في الذكرى الرابعة للثورة التي اندلعت من تعز .. ثوار 11 فبراير : نجدد العهد والوفاء للشهداء بإكمال مسار الثورة

> استطلاع / فهد العميري

> دخلت ثورة 11 فبراير عامها الخامس في ظل تحولات كبيرة تشهدها الساحة اليمنية جراء سيطرة مليشيات الحوثي على السلطة وسطوها المسلح على العاصمة والمحافظات وانقلابها على العملية السياسية.
بَيد أن ثوار 11 فبراير ما زالوا يستجمعون قواهم ويوحدون صفوفهم بهدف الانتصار لأهداف الثورة التي خرجوا من أجلها وضحى الكثير بأرواحهم في سبيلها فيما لا يزال عدد منهم جرحى أو امتدت إليهم الإعاقة فما أهمية الاحتفالات بذكرى ثورة 11 فبراير وما الذي تمثله لهم هذه الثورة ؟ وما هي دلالات احتفائهم بهذه المناسبة في ظل انقضاض مليشيات الحوثي على السلطة ؟.

لقد شارك في ثورة الـ11 من فبراير 2011م الشبابية السلمية جميع فئات المجتمع وذلك لإسقاط النظام السابق، وللوصول إلى دولة مدنية حديثة بعيدة عن هيمنة القبيلة والعسكر، ليعاود اليوم الثوار خروجهم إلى الساحات والميادين مرة أخرى لمواصلة هذه الثورة حتى تحقق أهدافها التي سقط في سبيلها الشهداء وجرحى ومعتقلين وعن هذه الثورة وخروج الشباب الثائر للساحات لإحياء الذكرى الرابعة لثورة فبراير قالت الناشطة رجوى الحكمي: “ثورة 11 ‎فبراير هي ثورة شبابية سلمية عبرت عن مطالب شعبية منبثقة من تطلعات الشعب لمواجهة فساد حكومي ومؤسسي ناضل فيها كل يمني حر حاملاً شعار مشروع شهيد لا يخاف رصاص أو مدرعات النظام الفساد، حمل أحرارها أكفانهم بأيديهم مواجهين في ذلك كل أنواع وأساليب القتل، إن شباب فبراير يحلمون بدولة مدنية وسيكملون مشوارهم حتى تتحقق دولة المساواة والنظام والقانون”، مضيفة “إن الهدف من الاحتفالات الثورية الشبابية اليوم هي للوفاء لدماء الشهداء، والتأكيد بأننا مازلنا ننشد الدولة المدنية الحديثة التي ضحوا من أجلها، ولهذا فذكرى11من فبراير هي نقطة انطلاق أفكارنا وحلمنا بهذه الدولة الحديثة وفي هذه الذكري الرابعة نتوجه برسالة لجميع القوى في الداخل والخارج بأننا مازلنا نحن الشعب السلمي وأننا نرفض الانقلاب الحوثي على مفاصل الدولة، ونطالب بإخراج مليشياتهم من العاصمة ومن جميع المحافظات وتسليم جميع الأسلحة التي نهبوها من المعسكرات، مع ضرورة تطبيق مخرجات الحوار الوطني”.

**إكمال مسار ثورة فبراير**
من جهته قال الناشط السياسي ذي يزن السوائي لـ“الأيام”: “إن الهدف من الاحتفالات هو إكمال مسار ثورة11فبراير المجيدة الذي لم يكتمل إلى اليوم، ولهذا فخروجنا اليوم هو رسالة لكل مراكز النفوذ من النظام السابق ومن يحاول أن يجر البلد إلى مربع الصراع والانقلاب على ثورة فبراير وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي شارك فيه كل الفرقاء السياسيين بهدف الخروج من أزمة البلد”، مضيفاً “الثورة مازالت مستمرة ولن تنتهي وهاهم الثوار يقودون شعلة الذكرى الرابعة لثورة فبراير في شارع جمال عبدالناصر والرفض القاطع لوجود المليشيات والانقلاب على السلطة وعلى الثورة، وكذا لمطالبة السياسيين بعدم محاورة المليشيات المسلحة”.

**تجديد العهد**
أما المهندس عبدالوهاب المذحجي وهو أحد مفجري ثورة الـ11 من فبراير فقال: “إحياء الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير ليس روتينا وليست مجرد طقوس سنوية بقدر ما هي استمرار للفعل الثوري الذي بدأ في 11 فبراير 2011م والذي ما يزال مستمراً، وكذا التأكيد على سلمية الثورة والنضال من أجل الدولة المدنية الحديثة، وتجديد العهد والوفاء لشهداء وجرحى وجميع مناضلي ثورة 11 فبراير العظيمة”، مضيفاً “إن إحياء الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير هو تعبير أيضاً عن الرفض للثورة المضادة التي يقودها النظام السابق والحوثيين وكذا للعنف والحوار مع القتلة والانقلابين تحت تهديد السلاح، بالإضافة إلى التأكيد على شرعية رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وحكومة الكفاءات، ومن هنا نطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات رادعة على زعماء المليشيات”.
المتحدثون من اليمين : صامد العامري، صباح الشرعبي، عبدالله غلاب، وجدي السالمي، راشد محمد، ذي يزن السوائي
المتحدثون من اليمين : صامد العامري، صباح الشرعبي، عبدالله غلاب، وجدي السالمي، راشد محمد، ذي يزن السوائي

**رفض الصلف الحوثي**
الناشط وليد النصاري عبر بدوره عن الهدف من إحياء الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير بالقول: “إن الهدف من إحياء ذكرى ثورة 11فبراير هو استمرار الفعل الثوري والوفاء لمن وهبوا أرواحهم وسفكت دماؤهم في هذه الثورة الشبابية السلمية والعمل على تحقيق أهدافها كاملة للوصول إلى الدولة المدنية المنشودة”.
وأضاف “إن أهمية الاحتفال بذكرى فبراير تتعاظم في ظل الأوضاع الخطيرة التي يعيشها الوطن، ولهذا خرج شباب فبراير إلى الساحات والميادين ليعلنوا رفضهم ما صدر عن جماعة الحوثي ومليشياته من صلف صبياني تجلت آخر صيحاته في الإعلان الدستوري، بالإضافة إلى نرفض كل الممارسات القمعية التي تمارسها هذه المليشيات من قتل ونهب لممتلكات الدولة والجيش وخلخلة النسيج الاجتماعي، وقمع للحريات وتكميم للأفواه واعتقال والوزراء والناشطين ووضع رئيس الجمهورية تحت الإقامة الجبرية، ومن هنا يحمل شباب ثورة فبراير تلك المليشيات المسلحة كامل المسئولية عن كل الكوارث التي تحل بالوطن، كما نطالب كل القوى الفاعلة تحمل مسئولياتهم التاريخية في إيقاف هذا الصلف برفض الحوار معهم تحت تهديد السلاح والالتحام بالشارع لمواصلة النضال حتى تحقيق كامل الأهداف الثورية في التغيير وتحقيق حلم كل اليمنيين في الدولة المدنية الحديثة”.

**إكراما للشهداء والجرحى والمعتقلين**
من جهتها قالت عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري صباح عبدالمجيد الشرعبي: “إن هذا الاحتفال هو تخليد لثورة 11فبراير الشبابية الشعبية السلمية التي انطلقت شرارتها لإسقاط النظام العائلي الذي أنهك العباد ونهب الثروات، وقدم خلالها الشباب تضحياته لنيل الحرية والكرامة المسلوبة، ولهذا لابد أن نبتهج بهذا اليوم إكراماً للشهداء والجرحى والمعتقلين، كما أن إحياء هذه الذكرى أتى أيضاً للتعبير عن الرفض التام وعدم الاعتراف بالانقلاب على الشرعية الدستورية، وعلى مخرجات الحوار الوطني الشامل، واتفاق السلم والشراكة من قبل مليشيات مسلحة أطاحت بالبلاد وأوصلته إلى حالة لا يقبل بها أبنا اليمن الشرفاء، بالإضافة إلى المطالبة بسرعة إعلان الاستقلال التام للأقاليم في ظل الدولة الاتحادية”.

**القدرة على الاحتشاد**
الصحفي وجدي السالمي من جانبه عبر لـ “الأيام” عن هذه الذكرى بالقول: “لقد أثبتت هذه الاحتفالية قدرة ثوار ثورة ١١ فبراير على الاحتشاد في ظل الانقلاب الذي تقوده مراكز القوة والنفوذ، وأكدت أيضاً للمشككين بأن الثورة ليست مجرد مزحة، وجيل ثورة ١١ فبراير لا يمكن أن يقبل بأن يستمر الوطن كما هو الآن.. طالما وهم أشعلوا ثورة ليكون وطن مختلفا”.
وأضاف السالمي: “الاحتفاء بذكرى فبراير اليوم رغم انقضاض ميليشات الحوثي على الدولة ومحاولاتها أن تفرض ولاء سياسي طائفي لا علاقة له بالكفاءة في إدارة مؤسسات الدولة له دلالة عظيمة مفادها بأنه لا يمكن أن تنطفئ جذوة ثورة استندت إلى إرادة الشعب بكل أطيافه ومكوناته السياسية”.

**لا أهمية لها**
أما الناشط الشبابي صامد العامري فقد كانت له رؤية مخالفة باحتفالية الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير حيث يرى بأن هذه الاحتفالية لا أهمية لها كونها تأتي في ظل وضع مأزوم بعد أن انحرف مسار الثورة وتكالبت عليها قوى محلية وأخرى إقليمية ودولية لأكثر من سنتين واستشهد العامري كلامه بالقول: “ هناك 6 جرحى للثورة ماتوا نتيجة الإهمال الذي تعرضوا له، والآخرون ما زالوا قابعون تحت رحمة المتبرعين وفاعلي الخير لاستكمال علاجهم بعد أن اعتذرت اللجان الخاصة عن توفر ميزانية كافية لعلاجهم”، مضيفاً “إن العامل الأهم في احتفائية ذكرى انطلاق الثورة ليس اللعب والمرح كما يظن البعض، بل تجديد للحس والعمل الثوري لتحقيق الأهداف الثورية واستكمال مسارها وكذا استعادة التلاحم بين أبناء الشعب والقوى الثورية بعد ما تآكلت طيلة الفترة السابقة، وانقضاض الحوثي ليس على السلطة وحسب بل على المشروع الجمهوري ككل”.

**سننتصر على المليشيات**
بدوره تحدث الثائر عبداهلب غلاب لـ“الأيام” عن هذه الاحتفالية بالقول: “ثورة 11فبراير، ثورة أعادت اعتبار وطن، هناك أيام وتواريخ فاصلة في حياة الشعوب، 11 فبراير هو تاريخ الربيع اليمني الذي أسقط مشاريع التخلف والتوريث وفتح الطريق لليمنيين ليدخلوا المستقبل، نحتفل جميعاً في الذكرى الربعة لثورة الـ11 فبراير ونعطي هذا اليوم حقه ولتعز مكانتها وللمرأة دورها، ولن ننسى فيها تضحيات جرحانا وبطولات شهدائنا، وإننا على دربهم سائرون وسننتصر على كل المليشيات مهما كانت قوتها وسيطرتها”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى