انتهاء ولاية الرئيس الأفقر في العالم

> مونتيفيديو «الأيام» أ.ف.ب

> سلم الرئيس موخيكا الملقب بـ “بيبي” ويناهز الثمانين من العمر، والذي ادخل على هذا البلد الصغير الذي يضم 3,3 ملايين نسمة قوانين رائدة، الحكم في حفل هادئ إلى فاسكيز.
وادى فاسكيز اليمين الدستورية امام البرلمان بحضور رئيسة البرازيل ديلما روسيف ونظيرها الكوبي راوول كاسترو وقادة اقليميين آخرين.
ودعا فاسكيز في خطاب استمر 24 دقيقة إلى الحوار حول القضايا التي تواجه البلاد. وقال “بامكاننا وعلينا أن نحلل ونتحاور معا وباحترام حول المسارات الصعبة للتوصل إلى تأمين افضل تعليم عام من اجل شعبنا، لكي يكون لدينا رعاية صحية جيدة للجميع، ولتأمين مساكن محترمة”.
وبعد القسم، توجه الرئيس الجديد، بحضور مئات الاوروغويين، إلى ساحة الاستقلال قبالة مقر الرئاسة في وسط مونتيفيديو لتسلم وشاح الرئاسة من موخيكا.
وكان خوسيه موخيكا سابقا من الثوار وامضى نحو خمسة عشر عاما في السجن حتى نهاية النظام الدكتاتوري (1973-1985). وهو يعرف عن نفسه كنصير “الحرية” لكنه لم يتمكن من الايفاء بكل الوعود التي اطلقها في الحملة الانتخابية - بخصوص التعليم او البنى التحتية على سبيل المثال - الا انه عرف كيف يقلب النزعات المحافظة باقرار سلسلة قوانين اجتماعية رائدة على المستوى الاقليمي وكذلك العالمي.
ومن بين هذه القوانين التشريع بشأن الاجهاض والزواج بين مثليي الجنس، وبشكل اساسي التشريع الخاص بسوق القنب الهندي الذي كان مبادرة فريدة في العالم على مستوى دولة...وحتى اليوم يمكن القيام بصفة خاصة بانتاج عدد محدود من النباتات لاستهلاكها الشخصي.
اما فاسكيز، طبيب السرطان، فحاز على 53,6 في المئة من الاصوات في الانتخابات الرئاسية في 30 نوفمبر، ليترأس البلاد مرة جديدة. وكان فاسكيز انتقد بعض الاصلاحات التي قام بها موخيكا، ولا يخفي تحفظه لفكرة بيع القنب الهندي في الصيدليات.
ويترك موخيكا، “الرئيس الافقر في العالم” كما وصفته احيانا الصحافة الاجنبية بسبب نمط عيشه المتقشف ونفوره من البروتوكول، السلطة وهو يتمتع بشعبية كبيرة وصلت نسبتها إلى 60 في المئة.
وفي مقابلة مع صحيفة محلية الخميس، قال موخيكا أن “انه لا يزال هناك الكثير للقيام به، واتمنى أن تكون الحكومة المقبلة افضل من حكومتي وان تشهد نجاحات كبيرة”. وتابع “اصبحت رئيسا بأفكار مثالية، ولكن سرعان ما اصطدمت بالواقع”.
ويوم الجمعة قدم الاف الاوروغويين إلى وسط مونتيفيديو لتوجيه تحية اخيرة إلى “بيبي” موخيكا كرئيس للبلاد.
وتوجه الرئيس المنتهية ولايته الذي سيعود من الان فصاعدا إلى عضوية مجلس الشيوخ، إلى الجمهور قائلا بتأثر “لن ارحل، بل اصل، سارحل عندما الفظ انفاسي الاخيرة. فاينما كنت ساكون معكم شكرا ايها الشعب العزيز”.
ويتسلم فاسكيز الحكم في بلاد تواجه وضعا اقتصاديا اصعب مما كان عليه خلال ولايته الاولى في العام 2005. وبالرغم من أن البلاد تسجل عامها الاثني عشر من النمو الاقتصادي المتواصل مع انخفاض نسبة البطالة، الا انها تعاني اليوم من نهاية طفرة السلع العالمية.
ويزيد معدل التضخم اليوم نقطة واحدة عن هدف الحكومة المتمثل بما بين ثلاثة وسبعة في المئة، وذلك في وقت تشهد جارتا الاوروغواي، الارجنتين والبرازيل، تراجعا اقتصاديا.
وقال المحلل السياسي خورخي لانزارو لوكالة فرانس برس “ان شهرة موخيكا تلقي بظلالها على فاسكيز انه تباين دائم، تزاحم اصم، اثار انتقادات من جانب فاسكيز لجهة اسلوب موخيكا في الكلام والملبس”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى