في بيان أصدرته اللجان الجنوبية.. رسائل لشعب الجنوب والجنوبيين بالسلطة وللشمال ولأنصار الله: تحرك الحوثي صوب الجنوب استنساخ لحرب 94م بطابع طائفي خطير

> عدن «الأيام» خاص

> أصدرت قيادة اللجان الشعبية الجنوبية، أمس الثلاثاء، بياناً وجهت فيه رسائل إلى كل من جماعة أنصار الله (الحوثيين) وشعب الجنوب والجنوبيين في السلطة وأبناء الشمال والدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي.
وتضمن بيان اللجان الجنوبية - تلقت “الأيام” نسخة منه - رسالة للحوثيين حملت “تحذيراً من أن أي تحرك ضد الجنوب كونه سيكون بمثابة استنساخ لحرب صيف 1994 بطابع طائفي خطير، وأن جماعة الحوثي لن تجد منه إلا الفشل والهزيمة على أرض الجنوب الحرة وستفشل مطامعها كما ستفشل حججها الكثيرة والمفضوحة”، وفقاً للبيان.
كما قالت اللجان للحوثيين: “الجنوب لم ولن يجدي معه خطابكم الاستعطافي البليد وسيرفضكم كما رُفض من أتى قبلكم، وإن لباس الدولة الذي تتسترون في جلبابه للهيمنة على الجنوب أصبحتم به عُراة وتعرت حقيقتكم ونحذركم من أية خطوات حمقاء ستدفعون ثمنها باهظا في حال أقدمتم على مخططكم”.
وخاطبت اللجان الشعب الجنوبي في الداخل والخارج بقولها: “إنكم اليوم أمام مفترق طرق ومرحلة صعبة ومصيرية تستوجب منا جميعاً بكل مشاربنا الفكرية والسياسية وتنوع نسيجنا الاجتماعي أن نلتقي تحت مظلة الوطن ونعمل بمسؤولية لما فيه خير الجنوب الأرض والإنسان، وإننا في اللجان الشعبية الجنوبية سنكون كما عهدتمونا جندكم وجنودكم في الدفاع عن أمنكم ومصالحكم ومناصرة إراداتكم الواضحة والعادلة التي تنكر لها من تنكر وتجابه بالتكابر والاستقواء ولكننا نثق في الله أولاً ثم في إرادتكم الحرة، وكما حمل لنا التاريخ دائماً أن الشعوب هي من تنتصر في الأخير”.
ودعتهم إلى “اليقظة والتعاون المستمر مع اللجان الشعبية في المدن والحارات والتمسك بضبط النفس وإظهار معدن شعب الجنوب الحضاري في الحفاظ على المؤسسات والأمن والتعاون الراقي والحضاري والأخلاقي مع الجميع”، واعدة ومعاهدة الجنوبيين “بالانتصار لإرادتهم الحرة حتى الاحتكام لها دون وصاية من أحد أو فرض خيارات لا تتوافق مع إرادتهم الحرة وتطلعاتهم المشروعة”.
كما أشارت اللجان في رسالتها للجنوبيين في السلطة والجيش إلى أن “التاريخ لن يرحم أحدا وأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وأمامهم اليوم مسؤولية عظيمة، فإما أن يكونوا مع شعبهم أو يكونوا ضده، لا مجال ولا مكان للحيادية والضبابية والمماطلة، فقد حان الوقت للانتصار لأهلهم وشعبهم بعد مسار طويل من المعاناة والتجاهل والفشل الذريع لكل المساعي السياسية، وليعلموا أن مناصبهم ومكانتهم الوظيفية ومزاياهم المادية التي يخافون مصيرها لن تدوم لهم وسيكون التاريخ شاهدا بما لهم أو عليهم والله المستعان”.
في حين أكدت رسالة اللجان الشعبية الجنوبية للإخوة في الشمال أن “الأخوة ستبقى راسخة كون الذي يربطهم أكثر بكثير من ما يفرقهم فهم يرتبطون بالعقيدة والعروبة والجغرافيا ولا يمكن للشمال ولا للجنوب أن يدير ظهره للآخر أو أن ينطلق بعلاقة عدائية لن يستفيد منها أحد”، مؤكدة “وقوف اللجان مع التطلعات الحرة لإخوانهم بالشمال في الانعتاق من قوى الهيمنة التي انهكت الجميع، وأنه حان الوقت ليعيد الجميع علاقتهم المنصفة بعيداً عن التأثير بخطاب الأطماع والتكابر، ويعيد الجميع اللحمة الحقيقية التي تأثرت نتاج أعمال وأفعال القوى المهيمنة التي لا ترى إلا مصالحها وأطماعها وقامت ولازالت بتزييف الحقائق التاريخية”.

** اللجان الشعبية تكشف مخطط تسليم الجنوب للحوثيين بمُساعدة صالح **

بينما قالت رسالة اللجان للدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي: “لقد عانى الجنوب الخذلان من الجميع وحان الوقت لإنصافه والوقوف مع شعبه وتطلعاته المشروعة والعادلة من خلال الاحتكام لإرادته دون فرض لأية خيارات لا يقبلها، ونؤكد لكم أن الحفاظ على استقرار المنطقة برمتها يقوم على إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية ويعتمد في الأساس على تقرير المصير وأن الجنوب سيكون شريكاً مهماً لإخوانه وأصدقائه في حفظ الأمن الإقليمي والدولي، وأن الجنوب يرفض أي تواجد يهدد أمنه وأمن جيرانه والعالم من الجماعات المتطرفة أو الجماعات التي لها تبعية وأهداف عدائية تجاه أية دولة كانت وتخرج في سياقها العام عن الإجماع والتوجه العربي والقومي”.
وأضافت: “إننا في الجنوب نتطلع لدور فاعل لمناصرتنا في وجه قوى الظلام والاستبداد ومناصرة إراداة الشعب الجنوبي بما يتوافق مع المواثيق الدولية المشروعة، كما نتطلع أيضاً لدور هام لمناصرة إخواننا في الشمال في مواجهة مخطط الهيمنة المدعوم من قوى خارجية تريد زعزعة أمن اليمن والإقليم وتخدم أجندة مشبوهة، ونؤكد أن أمن المنطقة والخليج من أمننا والعكس”.
واعتبرت اللجان في بيانها أن “ما حصل مؤخراً من أحداث تسارعت منذ إقدام جماعة وميليشيا ما تسمى بأنصار الله على احتلال صنعاء ومن ثم اقتحام كل مرافق ومؤسسات الدولة مروراً بمهاجمة ومحاصرة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وانتهاء بما يسمى بالإعلان الدستوري الذي نقل حكم الشمال والجنوب رسمياً إلى تلك الجماعة في خطوة بددت كل المساعي السياسية والدولية في تسيير العملية السياسية وإيجاد مخرج وحل عادل للقضايا المصيرية وعلى رأسها القضية الجنوبية، اعتبرته المسمار الأخير في نعش ما تسمى بالوحدة وليس انقلابا على شرعية الرئاسة ومخرجات الحوار فحسب، بل انقلابا على الوحدة التي لا وجود لها إلا في الخطاب الرسمي، كما أنها ترسل رسالة واضحة للجميع أن لا حل ولا خلاص للجنوب وقضيته إلا في الاحتكام للإرادة الجنوبية التي يعلم الجميع حقيقتها”.
وذكرت أن “ما أقدمت عليه تلك الجماعة أتى ضمن مخطط مرسوم أفرزه تحالف اتضحت ملامحه جلية بين الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي سهل مهمة احتلال واقتحام المؤسسات والمدن بعلاقاته والولاء الذي يحظى به في الجيش وفي مقدمة ذلك الحرس الجمهوري والأمن المركزي، وأنها عندما تتحدث عن هاتين القوتين العسكريتين فإنها تستذكر تاريخا طويلا من الانتهاكات والتآمر والغطرسة ليس في الجنوب بحسب بل حتى في الشمال لينتهي الأمر أخيرا بتسليم الدولة بكل مقوماتها لجماعة الحوثي كما سبق لهم أن سلموا مواقع عسكرية في السابق لتنظيم القاعدة الذي هو الأخير صنيعة وأداة من أدوات صالح”.

** قيادات باللجان الشعبية الجنوبية تؤكد لـ«الأيام» صحة البيان **

وطمأنت اللجان الجنوبيين بأن “اللجان تقوم بدورها على أكمل وجه، وتتمنى للجميع الخير وأن يجنب الله الشمال والجنوب معاً العواقب الكارثية التي تسعى بعض الأطراف إلى جرها على الجميع”.
وأشارت إلى أن “العالم أجمع شاهد تنفيذ مخطط الهيمنة وانتقال جماعة الحوثي من منطقة إلى أخرى وصولاً أخيرا إلى محافظة البيضاء، ولا نستبعد أن تتعدى تلك الجماعة حدود البيضاء إلى الجنوب وهو ما يمثل خطرا حقيقيا جعل أبناء الجنوب اليوم يصطفون صفاً واحداً لمجابهته في الضالع ويافع وأبين وشبوة ليؤكدوا رفضهم المطلق لتلك الجماعة ومطامعها في مشهد عظيم جسد مدى عظمة الجنوبيين واستجابتهم للواجب”.
ولفتت إلى أن “اللجان الشعبية انطلاقاً من دورها وواجبها المسؤول والوطني بادرت في حماية الأمن والسكينة العامة والحفاظ على مقدرات ومؤسسات الدولة أمام تلك التطورات الحاصلة وتؤكد جاهزيتنا الكاملة لكل الاحتمالات”، كاشفة أنها “توصلت وبيقظتها الأمنية إلى خيوط مؤامرة خطيرة لاستنساخ تسليم المدن والمعسكرات من قبل نفس الأجهزة الأمنية الموالية لصالح والحوثي، والذي ضاقت ذرعاً باللجان وتواجدها الذي أفشل وسيفشل ذاك المخطط، وأنه في الأحداث الأخيرة أقدمت تلك العناصر بمهاجمة موقع للجان بعد أن وقفت اللجان في وجه انتهاكاتهم بحق أبناء الجنوب فما كان من اللجان إلا الرد الحاسم على عدد من المواقع العسكرية التي يتحصن فيها مجاميع العصابة وتم اعتقال عدد منهم واكتشاف ملصقات شعار جماعة الحوثي بحوزتهم وتم التحقيق معهم وأدلوا باعترافات خطيرة تؤكد معلومات اللجان على دور ذلك الجهاز في مخطط استهداف الجنوب”.
وقالت اللجان: “إن ما نريد أن نؤكده ويعلمه الجميع هو أن اللجان لن تتساهل أبداً في الدفاع عن الجنوب الأرض والإنسان وسيكون الرد موجعا لكل القوى المتربصة بالجنوب وسيكون الجنوب كما كان صخرة صماء تتحطم عليها المطامع القديمة المتجددة”.

** الجنوب خذل وحل قضيته يعتمد أساسً على تقرير المصير **

أكدت لـ«الأيام» قيادات باللجان الشعبية الجنوبية في اتصالات هاتفية أمس عدم صحة ما نشرته مواقع إخبارية أمس بأن البيان لا يمثل اللجان الجنوبية. وقالت تلك القيادات لـ“الأيام” إن البيان صادر عن اللجان الجنوبية وقيادتها وأفرادها، وإن ما أوردته تلك المواقع كان هدفه إثارة البلبلة في الشارع الجنوبي، محذرة من مثل تلك التصرفات والممارسات التي تسعى للنيل من الثورة الجنوبية واللجان الشعبية على حد سواء، مؤكدة بأنها كانت وستظل مساندة لشعب الجنوب وقضيته العادلة وأهداف ثورته المشروعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى