> خرجت تظاهرات شعبية حاشدة أمس في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظتي تعز وإب وسط البلاد دعما لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ورفضا للتمرد الحوثي.
وشهدت مدينة تعز تظاهرتين صباحا ومساء انطلقت الأولى من أمام مكتب التربية والتعليم بشارع جمال عبدالناصر وصولا إلى أمام مبنى المحافظة، ورفع المشاركون فيها صور الرئيس عبدربه منصور هادي ولافتات ترفض المليشيات المسلحة، وتؤيِّد الشرعية واستعادة الدولة، وتبارك موقف دول مجلس التعاون الخليجي المساند للشرعية الدستورية، فيما نددت الثانية بقمع الاحتجاجات السلمية واختطاف ناشطين.
وطالب المحتجون رئيس الجمهورية بـ“اتخاذ قرارات جدية لإنهاء التمرد الحوثي وسيطرة مليشياته على صنعاء والمحافظات وجميع مؤسسات الدولة”، كما طالبوا بـ“رفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح”.
ورددوا هتافات تؤيد الرئيس هادي وتندد بمليشيات الحوثي المتمردة منها: “يا هادي سير سير ونحن معاك للتحرير، يا حوثي يا غشاش لن تحكمنا بالرشاش، علوا الصوت علوا الصوت الشرعية والا الموت”.
ومساء أمس نفذ محتجون وقفة تضامنية مع الصحفي عزوز السامعي والناشط فارس فؤاد البناء المختطفين من قبل مليشيات الحوثي ظهر أمس في محافظة إب، وردد المشاركون هتافات منددة بمليشيات الحوثي المتمردة واختطافها للناشطين الشباب وانتهاكاتها لحقوق الإنسان وحرياته.
وكانت مليشيات الحوثي المتمردة قد اختطفت الصحفي عزوز السامعي والنشطاء فارس البناء وهشام الفقيه وعمار الحماطي ومحمد البيضاني ظهر أمس في محافظة إب أثناء عودتهم من منطقة السحول إلى محافظة تعز.
وعلى صعيد متصل دعا بيان صادر عن تكتل أعيان تعز كل مكونات المجتمع إلى التنبه لخطورة المرحلة، والعمل على تقارب الرؤى وتغليب مصلحة الوطن والاحتكام لصوت العقل، ونبذ العنف واتخاذ الحوار البناء المستند للثوابت الوطنية والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وقال البيان: “المرحلة التي يمر بها وطننا تعتبر أخطر المراحل التاريخية المعاصرة للوطن وتستوجب من كل القوى السياسية والشبابية، وكل مكونات المجتمع أن تدرك خطورة المرحلة، وتعمل على تقارب الرؤى، وتغليب مصلحة الوطن على كل المصالح الأخرى”.
وأكد بيان تكتل وجهاء وأعيان تعز أن “الرئيس هادي هو صاحب الشرعية الدستورية في الوطن”، وطالبه بـ“قيادة سفينة المرحلة الانتقالية إلى بر الأمان والاستفادة من أخطاء الماضي، والتعامل مع الجميع بعين سواء، مع الاستعانة بخبرات وطنية ذات تجربة ومشهود لها بالوطنية والإخلاص”، ويؤكد التكتل “رفضه للانقلاب على الشرعية، وما سمي بالإعلان الدستوري”.
ودعا بيان التكتل القوى المتحاورة إلى أن “تكون سندا للرئيس وفقا لرؤى وطنية واضحة، وتتجاوز كل خلافاتها، وأول الخطوات الجادة الاتفاق على مكان آمن ومناسب لجميع الأطراف لاستئناف الحوار، وما لم يترفعوا ويتعاملوا مع قضايا الوطن بمسئولية ووطنية عالية فإن الشعب لن يغفر لهم، والتاريخ لن يسامحهم”.
ودعا البيان جماعة الحوثيين (أنصار الله) إلى “المراجعة الذاتية، وتقييم تصرفاتهم والتحول إلى حزب سياسي وفقا للدستور والقانون، وأن يتخلوا عن فرض رؤاهم ومشروعهم بالقوة، وسحب كل مليشياتهم المسلحة من صنعاء وبقية محافظات الجمهورية، حفظا للسلم العام ووأداً للفتنة، والاعتراف بحق الآخر، فهم جزء من هذا النسيج اليمني، ولكنهم ليسوا كل اليمن”.
وأدان التكتل “كل ممارسات العنف ضد المسيرات السلمية وضد الصحافة والصحفيين”، مطالبا بـ“إطلاق كل المعتقلين بسبب آرائهم أو توجهاتهم السياسية”.
كما دان “الممارسات التي تستهدف السياسيين وتقيد حريتهم وتنقلاتهم، والتي كان آخرها احتجاز الدكتور محمد السعدي، وزير الصناعة المستقيل، وعبدالله نعمان، أمين عام الوحدوي الناصري، ومحمد قحطان، القيادي بتجمع الإصلاح”، كما يدين “الاعتداء على المعسكرات سواء من قبل القاعدة أو الحوثيين”.
وعبر بيان تكتل أعيان تعز عن “إدانته لما تعرضت له صحيفة “أخبار اليوم” ومؤسسة “الشموع”، واحتجاز طاقميهما، والسيطرة على المبنى من قبل المليشيات بصنعاء”، محذرا من “المساس بأملاك مؤسسة “الشموع” بشكل عام، والاعتداء على المطبعة الخاصة بها”.
وفي محافظة إب خرجت تظاهرة احتجاجية حاشدة استجابة لدعوة وجهها شباب في المحافظة للاحتجاج السلمي ضد الانقلاب الحوثي وسيطرته على المدن، ودعماً لشرعية الرئيس هادي.
وفي تكتيك جديد هذه المرة - تحسبا لقمع الحوثيين لها - خرجت المظاهرة من أمام مقر السلطة المحلية بدلا من ساحة “خليج الحرية” بعد أن تجمعت من أماكن عديدة، ثم عبرت شارع السائلة - مفرق ميتم - شارع تعز إلى أن وصلت “ساحة خليج الحرية”.
وطالب المتظاهرون بـ“إنهاء احتلال (مليشيا الحوثي) لمقرات الدولة، وإخلاء المحافظة من المسلحين الحوثيين وغيرهم، والإفراج عن المعتقلين في سجون الحوثي الخاصة”.
وردد المتظاهرون في المسيرة هتافات ثورية نددت بالانقلاب الحوثي، وقمع الاحتجاجات السلمية، وأكدت على عزيمة المحتجين العالية، وحتمية انتصار الشعب في معركته مع المليشيات: “لن ننكسر لن ننكسر، الشعب لازم ينتصر”، “على غيري على غيري، حل الزنة ولبسَ الميري”.
ورفع المتظاهرون صور عدد من ضحايا القمع الحوثي العنيف للاحتجاجات، بالإضافة إلى لافتات طالبت السلطات الرسمية بالاقتصاص من الجناة، واستعادة الدولة وظيفتها.
وتشهد المحافظة لأكثر من شهر حركة احتجاجات قوية شبه يومية مناهضة لجماعة الحوثي المسلحة، ومحاولتها السيطرة على الحكم بقوة السلاح، وتعرضت الاحتجاجات مؤخراً لقمع مسلحين عنيف، قيل إنهم حوثيون بزي أمني وعسكري، وصل إلى قتل محتج في العشرينات، وجرح واعتقال وتعذيب آخرين.
وفي سياق متصل تحدثت مصادر إعلامية عن اعتقال خمسة من الشباب المحتجين ظهر أمس في نقطة السحول في إب التي تخضع لسيطرة مسلحي جماعة الحوثي، واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وذكرت المصادر أن “الشباب (فارس البناء، عمار الحماطي، عزوز السامعي، محمد البيضاني، هشام الفقيه) كانوا ضمن المشاركين في تظاهرة إب الاحتجاجية المناوئة للحوثيين، وأن اعتقالهم جرى أثناء سفرهم باتجاه خط صنعاء مع مصادرة السيارة التي كانوا يستقلونها”.
وعلى الصعيد ذاته أكدت مصادر وثيقة لـ«الأيام» “أنه تم العثور (ظهر أمس) على عبوة ناسفة أمام مكتب المحامي والحقوقي البارز عبده ناشر الشجاع، الواقع مقابل مستشفى النصر بشارع تعز في إب، دون معرفة الجهة التي وضعتها”. وذكرت المصادر أنه “تم إبلاغ الأجهزة الأمنية بذلك، وأن أمنيين من المعمل الجنائي بمعية عناصر من اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي بالمحافظة حضروا إلى المكان، وقاموا بأخذ العبوة”.
والشجاع هو المحامي الموكل بمتابعة قضية مقتل الشهيد نصر الشجاع على ذمة المشاركة في الاحتجاجات المناهضة لجماعة الحوثي الإثنين الماضي برصاص مسلحين قال محتجون: “إنهم حوثيون يرتدون الزي الأمني”، وبحسب معلومات فإن “المحامي الشجاع كان قد تقدم بشكوى إلى النيابة العامة الأسبوع الفائت حمل فيها إدارة شرطة المحافظة مسؤولية قتل الشهيد نصر، وما يتعرض له المحتجون من قمع عنيف”.
وفي العاصمة اليمنية صنعاء خرجت تظاهرة حاشدة مناوئة لجماعة الحوثي ورافضة لسيطرتها على مؤسسات الدولة، ودعما لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادى الذى يمارس مهام منصبه حاليا من محافظة عدن جنوب البلاد.
وطافت المظاهرة في شارع الزبيرى وسط صنعاء، ورددت هتافات ضد الحوثيين وقمعهم للمظاهرات السلمية، ورفعوا شعارات تطالب بإنهاء ما وصفوه باحتلال الحوثيين للمدن وانسحابهم من صنعاء ومقاطعة الحوار مع الحوثيين.
وقد انتشرت اللجان الشعبية التابعة للحوثيين حول المتظاهرين بالأسلحة لإرهابهم وتفريقهم، كما شهدت محافظة إب وسط اليمن مظاهرة كبيرة دعما للرئيس اليمني.