تعز.. طوفان بشري في الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير، العتواني: تعز تحمل رسالة السلام ومن يحملون الموت فئة لايمثلون مدينة السلام صعدة

> تعز «الأيام» فهد العميري / محمد العزعزي

> اكتظت شوارع وساحات مدينة تعز بأمواج بشرية تقاطرت من عموم مديريات المحافظة لإحياء الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير المجيدة. وبدأت مواكب المشاركين بالتقاطر إلى نقاط التجمع وسط مدينة تعز منذ الصباح، اكتظت بهم شوارع مدينة تعز في مسيرة وصفت بأنها الأكبر في تاريخ المحافظة.
ورفع المشاركون في المسيرات لافتات أكدوا من خلالها على أن إقليم الجند خيار لا رجعة عنه، مجددين العهد للشهداء باستكمال الثورة وإسقاط ما وصفوها بالمليشيات الانقلابية وإعلانها اختطاف الدولة، ومطالبين بتوحد كل الجهود لإسقاط المشاريع التي وصفوها بالظلامية، والتصدي للظلم والاستبداد واستعادة الدولة، والنأي بتعز عن المشاريع الضيقة، وتعميق روحها الوطنية.
[img]img_9828.jpg[/img]
وردد جموع المحتفين هتافات ثورية أكدوا فيها على تمسكهم بتحقيق أهداف ثورة 11 فبراير، ورفض إعلان جماعة أنصار الله “يا شوقي نشتي إعلان إقليم الجند الآن” “الجماعة الحوثية جماعة إرهابية” “يا صنعاء ثوري ثوري أين الجيش الجمهوري؟” “رافضين رافضين أن يحكمنا الحوثيين” “يا فبراير المجيد مستمرين من جديد” “يا حوثي برع برع يمن حرة لن تركع” “ثورة ثورة من جديد لا سادة ولا عبيد”.
كما عبر المحتفون في هتافاتهم عن تقديرهم لأبناء الجنوب وموقفهم الرافض للانقلاب، منددين بموقف المبعوث الأممي جمال بن عمر، كما حيوا أفراد الأمن المتواجدين في النقاط الأمنية.
ورفع المشاركون في الاحتفالية أعلام الجمهورية وصور شهداء ثورة 11 فبراير وقادة الحركة الوطنية: علي عبدالمغني وعبدالرقيب عبدالوهاب والرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وعيسى محمد سيف، معبرين عن فرحتهم بالمناسبة من خلال أداء الرقصات الشعبية والفلكلورية.
وألقى الأخ عبدالله حسن رئيس تكتل أحزاب اللقاء المشترك بتعز بيانا صادرا عن قوى الثورة بمحافظة تعز قال فيه: “في الوقت الذي يحتفي فيه شعبنا اليمني بالذكرى الرابعة لثورة الحادي عشر من فبراير المجيدة، والتي عقد عليها شعبنا اليمني آمالنا كبيرة في التحرر من العبودية والجهل والفقر والمرض، وبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تسودها الحريات والعدل والعيش والكريم فإذا بالأوضاع السياسية ترتد إلى الخلف بفعل ما أقدمت عليه مليشيا الحوثي عندما فاجأت الرأي العام المحلي والعربي والدولي بما أسمته (إعلاناً دستورياً)، والذي شكل انقلابا كاملا على العملية السياسية برمتها وبضمنها مخرجات الحوار الوطني وكافة الاتفاقات والتفاهمات السابقة التي أتت كثمرة لثورتكم وتضحياتكم الجسيمة التي قدمتموها على مذبح الحريات”.
وأكدا البيان: إدانة ورفض الانقلاب الحوثي بشدة جملة وتفصيلا واعتباره خيانة عظمى لثورة فبراير المجيدة وللدماء الزكية التي أريقت في الشوارع وفي ساحات وميادين الثورة، مطالبا القوى السياسية بعدم المضي في الحوار القائم إلا بعد إعلان الحوثي تراجعه عن الانقلاب الذي أقدم عليه، وعن كل الإجراءات التي ترتبت عليه وتقديمه اعتذارا لشعب اليمني.
كما طالب بإيقاف الحروب العبثية المتنقلة التي تنهك جيشنا وشعبنا اليمني وتضرب الاستقرار السياسي والاجتماعي، وتهدد مستقبل الشعب اليمني برمته.
[img]img_9282.jpg[/img]
وخاطب البيان الثوار والثائرات بالقول: “لنجعل من هذه الذكرى بداية للتصعيد الثوري السلمي وصولا نحو إسقاط الانقلاب واستكمال أهداف الثورة والمتمثلة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة، والتي لم تكن لتحدث لولا صمودكم تضحياتكم”، مشددا على أن يكون التصعيد الثوري خاليا من أي شعارات طائفية أو مناطقية أو مذهبية بما يعكس روح التعايش مع الآخر والقبول برأيه، والتي درج عليه شعبنا حينما عاش كجسد واحد قبل ظهور الفكر الطائفي الحوثي بما يظن تجنيب تعز ويلات الحروب والأحداث التي تحدث في أكثر من مكان في اليمن.
ودعا البيان كافة المكونات السياسية والمدنية والوجاهات الاجتماعية إلى المشاركة الفاعلة في التصعيد الثوري حتى يتحقق لشعبنا اليمني كل ما يصبو إليه، كما دعا السلطة المحلية بتعز إلى تسيير الأعمال في المحافظة وفقا لقانون السلطة المحلية دون الرجوع إلى صنعاء، وعدم تقبل أية قرارات أو توجيهات صادرة عن السلطة المليشيات الانقلابية في صنعاء.
من جهته ألقى البرلماني علي المعمري بيان الكتل البرلمانية لمحافظة تعز قال فيه: “نتابع باهتمام بالغ الأحداث والمستجدات التي تشهدها الساحة الوطنية والتطورات الأخيرة خصوصا منذ 19 يناير 2015م حتى الآن، وما تخللها من تسارع في الأحداث وأخطاء فادحة بممارسات من قبل مكون جماعة أنصار الله الحوثيين المتمثل بالاعتداء على الشرعية الدستورية بمكونات السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية”.
وأكد بيان الكتلة البرلمانية بالمحافظة إدانة كل أعمال الاعتداءات على مكونات الشرعية الدستورية، ورفض مسمى الإعلان الدستوري الصادر عن اللجان الثورية لجماعة أنصار الله الحوثي، وكل ما يترتب عليه، واعتبار كل تلك الأعمال والممارسات انقلابا على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة الوطنية وإجهاضا للعملية السياسية، واعتبار ما يسمى بـ “الإعلان الدستوري” عملا يشرع لتشظي الوطن وتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب اليمني وعزل اليمن عن محيطه الإقليمي، وأيضا عن المجتمع الدولي.
وطالب البيان هيئة رئاسة مجلس النواب بدعوة المجلس للانعقاد بأسرع وقت ممكن في مدينة تعز أو مدينة عدن إن لم يتسنَ في أمانة العاصمة ليتحمل المجلس مسئوليته الوطنية والدستورية، مطالبا قيادة السلطة المحلية بالمحافظة وأجهزتها الأمنية والعسكرية بما أجمعت عليه المكونات السياسية والاجتماعية بتحمل مسئوليتها وتنفيذ واجباتها تجاه المحافظة وأبنائها باعتبارها محافظة تنشد النظام والقانون، وبذل المزيد من الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار، وفقا للدستور والقانون.

كما أكد على التمسك والالتزام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة الوطنية باعتبارها وثائق أجمعت عليها المكونات السياسية الوطنية، والالتزام بدستور الجمهورية اليمنية النافذ حتى يتم التوافق والإقرار لمشروع دستور جديد يقره الشعب بالاستفتاء عليه.
ودعا جميع القوى السياسية بما فيهم أنصار الله جماعة الحوثي لتحمل مسئوليتهم بسرعة إنجازهم مهام الحوار للقضايا المستجدة حاليا، وتقديم رؤيتهم واتفاقهم لمجلس النواب للتعاطي معها وفقا لأحكام الدستور، وما يحقق المصلحة الوطنية والله الموفق.
من جهته ألقى الأستاذ سلطان العتواني، مستشار رئيس الجمهورية كلمة قال فيها: “إن تعز ستبقى هي اليمن، واليمن قلبها تعز، وإن زمن الانقلابات قد ولى وإرادة الشعب اليمني لا يمكن أن تقهر، ولا يمكن لمدافع ودبابات وصواريخ الحوثي ومن معه ممن يتوجسون الوطنية أن تقهر إرادة هذا الشعب، لأن هذه الإرادة تشبعت بالضوء، وأعلن الشعب في 11 فبراير أنها ثورة سلمية شعبية لا يمكن أن تتوقف”، مشيرا إلى أن “العرق والدماء الذي سالت في هذه الثورة سوف تنبت مستقبلا رائعا ومتميزا لليمن ولا يمكن أن تذهب تضحيات أولئك الشباب والشابات هدرا”.
ودعا إلى التطلع للمستقبل بأمل، وأن لا نعمل حسابا لأولئك المقامرين، لأن اليمن لا يمكن أن تركع، وأنتم هنا في هذه الساعة تجسدون روح الثورة وإخوانكم في صنعاء ومأرب والحديدة وفي شبوة وعدن وحضرموت وفي كل محافظة من محافظات الجمهورية يشاركونكم هذا الفرح الثوري.
وتابع حديثه بالقول: “عليكم أن لا تيأسوا.. واصلوا النضال، فالنضال يتطلب التضحيات، أنتم اليوم واقفون وقد أنضجتم الثورة، وهذا النضوج يقود للمستقبل الذي يجب أن تبنى فيه الدولة المدنية الحديثة الاتحادية ذات الأقاليم الذي يدير فيه أبناؤها شؤونهم دون وصاية من أحد، وفرض بالقوة وتمييز من أية فئة أخرى، فكلنا سادة في هذا البلد”.
[img]img_8976.jpg[/img]
وحث الحاضرين على أن يحفظوا دماء الثوار في عيونهم وحدقاتهم ولا يهنوا، لأن هذا الوضع هو الذي يمكن أن يدحر أي قوة تحاول أن تزعزع هذا الوطن وإرادة الشعب عن موقفه.
وأكد على أن “هذا هو الشعب، وليس أولئك الذين اختفوا في الخيام يحملون رصاص الغدر والموت في جيوبهم وعلى اكتافهم، وليس أولئك الذين تجمعوا داخل صالة لكي يدعوا زيفا أنهم الشعب، هذا هو الشعب بجماهيره وتنوعه وتعدده برجاله ونسائه وشبابه وشيوخه، أنتم مستقبل اليمن، كل اليمن يعول عليكم، ولا يمكن أن تكون هذه الثورة إلا من تعز، وتعز يجب أن تحمل رسالة السلام”، مشيرا إلى أن “الحوثيين يأتون بالموت من مدينة صعدة، وهم لا يمثلون صعدة، ويجب أن تظل صعدة مدينة السلام، وعلينا أن نحررها من هيمنة هذه الفئة”.
واختتم كلمته بالقول: “أشدوا على أيديكم، وأرى في وجوهكم الأمل الذي يتطلع إليه شعبنا اليمني، وتتطلع إليه جماهير أمتنا العربية التي تشخص بأبصارها إلى هذه المحافظة، وهذه المحافظة يجب أن تكون كما عهدها إخوانها وأشقاؤها وأبناؤها قلعة من قلاع الصمود والنضال”.
وخلال الفعالية الاحتفالية التي شارك فيها أعضاء في مجلس نواب ووكلاء في محافظة تعز وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية في المحافظة وسط حضور ملحوظ لقواعد المؤتمر الشعبي العام أدى المشاركون القسم المدني لأبناء تعز: (نحن أبناء تعز نقسم بالله العظيم أن نحمي بعضنا بعضا، ونحمي أمننا، وأن نناضل من أجل يمن جمهوري اتحادي للجميع).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى