«الأيام» تنفرد بنشر التقرير الكامل لخبراء لجنة العقوبات الأممية بشأن اليمن..صالح يسعى للثأر من أولئك الأشخاص الذين أسهموا في فقدانه السلطة

> نيويورك «الأيام» خاص

> تنشر «الأيام» على حلقات تقرير فريق الخبراء المكلف من لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي لتقصي الجهات والشخصيات المعرقلة للعملية السياسية في اليمن، والتي باشرت أعمالها في اليمن بموجب قرار المجلس رقم (2140) بتاريخ 15 يناير 2014م.
ويكشف تقرير فريق خبراء لجنة العقوبات الأممية عن خفايا ومسببات الأحداث التي شهدتها اليمن منذ توقيع الأطراف السياسية على المبادرة الخليجية وحتى اقتحام صنعاء من قبل الحوثيين، وتحديد الأطراف التي تقف خلف ما يعتمل في اليمن من إسقاط للدولة ومؤسسات الرئاسية والتشريعية والمدنية والعسكرية بشكل لم تشهده عاصمة عربية من قبل.
ولأهمية تقرير فريق خبراء لجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن تضعه «الأيام» بين أيدي قرائها.
78 -وتدعي مصادر عديدة بأن أحمد علي صالح قام بنهب أسلحة وغير ذلك من ممتلكات الدولة بعد فصله من منصبه كقائد للحرس الجمهوري. وتلقى الفريق وثائق، موجودة ضمن محفوظاته، من لجنة مؤلفة من كبار ضباط الجيش اليمني، تحدد الأسلحة التي نقلت إلى قاعدة ريمة حميد العسكرية الخاصة بعائلة صالح في سنحان. وتشمل هذه الأسلحة آلاف البنادق والمسدسات، وعشرات الرشاشات الثقيلة، ومدافع الهاون، وقاذفات آر بي جي، والبنادق القناصة، والقذائف الصاروخية سام 2 و سام 7 المضادة للطائرات. وتدعي مصادر الفريق كذلك عدم وجود أي سجلات تبين وجود تقرير بالتسليم مقدم من أحمد علي إلى خلفه يتضمن جردا بالأسلحة. وتلقى الفريق أيضا تقريرا يتضمن قائمة بالأسلحة التي أمر الرئيس صالح بتسليمها إلى الحرس الجمهوري في عام 2011. ولكن لم يقم أحمد علي صالح ولا أي من موظفيه بتوقيع وثائق تسليم تثبت استلامها، ولم تسجل الأسلحة قط في سجل الحسابات العسكرية. وتشمل هذه الأسلحة عدة آلاف من البنادق، ومئات البنادق القناصة الآلية، ومئات الرشاشات الثقيلة، وعدة آلاف من طلقات الذخيرة وقذائف آر بي جي من أنواع مختلفة.
79 -وفي وثيقة رسمية مؤرخة 18 يونيو 2014 نشرت على الإنترنت في 1 يوليو 2014، طلب باسندوة رئيس الوزراء السابق من أحمد علي صالح أن يعود إلى اليمن لتحديد مآل الأسلحة المفقودة. وكشف المصدر الإعلامي الذي نشر الوثيقة جانبا من تلك الأسلحة والمعدات، وهي كما يلي: 000 40 بندقية هجومية من طراز AK-47، و 000 25 بندقية من طراز M16، و 35 سيارة هامر، و 12 ناقلة أفراد مدرعة، و 12 مسدس (جلوك)، و 13 عربة لاند كروزر، و 10 مركبات من طراز فورد أربع منها مدرعة. وفي أغسطس اجتمع الفريق بأحمد علي صالح في صنعاء، وواجهه بهذه الادعاءات فأنكرها. ولا يعلم الفريق شيئا عن توجيهه أي رد رسمي إلى حكومة اليمن في ما يتعلق باستفسار الحكومة.
80 -وأشار العديد من المحاورين إلى وجود أدلة عديدة تشير إلى أن علي عبد الله صالح، على الرغم من خوضه ست حروب على الحركة الحوثية في شمال البلد بين عامي 2004 و 2010، فانضم إلى صفوف الحوثيين بهدف تدمير ممتلكات أعدائه ومعاقل سلطتهم، وبوجه خاص حزب الإصلاح الذي يمثله في المقام الأول علي محسن الأحمر وأسرة آل الأحمر. ووفقا لما ذكره المحاورون، فقد طلب علي عبد الله صالح في البداية من مؤيديه في أوساط الحكومة ودوائر الأمن والقبائل عدم التدخل لمنع قوات الحوثيين من تحقيق أهدافها. ومع تقدم الحوثيين، يزعم أن الرئيس السابق صالح قدم لهم الدعم المباشر بتزويدهم بالتمويل، وبرضوخ الحرس الجمهوري الذي لا يزال لصالح نفوذ كبير بواسطته، وبتقديم خبرتهم إلى الحوثيين. ويتجلى ذلك في أوضح صوره في الهجوم على عمران في يوليو 2014، وعلى العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014. وقد أوضح أحد المحاورين، في شهادة شخصية قدمها أمام الفريق، أن السيد صالح كان يسعى للثأر من أولئك الأشخاص الذين أسهموا في فقدانه السلطة في الفترة 2011-2012.
81 -وأبلغ كثير من المحاورين عن غياب الدولة الواضح أثناء النزاعات المسلحة. ويذكر أحد التقارير أن القائد العسكري المحلي انسحب من منطقة همدان بحجة أن النزاع فيها مجرد قتال بين الحوثيين وأعدائهم ولم تكن له صلة بالسكان المحليين. وفي أثناء الزيارة التي قام بها الفريق إلى صنعاء في يونيو، اشتكى عدد من المحاورين بأن الدولة والجيش، كانا يتصرفان “كالوسطاء” في النزاع الناشئ، بدلا من القيام بمهمتهما، وهي توفير الأمن والاستقرار للبلد وحماية السكان. وذكر محاورون آخرون أن الحكومة تعمدت عدم اتخاذ أي إجراء للدفاع عن الفرقة المدرعة 310، فلم ترسل التعزيزات إليه في الوقت المناسب. والمعلومات التي وردت عن أن الجيش لم يكن موجودا أثناء استيلاء الحوثيين على عمران، تؤيد المعلومات الأخرى التي تلقاها الفريق والتي تشير إلى أن قطاعات كبيرة من الجيش تدين بالولاء لعناصر النظام القديم، ولا سيما أحمد علي صالح، والرئيس السابق صالح، الذي أدى تواطؤه مع الحوثيين إلى انقلاب عسكري.
ب - الحوثيون
82 -نشأت حركة الحوثيين نتيجة لست جولات من الحروب خاضها الحوثيون ضد الحكومة بين عامي 2004 و 2010. وفي تلك الفترة، لم تكن لديهم خطة سياسية واضحة المعالم، فكانوا، من ثم، ضعفاء نسبيا من الناحيتين السياسية والعسكرية. وكان حضورهم آنذاك يقتصر على محافظة صعدة في المقام الأول، ولكن انتفاضة عام 2011 ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح غيرت الديناميات السياسية في البلد، ودفعت بالحوثيين إلى الساحة الوطنية. ويقال أن عدد أفراد الجماعة كان يتراوح بين 000 1 و 000 3 مقاتل في عام 2005، في حين تراوحت أعدادهم بين 000 2 و 000 10 مقاتل في عام 2009. وحسب مقابلة أجريت مع أحمد البحري، الخبير في شؤون الحوثيين، ونشرت في صحيفة يمن بوست (Yemen Post) في 10 نيسان/أبريل 2010، كان مجموع أتباع الحوثيين يتراوح بين 000 100 و 000 120 فرد، ويشمل ذلك المقاتلين المسلحين والموالين غير المسلحين. وبعض المصادر السرية تفيد الآن بأنهم يطالبون الحكومة الجديدة بإدماج نحو 000 75 مقاتل حوثي في الجيش والمؤسسات الأمنية.
83 -ولدى الحوثيين مقاتلون ملتزمون يعتقدون أن حربهم جهاد مرخص من عند الله، وتتوجب عليهم الطاعة المطلقة لقائدهم عبدالملك الحوثي. وعبد الملك الحوثي هاشمي ويُعتبر نسبه منحدرا من النبي. ويستخدم الحوثيون منابر إعلامية متنوعة، ولهم محطة تلفزيونية خاصة بهم (المسيرة، www.almasirah.tv) تبث برامجها من منطقة معقل حزب الله في بيروت.
84 -ووضع الحوثيون استراتيجية ليأخذوا بزمام المبادرة في عملية صنع القرار في اليمن بوسائل مختلفة، مثل المشاركة في الانتفاضة، وتشجيع مخيمات الاعتصام، وشن معارك عنيفة ضد وحدات الجيش والقبائل الموالية لتجمع الإصلاح، والتظاهر بالدخول في مفاوضات ووساطة واتفاقات هدنة، وأخيرا السيطرة على الحكومة والجيش والمؤسسات الأمنية. وقد قاموا، منذ انطلاقتهم في صعدة، بمهاجمة الجوف، واستولوا على عمران، وتوسعوا إلى الحديدة (غربا)، ومأرب (شرقا)، وإب، وتعز، فوسعوا بذلك نطاق منطقة آزال المقترح إدخالها ضمن الولايات الست التي سوف تتألف منها الدولة الاتحادية المقررة، وأصبحوا أقوى جماعة مسلحة في اليمن.
85 -واكتسب الحوثيون، خلال السنوات العشر الماضية، خبرة واسعة في القتال، وحصلوا على أعداد ضخمة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، بما في ذلك الدبابات والمركبات المدرعة. وقاموا أيضا، خلال النزاع المسلح الحالي، بنهب كمية كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة من الجيش اليمني، بما في ذلك عدد كبير من الدبابات. وتفيد التقارير بأن تسلح الحوثيين يرد من مصدرين إضافيين هما القبائل الحليفة وتجار الأسلحة. وتشمل المصادر من تجار الأسلحة، مصادر محلية ودولية، ومنها مثلا سفينة الأسلحة ”جيهان“ التي احتجزت في ميناء عدن في 23 يناير 2013، والتي يزعم أنها كانت تنقل أسلحة إيرانية إلى الحوثيين. وترد التفاصيل الكاملة عن هذه السفينة في الفرع الرابع - واو من هذا التقرير.
86 -وقد اكتسب الحوثيون أراضي وموارد إما باستخدام القوة أو بالتهديد باستخدامها. وأدى ذلك إلى توقيع القبائل المنافسة لهم اتفاقات هدنة لكي يكفل الحوثيون التزامهم الحياد في أي منازعات تنشب في المستقبل بين الحوثيين وقبائل أو أحزاب أخرى؛ ولكي ينشروا مقاتليهم وما يتصل بذلك من موارد إلى مناطق قتال جديدة. على سبيل المثال، وقعت قبائل بني صريم الموالية للرئيس السابق صالح اتفاق هدنة مع الحوثيين في 5 فبراير 2014. ويسر هذا الاتفاق انتقال الحوثيين إلى مناطق قتال جديدة. وينص الاتفاق على أن “على مشايخ وأعيان بني صريم تأمين الطرق من التقطع والاعتداءات على الحوثيين” (المادة 3) وأن على القبائل “ألا يفتحوا على المجاهدين أي شر أو عدوان من بلادهم ولا يعتدوا هم على المجاهدين [الحوثيين]، ويسري ذلك بالمقابل على الحوثيين“ (المادة 4).
87 -ونتيجة لذلك استولى الحوثيون على مجمّع الحكومة ومدرستين في حوث، وأقاموا نقاط تفتيش، وطردوا جميع الوحدات العسكرية من المديرية وأجبروهم على التوجه نحو عمران، واستولوا على مديرية ريدة شمال عمران، ثم واصلوا تقدمهم في محافظة عمران.
88 -وفي وقت لاحق من الشهر نفسه، أبرم الحوثيون اتفاق هدنة آخر مع قبائل أرحب الموجودة في جنوب شرق عمران. وكان ذلك بعد فترة من القتال العنيف سقط فيها مئات المقاتلين والمدنيين بين قتيل وجريح.
89 -وفي مارس 2014، وقّع الحوثيون اتفاق هدنة مع شيوخ القبائل الموالين للرئيس السابق صالح في مديرية همدان جنوبي عمران، وهو اتفاق مماثل للاتفاق الذي وُقع في وقت سابق مع قبائل أخرى. وبعد ذلك بوقت قصير، وقّع الحوثيون اتفاقا لوقف إطلاق النار مع قبائل السماح في مديرية آنس، محافظة ذمار. ووفقا لما ورد في شهادة شخصية قدمت للفريق، يعتقد أن علي عبد الله صالح قد توسط في هذه الاتفاقات وأنه رتب لمرور الحوثيين بأمان عبر أراضي قبائل بني سفيان شمالَي عمران.
90 -وعلم الفريق من مصدر سري أن أنصار صالح كانوا أيضا يساندون الحوثيين أثناء مظاهراتهم في صنعاء، وأن أهم دعم قدم لهم هو ذلك الذي قدمه علي عبد الله صالح وحزبه، ولولا هذا الدعم لما نجح الحوثيون في جهودهم. وأفيد أن عددا كبيرا من أنصار صالح الذين أقاموا معسكرا على أراضي قصره شوهدوا وسُمعوا وهم يصيحون ويهتفون: “بالروح، بالدم نفديك يا علي”، إشارة الى الرئيس السابق. وقامت محطة تلفزيونية خاصة يملكها أحد أنصار صالح الرئيسيين بتغطية واسعة لهذا الحدث اليومي.
91 -وعندما يبسط الحوثيون سيطرتهم على منطقة ما، يستعيضون عن سلطات الدولة بسلطات موالية لهم. على سبيل المثال، في مارس 2011، استولى الحوثيون على صعدة وعينوا فارس مناع، تاجر السلاح المعروف، محافظا عليها. ووفقا لشهادة قدمت شخصيا إلى الفريق، ووسائط إعلامية مفتوحة، استولوا على عمران في 8 يوليه 2014، واستبدلوا المحافظ الموالي لحزب التجمع اليمني للإصلاح بالأمين العام للمجلس المحلي ناصر المخلوصي بصفة محافظ بالنيابة.
92 -وفي أعقاب استيلاء قوات الحوثيين على صنعاء، وسعت نطاق سيطرتها لتشمل المطار الدولي. ووفقا لمصدر سري، ونتيجة لتصرفات تلك القوات في المطار، أرسلت دولة عضو رسالة إلى وزارة الخارجية اليمنية احتجاجا على سوء المعاملة والابتزاز الدائمين اللذين يتعرض لهما الدبلوماسيون التابعون لها على أيدي قوات الحوثيين أثناء أداء مهامها الرسمية في مطار صنعاء. وعلم الفريق أيضا من مصدر سري أن قوات الحوثيين تتدخل في كل المهام التشغيلية في المطار، بما في ذلك مراقبة كشوف رحلات الركاب، واعتقال خصومهم سواء عند دخولهم البلاد أو مغادرتهم إياها، ومراقبة حركة الطيران، وفحص الأمتعة الدبلوماسية. وأُبلغ الفريق من مصدر سري آخر عن حادث ركض فيه أفراد من قوات الحوثيين على مدرج المطار وأطلقوا قذيفة آر بي جي على طائرة تابعة لإحدى دول مجلس التعاون الخليجي في محاولة لمنعها من الإقلاع، لكن القذيفة لم تصب هدفها لحسن الحظ.
93 -وفي 21 سبتمبر 2014، استولت قوات الحوثيين على صنعاء وبسطت سيطرتها على جميع المؤسسات والمباني الحكومية، بما في ذلك البنك المركزي ووزارة النفط. وتسيطر مجموعتان الآن على العاصمة بالوكالة عن الحوثيين وهما: “اللجان الثورية”، التي تتألف أساسا من مسلحين حوثيين، و “اللجان الشعبية”، التي تتألف من مزيج من حلفائهم ومؤيديهم في المناطق المحلية. ويمتد نفوذ المجموعتين كلتيهما إلى أعلى مستويات الحكومة. وفي 7 ديسمبر 2014، على سبيل المثال، عين الرئيس هادي العميد حسين خيران رئيسا لهيئة أركان الجيش. ورفض الحوثيون هذا التعيين وطالبوا بإلغائه وبأن يحل واحد من ثلاثة ضباط من ترشيحهم محل العميد خيران. ومنعوا أيضا رئيس هيئة الأركان المعين من الوصول إلى مكتبه وتولي مهام منصبه. وقد حُلت هذه المشكلة بتعيين العقيد زكريا الشامي (ابن يحيى الشامي، ممثل الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل) نائبا لرئيس هيئة الأركان، وهو ما يمكّن الحوثيين من فرض الرقابة على جميع القرارات التي تُتخذ في مقر قيادة الجيش اليمني. وفي حادث منفصل وقع في 16 ديسمبر 2014، دخل القائد العسكري الحوثي أبو علي الحاكم (YEi.002) مكتب صخر الوجيه، محافظ الحُديدة، وطالبه بترك منصبه، وتم تنصيب حسن الهيج خلفا له. ويُزعم أن سبب ذلك هو أن المحافظ السابق رفض إدراج 000 4 من المسلحين الحوثيين في قوائم الرواتب التي تدفعها المحافظة. وندد وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب سيف بالإجراء الذي اتخذه الحوثيون واعتبره إجراءً غير شرعي.
ج -تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية
94 -تأسس تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في عام 2009 بعد توحيد المنتسبين إلى تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية واليمن تنفيذا للاستراتيجية الكبرى التي وضعها تنظيم القاعدة للانتقال إلى الجهاد على الصعيد المحلي. وردا على ثورات الربيع العربي التي حدثت في عام 2011، أنشأ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية جماعة أنصار الشريعة في عام 2011 لإعادة توجيه أنشطته محليا كحركة شعبوية. ووفقا لما ذكره مسؤول يمني كبير، حاولت جماعة أنصار الشريعة أن تتواصل مع القبائل وتكسب تأييدها، ونجحت في ذلك مع القبائل الصغيرة القليلة الموارد، خاصة في المناطق الواقعة على طول الساحل الجنوبي مثل جعار وزنجبار، حيث تقل أهمية التقاليد القبلية. وفي عام 2011، في أعقاب انسحاب القوات اليمنية الموالية للرئيس السابق صالح (على نحو ما يرد تفصيله في الفقرة 75 أعلاه)، استولت جماعة أنصار الشريعة على مدينة جعار وغيرت اسمها إلى إمارة وقار. وظلت جماعة أنصار الشريعة تسيطر على هذه المدينة وعلى أربع مدن أخرى في محافظة أبين ومحافظة شبوة المجاورة لمدة تزيد عن عام قبل أن يتم طردها من معظم المناطق على أيدي الجيش وإن كانت لا تزال تحتفظ بوجود لها في المنطقة.
95 - ويظل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية موجودا أيضا بقوة في المحافظات الجنوبية الشرقية، ومنها أبين وشبوة وحضرموت ومأرب والبيضاء، ويسعى إلى اقامة دولة اسلامية على أساس أيديولوجيته وقناعاته. ومن هنا، فإن كل من له معتقدات دينية مخالفة يصبح مستهدفا لدى تنظيم القاعدة. ويهاجم تنظيم القاعدة كذلك المرافق العامة والمواقع الأمامية للجيش، ونادرا ما يشتبك في مواجهات مباشرة، إذ يشن، بدلا من ذلك، هجمات كر وفر، فيقتل أعداءه ثم يعلن مسؤوليته في أشرطة صوتية.
96 -وذكر العديد من كبار المسؤولين اليمنيين الذين اجتمع بهم الفريق أن تمويل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يتأتى أساسا من مدفوعات الفدية عن الأجانب المختطفين ومن نهب المصارف. وهناك حادثٌ رواه للفريق أحد كبار محاوريه في الجنوب يتجلى فيه التحدي الذي يواجَه في مكافحة تزويد التنظيم بالأموال. ففي منتصف عام 2014، تلقى مكتب لصرف العملات في مديرية لودر (محافظة أبين الشرقية) حوالة مالية قدرها 000 400 ريال سعودي (000 110 دولار) من مكتب لصرف العملات في صنعاء. وزُعم أن هذه الأموال استُخدمت لدفع رواتب أعضاء تنظيم القاعدة المحليين، وأجرى موظف في الفرع المحلي لمكتب الأمن الوطني تحقيقا بشأنها. وفي أثناء التحقيق، اشتبك ضابط التحقيق مع ناشط من أفراد التنظيم وهو يقوم بسحب الأموال، وقُتل الاثنان في المواجهة التي تلت ذلك. ووفقا لما ورد عن مصدر سري، لا توجد معلومات عن نتائج أي تحقيق مالي للتأكد من هوية الجهة التي أودعت الأموال أو أجرت المعاملة الأصلية في صنعاء، أو الجهة التي نظمت الصفقة.
97 -ووفقا لما ذكره ضابط عسكري كبير، يحصل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على أسلحته أساسا بنهب المباني العسكرية والأمنية، مثلما حدث في أبين وشبوة في الجنوب في عام 2011، وفي مديرية سيئون في حضرموت في عام 2014، بالإضافة إلى ما يستطيع التنظيم الحصول عليه من السوق المحلية المفتوحة والمتنوعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى