نظرية الأدب الإسلامي

> كتب / د. عبده يحيى الدباني

> - (النشأة)
في النصف الثاني من القرن العشرين بدأت تتكون معالم نظرية للأدب الإسلامي ونقده على أن الجذور الأدبية والنقدية والفكرية لهذه النظرية موجودة في التراث العربي الإسلامي.
ولعل الناقد الأستاذ سيد قطب هو أول من أثار الموضوع في مطلع الخمسينات من خلال مقالاته الصحفية التي دعا من خلالها إلى قيام مذهب أدبي ونقدي ينطلق من التصور الإسلامي للأدب وللحياة والكون معًا، وما لبث أن ألف كتابه (في التاريخ فكرة ومنهاج) في ضوء هذا التصور نفسه لقد طرح المرحوم - بإذن الله - سيد قطب الفكرة، ودعا إلى مناقشتها، فانهالت المقالات بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، ولم نكد ندخل في عقد الستينات حتى نجد العالم والناقد محمد قطب يؤلف كتابه ذائع الصيت (منهج الفن الإسلامي) يبلور من خلاله تصور الإسلام للفن بوجه عام ومنه الأدب، ويستعرض تاريخ الفن الإسلامي.
وما أن تمر الأيام حتى يؤلف المبدع الناقد الدكتور نجيب الكيلاني كتابه (الإسلامية والمذاهب الأدبية) في عام 1963م الذي جمع بين التنظير والتطبيق، وبعده بمدة ألف الدكتور عماد الدين خليل المفكر الإسلامي المعروف كتابه (في النقد الإسلامي المعاصر).
وهكذا توالت الكتب والكتابات في هذا الحقل الجديد القديم وامتد الاهتمام إلى كثير من حواضر البلاد الإسلامية، حيث تكللت هذا الجهود النقدية بانعقاد ندوة عالمية للأدب الإسلامي لأول مرة في الهند في أبريل عام 1981م بمبادرة الشيخ أبي الحسن الندوي - يرحمه الله - تمخضت هذه الندوة عن قيام رابطة الأدب الإسلامي العالمية، واستمر بعد ذلك عقد المؤتمرات والمهرجانات والندوات الدورية للأدب الإسلامي في حواضر إسلامية مختلفة، وجرى فتح مكاتب للرابطة في أكثر المدن الإسلامية مع الإشارة إلى أن الرابطة تصدر مجلة أدبية شهرية منذ تأسيسها اسمها مجلة (الأدب الإسلامي)، فضلاً عن دخول مفردات الأدب الإسلامي ونقده ضمن المقرر الجامعي في عدد من الجامعات في العالم الإسلامي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى