فأر المزرعة

> محمد حسين الدَبَاء

> يحكي تراثنا الشعبي قصة (فأر المزرعة) الذي كان يعيش في مزرعة، فرأى يومًا صاحبها يخرج مصيدة من صندوق، فاندفع الفأر كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح: (لقد جاؤوا بمصيدة الفئران .. يا ويلنا).
هنا صاحت الدجاجة محتجة: (تزعجنا بصياحك وعويلك فالمصيدة سيتم إعدادها لك .. هذه مشكلتك أنت وحدك) !.
فتوجه الفأر إلى الخروف فقال: (الحذر .. الحذر ففي البيت مصيدة).
فابتسم الخروف وقال: (يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب، ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب) !.
هنا لم يجد الفأر مناصًا من الاستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف: (في بيتنا مصيدة .. ! يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها .. هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان ؟!).
وبعد ما تبين للفأر أن لا أحد يهتم، قرر أن يتدبر أمر نفسه، وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة، وقرر الابتعاد من مكمن الخطر ونام بعدها قرير العين.
وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة .. وهرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى ثعبانًا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله، ثم جاءت زوجة المزارع وبسبب الظلام حسبته فأرًا وأمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان، فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية، وعادت إلى البيت، وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.
فقام المزارع بذبح (الدجاجة) لعمل حساء لزوجته.. وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لابد من ذبح الخروف لإطعامهم .. ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام، وجاء المعزون بالمئات واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لعمل الطعام لهم !!.
إن المصيدة قد وضعت .. ووضعنا العربي والمحلي ينذر بأن ضحايا المصيدة سيكونون كثر !!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى