فوهة بركان حالمين تتحول إلى منتجع علاج طبيعي

> استطلاع / سعدان اليافعي

> مع بداية شهر مارس من كل عام تكون شرعة حالمين مع موعد مع الأيام الخوالي يعيشها الأهالي هناك، حيث يعيشون أياما من الاستحمام، وأياما من إعادة الحياة لتلك المنطقة التي تقع في أقصى شرق محافظة لحج، وبمنطقة حالمين ردفان وضع الخالق حمّامها الطبيعي “شرعة” السياحي الترفيهي ذا المياه الساخنة المحتوية على المواد الكبريتية الطبيعية الخارجة من باطن تلك الأرض المليئة بالخيرات.
وإلى هذا الحمام التاريخي والسياحي والصحي كان يتوافد المئات من العجزة منذ القدم باعتبارهم أكثر الشرائح تعرضاً للأمراض في المفاصل والعظام، ومع تطور العلم الحديث وتأكيده على أهمية المياه الكبريتية الطبيعية الحارة وفوائده الكثيرة في علاج الكثير من الأمراض المزمنة جاء الكثير من المواطنين والأسر من كل حدب وصوب إلى تلك البقعة المرتفعة للاستشفاء والاستجمام بها.
ولم يتوقف الحد عند العلاج فحسب فقد أصبحت منقطة شرعة حالمين قبلة للزائرين للمناظر الخلابة لتلك الأرض، ومع التوسع العمراني المتدرج لهذه المدينة المتواضعة أنشئ سوق شعبي مؤقت يتسوق فيه الزائرون وبه تقام احتفالات سنوية تزامنا مع قدوم الزائرين من كافة محافظات الجنوب، وخاصة عدن ولحج والضالع.
وتشهد المنطقة منذ أمد طويل توافد تلك الجموع إليها، خصوصا في شهر مارس من كل عام، حيث تقام فيه العديد من الفعاليات والموروث الشعبي مثل الزوامل والقصائد الشعرية الشعبية يلقيها العديد من الشعراء الشعبيين، والرقص والبرع وحفلات فنية ساهرة يحييها العديد من الفنانين الشباب من مختلف المحافظات، والتي تنال إعجاب الحاضرين.
أما هذا الموسم فقد كان سياسيا نظرا لما تعيشه الساحة الجنوبية، حيث ألقيت فيه كلمات وقصائد تطالب بالحق الجنوبي في استعادة مطالبه المنهوبة المتمثلة بالدولة الجنوبية.
ما ينقص هذا الحمام الطبيعي هو أنه لم يدخل ضمن المنتجعات المتطورة والحديثة، نظرا لأهميته، ولم تعمل الدولة على توفير ما يحتاجه من خدمات مجتمعية توفرها للزائرين والساكنين هناك، مثل توفير خدمة للاتصالات بشكل أفضل، وكذا الكهرباء والطرقات، والتي تعتبر شريان الحياة الأهم لتلك البقعة مثلها مثل أي مكان على طول وعرض الأوطان حتى يتحول إلى مكان سياحي باستمرار.
منظر عام للمنطقة
منظر عام للمنطقة

معانات نقلتها كيمرتنا كأول وسيلة إعلامية نزلت إلى هناك لترصد الآتي:
بن عبيد أحد الشخصيات ووجاهات المنطقة تحدث قائلا: “نرحب بكم ونذكركم بأن هذا الحمام الطبيعي يأتي إليه الزائرون الذين يحبون أن يتحمموا ليتعالجوا من بعض الأمراض، حيث يأتون إليه من لحج ويافع وردفان والضالع، وحتى من عدن باعتباره قبلة سياحية وعلاجية”، مضيفا “ولكن أتمنى أن ينظر المعنيون بالأمر إلى هذا الحمام الذي يحتاج الكثير لكي يصبح حماما ذا أهمية كبيرة، لأنه يفتقد لأسبط الإمكانيات، والتي لم تستطع الدولة توفيرها”.
أحد الزوار من محافظة عدن رجل المال والأعمال الشيخ عبدالرحمن الفنيع هو الآخر تحدث إلينا بعد الشكر والثناء لتلك الزيارة وعبر عن سعادته بوجوده بين أهله وإخوانه من أبناء حالمين وشرعة، وقال: “إن تلك المنطقة المعزولة من الخدمات كالمياه والكهرباء والطرقات الوعرة التي لم تقم الدولة بتوفيرها وإنما قام الأهالي بتوفير بعض الخدمات والتي لم تفِ بالغرض منها للوصول إلى هذا المعلم الذي يعتبر من أفضل المعالم التاريخية والسياحية والطبية في نفس الوقت”.
وأضاف الفنيع: “لو أن هذا الحمام في دولة أخرى لعملت له المنتجعات والشاليهات، ولتطورت تلك المنطقة باعتبارها أعجوبة بمياهها الكبريتية الحارة التي تخرج من الجبال الصماء بقدر الله لتطيب الناس من الأمراض التي تصيب الكهول والعجزة خاصة”.
ممر مياه حارة
ممر مياه حارة

كما تحدث مسئول الحمام من أبناء العكيمي، والذي رحب بزيارتنا إلى هذه المنطقة كوسيلة إعلامية، وأعطانا نبذة عن الحمام وكيف يتوافد إليه الناس، حيث أكد “إقدام الآلاف في بعض السنين من كل محافظات الجنوب بعدما كان قديما يأتي إليه فقط الكبار من الناس، والآن صارت أسر بأكملها تأتي لتمكث لأشهر عند تلك المياه الكبريتية”.
ووصف العكيمي هذا الحمام بقوله: “إنه يعتبر همزة وصل بين محافظات الجنوب للتعارف والعلاج في مصيف الحمام السياحي والصحي لتلك المياه التي تخرج من فوهة بركان”.
وأضاف العكيمي: “إن بعض الزوار يأتون بأمراض مزمنة عجزوا عن علاجها في أماكن أخرى، وقد قاموا بالاتصال بأهاليهم الموجودين في دول الخليج فأتوا إلى هذا الحمام مسرعين، ورغم حرارة المياه لكنه سبحان الله لا تؤثر حرارته على الجسم”.
وتحدث العكيمي عن العادات والتقاليد التي تقام على هامش المصيف السنوي بالرقص الشعبي والرجز والبرع، وكذا إلقاء الزوامل والسجال الشعري بين الشعراء والغناء للحافظ على التراث الشعبي الجنوبي وعادات وتقاليد الأجداد، بالإضافة إلى إقامة تظاهرات خاصة مع ما يدور الآن في الساحة.
واختتم العكيمي حديثه عن تدهور الحمام نظرا للتدهور العام الذي جلب إلى الجنوب والمنطقة ككل وقال: “رغم المعاناة أعتقد أن المياه الكبريتية لو كانت في أية دولة أخرى لفعلت من أجلها الأفاعيل لكي تكون معلما من معالم الدولة”.
متحمم على مياه العين
متحمم على مياه العين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى