ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم والبكم)..مواهب وإبداعات أهملتها الجهات المعنية ويجهلها المجتمع

> تغطية/ دنيا حسين فرحان

> الصم والبكم، هم الفئة التي تعجز عن الكلام والاستماع إلى الآخرين، وتكتفي في إيصال رسائلها ومحادثاتها للآخرين بالإشارة والإيماءات المختلفة والمعبرة، وهذه الإعاقات لا تعني بأن أصحابها عاجزون وأنهم فئة غير فاعلة، بل إن لكثير منهم مواهب وإبداعات يعجز الأصحاء عن تأديتها وإتقانها، مواهب وإبداعات تبهر الآخرين وتجبرهم على ترديد عبارة “سبحان الله الخالق” كلما رأوا ما يبهرهم من هذه الشريحة المجتمعية.
«الأيام» كان لها وقفة مع هذه الشريحة من خلال الحفل الذي أقيم أمس الأول بكلية الآداب - جامعة عدن، والذي تضمن الكثير من الفقرات المعبرة عن قدرات وإمكانات هذه الفئة وإصرارها بقوة وعزيمة على إثبات جدارتها وفاعليتها في المجتمع وبأنهم عناصر فاعلة ومنتجة لا كما يظن الآخرون، ومن هنا كان الحفل تحت عنوان (نحن هنا حتى وإن فقدنا الصوت).
شهد الحفل حضوراً فاعلاً وتفاعلا إيجابيا وفقرات متنوعة وهادفة، وعن هذا الحفل قالت الأستاذة هناء علي ناجي: “إن الحفل الخاص بهذه الشريحة كان رائعاً وجميلاً، ومن هنا أناشد الجهات المعنية بضرورة تقديم الدعم الكامل لهذه الفئة، وأن لا يقصروا ويهملوا في حقها، كما أطالب أفراد المجتمع بأن يقفوا إلى جانب هذه الشريحة ويمسكوا بأيديهم ويغمروهم بالحب والحنان والعطف، وذلك بهدف إشعار أفراد هذه الفئة بأنهم جزء من المجتمع”.
وأضافت: “نحن كمسؤولين في المؤسسة نسعى جاهدين لإظهار هذه الفئة وإبراز كل مواهبها، كما نقوم بقدر الاستطاعة لتوفير احتياجاتهم حتى وإن كانت بسيطة، ولهذا نتمنى أن يقف المجتمع معنا ونحقق كل ما من شأنه أن يخدم هذه الشريحة”.
المسئولة الإدارية في مؤسسة الرمز الثقافي سوسن أبو بكر دحمان تحدثت في الحفل عن هذه الفئة وكذا عن المؤسسة واحتياجاتها بالقول: “احتياجاتنا كثيرة ولا تكفي مثل هذه الاحتفالات لتظهر إمكانياتنا للعلن، نتمنى الدعم من المؤسسات المختلفة، وذلك لأن اليد الواحدة لا تصفق”، مضيفة: “إن المؤسسة ينقصها الكثير وتعيقها من تقديم خدماتها بالشكل المطلوب لهذه الفئة التي تحتاج إلى تعامل خاص فضلاً عن افتقارها للمدرسين المجيدين للغة الإشارة والمتدربين عليها ليسهل التفاهم مع هذه الفئة بكل سهولة، كما نتمنى أن تكثف الاحتفالات بهذا الخصوص والمشاركة فيها لنتمكن من فرض أنفسنا كفئة لها الحق في المشاركة والإبداع والظهور”.

من جهتها قالت المسؤولة الإعلامية في مؤسسة رموز فاتن بشير: “دورنا الإعلامي كبير في المؤسسة وذلك لإبراز هذه الفئة وعرض مواهبها المتنوعة التي تغفل فئات المجتمع الأخرى عنها، وما تزال وسائل الإعلام لا تقوم بواجبها تجاه هذه الشريحة بالشكل المطلوب حيث لا تسلط الضوء عليهم إلا في مناسبات قليلة، ولهذا نحن بحاجة لمزيد من الدعم والتكاتف لنستطيع توصيل رسالتنا إلى المجتمع بشكل مناسب”، وتضيف: “بصفتي المسؤول الإعلامي في هذه المؤسسة أحاول قدر المستطاع التنسيق بين المؤسسة والمسؤولين عن تنظيم مثل هذه الحفلات والالتحاق بها، وعمل كل ما يمكن فعله كي نكون جزءا من الحفل، فهذه الفئة تمتلك الكثير من المواهب والإمكانات، وما تزال دفينة ويجهلها الكثيرون للأسف، وبرغم كل ما نواجهه إلا أننا مستمرون في بذل مزيد من الجهد والتواصل مع الجهات التي يمكن أن تساهم في إبراز مواهبهم ومشاركتهم لمثل هذه الحفلات”.
**نتمنى الدعم**

مدير الأنشطة وائل محمد عبد الحميد (أصم) تحدث لـ “الأيام” عبر مترجمة للغة الإشارة بأنه كمسؤول للأنشطة يقوم بالرحلات الترفيهية للصم في إطار المحافظة وخارجها.. وتمنى عبدالحميد بأن تقام حفلات خاصة بالصم والبكم فقط وذلك لتكون لهم المساحة الكافية لعرض كل إمكاناتهم وقدراتهم بحرية كالرسم وعمل المجسمات والتمثيل، والرقص، كما تمنى أن تحصل هذه الشريحة على الدعم والرعاية بما يمكنهم من إقامة الحفلات والفعاليات وتحقيق أهدافهم”.
الأستاذة أعياد أحمد حزام (مدرسة للصم) تمنت بأن يكون لهذه لفئة مبنى خاص يضم كل فئات الصم والبكم بمراحلهم العمرية المختلفة ومعترف به من قبل الحكومة يحصل على حقوقه كمبنى حكومي له كيانه، كما تمنت بأن تسهل الإجراءات الخاصة بهذه الشريحة في التعليم، كأن يكون لهم منهجهم الخاص ليستطيع التواصل معهم ويصبح منهجا يدرس في المدارس، وكذلك أن يحصلوا على وظائف تتناسب مع وضعهم مع تسهيل الإجراءات الخاصة بهم لتمكينهم في المجتمع، كي يشعروا بأنهم عناصر فاعلة في المجتمع لا العكس”.
**خاتمة:
إن فئة الصم والبكم فئة أثبتت وجودها في المجتمع رغم قلة الإمكانات المتاحة لها وغياب الاهتمام المطلوب من الجهات المعنية، وكذا الصعوبات التي تواجههم كنقص المدرسين، والمدارس، والدعم المادي والمعنوي، وغيرها من الاحتياجات والتي يأتي في مقدمتها تخصيص مبنى شامل يضم كل من ينتمي لهذه الشريحة المجتمعية، والذي من شأنه أن يحقق لهم الكثير على مستوى حياتهم الشخصية والمادية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى