عقب مغادرة هادي لصنعاء ومباشرة مهامه في عدن .. ارتباك وانفعال في التصريحات والمواقف

> عدن «الأيام» مرزوق ياسين

> بدا موقف جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات مرتبكا، وسيطر على كتابات وتصريحات قياداتها منذ مغادرة الرئيس عبدربه منصور هادي منزله المحاصر في صنعاء ووصوله إلى مدينة عدن خطابا انفعاليا موتورا بلغ ذروته يوم أمس بتوعد وزراء حكومة بحاح المحاصرين بمحاكمة بتهم الخيانة العظمى.
وذكرت وكالة خبر المقربة من الرئيس السابق صالح قياديا في جماعة أنصار الله الحوثيين اتهم المبعوث الدولي والأممي جمال بن عمر بالتورط في مغادرة الرئيس هادي من صنعاء إلى عدن، وفقا لما أسماه تحقيقات أولية، بعدما نفى المبعوث الأممي السبت الماضي صحة خبر أوردته وكالة رويترز في هذا الصدد.
وقالت الوكالة: “إن اتهام جماعة الحوثي للمبعوث الأممي يعد تصعيدا من شأنه أن يوتر العلاقة مع مبعوث الأمم المتحدة ومع مجلس الأمن الدولي فيما لو مضت الاتهامات إلى نهايتها، وهو ما يضاعف من احتمالات توقف حوار الأزمة اليمنية بين الأطراف المختلفة والذي يرعاه بنعمر”.
وذكرت مصادر إعلامية أن “قيادة الحركة الحوثية أصدرت توجيهات إلى أتباع الجماعة ومسلحيها في العاصمة صنعاء بإخفاء شعارات الصرخة أو أي شيء يمت للجماعة بأية صلة خوفا من استهداف الأعداء، وأن شعارات الحركة بدت شبه غائبة بين عناصر اللجان الشعبية التابعة للجماعة”.
واتهم القيادي في الجناح الإعلامي للحركة الحوثية عابد المهذري من على قناة الجزيرة إيران بالوقوف وراء خروج الرئيس هادي من صنعاء.
وأكد المهذري في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “اتهامه للدولة الحليفة للجماعة (إيران) أنها وراء خروج أو مغادرة هادي من صنعاء”، وقال: “هي المستفيد الأكبر من تبعات العملية وشخصها، وإن إيران هي التي خططت وساعدت وتعاونت ونفذت، ولدي الدليل القاطع والتفاصيل الكاملة”، حسبما ذكر.
وعلى صعيد متصل اعتبر زعيم حزب “الحق” وزير الدولة في الحكومة المستقيلة حسن زيد أن “أحزابا وصفها بالمتحالفة مع “القاعدة” تستخدم الرئيس عبدربه منصور هادي كورقة في الصراع اليمني”، مطالباً بـ “عودته إلى طاولة الحوار القائم في صنعاء برعاية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر باعتباره زعيماً للجان الشعبية في عدن وأبين”، حسب وصفه.
وقال زيد المقرب من جماعة الحوثي “للسياسة”: “إن البيان الذي أصدره هادي عقب وصوله إلى عدن يعد بمثابة (إعلان حرب) وإن رئيس الجمهورية يتصرف وكأنه لم يقدم استقالته ولم يشرف على توقيع اتفاق السلم والشراكة”.
وتساءل: “لماذا أعطى هادي الأولوية في بيانه للهيئة الوطنية والدستور الذي أدى إلى تفجر الأحداث، خصوصاً المتعلق بتقسيم اليمن إلى أقاليم؟، وهذا سؤال مخيف وخطير، والإجابة عنه توحي بأن هناك رغبة ما في مصدر هذا البيان أو مستخدميه لتفكيك اليمن وإشعال الحرب”.
وأضاف “إن ذلك البيان كان بيان حرب وقطيعة مع الجهود الدولية، حيث تحول الرئيس الذي وصفه بالمنتهية ولايته إلى أداة ستتسابق القوى السياسية في الداخل التي تعتبر أن علاقتها بجماعة “أنصار الله” الحوثية علاقة صراع وجود وليس تنافساً أو خلافاً في الموقف”.
وتصاعدت حدة الخطاب بين أوساط قيادات الجماعة الحوثية “أنصار الله” وطبقا للقيادي في الجناح الإعلامي للحوثيين محمد علي العماد فإن “زعيم الحركة السيد عبدالملك الحوثي أصدر توجيهات يوم أمس للقيادي العسكري الميداني المكنى أبو علي الحاكم باستلام أعمال المحافظات الجنوبية”، حسبما أعلنه في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
وذكرت صحيفة عكاظ السعودية نقلا عن مصدر حزبي في اجتماعات موفمبيك التي ترعاها الأمم المتحدة أن “عودة الرئيس عبدربه منصور هادي وضع الحوثي في مأزق كبير وأفشل الإملاءات الحوثية”، مؤكدا بأن “الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن جمال بنعمر والأطراف السياسية يدرسون نقل المفاوضات إلى مدينة عدن غير أن الحوثيين يرفضون ذلك”.
وفي الوقت الذي لم يصدر تعليق من الناطق الرسمي للحركة محمد عبد السلام أو خطابا متلفزا لزعيم الجماعة التي تتخذ من صعدة معقلا لها “السيد عبدالملك الحوثي اكتفى القيادي في الجماعة صالح الصماد، المستشار الرئاسي عن الجماعة بتوجيه رسالة قبل أيام إلى الشعب دعاهم إلى عدم الالتفات، مما وصفها “بكثرة المواقف المعارضة لجماعته”.
وذكر الصماد في منشور على صفحته الرسمية في الفيس بوك: “مطالبنا محقة وعادلة ولا يوجد مبرر لا لقوى الداخل ولا الخارج لاستعداءها كتلك المواقف الباغية أثناء الحروب الست، وإن تغيرت المرحلة واتسعت رقعة المواقف فهي مواقف بغي وعدوان وعاقبتها الهزيمة”.
وأضاف: “إننا في مرحلة معاناة وصياح والنصيب الأكبر من الأذى سيستهدف من وصفها بقوى البغي والنفود”.
وكان الصحفي في صحيفة الثورة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي أسامة ساري قال: “إن المجرم الفار من وجه العدالة علي محسن الأحمر وصل إلى مدينة عدن على متن طائرة محملة بالأموال للرئيس هادي”، وتابع قائلا: “كما وصلت إلى عدن لجنة خاصة من السعودية لتوزيع مرتبات وأموال على بائعي الذمم، وإن أبناء الجنوب لن يقبلوا بذلك”، حسب قوله.
وعقب وصول الرئيس هادي إلى عدن قال القيادي في اللجنة الثورية التابعة لجماعة الحوثي التي تسيطر على القصر الجمهوري بصنعاء محمد المقالح: “إن جماعته تمكنت من القبض على عدد ممن ساهموا في تهريب الرئيس عبدربه منصور هادي”.
وقال المقالح في تصريح متلفز: “إن الرئيس عبدربه منصور هادي مطلوب للعدالة”، حسبما ذكر.
من جهته اتهم القيادي في جماعة الحوثي علي البخيتي حزب الإصلاح بـ “صياغة البيان الذي أصدره الرئيس عبدربه منصور هادي أثناء وصوله إلى محافظة عدن”، وقال: “إن المتحدث الرسمي باسم الحكومة راجح بادي هو من صاغ البيان بحكم تواجده في عدن”، موضحا أن “بيان الرئيس أسقط كل التغييرات مابعد 21 سبتمبر الماضي، وهو اليوم الذي سقطت فيه العاصمة صنعاء وتوقيع اتفاق السلم والشركة وتعتبره جماعة الحوثي يوما ثوريا”.
وقال الكاتب الصحفي المستقل سامي غالب: “إن جماعة الحوثي تجاوزت في شطحاتها الثورية الزعيم الليبي معمر القذافي”.
وكتب غالب أمس على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي: “يبدو أن جماعة “أنصار الله” ستتجاوز معمر القذافي، رحمه الله، في شطحاتها الثورية، تتوعد الوزراء المستقيلين بمحاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى في حال لم يعودوا إلى مكاتبهم!”. وأضاف: “كما كتبت مرارا هناك لمسة ثورية قذافية في سلوك الجماعة رغم التأثير الإيراني العميق عليها، ويصعب رد هذه اللمسة إلى مجرد علاقة سرية قصيرة بين نظام القذافي والجماعة بعد 2005، كما أن من غير المنطقي ردها إلى زيارات قصيرة قام بها حوثيون متحولون قبل نحو عقدين أيام ما كانوا في أحزاب سياسية يمنية”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى