(المرأة الموظفة) حلم يطمح له الكثير من الشباب.. هل هو تكافؤ أسري.. أم مصلحة يسعى لها الشاب

> استطلاع / نوارة قمندان

> مع ظهور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها في كافة نواحي الحياة، لجأ الرجل اليمني على وضع شروط عصرية لمواكبة عصر التكنولوجيا لشريكة حياته لتصبح خياره الأول والأخير بأن تكون امرأة موظفة وهو ما يعكس الفرق والاختلاف ما بين أهداف الرجال ونظرتهم في مواصفات زوجاتهم في الماضي والحاضر، ويعود السبب الرئيس إلى لجوء الرجال للاقتران والتزوج بالنساء الموظفات إلى الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها أفراد المجتمع اليمني والذي يعيش ثلاثة أرباع سكانه في فقر مدقع.
وازداد هذا الموضوع بالانتشار خلال هذه الفترة في ظل تدني الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي لا تبشر بوجود بصيص أمل يسير على نهج المواطن في هذه البلاد التي اتخذت الأوضاع فيها تنزلق إلى الهاوية في شتى مجالاتها الحياتية.

«الأيام» ناقشت أسباب لجوء الرجال للزواج في المرحلة الأخيرة من الزواج من الموظفات بشكل كبير بعد أن كان هناك عزوف كبير في الماضي من الزواج بهن فإلى الحصيلة.
رئيس قسم علم النفس في كلية الآداب سعيد على سعيد أعاد هذا الأمر لأسباب عدة أهمها “مرفق العمل والذي عادة يجمع مابين المرأة والرجل سواء أكانوا طلابا في الجامعة أو أي مرفق يعمل على المساعدة على ظهور مثل هذا الزواج حيث يختلق في العادة من هذه الاجتماعات في أماكن العمل اتفاق ما بين بعض الموظفين والموظفات وتوافق فكري، ويعتبر هذا النوع من الزواج موفق لوجود التوافق الفكري أيضاً لدى الطرفين، حيث تكون الحالة المادية والفكرية في هذه الحالة أفضل وذلك لوجود عمل مشترك، أما عندما تكون المرأة (ربت بيت) فحينها تكثر المتطلبات والتي عادة تخلق الكثير من المشكلات، ولهذا يجب أن تكون المرأة متحررة اقتصادياً ليكون لها دور فعال في بناء المجتمع، ومن هنا فأنا من مؤيدي زواج الموظفات في حالة واحدة هي إن استطاعت المرأة التوفيق بين العمل والمنزل ولا تُقصر في أحدهما وذلك لأن التقصير في المنزل يترك انطباعاً سلبياً حال تقصيرها في المنزل، وخاصة إن وجد الأطفال فإن هذا التقصير يؤثر كثيراً على مستواهم الدراسي مسببةً عقده نفسية تمنعه من الاندماج مع المجتمع”، مضيفاً “الأسرة هي أساس المجتمع وأساس الأسرة حنان الأم ورعاية الأب واندماج الطفل مع إخوته”.

** هذا الزواج يكثر بين أوساط المثقفين **
أما الدكتور مجيب الرحمن فقال: “لا نستطيع أن نقول بأن كل الرجال يرغبون بالزواج من الموظفات، هذه المسألة تعود إلى التوافق مابين الرجل والمرأة، ولهذا ليس بالشرط أن يكون انتشار هذا الأمر بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بل إن هذا النوع من الزواج يكثر بين أوساط المثقفين الباحثين عن التوافق الفكري، وهناك أيضاً من ينظر إلى المرأة الموظفة كعنصر مساعد وخاصة في ظل الغلاء التي تعيشه البلاد، وازدياد المتطلبات الكثيرة لدى المرأة”.
وأيد مجيب الرحمن مثل هذا الزواج بالقول: “لتستطيع المرأة أن تعتمد على نفسها في توفير متطلباتها يجب أن تكون موظفة، ومع هذا فإن هذا النوع من الزواج فيه الكثير من السلبيات والايجابيات ولكن في الأول والأخير التوافق والتفاهم بين الطرفين هو الأساس لاستمرار هذا الزواج”.

** لتحسين الوضع المعيشي **
من جهته قال أسامه محمد دكتور فلسفة: “تعتبر البطالة هي أساس ظهور وانتشار الزواج من الموظفات”، وموضحاً “الشباب دائما يبحثون عن المرأة العاملة بحكم التعاون فيما بينهما وقد يستغل هذا الزواج بغرض مصلحة وهنا يكون الزواج غير ناجح، ولهذا يجب أن يكون هناك اتفاق فيما بينهما قبل الزواج”، مضيفاً “إن الغرض الأساسي من هذا الزواج عند الكثيرين هو تحسين الحالة المعيشة وتوفير كافة المتطلبات الأساسية للمنزل”، ويشير الدكتور أسامة بأن المجتمع كان في الماضي يرفض مثل هذا الزواج وذلك لشهامة الرجل وغيرته الشديدة على زوجته ولكن اليوم بدأت بعض من العادات والتقاليد بالاندثار ليصبح هذا الزواج شيء طبيعي في وقتنا الحاضر”.
ويضيف حول هذا الموضوع الدكتور سيف عبدالقوي المتخصص في علم الاجتماع المعاصر بجامعة عدن “نظراً للتغيرات الجديدة والظروف الاقتصادية فإن الكثير من الشباب باتوا يشعرون أنهم بحاجة ماسة بالزواج والارتباط بامرأة موظفة، والهدف من ذلك لأجل التغلب على ظروف الحياة القاسية”.
وأشار إلى أن “التطور المدني والحضري وشيوع الأفلام والمسلسلات التركية والمصرية وغيرها من البرامج التلفزيونية التي أصبح يشاهدها المجتمع المحلي ولدت انطباعاً لدى الشباب الحاضر بتقليد ما يراها ويشاهده من فصول متصلة بهذا الموضوع”.
وأضاف سيف: “وبالرغم من الأخطاء والشوائب التي تشوب مثل هذه الحالات من الزواج، إلا أن الرجل يظل يبحث دائماً على عنصر المشاركة لبناء الأسرة وتربية الأطفال، وفي ظل عدم شعوره بالقدرة على توفير كافة متطلبات الأسرة، وهذا ما يدفعه إلى الاقتران من امرأة عاملة”.
واختتم تعليقه: “أنا شخصيا لست من يؤيد فكرة أن يرتبط الرجل بزوجة عاملة لأجل مرتبها، بل أشجع كل رجل يسعى للزواج بكل من تتوفر فيها العناصر والشروط الأساسية كزوجة، وهذا ما قد يسهم من القضاء على العنوسة والعزوبية”.

** الشاب يبحث عن مصلحته **
وللتعرف عن آراء الموظفات وربات البيوت حول هذا الموضوع، تحدثنا الأخت أنيسة أنور - ربة منزل- عن رأيها قائلة: “في الماضي وأثناء مرحلة دراستي عام 79، كانت الحكومة آنذاك تعمل على إعانتنا لنواصل دراستنا، وكنا يومها نستلم (مائة شلن) كمصروف شهري يخفف عنا الأعباء”.
وتتابع كلامها: “لهذا كان شبابنا في تلكم الفترة لا يفكرون بالزواج من موظفة، كما أن مرتب الشباب العامل أيامها كانت كفيلة بتغطية كافة مستلزمات الأسرة من مأكل ومشرب وغيرها من المتطلبات، أما الآن للأسف ليس هناك وجه للمقارنة في ظل هذه الأوضاع البائسة التي فقدنا فيها بصيص الأمل”.
وتشاركنا في الموضوع الأخت أميرة مقبل، وهي موظفة في القطاع العام، “كثير من الرجال يبني أحلامه على ظهر الموظفة، لاعتقاده بأن الارتباط بامرأة غير موظفة ستبدد الكثير من أحلامه ومصالحه”.
وتواصل: “كثيرون من الرجال أنانيون بطبعهم، في الوقت الذي تسعى فيه المرأة إلى تحمل مسؤولية الأسرة والحفاظ على بيتها، نجد في المقابل أن بعض الرجل يطمحون لتحقيق أحلامهم من خلال البحث على امرأة موظفة ومقتدرة يصعد على أكتافها، وبمجرد أن يذوق طعم النجاح يتخلى عنها بكل سهولة، ويذهب باحثاً عن زوجة أخرى”.
وتنظم إلينا الأخت ابتهال عبدلله، عاملة قطاع خاص، لافتة بدلوها إلى أن مع ظهور وسائل التطور والتكنولوجيا الحديثة، أصبح الكثير من الشباب يفكر بالزواج من امرأة عاملة وموظفة، بغض النظر عن سنها ومستواها الاجتماعي.
وتضيف: “ولاشك أن عامل الثقافة والانفتاح بين الطرفين، يعد من عوامل التكافوء في تأسيس علاقة زوجية وأسرية ناجحة، ويسهم من إعداد وإنشاء جيل واعٍ تربى على القيم والمبادئ وأكثر تفاعلاً مع المجتمع، لأنه وجد بين بيئة متكافئة وأبوين منفتحين ومثقفين”.

** ختاماً **
دائماً ما تفرض الحياة الاقتصادية والاجتماعية على المرأة الخروج من منزلها للبحث عن عمل ملائم ووظيفة تؤمن لها حياة كريمة لها ولأسرتها، ومازالت تواصل إصرارها قدماً على دق أبواب الأحلام المشروعة للعمل والاستقرار علها تصل يوماً إلى تقلد أعلى المراتب والمواقع الاجتماعية التي عملت وناضلت لأجل تحقيقها !!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى