ملك الفقراء والمستضعفين

> كتب / جلال أحمد فضل

> لعل القلب أبى إلا أن يسطر هذه المرثية في فراقك الأليم، من حقك عليّ أن أنشر شيئًا من سيرتك الناصعة.
لقد عشت دنياك طولاً وعرضاً ناشراً سيرة عطرة يفوح شذا بعدك لمن عرفك، وامتدت إليه أياديك الكريمة في سائر الوطن العربي.. مخلصاً ووفيًا ونادر الأخلاق والخصال.
لقد صعب علينا خبر رحيلك ففارقت الدنيا فهنيئًا لك لقاء ربك وإلى جنات الخلود ياخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لن تكفيك كلماتي ولا دمعاتي وعزائي الوحيد أن أعمالك ومآثرك الخالدة ستبقى شاهداً بذكرك على مر السنين أيها “الحاضر الغائب”.
لقد هوى نجم قوي الحضور شديد الألق هوى هذا الكوكب المشع إنسانية وبهاء لينبت في هذه الأرض الطيبة ويورق ذكرى جميلة تتألق بها البلاد وتدونها بحروفها من نور في ذاكرة الزمن، رحل ذلك القلب الكبير وهو يحمل في جنباته الوطن .. وغاب وهو يحوي هموم الإنسان في كل مكان، أفل ذلك النجم الساطع ليترك دموعاً حارة على وجنات من عرف شيمه الأصلية النادرة فقدنا هذا الإنسان النبيل ذو الإنسانية بأبهى صورها وأكمل معانيها ذهب “أبا متعب” ليسكن جنة الخلد بإذن الله ورمى عصا الترحال وغادرنا بتلك القامة المهيبة التي لا تعرف الإغفاء، واختار صفحة من صفحات التاريخ ليبقى شامخاً بعطائه الإنساني المتدفق وتفاعله مع معاناة المكلومين بإنسانيته الفذة وأريحيته التي لا تعرف النضوب.
ما أصعب البوح في زمن رحيل الأحبة، لقد بدأ قلمي ينزف دماً متحررًا من السيطرة لرد جميلك ووفائك وسيرتك البيضاء التي عرفها كل من عرفك واختلط بك وعاشرك وعرف نبل أخلاقك وطيب مشاعرك وندرة خصالك، لم أتخيل أنني سأرثيك وأنا أدرك أنك لن تقرأ ما أكتبه لك وكيف لي أن أرثيك بإحساس يوقظ رحيلك ويوقظ الأحزان في داخلي؟
وكيف لي أن أرثي “أبا متعب” وبأي قلم سأحكي قصة وداعك الأليم؟ إن ما يسببه فراقك الحزين والمؤلم على قلبي أنني لا أكاد أصدق أنني أنعي في هذه العجالة “ملك الفقراء والمستضعفين” الذي رحل وتركنا نقاسي مرارة الأحزان والآلام.
الحزن يتجدد كل يوم نذكرك ونتحسر على أننا لن نراك مرة أخرى وكيف تكون الحياة من غيرك وكنت تملأها بروحك الطاهرة نورسها يرفرف في سمائنا محلقًا بروحه الطاهرة كان موتك قاسياً، عزاؤنا فيك أن صفحتك ناصعة البياض وحضورك الباهي الجميل دائماً في القلوب وهطولك الغزير نافع في النفوس البيضاء وأياديك الخيرة تلوح لكل المسلمين..
ففي أمان الله وفي جنة الفردوس إن شاء الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى