العلاقة بين الأستاذ والطالب الجامعي..يرى البعض أنها مازالت قائمة فيما يؤكد الآخرون أنها ضعيفة إن لم تكن منعدمة

> استطلاع/محمد العزعزي

> يجري الحديث في هذه الفترة حول قلة الأساتذة المتميزين لتأهيل الشباب الجامعي في تعز وتقديم المعرفة، والإسهام في تنمية المُجتمع وتطوير النشاطات الجامعية، وتحفيزها، وتعزيز دور الجامعة، لكي تُعطي النتائج المرجوة للوصول والارتقاء بنشاطاتهم وعطائهم المعرفي.
ولا شك أن تقييم التميز في البحث العلمي، والاستشارات وخدمة المُجتمع، يُمكن تحديده من خلال العطاء كماً ونوعاً بشكل موضوعي سليم.
«الأيام» قامت بجولة استطلاعية لكليات فرع جامعة تعز بالتربة والتقت بعدد من الأساتذة والطلاب وذلك لمناقشة واقع العلاقة بين الأساتذة في هذه الكليات وطلابهم وخرجت بالحصيلة الآتية:
آراء متباينة وأخرى نقيضة لها، فهناك من ينظر للعلاقة القائمة بين الطالب والمدرس علاقة معدومة ومختلة ويشوبها الكثير من الشوائب والاختلافات، كما أن هناك آراء ترى بأن العلاقة يحددها مستوى فهم ووعي المجتمع وأبنائه، يقول عبدالجبار الأصبحي - نائب العميد لشؤون الطلاب - عن هذه العلاقة: “تختلف العلاقة بين الطالب والأستاذ وفقاً للثقافة والمستوى العلمي لكل منهما، ومن هنا لابد أن تكون العلاقة طبيعية مع الطلاب خلال مراحل التدريس، والمؤسف أنه لا يوجد في الجامعات اليمنية مرشد أكاديمي، بالإضافة إلى قلة عدد الساعات المكتبية لمعالجة قضايا الطلاب وتكوين علاقة إيجابية تترسخ في ذهن الطالب في حياته العملية”.
نداء الدبعي - كلية العلوم الطبية المساعدة - قالت: “الأستاذ الجامعي له دور مهم في بناء شخصية الطالب، ولابد أن توجد علاقة إيجابية يسودها الحب والعطف والاحترام والثقة المتبادلة”.
أما مازن سلطان إبراهيم - معلم الحاسوب - فقال لـ«الأيام»: “داخل الحرم الجامعي لا توجد علاقة قوية بين الأساتذة والطلاب، فالكل غير مدرك بأن الجامعة هي جزء من الوطن، ويتم الإنفاق عليها من أموال الشعب، وعلى الأستاذ الجامعي أن يحتوي الطلاب ويتواصل معهم لتذليل الصعاب أمامهم، وهذه العلاقة مفقودة تماما”.
**علاقة ود واحترام**
من جهته تحدث أحمد أحمد شمسان - كلية علوم الحاسبات وتقنية المعلومات - عن هذا الموضوع بالقول: “تقع على الطالب مسئوليات كبيرة في إدارة عجلة الإنتاج وتحقيق آمال وأهداف الوطن ويحتاج إلى توعية مستمرة والأخذ بيده، وذلك لأن الطالب عندما ينظر للمستقبل يصطدم بارتفاع معدل البطالة، كما يجب على الدولة إزالة الرؤية المظلمة لدى الطلاب بإيجاد فرص عمل للشباب لتشجيعهم على الدراسة”.
أحلام عبدالعزيز الأصبحي - مساعد طبيب - بدورها قالت: “العلاقة بين الطالب والأستاذ علاقة ود واحترامٍ وامتثال في تلقي العلم، وعدم التطاول على أستاذة العلم والمعرفة”.
وأضافت: “يتعامل الأستاذ مع الطالب الجامعي باحترام متبادل عن طريق الرغبة لا الرهبة، والسمو في إطار تلك العلاقة العريضة وإقرارها، والاتفاق على ملامحها العامة من قبل كلا الطرفين”.
**يجب أن تكون علاقة قائمة على الاحترام**
استراحة الطلبة بين المحاضرات
استراحة الطلبة بين المحاضرات

الدكتور ياسين الأديمي - نائب عميد المكتبات - هو الآخر أدلى بدلوه حول هذا الموضوع لـ«الأيام» قائلاً: “التعامل بين الأستاذ الجامعي والطالب يكون من منطلق الأبوة الحانية والمرونة في تحفيز الطلبة، ومكافآتهم وعدم معاقبتهم، ومساعدتهم، وبث الحماس فيهم، ومعاملتهم بشكل متساو وعادل، وإعطاؤهم الحرية لإبداء آرائهم بشفافية، بالإضافة إلى إمدادهم بزاد علمي ومعرفي يتوافق مع قدراتهم، وإكسابهم مهارات التفكير بكل كفاءة واقتدار”.
سمير المقطري - معيد بمركز خدمة المجتمع - من جهته قال: “يجب أن تكون علاقة الطالب الجامعي بأستاذه علاقة احترام ورغبة جادة في التعلم، وأن يتحلى بالحماس، والمشاركة الفعالة، وحضور المحاضرات في الوقت المخصص، والاستعداد الجيد لكل محاضرة، وطرح الأسئلة العلمية، ومقابلة جهود أساتذته بالعرفان والتقدير”.
**علاقة ضعيفة**
أما محمد عبدالله سلطان - طالب علوم إدارية - فقال: “يرسم الطالب لأستاذه الصورة السامية المثالية التي يتمنى كل طالب جامعي تحقيقها على أرض الواقع، والمنطوية على مجموعة من الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل من الأستاذ والطالب وجعلها نبراساً يضيء أطر العلاقة بينهم، ولكن للأسف نجد الصورة محاطة بإطار سميك من التردي والارتياب والشك، بل والسخط الذي أدى إلى تآكل وتصدع إطار العلاقة في الوسط الجامعي بسبب النظام القبلي العسكري المهيمنين على النظام الجامعي واستمرار التبعية للمركز الذي لا يريد لتعز أن تنطلق نحو مستقل أرحب”.
حمزة فؤاد سعيد مرشد - محاسبة - قال: “تردي علاقة الأستاذ الجامعي بطلابه منبعها عدم الإلمام التام بمتطلبات المادة، وقصور في الاستعداد والتحضير الجيد لكل محاضرة، والسبب عدم إبداء الطالب رغبة جادة في التعليم، والمشاركة الفعّالة داخل المحاضرات واقتصار الطموح على النجاح في المادة ونيل الشهادة”.
بدوره تحدث شهيد راشد العزعزي - المركز الأكاديمي والتعليم المستمر - بالقول: “تآكل العلاقة بين الطلاب والأساتذة سببه التعالي والاستبداد والسلطوية والفوقية، وعدم الإنصاف، والأسوأ من ذلك أن العديد منهم يعملون على استغلال سلطتهم الأكاديمية للإضرار بطلابهم لأسباب خارجة عن الأطر والمعايير وضعف في إعداد المحاضرات، وعدم بذل جهد في إعداد المادة العلمية، والغياب المتكرر لبعض أساتذة الجامعة”.
صلاح حسين صلاح - كلية التربية - قال: “من الضرورة بمكان خلق جسور متينة من التفاهم والثقة بين الأستاذ الجامعي والطالب، وإبداء قدر متبادل من الاحترام والتقدير، واستشعار كل طرف لمسؤوليته وواجباته المناطة به في ظل اللوائح والتقاليد الجامعية المتعارف عليها”.

وأضاف: “الحرية الأكاديمية تكفل احترام حقوق الجميع وتوفر للأستاذ المناخ المناسب لممارسة عمله في التدريس والبحث العلمي، وهي من أهم ضمانات استقلال الجامعات، وشرط أساسي لتمكينها من أداء رسالتها في خدمة المجتمع، وتعدّ من التقاليد الراسخة في العديد من الجامعات”.
**علاقة معدومة**
أما غفران أمين أحمد - كلية العلوم - فيرى أن “التعليم الناجح يتطلب توازناً بين الحرية الأكاديمية للأستاذ الجامعي وبين حقوق الطلاب في الحصول على المعرفة والمهنية في السلوك، وتوفير بيئة تعليمية ملائمة، وبناء علاقة صحيحة، يضمن الاحترام المتبادل والتفاعل الإيجابي بينهما بعيداً عن القهر والتلقين”.
نوار عبدالواسع السقاف - أستاذ الفيزياء - أشار إلى: “أن صيانة العلاقة بين الأستاذ الجامعي والطالب هي مسؤولية إدارة الجامعة، تتطلب توفير القنوات المناسبة والمحددة بوضوح لتلقي الشكاوى المتعلقة بالتعدي على حقوق الأستاذة أو الطلاب في أطرها الأكاديمية والقانونية التي تسمح بحرية التفكير وتصون الحقوق والحريات بين أعضاء المنظومة الجامعية”.
من جهته قال مدين سمير النقيب - قسم مختبرات: “الحرية الأكاديمية للأستاذ الجامعي ليست حرية مطلقة لأن لها حدوداً لضبط هذه الحرية بما يحفظ الحقوق، ولا أبالغ إذا قلت إن العلاقة المثلى بين الأستاذ والطالب باتت معدومة هذه الأيام، في بعض الأحيان يمارس الأستاذ الترسيب المتعمد فيعيش الطالب في حالة من الرعب واليأس، الأمر الذي من شأنه أن يدفعه إلى هجر الجامعة إلى غير رجعة، كما أن هناك حلقة مفقودة في العلاقة بين الطالب وأستاذه”.
**أخيراً:
تعددت الآراء ولكن الحقيقة واحدة، وهي أن الأستاذ والطالب طرفان أساسيان في العملية التعليمية، والتي لا يمكن أن تنجح ما لم تكن هناك علاقة تفاعلية تستند إلى أسس ومعايير أساسية تتعلق بشخصية الأستاذ وقدرته وكفاءته في جذب الطلاب إلى مادته الدراسية، وتحريك طاقاتهم الإبداعية، بالإضافة إلى بناء علاقات طيبة يسودها الاحترام والثقة المتبادلة.. فهل ننجح؟‏.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى