عدن تشتعل ضد يمننة القضية الجنوبية.. رسائل الغضب الجنوبي إلى الداخل والخارج

الإثنين, 16 فبراير 2015 - 12:00 م

2,824 مشاهدة

> عدن «الأيام» خاص

> سدت ألسنة اللهب المتصاعدة من الإطارات المشتعلة شوارع عدن صباح أمس في يوم غضب عارم شهدته المدينة بمختلف مديرياتها ومناطقها رفضا لانعقاد لقاء للمحافظات اليمنية كان مزمع انعقاده بقاعة فلسطين للمؤتمرات وأعلن عن إرجائه تحت ضغط الشارع الجنوبي ليتحول أخيرا إلى بيان تم تلاوته على عجل من قبل محافظ عدن بمعية عدد من الشخصيات القادمة من محافظات يمنية.

**رفض جنوبي**
الجنوبيون ومنذ ساعات الصباح الباكر خرجوا في مظاهرات غاضبة بمشاركة قيادات بينها رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر السيد عبد الرحمن الجفري.
وقطعت المظاهرات شوارع مدينة كريتر بعدن ومنعت المرور من وإلى منطقة حقات التي تقع فيها قاعة فلسطين للمؤتمرات، والتي كانت تتهيأ لاحتضان لقاء دعا إليه محافظ عدن د.عبدالعزيز بن حبتور، وسمي بـ(اللقاء الوطني الموسع)، معلنين رفضهم لـ“عقد لقاءات مشبوهة لا تمت إلى القضية الجنوبية بصلة لا من قريب أو بعيد وتهدف إلى الزج بالجنوب وشعبه في مربع صراع الأطراف المتصارعة في الشمال”.

**قمع بالرصاص والغاز**
وقامت قوات الأمن المركزي المنتشرة بكثافة في مديرية صيرة بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المتظاهرين السلميين، الأمر الذي أدى إلى سقوط العشرات من المصابين بحالات اختناق شديد بينهم نساء، إضافة إلى جرحى بالرصاص الحي هم نبيه محمد وأصيب في يده، وأحمد قاسم وإصابته بمنطقة الظهر، ومشتاق محمد وقد أصيب بصدره.
هذا وأشار مصدر من أطباء بلا حدود أن المواطن أحمد قاسم قد لقي حتفه.
واستنكر المتظاهرون تجاهل وصمت المجتمعين الإقليمي والدولي لقضية الجنوب العادلة وثورتهم التحررية السلمية، محذرين من استغلال نضالهم التحرري وتضحيات شهدائهم.
إلى ذلك دعت لجنة التصعيد كافة أبناء الجنوب، للمشاركة في العصيان المدني يومنا هذا الاثنين، والخروج بمسيرة جماهيرية كبيرة للمطالبة بإطلاق سراح أسرى يوم الغضب.

**رسائل جنوبية**
وأصدرت الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة للتحرير والاستقلال بياناً سياسياً جاء فيه:
“يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم.. لقد أوقفتم مهزلة مؤتمر ضحايا الحوثي الذي اتخذ من انقلابه عليهم وإذلاله لهم مبرراً لعقده في عدن لتوجيه إهانة لثورة الجنوب العربي وشعبه.
إن ما يدعو للسخرية أنهم قالوا إن الذي أفشل مؤتمرهم هو الحوثي.. فإذا كان من هزمهم في صنعاء ومعظم محافظاتهم قد أفشل مؤتمراً لهم في عدن، فما الذي يستطيعه هؤلاء في غير عدن؟!
إن من أفشل مؤتمرهم هو شعب الجنوب العربي، وهم ثوار الجنوب المناضلون لتحرير واستقلال الجنوب وبناء دولته الجنوبية كاملة السيادة على كامل أرضه واستعادة هويته الجنوبية العربية وليس الحوثي أو إيران.
إن شعب الجنوب العربي.. وقوى ثورته الوطنية الحراكية السلمية يوجهون الرسائل التالية:
- إلى الجنوبيين في السلطات اليمنية إن عليكم أن تختاروا بين شعبكم وبين ما أنتم فيه من تبعية لليمن، لو كنتم حقاً ضد الحوثي لقمتم بتوزيع الأسلحة والذخائر على الجنوبيين في الحدود التي تواجه احتمال غزوه للجنوب لكنكم تتركونها في المخازن حتى تأتي قواته فتأخذها.
- إلى الأخوة في اليمن الشقيق، من قوى متصارعة وأحزاب يمنية..
ألم تدركوا أن شعبنا في الجنوب العربي مصمم على تحرير وطنه وبناء دولتة؟ ألا تحرصون على علاقات متميزة مع إخوانكم في الجنوب؟ أم لازال البعض مصرا على بقاء جدار الكراهية..؟
لاخيار لدى شعبنا سوى تحريره واستقلاله وبناء دولته الجنوبية.. فإن كنتم حريصين، مثلنا، على هدم جدار الكراهية وبناء علاقات الود والمصالح مع الجنوب، فلا خيار إلا أن تقبلوا بحق شعبنا وخياره.
- وللإخوة الحوثيين نقول.. الزموا جغرافيتكم.. فشعبنا سيدافع عن أرضه وكرامته.
ورسالتنا إلى أشقائنا في شبه الجزيرة العربية إن شعبنا لا يحمل لكم إلا الود والاحترام والحرص على علاقات متميزة مع دولكم.. وقد آن الأوان لموقف مؤيد وداعم لحق شعبنا في التحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب العربي كاملة السيادة على كامل أرضه، ولا خيار لدى شعبنا غير هذا. ويد شعبنا ممدودة لكم.
ورسالتنا إلى ايران.. نعلم أنكم دولة هامة في المنطقة ولكن لماذا الإصرار على العداء لشعب الجنوب العربي وحقه في التحرير والاستقلال وبناء دولته؟!.. دولة الجنوب ستقوم، وستبقى جراح دعمكم ضد حق شعبنا.. فهل تراجعون موقفكم قبل فوات الأوان؟
إلى المجتمع الدولي، بدوله ومنظماته نقول لهم أين حديثكم عن حريات الشعوب وحقها في إنفاذ إرادتها؟!..
شعب الجنوب العربي أعلن عن إرادته.. فهل تعلنون عن دعمكم لإرادته حتى يقيم دولته المدنية الفيدرالية، ويتهيأ لتبادل المصالح مع الجميع؟
وإننا نعبر عن أسفنا لما تناولته بعض القنوات الفضائية بشأن الحشود الشعبية العارمة للحراك الجنوبي السلمي وتشويه هدفه السامي في استعادة دولته.
كما نشد على أيدي الثوار الجنوبيين في عموم الجنوب، وفي حد يافع ومكيراس وكرش وحدود شبوة والضالع وباب المندب وفي كل المناطق الحدودية ونثمن جهودهم وشعورهم العالي بالمسؤولية النضالية والتلاحم الوطني المبارك الذي أوجدوه كقبائل وقوى ثورية ومجتمعية للوقوف جنبا إلى جنب والثبات والتصدي لاي اعتداء على أرض الجنوب.
وأخيرا نؤكد أن شعب الجنوب لن يقبل أو يتساهل في أن تختطف ثورته أو أن تطمس أهادفها وانجازاتها تحت أي مبرر كان”.