> أن تفكر بهدوء يعني أنك تبدع وتقنع الآخرين بعدالة طرحك، وأن تفكر بصوت عال يعني أنك لا تصدر ولا تطرح إلا الضجيج والإزعاج لك دون سواك، ولهذا من الأفضل أن تفكر بهدوء، وبالتالي يجب التحرر من قصور فهم الأحداث والاستفادة من الطريقة التي فكر ويفكر بها هادي والاتعاظ من الطريقة التي فكر ويفكر بها الحوثي وجماعته، والاستفادة من الحضور الدولي والإقليمي كحراك سياسي إعلامي وتعامله بإيجابية ووطنية في إعطاء الصورة التوضيحية عن الفارق بين الثورة الجنوبية لتحرير الجنوب وإقامة دولته التي قدمت قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين وما زالت وهم مسجلون بالاسم والصورة وبين أزمة صراع قوى النفوذ على السلطة والثروة وتسبب ذلك في سقوط ضحايا تحت تأثير التغيير الذي لم يحصل أبداً.
ولهذا على هادي والأحزاب اليمنية معالجة القصور الفرضي والقصور الذاتي، وأن يعوا أن الوحدة ليست السلطة، وأن السلطة ليست الوحدة، وعليه التخلص من شبح صنعاء كونه متواجدا في عدن عاصمة الجنوب ولديه حرية القرار والتميز بين الصراع على السلطة والثروة وبين صراع وجودي لتحرير الأرض وإقامة الدولة المستقلة على كامل ترابها الوطني، وأن الثورة لديها استقلالية الرأي ولا ترغب أن تفرض عليها قناعات خارج أهداف الثورة مع احترامنا لقناعات العالم والاقليم الذين عليهم احترام قناعات شعب الجنوب العربي.
مع إدراكنا أن الرئيس هادي لديه القناعة الكاملة بعدم العودة إلى صنعاء حتى وإن قبل الحوثي بنقل الحوار إلى خارج اليمن أو العودة إلى صعدة فلم يعد للثقة مكانا فالنظرة العصبية المقيتة تجاه أي جنوبي مهما كان منصبه وإخلاصه هي نفسها.