمن كله لهم حضورهم البارز في مؤسسات الدولة منذ البداية منذ زمن طويل، ولهم تأثيرهم الكبير الحيوي الفاعل على كل المستويات السياسية والاقتصادية، وعلى كل المستويات في هذا البلد بكله، من يريد أن يحشرهم في دائرة ضيقة في إطار المنطق المناطقي الضيق الإطار، المناطقي الضيق المحدود، ويظلمهم ويسيء إليهم، فعلاً يسيء إليهم، كل الذين يريدون أن يثيروا ويحركوا الإطارات المناطقية هم يسيئون لأبناء المناطق بنفسها.
كذلك الحال في مأرب فالكثير من أهل مأرب هم جزء من هذه الثورة وهم يريدون أن يكونوا دائما ضمن النسيج الوطني بهذا البلد بكله، لكن البعض من يستلم الكثير من الفلوس والسيارات يحاولون أن يرتزقوا فيثيروا مشاكل هنا أو هناك، بينما حقيقة المنطق الواقع هو أن يكونوا ضمن هذا النسيج الوطني الكبير، ويكونوا فاعلين في هذا البلد، مؤثرين فيه، ويكونوا ضمن هذا الشعب والأمة، هذا هو الشيء الصحيح، وهو منطق المسؤولية والوطنية والدين والأخلاق، لكن البعض لا يستحمل ولا يخجل حتى من كان لديه دائما حديث وكلام كثير وطويل وعريض عن الوطنية أضاع وطنيته بالكامل، ويحاول أن يسخن هذه المشاكل في الأطر المناطقية، الأطر المناطقية هي أطر ضيقة وغير مشرفة للانتماء إلى شعب باكمله، هذا هو الشيء الصحيح على كل المستويات، هنا المصلحة الحقيقية للبلد كل البلد، نحن قلنا في كلام سابق، وهذا ما نحنا مصرون عليه، وسنسعى لتحقيقه في المرحلة الانتقالية - إن شاء الله - إننا سنسعى أن يكون للمناطق التي تتواجد ثروات سيادية وامتيازات تساعد على معالجة البؤس والحرمان والحكر والمعاناة تساعد على بناء تنمية حقيقية في تلك المناطق.
لكن أن يأتي أحد ليقول أنا لم أعد أريد البلد بكله ولا اليمن بكله، أنا أريد أن أذهب هنا أو هناك أو أعمل ما أريد، هذا منطق ليس صحيح ولا وطني ولا مشرف ولا سليم لأي طرف من الأطراف، تعال لتكون شريكاً في المسؤولية، وشريكاً في بناء مستقبل بلدك كل بلدك، وفي معالجة ومناقشة وحل القضايا مهما كانت هذه القضية، هنا المسؤولية والطموح، هل لديك طموح وما الطموح؟ أن تكون فاعلا على مستوى البلد، وشريكا في صناعة القرارات، وأن تسهم إيجابياً بشكل كبير حينما تتظافر جهود شعب يتعاون، يتآلف، يتكاتف، يتمكن من حل كل مشاكله، والتغلب عليها مهما كانت، ويتمكن من بناء مستقبله وإصلاح حاضره؟، هذا هو الشيء الصحيح، وهنا يتحمل كل الشرفاء والأحرار في هذا البلد مسؤولية أن يعملوا أن يتحركوا وينصحوا ويبذلوا الجهد.
المسؤولية هي مسؤولية الجميع، لأن بعض الانتهازيين والفاسدين والمستغلين والمرتزقين من هنا وهناك يحاولون أن يلعبوا هذا اللعب، لعب تفعيل الأطر المناطقية وإثارة الفوضى والفتن والنزاعات والصراعات، يلعبوا لعبة الشيطان الذي ينزع بين بني آدم فيثير العداوة والبغضاء، هم يلعبون لعبة الشيطان فبالتالي من المؤمن بكل الشرفاء والأحرار في هذا البلد من علماء ومشائخ وجهات اجتماعية ومن أكاديميين وكتاب وإعلاميين أحرار وصادقين ومسؤولين، ولديهم إحساس بالمسؤولية من كل فئات هذا الشعب أن تتظافر جهود الجميع في الاتجاه الإيجابي الصحيح والمفيد، هذا ما يفترض.
وأنا في هذه الذكرى المهمة أتوجه إلى شعبنا اليمني العزيز العظيم الذي عرفناه بحريته وبعزته، الذي أثبت للعالم كل العالم أنه شعب حر عزيز أبي، يملك إرادة، ويملك وعيا، وعنده توجه جاد لتصحيح وضعه، وتغيير واقعه نحو الأفضل إنه في يوم الغد يتحرك تحرك شعبيًا واسعاً فاعلاً حاضرًا في العاصمة صنعاء في مسيرات كبرى تؤكد على إرادة هذا الشعب، وعلى مشروعية ما يقوم به هذا الشعب، وتحذر كل الذين يعبثوا بأمنه واستقراره أو اقتصاده، وأملي في هذا الشعب أنه سيتحرك كما ينبغي بمستوى وعيه وبمستوى عزته وإبائه وشرفه، وأنه سيسمع كل العالم صوته.. والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى