تقرير: مليشيات الحوثي ارتكبت مئات الجرائم والانتهاكات في إب

> تقرير / نبيل مصلح - عبدالله مجيد

> أصدرت منظمة رصد للحقوق والحريات والتي يترأسها عرفات حمران تقريراً مفصلاً عن انتهاكات مسلحي الحوثي في محافظة إب من 15 أكتوبر 2014م حتى 15 يناير 2015م، والذي رصد من قبل فرق متعاونة كما قال رئيس المنظمة.
وتقع محافظة إب ـ التي ركز عليها التقرير ـ وسط البلاد، وتبعد عن محافظة صنعاء (192 كم)، وعن محافظة عدن (215 كم)، ويحدها من الشرق محافظة الضالع، ومن الشمال محافظة ذمار، ومن الغرب محافظة الحديدة، ومن الجنوب محافظة تعز، وتبلغ مساحتها (6483 كم2)، وبلغ إجمالي عدد سكانها (2.377.501)، حسب إحصائية 2004م، ويشكل سكانها ما نسبته 10.2 % من سكان الجمهورية اليمنية يتوزعون على 20 مديرية، و5 مدن رئيسة، و251 عزلة، و2724 قرية.
**ملخص الأحداث**
ويشير التقرير إلى أن ميليشيات الحوثي المسلحة دخلت محافظة إب وسيطرت عليها في 15 أكتوبر 2014م من جهة الشمال، وانتشرت في أغلب مديريات المحافظة، واستطاعت السيطرة عليها بعد غياب الوحدات العسكرية والأمنية الذي تزامن مع دخول تلك المليشيات المحافظة، وبدأت بارتكاب انتهاكات (قتل، إصابة، اختطاف، اقتحام منازل ومؤسسات، تفجير منازل، احتلال مدارس وأماكن عامة، نزوح، نهب، قصف مؤسسات عامة، انفلات أمني تام، نصب نقاط تفتيش).
ووفقاً للتقرير فقد تم رصد وتوثيق (740) جريمة ارتكبها مسلحو الحوثي، بالإضافة إلى حالات أخرى تسبب بها مسلحو الحوثي عددها (119) جريمة، ليصبح الإجمالي العام لها (859) جريمة بمعدل (9) جرائم في اليوم الواحد، أي أن مليشيات الحوثي ترتكب في محافظة إب جريمة كل ساعتين.
ويشير التقرير إلى أن هناك حالات وجرائم أخرى كثيرة لم توثق لامتناع الضحايا أو أقاربهم عن الإبلاغ عنها نتيجة خوفهم من المليشيات، بالإضافة إلى الحالات الخاصة بالأفراد التابعين للمليشيات المسلحة لتكتم مليشيات الحوثي عليها.

**قتل الأطفال **
وبيَّن التقرير أن مليشيات الحوثي المسلحة أقدمت على قتل الطفل أسامة محمد بدير (12 سنة) أثناء تواجده بالقرب من بيته في منطقة يريم في يوم 18 /10 /2014م، بعد تركه أربعة وعشرين ساعة ومنع الاقتراب منه.
كما أقدمت على قتل الطفل أوسان عبدالله الخوداني أثناء تواجده في اليوم التالي من مقتل أسامة في نفس المكان الذي قتل فيه زميله أسامة، وكذلك الطفل (م. الجبري) قتل داخل بيته بشظية أثناء قصف منزل بدير المجاور له بيريم.
وسقط على أيدي مليشيات الحوثي قتلى كثر في عدد من مديريات المحافظة كان من نصيب مديرية العدين خمسة قتلى، وقتيلان في مديرية الظهار، وقتيل واحد في ريف إب، وأربعة قتلى في جبلة، وقتيل واحد في حبيش، وثلاثة قتلى في المخادر، وأربعة قتلى في ذي سفال، وستة في يريم، وسبعة في الرضمة، ليصل إجمالي القتلى إلى 33 قتيلاً.

**نماذج من جرائم القتل**
في تاريخ 17/ 2014/10م أثناء إقامة الحوثي نقطة تفتيش في المدخل الشمالي لمنطقة السحول، تم اعتراض سيارة ومباشرة إطلاق النار عليها، وأدى ذلك إلى مقتل اثنين ممن كانوا فيها، الأول يدعى عبدالله حمود ملهي، من أبناء مديرية المخادر، والثاني يدعى علي حسن محمد راشد، من أبناء مديرية حبيش.
وفي اليوم نفسه وفي نفس الطريق بدأت مليشيات الحوثي المسلحة بعمل نقطة تفتيش وسط المدينة، وبدأت تمارس القتل لفرض سيطرتها، واعترضت النقطة سيارة وقتلت كلا من: فهد أحمد نعمان وعلي عبده قاسم وطه محمد أحمد نعمان، جميعهم من أسرة واحدة من منطقة الربادي بجبلة.
ووفقاً للتقرير فإن نقطة التفتيش التابعة لجماعة الحوثي بمدينة القاعدة التابعة لمديرية ذي سفال مع بداية العام 2015 أطلقت وابلا من الرصاص على شخصين يستقلان دراجة نارية أثناء مرورهما بتلك النقطة ولم يتوقفا فيها، الأول يدعى صدام عبدالله قائد، سائق الدراجة، والآخر يدعى أحمد حسن دايل، كان رديفا له في دراجته، وبحسب التقرير فقد تم نقلهما إلى المستشفى للعلاج إلا أن صدام توفي بعد عشرة أيام من إصابته، أما دايل فقد أصيب بجروح خطيرة.
وفي مساء الجمعة 17/ 10/ 2014م الساعة الحادية عشرة قتل المسن عبدالجليل مسعد ناصر بدير أمام منزل أخيه على يد مليشيات الحوثي المسلحة، جواباً عن سؤاله لهم: “ماذا تريدون؟”.
أما الشاب فاكر الشهاري (27 سنة) من منطقة نقيل الدجري بريف إب فقد قتل من قبل ما تسمى اللجان الشعبية بعد اقتحام منزله وهو مختبئ في دولاب الملابس بغرفة النوم لرفضه الحضور إليهم.

** الجرحى من الأطفال**
تسببت المليشيات المسلحة أثناء فرض سيطرتها على المحافظة بسقوط عدد من الجرحى في صفوف الأطفال في عدد من مديريات المحافظة.
ففي مديرية العدين سقط جريحان، وأربعة في الظهار، وخمسة في حبيش، وثلاثة في المخادر، وأربعة في ذي السفال، وستة جرحى في يريم، وجريحان في الرضمة، ليبلغ إجمالي الجرحى 26 جريحا.

**الاختطافات **
بلغت عمليات الاختطاف 190 حالة اختطاف مع نهب مقتنياتهم الشخصية (تلفونات وأموال وغيرها) ولم يعد منها شيء حتى كتابة التقرير، ويتراوح الاختطاف ما بين ثلاثة أيام إلى 21 يوما، وبعضهم مازال مختطفا حتى اليوم.. ويشير التقرير إلى أن هناك العديد من حالات الاختطاف شبه اليومي منذ سيطرة المليشيات المسلحة على المحافظة حتى يومنا هذا، وقد شمل الاختطاف: 39 مختطفا من مقرات الإصلاح بتاريخ 1 نوفمبر 2014م، و28 من طلاب وحراسة جامعة القلم بتاريخ 19 ديسمبر 2014م، وباقي الاختطافات توزعت بين ناشطين وحقوقيين وإعلاميين، وكذلك لمواطنين في مدينة إب (المشنة، الظهار) ومنها أربع حالات لناشطين أثناء فعاليات سلمية في مدينة القاعدة ذي السفال، وكذلك اختطاف الجندي (العكاد) وهو مصاب بطلق ناري من سريره في المستشفى.

**تفجير المنازل **
ووفقاً للتقرير فقد قامت مليشيات الحوثي بتفجير خمسة منازل، وتضرر 17 منزلا مجاورا للمنازل التي فجرت، وفي يوم 18 /10 /2014م تم تفجير بيت علي مسعد بدير في مديرية يريم، ومبنى المستوصف الطبي التابع له، كما تم تفجير منزلي الشبواني بمدينة القاعـدة بذي السفال، بالإضافة إلى تفجير منزل الشيخ الدعام في مديرية الرضمة.
إلى ذلك قامت المليشيات المسلحة بنهب عشر مركبات تابعة لمواطنين، منها أربع سيارات نهبت من بوابة مقر الإصلاح أثناء اقتحامه، وسيارتان أخريان تابعة للشيخ الدعام أثناء اقتحام منزله وتفجيره في مديرية الرضمة، وأربع سيارات تابعة للشيخ علي مسعد بدير بمديرية يريم.

**نهب المنازل**
لقد تعرضت عدد من منازل المواطنين في عدد من مديريات المحافظة إلى النهب من قبل الجماعات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي، منها منزلان في العدين، وأربعة في حبيش، وأحد عشر منزلاً في ذي سفال، و21 في يريم، ومنزلان في الرضمة، وسبعة في الظهار، ومنزلان في المخادر، ليبلغ إجمالي عدد المنازل المنهوبة 49 منزلاً.. كما قامت مليشيات الحوثي أثناء الاقتحامات بأعمال نهب وسلب بحق أصحاب المنازل والمؤسسات التي تم اقتحامها، إلى جانب بعض المنازل المجاورة لتلك المنازل التي اقتحمت، كما قامت مليشيات الحوثي بنهب منزل مدير أمن المحافظة والاستيلاء عليه.

**الاستيلاء على مؤسسات عامة **
لقد استولت جماعة الحوثي على عدد من الموسسات الحكومية في المحافظة كإدارة أمن المحافظة ومرافقها، المدينة الرياضية ومرافقها، مكتب الأوقاف الجديد، مدينة بن لادن السكنية، كلية المجتمع بيريم، المجمع الحكومي بيريم، مدرسة البنات بمديرية الرضمة، المجمع الحكومي بمديرية الرضمة ومقر حزب الإصلاح.

**قصف لمؤسسات**
تعرضت عدد من المؤسسات للقصف من قبل مليشيات الحوثي منها إذاعة إب التي تم قصفها في تاريخ 17/ 10/ 2014م، وهو ما أدى إلى أضرار مادية في المبنى وعطب بعض الأجهزة، وتوقفت عن البث لمدة شهر كامل حتى يوم 19 /11 /2014م، بالإضافة إلى قصف مبنى مقر حزب الإصلاح، وتفجير إحدى بواباته بتاريخ 1 نوفمبر 2014م، وتضرر مبنى مكتب الصحة جراء إلقاء قنبلة من قبل مسلحي الحوثي، مما تسبب بأضرار مادية كبيرة دون وقوع ضحايا بتاريخ 3 نوفمبر 2014م.

**تهديدات تطال نشطاء وإعلاميين**
بلغت عدد الانتهاكات والتهديدات التي طالت النشطاء والإعلاميين 12 حالة، أبرزها تهديد محمود الحمزي، وموسى العيزقي، وعبدالله كرش، والناشط أحمد هزاع، وعبدالوهاب القادري وماجد ياسين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى