الإنترنت في اليمن(3-3).. الاستخدام السيء والتوظيف السلبي طغى على الإيجابي

> تحقيق / وئام نجيب

> لقد حول التطور التكنولوجي والشبكة العنكبوتية العالم إلى قرية كونية صغيرة وذلك بفضل ما يقدمه من خدمات متطورة.
خدمات استغلتها الدول المتحضرة فيما يعود عليها ومجتمعاتها بالنفع والفائدة في مجالات مختلفة، الأمر الذي لم يحدث في دول العالم الثالث ومنها اليمن حيث الاستخدام السيء لهذه الخدمة من قبل المشتركين والمستخدمين، فضلاً عن سوء الخدمة وضعفها وارتفاع أسعارها.
«الأيام» ناقشت في الحلقتين الماضيتين، دخول هذه الخدمة إلى البلاد وأبرز الصعوبات والمشكلات التي تواجه المشتركين كضعف الخدمة وانقطاعاتها وكذا تلاعب الجهات المتخصصة في نقاط الاشتراك وسواها من عمليات التلاعب الخارجة عن القانون.
وصولاً إلى معرفة دور هذه الخدمة في مجال الإعلام ومدى الاستفادة منها وهل استغلت الاستغلال الأمثل من قبل أرباب وسائل الإعلام والإعلاميين أم العكس.

إن التطور الكبير في عالم التكنولوجيا وما ترتب عليها من نقلة نوعية متميزة ومتطورة في مواقع التواصل الاجتماعي والإخباري وغيرها قد مثلت ثورة عملاقة في تقنية المعلومات التي جعلت العالم كله بمثابة قرية صغير وربطت الكون بأسره بشبكة واحدة لم يعد الإعلام خلالها حكراً على وسيلة إعلامية أو مجموعة وسائل بعينها بل كسرت ذلك الاحتكار الذي دام طويلا وأصبحت المعلومة في متناول الجميع بكل يسر وسهولة وبزمن قياسي فاق كل التصورات والتوقعات العلمية.
يقول الصحفي فؤاد قائد عن هذه التطور التكنولوجي ومدى استفادة سائل الإعلام منه: “لقد أدى التطور التكنولوجي على طرح المعلومات بصورة عاجلة وبوقت واحد أمام البشرية جمعا، وبذلك يكون الانترنت قد كسر كل الحواجز والعوائق التي كانت في الماضي تحول دون وصول المعرفة للناس وأصبحت المصادر متعددة ومتنوعة تقدم للمهتمين والمختصين والإعلاميين والصحفيين من أجل إعادة صياغتها برؤى تحليلية نقدية وبحثية متعددة الأوجه والصور”، مضيفاً “ إن ثورة التكنولوجيا والمعلومات سهلت البحث عن المعلومة والحصول عليها بأسرع وقت وأقل جهد وتجنب الكثير من الصعاب التي كانت تعترض الإعلاميين في الماضي، وبكل تأكيد فقد استفاد الإعلام من الانترنت الكثير في الحصول على المعلومة ونقلها والأخبار والأحداث وبسرعة فائقة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإخباري، ومن المعلوم بأن هذه التغطيات الإعلامية تختلف من وسيلة إلى أخرى وذلك وفقاً لسياسات كل وسيلة، فمنها من تتسم بالتوازن والحيادية، وأحرى تعمد إلى نقل الصورة بطرق ملتوية يشوبها التزييف والتضليل والخداع، كما أن من نتائج هذا التطور التكنولوجي كسر حاجز الاحتكار الإخباري من قبل وسيلة إعلامية بعينها، بل تنوعت وتعددت وتباينت منها ما يحفز على المتابعة ومعرفة كثير من التفاصيل ومنا يرسم صورة واضحة تحترم قواعد وأخلاقيات العمل الصحفي والمهني ومنها ما يتجه نحو كثير من التضليل والتشويه والتحريف خدمة لأجندات سياسية وشخصية وعلاقات مشبوهة لا تحترم العقل وتسيء إلى حرية التعبير بصورة فاضحة ومكشوفة وتبتعد عن المصداقية والحيادية من أجل تشكيل رأي عام يخدم مصالحها وأغراضها وأهدافها، وكما هو معروف أن شبكة الإنترنت سيف ذو حدين، فبرغم ما تقدمه إلى المستخدمين من خدمات بكل يسر وسهولة ودون أي عناء أو جهد، إلا أن لها من السلبيات الكثير أبرزها إفساد العقول حيث إن كثير من الناس لاسيما الباحثين عن معلومات يعتمدون عليها دون بذل أي جهد أو بحث أو استقاء المعلومات من مصادرها وغيرها من الأمور السلبية، وبرغم ذلك يظل الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الإخباري احد وسائل المعرفة”.
من اليمين : عدنان الجعفري،، فؤاد قائد علي، عبدالسلام الشريحي، كفى الهاشلي، خديجة الكاف
من اليمين : عدنان الجعفري،، فؤاد قائد علي، عبدالسلام الشريحي، كفى الهاشلي، خديجة الكاف

**استخدام غير جيد**
على الرغم من تعدد الخدمات التي يوفرها الإنترنت، إلا أن هذه الخدمات لم تستخدم الاستخدام الأمثل في البلاد تقول الإعلامية كفى الهاشلي: “ خدمة الإنترنت لدينا ليست بتلك الجودة واليسر والسرعة وتتدخل بها السلطات بين الحين والآخر وبالتالي لدينا مشكلة في الخدمة”، مضيفةً “إن الشركات والمؤسسات والإعلام كان المستخدم الأفضل إلى حد ما، ومع ذلك مازالت صفحات كثيرة لم تحدث أولا يتم التجاوب مع الشرائح المستهدفة عبر المواقع لتلك الشركات المؤسسات بشكل جيد.. وأما عن الصعيد العام والمواطن فإن الإنترنت ظل استخدامه للتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي فلا يكاد يخلو منزل من مفسبك أو مغرم واتس، ولذلك أقول بأننا لا نستطيع أن نضع أنفسنا بالمطلق بمقارنة بالعالم المتقدم لأننا حتى الوسائل التى ساعدت العالم الخارجي على سهولة ويسر نقل المعومات وعمل الشبكات وبناء القدرات المعرفية نحن في اليمن مصابون بعزلة جيدة سببها الواتس للأسف، والفيس، ما يعني أن النت لم يستخدم بشكل جيد”.
أما الإعلامي عبد السلام الشرجبي عن مدى استفادة وسائل الإعلام من الشبكة العنكبوتية: “بكل تأكيد هناك استفادة كبيرة حيث لا يمكن أن تنجح أي وسيلة إعلامية دون الرجوع لهذه الشبكة، ومع هذا تبقى هذه الخدمة لها من السلبيات والإيجابيات الكثير كعدم القدرة على الرقابة عليها، وكذا غياب المصداقية والموضوعية والدقة في كثير مما ينشر”.
رئيسة جمعية تنمية قدرات الإعلاميين الحقوقية الصحفية خديجة الكاف بدورها قالت: “لقد استفادت وسائل الإعلام من الانترنت الكثير وذلك من خلال الإعلام التفاعلي، والإعلام الحر عبر المحمول، وهو ما يتجلى في التحول الكبير من الصورة التقليدية إلى الإعلام الرقمي ثم التفاعلي حتى الحر، وكما هو معروف أيضاً بأن الإعلام التفاعلي عبر الإنترنت وظهور الإعلام الرقمي له من المساوئ الكثير في هذا المجال”، موضحة “إن الفرق بين الإعلام التقليدي بصوره الورقي والسمعي والمرئي السمعي والإعلام الرقمي والتفاعلي والحر ليس إلا تغير فى الشكل وليس فى المضمون، تغير في المظهر وليس فى الجوهر، تغير فى أدوات ووسائل الاستخدام فقط”.
الصحفي عدنان الجعفري من جهته أدلى بدلوه حول هذا الموضوع لـ “الأيام” بالقول: “لقد استفاد الإعلام الكثير من الإنترنت في تزويد الجهور بالإخبار والمعلومات الخاصة بالأحداث وتطوراتها أولاً بأول من خلال المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي بكل يسر وسهولة، وإن كانت هناك من مشكلة في نقل هذه الأخبار فهي عائدة على الإعلاميين أنفسهم نتيجة لعدم تحريهم والتأكد عن مدى مصداقية تلك المعلومة أو الخبر من مصادرها، ومن هنا تصبح الشبكة العنكبوتية سيف ذو حدين لها من السلبيات ولها من الإيجابيات وفقاً للمستخدم أو السياسة المُتبعة”.

**الخاتمة**
تعد خدمة الإنترنت في اليمن من الأمور الأساسية والأشياء المسلّم بها في المجتمع وذلك لما لها من أهمية بعد أن أصبحت جزءاً أساسياً في كثير من المجالات والتعاملات، غير أن خدماتها ما تزال دون المستوى المطلوب، ولهذا على الجهات ذات العلاقة في الدولة أن تقوم بواجبها بتحسن خدمات هذه الشبكة بالشكل المناسب، كما يجب على المشتركين والمستخدمين للإنترنت أن يستخدموا هذه الخدمة الاستخدام الأمثل بما يعود عليهم ومجتمعهم بالنفع والفائدة وفي مقدمتهم وسائل الإعلام”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى