> تقرير/ محمد العزعزي

أكدت الأخت منى علي عائش البالغة من العمر 30 عاما العاملة في كلية التربية بالتربة في تعز أنها “تعرضت للضرب المبرح من قبل شباب متهور في حارة الشرف بمدينة التربة كونها من فئة المهمشين وتعاني التمييز العنصري لأنها من ذوي اللون الأسود”. وأضافت “أشعر بالغربة والإقصاء والتهميش من قبل القبائل ذوي اللون الأبيض” واستطردت بقولها “أنا من مدينة عدن حي دار سعد ولم أشعر يوما هناك أني ناقصة أو مهضومة ولكن هنا أشعر بالتمييز والإلغاء والفوارق الطبقية”.
واختتمت بالقول “أطالب المنظمات الحقوقية ووزير العدل بإنصافي من المعتدين على أسرتي وأهلي كوني أتعرض لملاحقات استبدادية وسوء الوضع المعيشي التي نعاني منها لهذه الطبقة التي يسمونا أخدام، وكأننا جئنا من كوكب آخر كبقية النساء من بنات جنسي من النساء في المنطقة”.
عياش وكفى
عياش وكفى

وتابعت صحيفة «الأيام» قضية المهمشة كفى صالح عياش البالغة من العمر 18 عاما التي قالت “أعيش مثل غيري من النساء السمراوات (الأخدام) في «جحيم على الأرض»، على حد وصفها.
وأشارت كفى “هنا تعرضت للضرب حتى الإغماء من قبل الشاب (أ.ع.ع.ل) ما أدى إلى إسعافي إلى مستشفى خليفة بالتربة في تعز ولدي تقرير طبي إثبات حالة”، وأكدت إلى تعرّض النساء للتحرش الجنسي ومعاناة النبذ والاضطهاد من الأسر والمجتمع المحلي.
وأوضحت لـ«الأيام» أنها “تعاني آلالام جراء الضرب المبرح بواسطة آلة حادة على الرأس وسوء الحالة المعيشية للأسرة التي لم تجد قيمة الفحوص والدواء في مستشفيات مدينة تعز وسوء الأوضاع الإنسانية، حيث نقص الغذاء وانعدام المعاملة الانسانية، وانعدام فرص التعليم، فضلًا عن تعرض بعض الفتيات والنساء للاغتصاب”، وأشارت إلى «اضطرار الكثير من العائلات البائسة إلى الهجرة للحصول على المال والملاذ الآمن».
وقالت كفى “نتعرض لأعمال وحشية كوننا من المهمشات على الرغم من الدور المحوري، الذي لعبت النساء السود في تعز بالمشاركة في الثورة الشعبية في يناير 2011م ضد الاستبداد وسوء الحكم، لكننا مازلنا مهمشات وحبيسات الفقر والفاقة وتعرض للتحرش الجنسي»، في إشارة إلى ما تعرضت له.
التربة حارة الشرف
التربة حارة الشرف

وحسب والد كفى صالح عياش الذي أكد أنه “لا يمانع من تزويج ابنته إذا تقدم إنسان كامل الأهلية”، وأضاف “أنا من مدينة زبيد في تهامة أشجع على الدمج الاجتماعي والحرية وحقوق الإنسان في التعايش بسلام من أجل إعادة برنامج الأسرة، الذي ألغي في عهد الإمامة وخلفه الرئيس السابق علي صالح، كما لم أستطع وقف انتهاكات ضد أسرتي وتراخي الأجهزة الأمنية بضبط الشباب المخل بالحقوق الفردية للمرأة المهمشة”.
واختتم بقوله: “على الرغم من كل هذه الانتهاكات، فأنا متفائل من إنصاف القضاء بعد أن دخلت قضية ابنتي النيابة العامة بالتربة بتعز، في فبراير2015م”.
من جانبه قال الناشط الحقوقي عمار الاصبحي: “هناك زيادة في الوعي لدى النساء في هذه الشريحة وتعتبر التربة من المدن التي تتعايش فيها جميع الطبقات، وخاصة احترام حقوق الفتيات بشكل عام والمهمشات خصوصا، مؤكد أن رحيل الحكام المستبدين ستؤتي ثمارها في نهاية المطاف وأنصاف المرأة الريفية”.