تونة.. حينما يصبح المواطنون خارج نطاق اهتمام الدولة

> استطلاع / قائد نصر

> هي منطقة جبلية جميلة المناظر إنتاجية للمحاصيل وتشتهر بزراعة حبوب الأرب والهند وفاكهة المانجو والبرتقال الليمون وزراعات أخرى, تمتد سائلة تونة وواديها من الأزارق الضالع شمالا إلى وادي صهيب ردفان جنوبا يحفوها وادي لم يفارق السائلة فكان الداعم الوحيد لمصدر عيش السكان.
من سائلة ووادي تونة كانت عدسة “الأيام” متواجدة لترصد معاناة السكان في هذه القطعة الجغرافية النادرة.

انطلقنا في يوم مشرق ومشمس صباحا فاتجهنا غرب ردفان ابتدأنا رحلتنا إلى منطقة تونة السفلى رغم أننا نوينا سلفا التوجه بعدها إلى تونة العليا وهي مناطق جميعها في ردفان.
لأهمية ما يعانيه الناس استوجب علينا التواجد هناك السكان..
يسكن أهالي تونة على جانبي ضفة الواد الممتد مع امتداد سائلة تونة غزيرة المياه السطحية على دوام العام، تتناثر قراها من أسفل تونة إلى أعلاها من هذه القرى (تونة- الوحشية- ظوران- الصرة- المعيان- الحوزري- العليلة) تكاد لا تفرق معانات ساكني هذه القرى 2000 نسمة تعيش فيها.

ماتبقى من مشروع المياه المتعثر
ماتبقى من مشروع المياه المتعثر

**مشاريع متعثرة وأخرى نهبت**
لم تحرم قرى تونة من الوحدة الصحية فحسب منذ زمن طويل وساكني تونه يحلمون بتوفير شبكة مياه الشرب لمنازلهم الا ان هذا اصبح شبه مستحيل في ضل حكومة عاشت على المواطنين ولم يعيش المواطن فيها يوما, في هذا المكان وفي أماكن كثيرة من البلاد يفرض الحمار أهميته فيتكفل في نقل المياه للمنازل من أماكن ليست بقريبة يقول الشاب بسام حميد “كان لدينا أمل في مشروع في الورق فقط في العام 2008م على أساس يتم من خلاله توفير المياه من خلال المشروع ولكن هذا المشروع لم يرى النور حتى الآن”.

**وعورة الطرق**
في تونه وقراها المتناثره على طول الواد تشق طريق بدائية السيارات مجراها على طول السائلة مما جعلها عرضه للجرف كل ما مرت سيول الأمطار فيضطر الناس لمحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه.

**انهيارات جبلية تهدد حياة السكان**
تحدث في المنطقة إنهيارات جبلية بين الحين والآخر.
ونظرا لأن منازل السكان تقع تحت المنحدرات الجبلية وفي قاع الواد المحيط بالجبال الصخرية، قبل سنوات حدث انهيار لأحد الجبال في السائلة ولكن العناية الإلهية منعت سقوط ضحايا بين المواطنين، كما إن في المنطقة لا تزال تهديدات الانهيارات تلاحق الأهالي رصدنا أحد تلك التهديدات جبل يطل على المنازل بدت عليه التشققات المخيفة المتسعة، يقول أحد المواطنين “كما ترون بيوتنا تحت الجبل ولا نعلم متى يسقط علينا كل يوم نسأل الله أن يجنبنا وأسرنا هذه الكارثة الوشيكة.
بسام حميد
بسام حميد

ومن خلال لقاءاتنا بالناس علمنا إن محافظ المحافظة وجه منذ أكثر من 4 سنوات بوضع حل لهذا الجبل وقام فريق من المهندسين بالنزول إلى المكان لدراسة هذا التهديد ووضع الحلول وحتى تكلفة المشروع تم وضعها بـ4 مليون ريال لكن المشروع لم ينفذ حتى اليوم”.

**استحداثات عسكرية أزعجت السكان**
في هذه المنطقة يقع على أجزاء كبيرة منها معسكرا القطاع الغربي للجيش اليمني الذي تم استحداث مطلع العام 2008م مما جعل المنطقة تحت مرمى نيران الاشتباكات التي تحدث بين الحين والآخر بين أبناء ردفان والجيش.
يرفض الأهالي تواجد مواقع الجيش المطل على منازلهم ومزارعهم واستقطاع أجزاء واسعة من أراضيهم لصالح مساحة المعسكر، كما إن المواجهات التي تحدث بين مسلحين والجيش تجعل السكان تحت مرمى النيران التي تسقط عليهم بالخطأ. من بين ضحايا المنطقة امرأة تعرضت للإصابة بينما كانت في منزلها ناهيك عن تعرض المنازل لأضرار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى