جماعة تحفر عميقا في جلود اليمنيين وأرواحهم

>
سامي غالب
سامي غالب

قلت مرارا إن أسوأ ما يحصل لليمنيين راهنا، هو أنه يحصل لهم من جماعة طهرانية (من الطهر الذي تتصوره عن نفسها لا من العاصمة الإيرانية طهران) تستحوذ وتنكل وتهيمن، ثم تنتظر من الشعب أن يرفع إليها - هناك في عليائها - آيات الشكر والامتنان والولاء.
هذه الجماعة ستسلك سلوك الفاشيين بامتياز. ترتكب الفظاعات باعتبارها نبالة ورفعة وتقربا الى الله.
***
خلال الأشهر الماضية رفضت هذه الجماعة - وهي جماعة من اليمنيين، لها ظروف نشاتها وسياقها السياسي والاجتماعي، تضم في عضويتها فئات مختلفة من البشر، الطيبين والعاديين و“الخبيثين”، المتعلمين وغير المتعلمين، الريفيين والمدنيين، الجهاديين الاستشهاديين والعلمانيين الدنيويين - الإقرار بأي انتهاك تمارسه مليشياتها أو أي جريمة يرتكبها نظامها الخاص.
تمارس جماعة الحوثيين الانتهاكات بروحية ثورية. تنتهك ولا تشعر بالعار.
هناك ما يمكن وصفه بـ“الأخلاقية الثورجية”، حيث لا يعد انتهاكا كل انتهاك ضد أعداء الثورة ومن يصفهم عبدالملك الحوثي بـ“المتآمرين”.
***
جماعة أنصار الله ليست جماعة من المبشرين يقودها 2 أو 3 من ضحايا النظام السابق ممن صاروا من مشاهير ضحايا حقوق الإنسان في العالم العربي. فهؤلاء ليسوا نلسون مانديلا مثلا (!) خرجوا على اليمنيين ينشرون الحب والتواد ويدعون إلى التسامح والصفح وطي صفحات الماضي المرصع بالجماجم والجلود المحروقة والأطراف المبتورة.
هي جماعة تحمل السلاح وتعرف نفسها كجماعة من المصطفين الذين خرجوا يطلبون حقا تم الانقلاب عليه قبل عقود أو قرون.
وهي جماعة تعتمد السلاح أو اضطرت الى اعتماده في مواجهة سلطة باطشة.
وهي جماعة يطلب زعيمها الحق في احتكار تمثيل “الزيدية”، كجغرافيا وعقيدة، مقابل السماح للآخرين بالعيش بسلام.
وهي جماعة يستبد بها غرور القوة حد الطموح باحتكار تمثيل اليمن كما يظهر من خطابات قائدها وسلوك أنصاره على الأرض.
***
جماعة بهذه الروحية الاصطفائية الطهرانية، ستقمع وتنكل وتعذب وتقتل.
ستفعل كل هذا ثم ستحتقر كل من يتوجع أو يئن.
وستعتبر كل فضح لانتهاك تمارسه جريمة توجب عقاب مرتكبها.
وستتزود من تاريخها وتراثها بكل ما له صلة بشيطنة الضحايا (دعكم الآن من شيطنة الخصوم!).
بدلا من الشعور بالعار جراء ما يمارسه جهازها الأمني الخاص ضد اليمنيين، تسارع إلى التهكم والسخرية في إهانة عميقة للكرامة الإنسانية.
***
سيطرة مليشيا على سكان مدينة أو قرية هو انتهاك عظيم.
لكن مليشيا الحوثيين لا تكتفي بالسيطرة بل تحفر عميقا في جلود اليمنيين... وفي أرواحهم!. تحفر أخاديد في “الذات الوطنية اليمنية”.
تحفر ولا تبالي!. لا تبالي كأية جماعة عصبوية متشددة تشيد عالمها انطلاقا من مفاهيم معتقة وتعريفات حصرية.

* رئيس تحرير صحيفة (النداء) عن صفحته في (فيس بوك)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى