الأورام السرطانية تحيا بصمت ثم تعلن عن نفسها بخبث.. د. سعيد جيرع: الأورام الخبيثة تغزو الجسم بشراهة وتحطمه

> لقاء / فردوس العلمي

> انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الأمراض، وتغلغلت في جسم الإنسان لتسكنه بصمت وتنهشه دون أن يعلم عنها شيئا إلا بعد أن تقضي حاجتها من جسمه، لتعلن عن تواجدها المخيف.. ومن هذه الأمراض الأورام السرطانية التي تختلف أسبابها وفعلها واحد، وهو القضاء على حياة الإنسان.
لكننا اليوم سنتحدث عن نوع واحد وهو (سرطان الفم) الذي تبدو علاماته غير ملاحظة ونتجاهلها في بعض الأحيان، فهي عادة غير مؤلمة، وتبدو كجرح بسيط أو تلون في اللسان، وتكشف عادة من خلال الفحص عند طبيب الأسنان حين نشعر بألم فيها.
د. سعيد جيرع
د. سعيد جيرع

وهذه الأورام قد تكون بالغة الخطورة إذا تمَّ الكشف عنها بعد فوات الأوان، خاصة وأن وزارة الصحة اليمنية أعلنت في تصريح جديد أن عدد المصابين الجدد لعام 2014م بلغ (26) ألف مريض مصاب بالسرطان، وقد تمَّ تسجيلهم حسب المصدر في مراكز تابعة لوزارة الصحة في كافة المحافظات اليمنية.
ونظرا لخطورة انتشار الأورام السرطانية، ولأهمية الموضوع التقت “الأيام” الدكتور د. سعيد جيرع، استشاري جراحة الوجه والفكين، والحاصل على دكتوراه في أورام الرأس والوجه والرقبة.. لنسلط الضوء على هذا الموضوع، فإلى قادم السطور.

** أنواع الأورام وخصائصها **
يقول د. جيرع إن الأورام السرطانية تنمو نموا غير طبيعي في الخلايا البشرية، دون العودة إلى الحالة الأصلية، وهي نوعان (أورام حميدة) و(أورام خبيثة)، وكلا المجموعتين تنقسم إلى عدة أنواع أخرى حسب المصدر ونوع الخلية الحية المنبثقة منها الورم، أما الأورام الحميدة تتميز بالتكاثر وتزايد عدد الخلايا الحية مع احتفاظها بخصائصها الأصلية، ولا تغزو الجوار ولا تنتشر لأماكن بعيدة، بينما الأورام الخبيثة تتزايد بسرعة شديدة في الخلايا الحية، وتختلف بالشكل والنوع، وتمتلك خصائص جديدة خاصة بها تغزو بشراهة الجوار، وتقوم بتحطيم كل ما يعترضها لتنتشر إلى أماكن أخرى عبر الدم والأوردة الليمفاوية أو بواسطة غزوها لما يعترضها.

** عوامل مسببة للأورام **
يؤكد د. جيرع قائلاً: “لا يوجد سبب حقيقي وأساسي لنشوء الأورام، ولكن يمكننا أن نسميها عوامل مسببة للأورام، ففي السابق كنا نركز على الجانب الوراثي، ولكن في عصرنا الحديث ابتعد هذا العامل الوراثي”.
وأضاف جيرع “ومن العوامل المسببة المكتسبة شرب الكحول والتدخين بكافة أنواعه، تناول الأغذية المعلبة لاحتوائها على مواد حافظة مسرطنة في بعض الأوقات وخاصة المواد المعلبة التي انتهت صلاحيتها”.
وأردف جيرع “إن بعض الفيروسات المزمنة كفقر الدم، وتناول بعض الآفات السيئة مثل (مضغ الزردة والتمبل والتبغ والنشوق والشمة والرماد والنورة)، وكذا تناول الفواكه والخضار المسمدة بمواد كيميائية سامة غير معروفة المصدر واستخدامها في الأراضي الزراعية دون علم ورقابة ودون خوف من الله، إلى جانب عدم الاهتمام بنظافة الفم واللثة والأسنان وإهمالها، فقد تسبب بقايا جذور الأسنان الحادة، وضغط التركيبات الجزئية أو الكاملة المتحركة أو الثابتة الاصطناعية والتي تُجهز من قبل أطباء وفنيي أسنان بطريقة غير صحيحة وغير علمية وفنية، ومن الممكن أن تتسبب بنشوء جروح لتتحول إلى جروح مزمنة خاصة إن لم تعالج، فيمكن أن تتحول إلى أورام خطيرة”.
ونوه جيرع بأن “هناك عدة عوامل أخرى لا يتسع المجال لذكرها، لكن علينا أن نحذر من خطورة أمر واحد ألا وهو القلق والتوتر لدى الإنسان، وتدني المستوى المعيشي، وعدم التوعية الصحيحة، فكل هذه تشكل عاملاً مساعدًا لتدهور الصحة العامة للإنسان، والإصابة - لا سمح الله - بالسرطان”.

** علاج الأورام **
بعدما بيَّن أنواع الأورام وخصائصها، والعوامل المسببة للأورام، ويعرض لنا د.جيرع علاج هذا المرض الخبيث قائلاً: “إن العلاج متعدد ومركب لاستئصال الأورام السرطانية، منها الجراحة الجذرية، أو استعمال الإشعاع النووي، بالإضافة إلى استخدام بعض المواد الكيميائية بواسطة عدة طرق مختلفة”.
وأكد د. جيرع على أهمية التوعية الصحية ونشرها بين أوساط المجتمع.. مطالبًا بإنشاء مراكز متخصصة للأورام على الأقل في كل محافظة، ونخص هنا مراكز علاج الأورام بالإشعاعات النووية، وأيضًا دعم البحث العلمي، وتخصيص ميزانيات خاصة لهذا الغرض.. مشيرا إلى أهمية النزول إلى القرى والأماكن النائية وإجراء الفحوصات الوقائية، وتسجيل الحالات الجديدة إن وجدت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى