إيطاليا تدعو إلى رد للأمم المتحدة في مواجهة الخطر الجهادي في ليبيا

> روما «الأيام» جان لوي دو لافيسيير

> أعربت إيطاليا الشريكة المميزة لليبيا عن قلقها حيال تنامي نفوذ الجهاديين مؤكدة استعدادها لمحاربة الإرهاب في إطار الأمم المتحدة، وحضت أوروبا على جعل الأزمة الليبية أولوية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء ماتيو رينزي للمحطة العامة تي جي-1 «قلنا لاوروبا والمجتمع الدولي انه يتعين علينا أن نستفيق لان أمرا خطيرا جدا يحدث ومن غير المنصف ترك تسوية كافة المشاكل لنا بذريعة أننا الأقرب».
وتابع أن الأمر «يتطلب بعثة أقوى من الأمم المتحدة وايطاليا مستعدة في إطار بعثة للأمم المتحدة للاضطلاع بدورها من أجل الدفاع عن فكرة الحرية في منطقة المتوسط».
وفي مقابلة مع شبكة «سكاي تي جي24» اعتبر وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني الجمعة انه يتعين «أن تطرح مسالة القيام بالمزيد مع الأمم المتحدة» بشأن ليبيا اذا «تعذر إيجاد وساطة» بين المتحاربين.
وأضاف الوزير الايطالي أن «إيطاليا على استعداد للقتال في إطار الشرعية الدولية».
وهذا التصريح نشرته وسائل الإعلام الإيطالية في عناوينها الرئيسية السبت.
وأوضح مصدر مقرب من الحكومة لوكالة فرانس برس السبت أن جنتيلوني كان يفكر في محاربة التهديد الإرهابي ولا يشير تحديدا إلى قوات عسكرية.
لكن إيطاليا ستكون في طليعة الدول التي ستشارك في عملية حفظ سلام بتفويض من الأمم المتحدة، على غرار تلك التي تقررت للبنان، في حال طلب منها ذلك.
وبحسب وسائل الإعلام الايطالية فإن إذاعة تنظيم الدولة الإسلامية التي تبث من الموصل بالعراق شنت هجوما مضادا على وزير الخارجية الإيطالي ووصفته بوزير إيطاليا الصليبية.
وفي ديسمبر الماضي حذر جنتيلوني من أن ايطاليا لن توافق على أي تقسيم لليبيا الواقعة على بعد «مئتي ميل من سواحلنا». وطالب بتنظيم طاولة مستديرة للقوى المعتدلة -- ما يبدو أصعب من أي وقت مضى --. كما عبر عن الاستعداد للمشاركة في أي عملية لحفظ السلام.
لكن الخبيرة في مجموعة الأزمات الدولية كلاوديا غازيني رات «أن عملية لحفظ السلام أمر صعب أن لم يكن هناك اتفاق سلام» مسبق.
وأضافت في تصريح لصحيفة لا ريبوبليكا «أن الظروف العسكرية والسياسية والأمنية بائسة» مشيرة إلى التشرذم البالغ للأفرقاء الموجودة في ليبيا.
وتشهد ليبيا حالة من الفوضى مع حكومتين متخاصمتين، تشكلت احداهما بدعم ائتلاف ميليشيات فجر ليبيا واستولت على العاصمة الصيف الماضي، والأخرى تحظى باعتراف المجتمع الدولي وتتخذ من شرق البلاد مقرا لها.
وتنظيم الدولة الإسلامية ناشط في سبع مدن ليبية، كما حذر المسؤول الليبي الكبير عارف علي النايض مستشار رئيس الوزراء عبد الله الثني.
وتشعر ايطاليا بالتهديد من اوجه عدة اولها تدفق مهاجرين إلى إيطاليا فارين من مختلف النزاعات تمهيدا للانتقال إلى اوروبا -- بمعدل 400 مهاجر كل يوم وخصوصا من أفريقيا ويمر 80 في المئة منهم عبر الأراضي الليبية -- وحوادث غرق ماساوية قبالة سواحل صقلية في غياب آلية إنقاذ أوروبية فعالة، ومصالح غازية ونفطية مهددة وغيرها.
وأكد جنتيلوني لسكاي تي جي24 «لا يمكن القبول بأن يكون هناك خطر إرهابي على مسافة بضع ساعات فقط من الابحار من هنا».
وندد وزير الداخلية الايطالي انجيلينو الفانو بخطر قيام «خلافة إسلامية عند أبوابنا».
وعلت بعض الأصوات في المعارضة اليمينية التي تتسم بكره للأجانب وترفض الهجرة السرية، لتذهب إلى حد المطالبة بإرسال وحدات عسكرية إلى جزيرة لامبيدوزا.
وأمام تنامي قوة الجهاديين طلب من المئة ايطالي الذين جاءوا للعمل في ليبيا مغادرة هذا البلد على وجه السرعة كما افاد مصدر في الخارجية الايطالية مضيفا أن هناك كثيرين بصدد المغادرة.
لكن في المقابل يتوقع أن يفضل مئات آخرون يحملون الجنسيتين ولهم جذور عائلية في البلاد البقاء في ليبيا.
كذلك تبقى السفارة الإيطالية في العاصمة الليبية طرابلس مفتوحة مع عدد محدود من الموظفين.
وأمام هذه الأزمة تتوجه الحكومة الايطالية ايضا إلى أوروبا.
وقال الفانو محذرا «بدون تعبئة عامة سريعة لليبيا سنشهد مآسي أخرى في البحر وفي إقامة خلافة إسلامية على بعد بضعة أميال بحرية من سواحلنا الايطالية والاوروبية».
كما تلفت إيطاليا نظر اوروبا الشمالية المنشغلة بالجبهة الاوكرانية، إلى مسؤوليتها على جبهة المتوسط.
وانتقدت روما عملية «تريتون» الاوروبية لمراقبة الحدود التي لم تتمكن لغياب الوسائل من الحيلولة دون فقدان نحو 300 مهاجر الاربعاء الماضي في البحر المتوسط. كما تدعو اوروبا إلى فعل المزيد من أجل مصلحتها الذاتية.
أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى