جشع ووحشية وانقلاب ينكشف في اليمن (2-2)

>
بيتر سالزبري
بيتر سالزبري

تقول ندوى الدوسري الخبيرة في شؤون القبائل: “لقد كانت القبائل مستقلة دائما، ولكنها كانت دائما على علاقة جيدة مع الدولة”.. “وفي الوقت نفسه، هؤلاء هم الناس الذين لديهم السيطرة على مناطقهم وسيقاتلون للحفاظ على هذه السيطرة، ولا سيما في مأرب، لأنها ليست مجرد قضية سيطرة على المنطقة، ولكن أيضا الموارد”.
كراهية قبائل مأرب تجاه الحوثيين هي أعمق بسبب الهويات التاريخية المتميزة والمتعارضة.. الحوثيون أتباع الزيدية من مذهب الشيعة، في حين اتبعت قبائل مأرب تاريخيا المذهب السني الشافعي، أكثر أهمية من التنافس العقائدي هو حقيقة أن الزيديين حكموا شمال اليمن لقرابة ألف عام قبل ثورة 1962.. وفي حين حكموا، حاولوا (مع نجاح محدود) إخضاع القبائل المضطربة في مأرب لإرادتهم.
ندوى الدوسري على اتصال وثيق مع القبائل في مأرب والمحافظات المجاورة، وتقول إنهم يحاولون تجنيب أنفسهم خوض معركة مع الحوثيين لبعض الوقت. “لقد كان هناك الكثير من التحضير”، كما تقول إن “بعض القبائل تعمل مع تنظيم القاعدة. كما أنها لن تتخلى عن مناطقها للحوثيين”.
وفي الوقت نفسه يتعلم الحوثيون بالفعل أنه بالرغم من براعتهم العسكرية فهناك فرق كبير بين أخذ الأراضي والحفاظ عليها، البيضاء وهي محافظة وسط اليمن، والتي زرتها في أواخر نوفمبر، منذ فترة طويلة ينظر إليها باعتبارها مرتعا لنشاط القاعدة. عندما سافرت إلى هناك، كان الحوثيون يقرعون طبول نجاحهم، أخذوني إلى القرية التي كانت سابقا المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة في المنطقة، لكن الحوثيين لم يتمكنوا من تأمين المنطقة، واشتد القتال مع المجموعات القبلية وشركاء تنظيم القاعدة في الشهور الأخيرة، وبحسب ما ورد فإن الحوثيين يفقدون عشرات المقاتلين كل أسبوع.
الحوثيون فقدوا أيضا دعم الرجل الذي يعتقد كثيرون في اليمن أنه جعل صعودهم السريع ممكنا، الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي سهل الموالون له من القبائل والعسكريين مسار الحوثيين، وكثيرا ما خاضوا قتالا نيابة عن الحوثيين.

حزب صالح السياسي، المؤتمر الشعبي العام، رفض علنا خطة تنصيب لمحمد علي الحوثي ليأخذ زمام الأمور في صنعاء، وقيل لي إن صالح يخطط لحملته الخاصة لتحجيم الحوثيين وصولا إلى تثبيت الموالين له في العاصمة.
ويعتقد كراوس أنه إذا لم يستطع الحوثيون اللعب بشكل لطيف وعقد صفقات يلتزمون بها، فإنهم سوف يواجهون نفس المشاكل التي تواجهها الأنظمة المتعاقبة في كابول.
ويقول: “لم يكن هناك أحد في السنوات الأخيرة قادر على الاستمرار في حكم كابول ومجمل أفغانستان”.. “كلما استولت جماعة على كابول، فإنهم غالبا ما يتجاوزون حدود قدراتهم ويفشلون في عقد صفقات لتقاسم السلطة التي تعكس موازين القوى على الأرض.. في حين تتشكل مجموعات أخرى بائتلافات وتوازنات ضدهم، وكان للعديد من المجموعات فرصتهم في الاستيلاء على الحكم، ولكن لا يتفاوضون على نحو فعال لتقديم صفقة، وفي نهاية المطاف، فإنهم يفقدون الحكم”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى