النرويج تستأجر (زنزانات فاخرة) لسجناءها في هولندا بـ 25 مليون يورو

> لاهاي «الأيام» أ.ف.ب

> رؤية منقشعة وحديقة وقن للدجاج.. جزء من الامتيازات التي قد يخسرها نزلاء سجن في شمال هولندا بعد استئجار اوسلو “زنازين فاخرة” فيه لايداع معتقلين نروجيين في مقابل 25 مليون يورو، ما دفع بهؤلاء السجناء الهولنديين الى مقاضاة حكومتهم.
وينص اتفاق وقعه الاثنين وزير العدل الهولندي فريد تيفن ونظيره النروجي اندرس انوندسن على تأجير هذه الزنازين في سجن نورغرهافن لفترة ثلاث سنوات بهدف تقليص فترة الانتظار في النروج حيث ينتظر حوالى 1300 شخص فرصة تمضية عقوبة.
وفي حال نقلهم الى سجن “عادي” لاستبدالهم بنظراء نروجيين، فسيتعين على السجناء الهولنديين اخلاء المكان الذي وصفته وسائل اعلام هولندية بـ”الزنازين الفاخرة”.
وقالت هيتي كريميرز محامية 17 على الاقل من هؤلاء السجناء المعتقلين لفترات تراوح بين 10 سنوات ومدى الحياة، في تصريحات لوكالة فرانس برس “انهم لا يريدون نقلهم من مكان الى اخر”.
كذلك فإن اقرباء السجناء النروجيين غاضبون بدورهم: اذ ان هذا الاتفاق ينص على نقل 242 سجينا الى بلد اخر يقع على بعد مئات الكيلومترات من اوسلو. وفي نورغرهافن، السجن ذو المبنى القديم مع الحجر الاحمر ، يمكن للسجناء الذين يقضون عقوبات طويلة زرع الخضار وتربية الدواجن والطبخ وخصوصا التأمل بالطبيعة الخلابة في الجوار. وأضافت المحامية ان هذا المنظر يحدث “كل الفرق بين الحفاظ على الرابط مع العالم الخارجي او قطعه، خصوصا بالنسبة للذين يقضون عقوبات بالسجن مدى الحياة”، قائلة انها تتوقع صدور حكم في الموضوع اعتبارا من يوم الجمعة. كذلك يستفيد سجناء نورغرهافن من “غرفة للترفيه” وبامكانهم اختيار لون الجدار في الزنزانة كذلك لديهم امكانية مشاهدة التلفزيون مع 55 قناة متاحة امامهم، وفق وسائل الاعلام الهولندية.
وفي النروج، عائلات السجناء ونقابات حراس السجون يعارضون ايضا هذا الانتقال.
وقالت هاني هامسوند رئيسة اتحاد ممثلي عائلات السجناء لوكالة فرانس برس “لدينا شكوك قوية ازاء هذا الاتفاق لأننا نعتبر انه ينتهك مبادئ اساسية عدة اولها مبدأ القرب الجغرافي من العائلة خلال فترة الاعتقال”.
واعتبرت ان “الاتفاق ينسف امكانية حفاظ الاقارب على اتصالات دورية مع المعتقل وقدرتهم على ذلك”، على الرغم من أن السجناء الذين لهم ابناء ليسوا معنيين بموضوع نقل موقع الاعتقال. الا ان السلطات النروجية تؤكد مع ذلك ان المسافة بين العاصمة وشمال النروج اكبر من تلك الفاصلة بين العاصمة النروجية وهولندا.
ولفتت هامسوند الى ان “الجميع ليسوا من سكان اوسلو”، مضيفة “ما اريد قوله هو أننا عندما يكون لدينا فرد من العائلة معتقل في هولندا، يجب علينا ان نتوجه الى اوسلو ونستقل الطائرة الى امستردام ثم الانتقال بالحافلة لثلاث ساعات، وعلى الارجح قضاء الليل في المكان قبل القيام بالطريق نفسه لكن في الاتجاه المعاكس”. وأكدت أن “هذا كله ينطوي على كلفة كبيرة ويرغم الاقارب على التغيب لايام عدة عن عملهم لمجرد انهم يريدون زيارة السجن”.
هذا الاتفاق الذي يتعين حصوله على موافقة برلماني البلدين، ينص على وصول 242 معتقلا نروجيا الى سجن نورغرهافن في الاول من سبتمبر 2015. وسيتم تطبيق القانون النروجي على السجناء الذين سيراقبون من جانب حراس هولنديين يقودهم شخص نروجي.
وتتوقع هولندا ان تفرغ 700 زنزانة في سجونها من شاغليها خلال السنوات الخمس المقبلة. وتؤوي البلاد 550 سجينا بلجيكيا منذ العام 2010 في سجن بمدينة تيلبورغ في جنوب البلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى